أنا الآن أفضل حالًا يا صاح
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
ها أنا أعود لحياتي اليومية بعد مرض أصابني وألم اعتصرني خارت معه قواي، دون أن أجد نافذة أمل على الحياة، فالناس تدور في طاحونة الأيام لم يعد أحد يهتم بأمر أحد إلا ما ندر، صور القتل والدم وشكاوى الحياة وضيق العيش يحاصر الجميع.
بالكاد علقت قلبي بآخر ثمامة من الأمل وتجرعت ثمالة الصبر فلا مفر من استكمال مشوار الحياة حتى وإن كنت مثخنا بالجراح، ليس هناك أمامي وأمامك إلا أن نضع الأمر كله في يد الله، أن نترك له التدبير.
. أن نعيد فهم وصياغة علاقتنا به.. أن نحاول إصلاح أنفسنا عساه حينها أن يصلح العالم من حولنا.
أمسكت ورقة وقلمًا في محاولة لتهدئة روع نفسي وإيجاد حل لما تعيشه من مشكلات وضغوط وما يحيطها من مخاطر.. قررت أن أخصص جزءً من وقتي للعمل عند الله بما لدي من كلمة طيبة.. بربتة على قلوب الموجوعين.. بالسعي للتخفيف عن ما حولي ولو بابتسامة.. بالحديث عمن حولي عن الله وعن عطاياه وعن حكمته وعن حسن الظن به.. ثم قلت لنفسي عليك أن تجابه نفقاتك بالاقتصاد ليس فقط في الأعباء المادية ولكن في النفسية في الاختلاط.. في السير مشاوير بدون هدف.. في حديث لا طائل منه.. في جدال لا يفيد.. في أمنيات بعيدة صعبة المنال.
بدأت أهدأ قليلا وأطمئن ثم واجهت القلق.. نعم واجهته فلم اعد أفكر كثيرا في الغد كل ما يشغلني هو أن تمر تلك اللحظة التي أعيشها بسلام.. كان ما مضى صعبا وقاسيا لكنه مر.. مر افضل مما كنت أظن.. لم يتركن الله.. لماذا إذا أنا خائف الآن من أن يتركني! لماذا ينازعني الشيطان في رضايا وثباتي وإيماني؟ لماذا اخاف وقد عشت الخوف حتى آخره.. حتى تخلصت منه؟.
أدركت أن قضاء الله نافذ لا محالة فلماذا القلق!.. اليس من الأفضل التمرن على الرضا!.. الست فيها عابر سبيل لماذا إذا لا اتخفف؟ لماذا لا استمتع بالقليل وافرح بما لدي واستبشر بما هو قادم؟ لماذا أجادل في المعطيات وربي يعطي إذا شاء بغير حساب؟..فقط كل ما علي فعله هو أن احاول ان اكون إنسانا يعترف بضعفه وتقصيره ويسال الله العون ويعرض عليه حاجته.. يحادثه.. يطلب منه.. يلح عليه.. يرضى إذا منحه ويرضى إذا منعه.
أنا الآن يا صاح أفضل حالا، أتألم لآلام الفلسطينيين لكني أدرك أن الله يرى ويسمع وأن وعده لكل المظلومين حق وأنهم في اختبار هيأهم له الله لذا يتحملون اقدارهم بثبات.. وإذا لم يكن في يدي شئ ففي قلبي صدق مشاعر وعلى لساني كلمة حق وروحي ترفض الظلم والفساد والطغيان.. أن تبقى مشاعرك سليمة هذا هو الآخر هدف يجب أن نظل تحافظ عليه.
انا الآن يا صاح لا يمكنني أن اساعدك على إيجاد فرصة عمل أو سد دين عنك.. أو رفع بلاء.. لكنني أدلك على الله من واقع عشته.. من برهان رأيته.. لنذهب إلى الله يا صاح.. لنطرق بابه ونضع كل همومنا بين يديه ونترك له الأمر ونترك له الوقت بإيمان بأن لديه الحل.. سيتغير ما كان يؤلمك.. سيأتى مع العسر يسر.. ستجد لديه ضالتك.
تعبنا كثيرا يصاح من الركض خلف الحياة.. جربنا كل الحيل وقطعنا كل السبل، لا تقف.. لن نقف.. ولكن علينا أن نكمل السعي بأقدام من الخير.. بيقين أن الله هنا.. ان الله يرى.. ان الله يسمع.. أن الله هو صاحب الكون وهو المتصرف في الأمر..
إذا شفيت نفوسنا صحت خطواتنا وسرنا بطمأنينة في قضاء الله.. كن مع الله يا صاح تكن الدنيا معك.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( نفكر…)
وفقرة (المدائح) الأولى فى الحديث هذا هي خدعة .. تخدعك …. وأنت مخدوع عمرك كله..
…….
لا أحد يعلمنا العزة…
زوجة ود حبوبة (ضربت الثكلى) لما رأت زوجها يحمل (طار)… كان المديح يعني التسول والذل
المرأة كانت تصرخ ضد الذل وليس ضد المديح
…..
لا أحد يعلمنا الجهاد
فآخر معركة تخوضها دولة الخلافة الإسلامية كانت فى السودان … يخوضها علي دينار
ولا أحد يعلمنا إحترام الجهاد .. فالأمير عثمان دقنة .. لما سمع بالمهدي ترك دكانه مفتوحاً وذهب
وإن قال لك أحد إن الدكان المفتوح لم يمسه أحد فصدقه
وعن إحترام السوداني للإسلام ينفرد السودان بقصة لا قصة مثلها
ففي أمدرمان كانت هناك عاهرة لا (تتعامل) إلا مع مسلم وتقول
: هو .. سجم … وكمان مع كافر؟
لا أحد يعلمنا غيرة الجندي السوداني على جيشه … ففي الصراع يحكم على بعض الضباط بالإعدام/ إنقلاب فاشل/
واحد الجنود الذين ينفذون الإعدام يخطيء فى التصويب
وأحد الضباط الذين ينفذ فيهم الإعدام يصرخ بالجندي وينهره قائلاً
: نشن كويس يا عسكري…
ولا أحد يعلمنا رفض الذل .. ففي أيام الأحزاب مسؤول يزور الجيش فى الجنوب وفي حديثه/ وبحمق أحمق/ يتهم الجنود بالجبن
واحد الجنود يقف ليقول له في عنف
: سعادتك نحن ما فينا جبان … لكن سعادتك نحن بنصطاد الصقور عشان ناكل … ما عندنا أكل … ما عندنا ذخيرة … ما عندنا راحة
والجندي بعدها يغرس سلاحه في رأسه وينتحر
…….
(٢)
البرازيليون سألوهم
كيف خرجتم بالبرازيل من قاع الفقر والخراب إلى قمة الدول اللاتينية
قالوا
: كنا نترك كل أحد يفعل ما شاء … وما يسجله أحد من نجاح ننشره .. ونحول الناجح الواحد إلى ألف ناجح
قالوا: لكن … كان القانون عندنا / في حفظ الأمن/ مخيفاً
النميري يسمع بإنقلاب سوار الدهب قبل نزوله من الطائرة في مصر
عندها لا يمشي على البساط الأحمر الممدود
قال بعد الإستماع للخبر
: كويس أنه مافي دم..
الرجل يتصل بالملك السعودي ليطلب عدم تأخر شحنة البترول للسودان …. ومع زايد
بعدها يقول للطيار
تمشي بالطائرة تسلمها الجيش … الطائرة كانت هدية لي من الملك خالد .. لكن أنا الآن ما رئيس
قال للياور
أي عهدة عسكرية تسلمها الجيش
باقي مصاريف الرحلة تسلمها السفير دا…
…..
موقف النميري هذا هل هو العظمة؟
لا… فاليد النظيفة الآن ليست هي ألا تسرق .. (الموتى لا يسرقون)
الأيدي النظيفة الآن لبناء البلد هي الأيدي التي تعمل…
…..
كل السطور أعلاه ما تعنيه هو شجاعة (سلبية) لكنها لا تبني بلداً
الشجاعة الأن هي ما فعلته رواندا …. اليابان …. البرازيل …ال…ال…
ابداوا بناء البلد …. فالهدف الإماراتي هو هدم البلد.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب