- قَالُوا يَا مُوسَى إن فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ، إنا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فإن يَخْرُجُوا مِنْهَا فإنا دَاخِلُونَ، المائدة22، نعم إن فيها قومًا جبارين هذه هى فلسطين الشقيقة، إنهم يتعرضون لكل أنواع الظلم والقهر والحصار واغتصاب الأرض، ولكنهم صامدون يتحملون ما لا يتحمله بشر ويخرجون من تحت الأنقاض يكبرون الله أكبر فوق كيد المعتدى.
- إن ما نراه على أرض الواقع يؤكد أن هذا الشعب بحق هو شعب الجبارين، لقد اغتصبت أرضه وتعرض لكل أنواع الظلم والقهر والتفرقة العنصرية وتشرد فى كل مكان، فمنهم فى الشتات ومنهم فى أرض 1948، ومنهم فى الضفة الغربية، ومنهم فى غزة، والكل تحت الحصار، أما حصار الشتات، وحصار الجدر العازلة التى تحيط بكل تجمعات الشعب الفلسطينى، وفى غزة التى تبلغ مساحتها حوالى 360كم مربع تقريبًا ويوجد به ما يقرب من 2،2 مليون مواطن، هذا القطاع محاصر بجدار عازل، وإسرائيل تتحكم فى دخول الغذاء والماء والكهرباء والمحروقات، وعندما بدأ طوفان الأقصى للدفاع عن حق الشعب الفلسطينى فى الحرية كما شعوب العالم، تجمعت كل قوى الشر لتدعم الكيان المغتصب بكل ما أوتيت من قوة عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية ولم تقف مع نفسها لحظة واحدة وتتساءل: لماذا تحرك هذا الشعب؟ ولكنها أدانت هذا التحرك واصطفت كلها مع الغاصب المحتل.
- إن قوى الشر التى تصف نفسها بالمجتمعات الديمقراطية الحرة التى تحرص على حقوق الإنسان تقف بكل قوتها مع المغتصب، ولعلنا نتساءل: أى حرية تبحثون عنها.. وأى حق تنادون به؟ أهو حق المثلية أو حق اغتصاب الحقوق أو حق الكذب وقلب الحقيقة فى إعلامكم؟ إن ورقة التوت التى كنتم تسترون بها عوراتكم قد سقطت من ظلمكم، إنكم ظالمون بحق، ولن يفلح هذا الظلم فى حماية هذا المعتدى الغاصب الذى يحتمى وراء الجدر المحصنة، والحقيقة إنه لن يحميه إلا العدل وعودة الحقوق إلى أهلها.
- أيها الأحرار فى كل العالم، انظروا بعين بصيرة وعين عادلة إلى كل ما يحدث فى فلسطين، أرض الأنبياء، أرض رسالات السماء التى أنزلها الله سبحانه وتعالى لتحقيق الأمن والسلام والعدل لكل البشرية، وكيف نرى فى هذه الأرض المقدسة، كل هذا الظلم والقتل للأطفال النساء والشيوخ والحصار ومنع الماء والغذاء والكهرباء والمحروقات، ولم يبق إلا الهواء، ولكنهم فعلًا قد منعوا الهواء، لأنهم جعلوا الشعب تحت الإنقاض، إن ما يحدث فى غزة عار على أحرار العالم فلن يغفر لكم التاريخ هذا الأمر.
- رغم كل هذا فإن هذا الشعب العظيم شعب الجبارين سوف ينفض عن كاهله غبار ما تهدم من بيوته، وسوف ينتصر لأنه وعد الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المجاهدين المرابطين فى سبيل الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلسطين الشعب الفلسطيني غزة
إقرأ أيضاً:
صبى المعلم فى واشنطن!!
قلت لكم فى مقال سابق إن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى هو صبى المعلم الذى يأتمر بتعليمات الفتوة الكبير، وأن الفتوة المُعتمد رسميًا للتحكم فى مصائر العالم، الآن، هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب!!
المعلم أو الفتوة.. اتصل بالأمس بالصبى المتهم فى قضايا فساد كبيرة ويسعى منافسوه داخل إسرائيل للتخلص منه بهذه الذريعة.. المعلم طلب من صبيه عدم إزعاج سوريا!!! نعم.. رئيس أمريكا طلب من نتنياهو عدم إزعاج سوريا، التى يترأسها الآن قائد تنظيم إرهابى مسلح، كما كان يقول عنه ترامب منذ أشهرٍ قليلة!
الرئيس الأمريكى دعا نتنياهو لزيارة البيت الأبيض فى المستقبل القريب، ووجه له تحذيرًا مباشرًا بضرورة الامتناع عن أى خطوات تعرقل سوريا.. بل إن الأمر تجاوز مجرد التحذير، وقال له: من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوى وحقيقى مع سوريا.. هذه فرصة تاريخية!!
ولكن نفس الرئيس الأمريكى لم يتحدث مع نتنياهو عن ضرورة إيقاف جرائمه الجديدة فى الضفة الغربية، وهو ما يعنى أن ترامب لا يعرف سوى لغة المصالح، فسوريا تجد دعمًا من بعض الدول العربية الغنية، وهى التى تتوسط للرئيس السورى، منذ جاء بديلًا لبشار الأسد الذى لم يكن يلقى نفس الرضا والدعم، أما الضفة الغربية فلم يعد يسأل فيها أحد، وقد تدخل نفس النفق المظلم الذى سقطت فيه غزة من قبل!!
الاستيطان فى الضفة بدأ يأخذ خطوات متسارعة، ولا أحد يدرك مخاطر تنفيذ هذا المشروع على الأمن القومى العربي، وأن الاستمرار فى هذا المشروع الذى يستهدف تهجير سكان الضفة، قد يؤدى إلى مشكلات داخلية فى بلدان عربية عديدة مجاورة أو بعيدة، ويؤدى أيضًا إلى تغيير فى الخريطة الديموغرافية للمنطقة، بما يترتب عليه من تغيير فى خريطة موازين القوى العسكرية والاقتصادية، لأن الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل تضاعفت منذ ديسمبر 2024 أى خلال عام واحد فقط، وهو ما يهدد سلامة باقى الأراضى سواء فى لبنان أو العراق أو سوريا خلال الفترة القربية المقبلة، وهو ما يهدد سلامة الأراضى فى مصر والأردن والخليج العربى خلال الفترة الزمنية البعيدة!!
ما يحدث فى سوريا منذ العام الماضى يكشف عن ملامح الخطة التى تسعى لتغيير الخريطة الثابتة منذ عشرات السنين عبر مقاومات متعددة، بعضها مقاومة بالحرب وأخرى بالسلام، ولكن الاختراق من داخل منظومة الأمن العربى ذاتها هو موضوع جديد قد يؤدى إلى تسارع الخطوات نحو مزيد من التوسع الإسرائيلى برعاية أمريكية على حساب مستقبل البلدان العربية!!
صبى المعلم يقوم بدوره بشكل صارم وينفذ التعليمات دون تردد.. ومشروعه هو نفس مشروع معلمه.. ولكنهما يختلفان فى التوقيتات وبعض التفاصيل الصغيرة التى تُظهر بعض الخلافات غير المؤثرة فى متن المشروع المكتوب.
اللهم احفظ بلدنا.. وجيش بلدنا.