صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@12:45:01 GMT

«مؤتمر المجانين».. السرد الحي وتشكلات المعنى

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

نوف الموسى (دبي)

أخبار ذات صلة دبي تستضيف مؤتمر جمعية الإمارات للأحياء الدقيقة السريرية 3 نوفمبر «طرق دبي» تنجز 72% من مشروع الطرق الداخلية في مناطق مرغم ولهباب والليسيلي وحتا

الاستمرار في الاحتفاء المعرفي والفكري والاجتماعي لانطلاق مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الـ14، بتنظيم من هيئة دبي للثقافة والفنون، يُعد ضرورة ثقافية تتجاوز فكرة المبادرات الصورية، لما له من قيمة إنسانية في تعزيز المشاركة المجتمعية، وإدراك تشكلات «المعنى» في البنى المجتمعية للأفراد من خلال سرد المتغيرات، ومجابهة التحديات المعاصرة، التي يشهدها الإنسان في العصر الحديث، ولا يُمكننا إغفال مفهوم عمل «المجموعة» وأهميتها التي تلقي بظلالها على منظومة الفرق المسرحية، فالكل يعمل من أجل الكل، وسط صعود صارخ لـ«الفردانية» التي رغم أهميتها أحياناً في بعض الحالات، إلا أن المسرح بطبيعته قادر على أن يوظفها، ويعمق دورها في إثراء وعي المجموعة ككل، فالشباب في مهرجان دبي لمسرح الشباب لا ينتجون فعلياً أعمالاً مسرحية فقط، بل يتدربون أيضاً على خلق مساحات تعبير لبعضهم بعضاً، تمكن كل شخص مشارك من أن يعبر عن ذاته الفنية وشخصيته ودوره، وإلا فسيكون العرض بذلك قد فقد قيمة أساسية فيما يمكن أن نطلق عليه «السرد الحيّ» للحياة.

 ومن هنا فإن العرض المسرحي الافتتاحي للمهرجان بعنوان «مؤتمر المجانين» للمخرج عبدالله الحمادي وتأليف د. محفوظ غزال والتابع لجمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح، جاء بمثابة بحث للقضايا الإنسانية في فضاء الصخب والعبث التكنولوجي، واستهلال مباشر للتساؤلات النقدية والبناء المعرفي حول ثقافة المسرحيين الشباب وأثرها في قراءة مشهدية الأداء الفني في المجتمع الإبداعي المحلي. ويمتلك المخرج عبدالله الحمادي، مخيلة بديعة قادرة على أن تتصور الحركة والجماليات في الفضاء المسرحي العام، وقد يكون ذلك ملحوظاً بدرجة نسبية باهتمامه المتمركز على السينوغرافيا في العرض المسرحي، وظهر هذا مسبقاً في مسرحية «دوبي» التي عرضت في السنة الماضية من عمر المهرجان، إلا أنه في اعتقادي من منظور متابع عام، أن اشتغاله كمخرج على النص المسرحي، وآلية سرد الحكاية في داخل العرض، ربما لا تزال تفتقد خيطها الرفيع القادر على أن ينسج التجربة الشعورية الجوهرية التي تربط بين كل تلك القصص الإنسانية المبعثرة التي قصد أن يطرحها بشكل عبثي وبنقلات سريعة، يعكس فيها أثر الفضاء التكنولوجي من جهة، وبعض التحيزات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي ربما ورطت إنسانيتنا في اشتباكات طاحنة بلا جدوى تذكر! وقد يحسب للعرض أنه قدم أربع شخصيات تعاني الجنون، ما يجعل الضياع والعبثية، وكذلك الحكمة في العرض قد تكون مبررة، إلا أن النص المسرحي بطبيعته مكشوف، وفقدان جوهره قد يكون جلياً، ولا يُمكن احتواؤه بحركة الممثلين أو حتى امتلاء الفضاء المسرحي.  
والحال أن «الثقافة المسرحية» وعلاقتها بالشباب؛ شكلت أحد الأسئلة المهمة في الندوة التطبيقية لمسرحية «مؤتمر المجانين»، حيث تساءل أحد المشاركين: لماذا لا يكتب الشباب نصوصهم المسرحية، بدل الاستعانة بكُتاب آخرين، وبالطبع لا مشكل في هذا الأمر عموماً، ولكن رصد الشباب لقضاياهم يقدم عادةً بعداً أعمق في التجربة المسرحية ككل، ووقتها جاءت إجابة المخرج عبدالله الحمادي، أنه على استعداد إذا ما رغب أحد الشباب في تقديم نصه، للاطلاع عليه ومحاولة تقديمه على خشبة المسرح. وهذه المداخلة تحديداً نقلتنا إلى أداة مسرحية مهمة على الشباب الاستفادة منها هي ما يمكن أن نطلق عليه «ورشة الكتابة الجماعية»، وهذه آلية معرفية تعزز علاقة المسرحيين الشباب ببعضهم بعضاً من خلال بناء قصص مسرحية مشتركة بدل استقبال النصوص الجاهزة، ما يسمح لهم أيضاً بقراءة أكبر مجموعة ممكنة من النصوص المسرحية للتعرف على طرق الكتابة، ويمهد لاستقبال واكتشاف مواهب شبابية جديدة. ولنا أن نتخيل كيف أن شخصاً ما يكتب جملة حواريه يكملها شخص آخر في المجموعة، فالتجريب الذي يعمد إليه المسرحيون الشباب من خلال المهرجان، بهدف التعلم والتطور، يتعين أن لا يكتفي بإيجاد حلول إخراجية وتمثيلية وإنما أيضاً اقتراح حلول في عالم الكتابة المسرحية، وخاصةً أن طبيعة المسرح تتيح العمل الجماعي المشترك.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان دبي لمسرح الشباب دبي

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”

البلاد – الخرطوم
تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.
وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.
اتهامات حقوقية ومحلية تتهم الجيش بارتكاب مذبحة
في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.
في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • تكريم المخرج المسرحي حسن عكلة في حمص
  • "الوهم" يواصل العروض المسرحية المجانية لقصور الثقافة بالغربية
  • مسرحية يُغمى فيها على الجميع
  • الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
  • شَبَه الكتابة بالطبخ
  • "سترة" لفرقة سوهاج المسرحية.. عرض يجمع الكوميديا والدراما ويكشف تناقضات الواقع
  • العرض المسرحى تاتانيا لفرقة احمد بهاء الدين المتخصص المسرحية على مسرح قصر ثقافة أسيوط
  • قصور الثقافة تقدم عرض "موعد مع أمس" ضمن الموسم المسرحي بكفر الشيخ
  • فرقة فارسكور تعرض "شخصيات ترفض نهايات مؤلف" ضمن عروض الموسم المسرحي
  • العرض المسرحى استدعاء ولى أمر لفرقة مغاغة المسرحية على مسرح قصر ثقافة أسيوط