قد يكون لخروج الولايات المتحدة عن سياساتها طويلة الأمد في الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021) علاقة بالوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط التي تقف على مفترق طرق، وفقا لديفيد إل دامبر، في مقال بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy).

ومنذ أكثر من أسبوعين تمر المنطقة بوضع متفجر، في ظل مواجهة متواصلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بموازاة قصف متبادل بين تل أبيب وجماعة "حزب الله" اللبنانية.

وتهدد إيران، العدو الأول لإسرائيل، بالتدخل في المواجهة الراهنة، في حال تدخلت الولايات المتحدة، التي تحشد قدرات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط لصالح تل أبيب، في القتال بغزة.

إل دامبر قال، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "خلال رئاسة ترامب، اتبعت الولايات المتحدة عدة مبادرات دبلوماسية في الشرق الأوسط، بينها تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب (في 2020)، وقد اعتُبر هذا إنجاز مهم في المنطقة وخروج عن السياسة الخارجية الأمريكية السابقة".

وكثيرا ما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ثقته في أن عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يمنع من إقامة علاقات بين تل أبيب وعواصم عربية وإسلامية.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

اقرأ أيضاً

حرب إسرائيل وحماس.. هل تسمح لإيران بمحاصرة الدول العربية؟

قرارات مثيرة للجدل

"وتميز نهج إدارة ترامب أيضا تجاه الشرق الأوسط بقرارات مثيرة للجدل، مثل الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس (المحتلة)، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان (السورية المحتلة)"، كما أضاف إل دامبر.

وتابع أن "هذه التحركات أثارت انتقادات وقلقا لدى بعض الأطراف الإقليمية والدولية، واعتبُرت عوامل تزيد من تعقيد جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "منتقدين اعتبروا أن نهج السياسة الخارجية لإدارة ترامب يفتقر إلى استراتيجية شاملة ودقيقة تأخذ في الاعتبار الديناميكيات المعقدة في المنطقة والصراعات الطويلة الأمد".

و"أشار محللون إلى أن التركيز على الاتفاقيات الثنائية وتهميش القنوات الدبلوماسية التقليدية ربما يكون قد حد من إمكانية القيام بمبادرات سلام مستدامة أوسع نطاقا"، كما زاد إل دامبر.

وأردف أن "التغيرات المفاجئة في السياسة والخطاب الأمريكي في ظل إدارة ترامب ولدت حالة من عدم اليقين والتقلبات في المنطقة؛ مما قد يؤثر على ديناميكيات التحالفات الإقليمية والتوازن الجيوسياسي".

اقرأ أيضاً

إيران تحرك أذرعها ضد أمريكا.. قصف يستهدف سفينة قرب اليمن وجنودا في سوريا والعراق

دبلوماسية فوضوية

وضمن الانتقادات لقرارات ترامب، لفت إل دامبر إلى أن واشنطن اعترفت في 2020 بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهو "البوليساريو" منذ عقود، مقابل تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب.

وقال إن "ترامب لم يأخذ في الاعتبار السياق التاريخي لهذا النزاع قبل منح المغرب السيادة على الصحراء الغربية".

وتابع: "وعلى الرغم من نجاحها، إلا أن هذه الدبلوماسية المتسرعة والفوضوية في عهد  ترامب لم تكن مستدامة على المدى الطويل".

واعتبر أنه "من المنطقي أن الشرق الأوسط يقف مرة أخرى على مفترق طرق، مما قد ينهي كل إمكانية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الطامحة الجديدة".

إل دامبر مضى قائلا: "ونحن نعرف بالفعل ردود فعل العراق والسعودية والإمارات وغيرها على القصف المستمر للجيش الإسرائيلي في غزة، وهذا هو تأثير مثل هذه السياسة الخارجية المتسرعة".

وأدانت هذه الدول الغارات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة، لليوم السادس عشر على التوالي، على غزة حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وحتى الأحد، قتل الجيش الإسرائيلي 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصاب 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

وقبل اندلاع هذه الحرب، تحدثت الرياض وتل أبيب وواشنطن عن اتفاق مرتقب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

اقرأ أيضاً

ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة

المصدر | ديفيد إل دامبر/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ترامب المنطقة مفترق طرق إسرائيل حرب إيران الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

خلاف نادر بين واشنطن وتل أبيب بسبب الموقف الإسرائيلي بسوريا

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الأربعاء، عن بروز خلاف غير معتاد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب ما وصفته بموقف تل أبيب "العدائي" تجاه سوريا، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهدئة التوتر المستمر بين البلدين منذ عقود.

وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان: "أمريكا لديها حليف جديد في سوريا وتريد من إسرائيل الانضمام إليه" إن الإدارة الأمريكية عبّرت عن استيائها من التصعيد الإسرائيلي الأخير، معتبرة أن هذا النهج أصبح نقطة توتر نادرة في العلاقات بين الطرفين، التي عادة ما تقوم على دعم أمريكي ثابت لإسرائيل.

طائرات إسرائيلية تحلق فوق حمص وحماة وسط سورياالسعودية: دعم المملكة لجهود سوريا في إعادة بناء اقتصادهاوزير الخارجية الأمريكي: ازدهار سوريا رهن تعايشها السلمي مع جيرانهاالكونجرس الأمريكي يبحث إلغاء قانون قيصر المفروض على سوريا

ووفقاً للتقرير، وصلت المفاوضات الخاصة باتفاقية أمنية ترعاها واشنطن بين سوريا وإسرائيل إلى طريق مسدود، في الوقت الذي يضغط فيه ترامب على إسرائيل للقبول بتفاهم شبيه مع دمشق. وتشير الصحيفة إلى وجود مخاوف داخل إسرائيل من أن تؤثر سياستها تجاه سوريا على مستوى التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.

وشهدت أواخر نوفمبر تصعيداً ميدانياً عندما شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على منطقة بيت جن، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من دمشق، ما أسفر بحسب البيانات الأولية عن مقتل 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 25 آخرين. وقد سبقت الغارات مواجهات بين قوة إسرائيلية كانت تنفذ عملية توقيف وسكان محليين اعترضوا طريقها.

وبعد التغيير السياسي في سوريا نهاية عام 2024 وتولي الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، سيطرت إسرائيل على منطقة عازلة في الجولان جنوب البلاد، ونفذت عمليات عسكرية ضد ما تبقى من قوات الجيش التابع للنظام السابق.

 وبررت تل أبيب هذه الخطوات بأنها تهدف لحماية المستوطنات والمدن الشمالية ومنع وصول الأسلحة إلى السلطة الجديدة في دمشق.

وتشير وول ستريت جورنال إلى أن المفاوضات الجارية منذ أشهر بين الطرفين بشأن اتفاقية أمنية توقفت بسبب رفض إسرائيل سحب قواتها من المواقع التي سيطرت عليها جنوب سوريا، وهو مطلب رئيسي للشرع. 

وذكرت مصادر أن تل أبيب تدرس الانسحاب من بعض المواقع فقط مقابل اتفاق سلام كامل مع سوريا، وهو ما تعتبره الصحيفة أمراً غير مرجح في الوقت الحالي.

طباعة شارك الولايات المتحدة وإسرائيل سوريا سوريا وإسرائيل الجولان التصعيد الإسرائيلي في سوريا

مقالات مشابهة

  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • FP: جماعة الإخوان لا تزال غير إرهابية وحظرها سيعزز قمع أنظمة المنطقة
  • إطلاق شركة “وايزمِن الشرق الأوسط” في أبوظبي لتعزيز حلول الطاقة الذكية في المنطقة
  • عاجل. بارّاك: هذه لحظة ترامب في الشرق الأوسط وإيران هي العقبة وطبيعة المنطقة القبلية تمنع قيام دول كبرى
  • خلاف نادر بين واشنطن وتل أبيب بسبب الموقف الإسرائيلي بسوريا
  • الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات
  • خبير إسرائيلي يكشف: ترامب قادر على إجبار «نتنياهو» على التهدئة في الشرق الأوسط |فيديو
  • خبير سياسي يكشف 3 أسباب وراء رغبة أمريكا في التهدئة بغزة