85 % منه بالمنازل.. النقد المكتنز المعادلة الأصعب في إصلاح الجهاز المصرفي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
حدد المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، اليوم الإثنين (23 تشرين الأول 2023)، أولويات إصلاح النظام المصرفي وشروط تحققه.
وقال صالح للوكالة الرسمية، إن "الوظيفة الأساسية للجهاز المصرفي هي الائتمان المصرفي أو منح القروض وتقوم على رافعة أساسية تستهدف جذب الأموال المكتنزة من خارج الجهاز المصرفي وزجها بالقنوات المصرفية".
وأضاف "يمكن أن يؤدي الإصلاح المصرفي دورهُ الفعال في البحث عن الآليات المصرفية الميسرة التي تساعد في الوقت نفسه على تقوية النشاط الائتماني أو منح القروض، والسير بتمويل النشاط الاقتصادي على نحو أوسع دون تعثرات في السيولة المصرفية".
وأكد أن "ذلك سيحقق غاية الإصلاح المصرفي المركزية في بلوغ الائتمان الميسر المنخفض المخاطر ، عبر توافر الآليات الإصلاحية القادرة على انتظام تدفق الأموال داخل النظام المصرفي و نقلها من وحدات الفائض الاقتصادي (المدخرة و المكتنزة) إلى خارج الجهاز المصرفي لتصبح بشكل ودائع مصرفية تتوفر لها الحماية الكافية من مخاطر السيولة ثم تتحول بواسطة عمليات الائتمان أو الإقراض إلى وحدات العجز المالي التي تتطلع إلى الحصول على التمويل للقيام بالنشاط الاستثماري والاقتصادي"
ولفت إلى أن" المشكلة الجوهرية التي يعاني منها الجهاز المصرفي والتطلع إلى إصلاح ذلك الجهاز تكمن في السؤال التالي وهو: كيف تستطيع المصارف أن تقلب معادلة الاكتناز المتمثلة باحتفاظ الجمهور بنحو 85٪ من العملة المصدرة التي مازالت بشكل أرصدة مكتنزة خارج الجهاز المصرفي وتعد أرصدة خاملة غير فعالة، ولا تقدم اي خدمة مهمة للاقتصاد الوطني وأن جانبا منها يعمل بمخاطر ربوية اقتراضية عالية جدا؟".
ورأى صالح أن "من أولويات الإصلاح المصرفي هو العمل على قلب معادلة الاكتناز لتصبح معادلة ادخار تتدفق معها أموال الجمهور الفائضة بشكل ودائع مصرفية آمنة، ما يقتضي أن تتنافس المصارف على جذب الودائع وتقديم القروض على وفق متطلبات التسيير المصرفي التي يجب أن تعمل بها المصارف سواء أكانت حكومية أم أهلية".
وتابع مستشار رئيس الوزراء "لذا فإن أساسيات الإصلاح المصرفي هي أن تبحث المصارف عن الوسائل الكافية والفاعلة والمؤثرة التي تجذب الجمهور إلى فتح الحسابات المصرفية، لأن الحساب المصرفي هو من أساسيات الشمول المالي وتشجيع الأفراد بمختلف شرائحهم على الإيداع المصرفي، وبوسائل مشجعة كان تكون أولوية حصول المودع على الائتمان المصرفي أو التسهيلات المصرفية عند الحاجة قبل غيره لضمان تشجيع الجمهور على الإيداع المضاعف".
ونوه إلى"أنه لازال الجهاز المصرفي لا يتعاطى إلا بنسبة قدرها 15٪ من الكتلة النقدية المصدرة الى التداول حتى اليوم وهو ما يسمى بالتسرب النقدي خارج المنظومة المصرفية وهو من المؤشرات الأساسية التي ينطلق الإصلاح المصرفي من بين مؤشراتها".
وأشار إلى أنه "أولويات الإصلاح المصرفي تتحقق في توافر القدرة التنافسية بكسب ودائع الجمهور عن طريق تسهيل إجراءات الإيداع النقدي وإشاعة جو فعلي من الطمأنينة بأن الأموال المودعة مصانة بموجب القانون وأن شركة ضمان الودائع العراقية هي الحامي الأول للودائع ضد المخاطر المصرفية" .
وبين أن "الهدف الأول والنهائي لإصلاح الجهاز المصرفي سيبقى قائماً على سرعة تقديم الخدمات المصرفية الميسرة للنشاط الاقتصادي بأعلى درجات التيسير، فضلاً عن توفير الحوافز الإيجابية للجمهور بغية الإيداع سواء بالفائدة المصرفية المشجعة أو تسهيل طرق الإيداع والسحب ( الميسر والآمن) لأموالهم فضلًا عن حصولهم على القروض قبل غيرهم".
ولفت إلى أن "مجمل الإصلاح المصرفي الذي نتطلع إليه يقتضي البحث عن وسائل تجسد قدرة تحويل الأموال من وحدات الفائض المكتنزة للثروة النقدية (الجمهور) والعاطلة عن التوظيف والمكتنزة بالغالب لتنتقل إلى قوى الاستثمار التي تبحث عن الأموال لاستكمال دورة الدخل الوطني والمساهمة في النمو الاقتصادي من خلال منح الائتمان والسير بالنشاط الإنتاجي الحقيقي اللازم لاستدامة التنمية التي تتطلب في الوقت نفسه تمويلاً مصرفياً مستداماً مقترنا بإصلاحات مصرفية كشرط مسبق".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الإصلاح المصرفی الجهاز المصرفی
إقرأ أيضاً:
بعد الهجوم الإسرائيلي على طهران.. «سمير راغب»: المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذريًا
قال العميد سمير راغب، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذريًا بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، مشيرًا إلى أن السماء أصبحت مفتوحة فوق الأراضي الإيرانية، وهو ما يعكس اختراقًا غير مسبوق للدفاعات الجوية هناك.
وأضاف راغب خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري خلال برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الضربة جاءت بعد تمهيد طويل في سوريا ولبنان، حيث تم تحييد منصات الإطلاق والمخازن التابعة للحرس الثوري والميليشيات المتحالفة مع طهران، مؤكدًا أن العملية لم تكن مفاجئة من حيث التخطيط بل جاءت بعد سلسلة تحضيرات ميدانية.
وأوضح أن ما حدث يعد ضربة محدودة مقارنة بالقدرات الهجومية الأمريكية، لكنها تحمل رسائل استراتيجية حاسمة، خاصة أن واشنطن قدمت دعمًا لوجستيًا واضحا لإسرائيل، وشاركت بشكل غير مباشر في العملية، رغم إنكارها المشاركة العسكرية المباشرة.
وأشار إلى أن إيران اقتربت بالفعل من تصنيع القنبلة النووية، وهو ما دفع إسرائيل للإسراع بتنفيذ هذه الضربة، محذرًا من أن رفض طهران العودة إلى الاتفاق النووي قد يدفع الولايات المتحدة للدخول في الحرب بشكل مباشر.
وأكد العميد راغب أن الصواريخ الإيرانية التقليدية غير قادرة على التأثير الحقيقي في إسرائيل، وأنه خلال الساعات الأولى من الهجوم، خرجت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية من الخدمة تقريبًا مما كشف هشاشة البنية الدفاعية في مواجهة هجوم منظم.
وشدد على أن واشنطن مارست الخداع والمراوغة بشأن توقيت الضربة، وهو جزء من الحرب النفسية والتمويه العسكري، وهو ما أتاح لإسرائيل تنفيذ العملية بدقة وسرعة.
اقرأ أيضاًأستاذ بجامعة جورجتاون: هجوم إسرائيل على إيران تم بخداع استراتيجي أمريكي
خبير لـ «حقائق وأسرار»: السيناريو الأقرب هو رد فعل إيراني محدود ضد إسرائيل
قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد يتوعد إسرائيل بمصير مؤلم وتبعات مدمرة