بوابة الوفد:
2024-06-12@01:23:35 GMT

احتياجات الدولة المصرية فى مرحلة نشر العولمة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

ظلت العولمة، على مدى أكثر من 50 عامًا، عاملًا محفزًا للتنمية الاقتصادية، والتكامل التجارى. كما ساعدت فى انتشال أكثر من مليار شخص من براثن الفقر. ومنذ تسعينيات القرن الماضي، أصبحت مسارًا للشركات فى الاقتصادات الصاعدة لدخول سلاسل القيمة العالمية ومضاعفة حصتها من الصادرات. ومن ناحية أخرى، يلقى البعض، خاصة فى الاقتصاديات المتقدمة باللوم على العولمة نظرًا لفقدان الوظائف فى قطاع الصناعات التحويلية، وتمثل أيضًا مصدرًا لانبعاثات غازات الدفيئة.

. وفى الآونة الأخيرة، دفعت جائحة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية، والتوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة، وأخيرًا اشتعال فتيل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، الدول والشركات إلى إعادة التفكير فى الاستراتيجيات العالمية. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: إلى أى مدى تتراجع العولمة فعليا؟ فالعالم الآن يشهد تحولًا فى هيكل العلاقات الاقتصادية للدول، بما فى ذلك حركة السلع، وحركة الأيدى العاملة، وحركة رؤوس الأموال عبر الحدود الدولية، وما إلى ذلك من أبعاد. وقد تناول منتدى دافوس الأخير هذا الأمر، حيث ذكر أن التحولات التى يشهدها الاقتصاد العالمى الآن ليست إلا موجة جديدة من العولمة، وأطلق عليها اسم «الموجة الرابعة من العولمة Globalization». وما يشهده العالم الآن نتيجة الأزمات العالمية المتلاحقة يؤذن بانتهاء مرحلة فى تاريخ النظام الاقتصادى العالمي، وبداية مرحلة جديدة، ذات خصائص ومميزات جديدة. وفى هذه المرحلة المهمة من مراحل نشر العولمة تحـاول المنظومـة الرأسمالية التركيز على إبعاد دور الدولة عن إدارة الشؤون الاقتصادية، وتقليص مساحة تـدخلها فى إدارة علاقاتها الاقتصادية الخارجية وترك كل المهام للآليات الأخرى كمنظمة التجارة العالمية والبنك والصندوق الدوليين، وهو ما قد أدركته القيادة المصرية عبر الإصرار على برنامج إصلاح اقتصادى برؤية مصرية خالصة، بدأت فى نوفمبر 2016 كمرحلة أولى ونوفمبر 2021 كمرحلة ثانية، وقد عكست هاتان المرحلتان احتياجات الدولة المصرية، ففى المرحلة الأولى تضمنت إصلاحات مالية ونقدية تهدف إلى تحقيق معدلات نمو متسارعة ومستدامة، وتحقيق التنمية الشاملة، ووضع حلول جذرية لمشكلات اقتصادية هيكلية، أما المرحلة الثانية من الإصلاح الاقتصادى فقد ارتكزت على زيادة الوزن النسبى لقطاعات الصناعات التحويلية، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من 26%، إلى 30-35% من الناتج المحلى الإجمالى فى 2023/ 2024, وتم استكمال ذلك بالبرنامج القطرى لمصر الذى يضم محاور رئيسية تتمثل في: النمو الاقتصادى الشامل والمستدام، والابتكار والتحول الرقمي، والحوكمة ومكافحة الفساد، والإحصاءات والمتابعة، والتنمية المستدامة المرتبطة بالاقتصاد الأخضر، لتحقيق رؤية مصر 2030. ما نؤكد عليه هو إدراك القيادة السياسية التام لمجريات الأمور الاقتصادية التى أنتجتها العولمة، فقد أدى تضخم أسعار الأصول خلال العقدين الماضيين إلى إنتاج «ثروة ورقية» تقارب قيمتها 160 تريليون دولار، فيما تراجع النمو الاقتصادى وازداد انعدام المساواة، وولد كل دولار مستثمر 1.90 دولار من الديون. فالمشهد الجيوسياسى الحالى خاصة بعد فوران الصراع الفلسطينى الاسرائيلى يحفز الاستثمارات المتعلقة بالسياسة الصناعية وسلاسل الإمدادات والدفاع، مع نتائج متفاوتة بالنسبة للإنتاجية. فتسريع نمو الإنتاجية هو الوسيلة الوحيدة لدعم النمو الاقتصادى على المدى الطويل، وهو ما تدركه القيادة السياسية جيدًا.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع الفلسطينى الإسرائيلى اصلاح اقتصادي د علاء رزق

إقرأ أيضاً:

نائب وزير المالية: قطعنا شوطا كبيرا في إرساء دعائم الحياد الضريبي

أكد أحمد كجوك، نائب وزير المالية، أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا فى إرساء دعائم الحياد الضريبي من أجل تمكين القطاع الخاص، ودفعه لزيادة نسبة مساهماته فى الناتج المحلي، وقد انعكس ذلك فى صدور قانون إلغاء كل المزايا التفضيلية الضريبية والجمركية وغيرها لكل جهات الدولة، فى الأنشطة الاستثمارية والتجارية، الذى أسهم فى إرساء دعائم الحياد التنافسي وتشجيع الاستثمارات الخاصة، مشيرًا إلى أن الحكومة تؤمن بأن تعزيز التنافسية فى السوق المصرية يحقق النمو الاقتصادي ويدفع مسيرة التنمية المستدامة.

إلغاء كل المزايا التفضيلية لجهات الدولة فى الأنشطة الاستثمارية والتجارية يُحفز الاستثمارات الخاصة

أضاف كجوك، فى جلسة نقاشية خلال المؤتمر السنوى الأول لجهاز حماية المنافسة، أن وضع مستهدف لحجم الاستثمارات العامة للدولة من خلال تحديد سقف تريليون جنيه خلال العام المالى المقبل، يساعد فى جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة، وتوجيه قدر أكبر من التمويل للقطاع الخاص بما ينعكس فى المزيد من التنافسية ومن ثم تعزيز إنتاجية الاقتصاد وتعميق دور ومساهمة القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى.

تعزيز التنافسية فى السوق المصرية.. يحقق النمو الاقتصادي ويدفع مسيرة التنمية المستدامة

أشار إلى أن وثيقة سياسة ملكية الدولة تعزز مسار التحول إلى اقتصاد أكثر تنافسية، لافتًا إلى أن هناك تقريرين يصدران سنويًا لشرح كل الإجراءات والإصلاحات والتدابير التى اتخذتها الحكومة لتنفيذ أهداف هذه الوثيقة، وكذلك إيضاح عوائد صفقات التخارج وكل التفاصيل المرتبطة بذلك، كما يتم حاليًا نشر تقرير شهرى بكل نتائج التعاقدات العامة، الخاصة بأجهزة الموازنة من أجل تأكيد حرص الدولة على ترسيخ الشفافية والإفصاح والمنافسة العادلة.

أوضح أن هناك لجنة وزارية عليا تقوم فى الوقت الراهن بدراسة أوضاع الهيئات الاقتصادية، للتأكد من انتهاج المسار الاقتصادي السليم وفقًا لقواعد المنافسة العادلة.

مقالات مشابهة

  • توقعات بانكماش اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 9.4% خلال 2024
  • وزير البترول يبحث مع سفير اليابان ترتيبات المنتدى الاقتصادى العربى اليابانى 
  • العليمي: أولويات المرحلة يجب أن تتصدرها حشد الطاقات لإستعادة الدولة
  • وزير البترول يبحث مع السفير اليابانى الترتيبات للمنتدى الاقتصادى العربى اليابانى
  • رئيس معهد النمو الاقتصادي بالهند يشيد بتوقيت انعقاد ملتقى بنك التنمية الجديد في مصر
  • معيط: مصر استطاعت البناء الاقتصادي والتكامل مرة أخرى وانضمامها لـ بنك التنمية خير دليل
  • روسيف: دول البريكس ستسهم في تقليل الصدامات الاقتصادية العالمية بـ 31.5% من الإنتاج العالمي
  • معيط: التحديات العالمية أثبتت قدرة الاقتصاد المصري على الصمود والابتكار
  • نائب وزير المالية: قطعنا شوطا كبيرا في إرساء دعائم الحياد الضريبي
  • التعداد السكاني التجريبي: مرحلة جديدة لجمع البيانات في بغداد والمحافظات