لجريدة عمان:
2025-06-29@23:06:42 GMT

فكر.. مغامرة العقل النقدي

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

فكر.. مغامرة العقل النقدي

يُحيل مفهوم «العقل النقدي» في المقام الأول على الطريقة التي نسائل بها مواقف سلطةٍ ما وأوامرها، بدلا من تقبّلها دون تحفّظ. كما أنه يعني شكلا من مساءلة الذات، من خلال التشكيك في قناعاتها الخاصة بهدف جعلها أكثر موثوقية. وأخيرا، قد يتعلق الأمر بموقف عام تجاه الوجود، حيث لا شيء يُسلّم له على أنه بداهة، وبحيث يتم النظر إلى الأحداث على أنها أسئلة بدلا من اعتبارها إقرارات أو تأكيدات.

غير أن تعريفات العقل النقدي هذه تتغير بحسب الفترات التاريخية. ولذلك فإنه فقط من خلال فهم تحولات هذا المفهوم يصبح بإمكاننا فهم جوانبه المختلفة على نحوٍ أفضل، وإلقاء الضوء على ما يعنيه لنا اليوم.

ومن أجل إجراء هذا البحث، يجب أن نعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، أي إلى سقراط ودائرته من الأصدقاء. قبل هؤلاء، كان العرّافون والأنبياء والفلاسفة والشعراء في اليونان يُضفون الشرعية على خطاباتهم من خلال ادّعاء الإلهام الإلهي. وسواء تعلق الأمر بمؤلفي القصائد عن محبوبات زيوس أو بأصحاب النظريات الرياضية حول بنية الكون، فقد كانوا جميعا يؤكدون على أن شيئا آخر يتحدث من خلالهم.

لم تسعَ الثورة السقراطية إلى قلب هذا التصوّر، لكن سقراط سوف يتعامل مع صوت الإنسان باعتباره نابعا من الإنسان نفسه؛ لأن البشر وعلى خلاف الآلهة، لا يملكون إمكانية الولوج المباشر إلى الحقيقة، وأفكارهم مشوّشة للغاية لدرجة أنهم يتحدثون في كثير من الأحيان دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء السؤال حول معنى الكلمات التي يتفوّهون بها. إن هذه الدهشة أمام غموض اللغة، وهذا التشكيك في اتّساق الأفكار، وهذا الرفض للاعتراف الأعمى بالادّعاءات المُصاغة في جهل تام هي المصادر الأساسية للعقل النقدي. لكن خلاصة الدرس السقراطي لا تكمن في أننا ينبغي أن نعرف عماّ نتحدث قبل الخوض فيه، وإنما في أنه يجب علينا أن نسعى بنشاط نحو الحقيقة إذا ما أردنا أن نتمكن من معرفة شيء ما. سوف يطوّر بالتالي طلاب سقراط المباشرين أو غير المباشرين - أفلاطون، زينوفون، ديوجين، أرسطو، إلخ. - تصورات فلسفية متنوعة، لكنها تستند كلها إلى الدهشة نفسها أمام البداهات وإلى الهمّ ذاته بمنح الكلمات تعريفا دقيقا.

التفكير النقدي لا يُفوَّض

ومع ازدهار الإمبراطورية الرومانية، بعد حروب وتوترات كثيرة حول البحر الأبيض المتوسط، سوف يقوم الرومان بتوجيه الإرث السقراطي نحو معنى سياسي. فمن أجل حماية مصالحها، عمدت العائلات الأرستقراطية الكبرى في روما إلى مساءلة سلطة الإمبراطور بكل الوسائل المتاحة، من خلال المؤسسات والأدب أو حتى من خلال الاغتيال! إن الصورة التي نقلها إلينا المؤرخون الرومان عن أباطرة مثل نيرون أو دوميتيانوس يجب أن تُفهم على أنها شهادة متألقة على عقلهم النقدي. فهي تعكس الهمّ المتمثل في بناء سلطات مضادة، مثلما كان الحال عند كتّاب مثل تاسيتوس (القرنين الأول والثاني الميلادي). لا تروي حولياته وتاريخه تاريخ الإمبراطورية فحسب، بل تكشف أيضا عن يقظة أعضاء مجلس الشيوخ أمام الأباطرة ونضالهم المستمر من أجل الحفاظ على الحرية والأمن في روما.

وإذا كان صحيحا أن العقل النقدي قد ازدهر مع سقراط من خلال تقدير قيمة استقلالية الفرد، فإن المؤلفين الرومان مثل تاسيتوس أو سينيكا يذكّروننا بأن إضفاء الطابع الفردي على التساؤل لا يكتسب المعنى إلا عندما نطرح الأسئلة بأنفسنا، ونبحث لها عن الإجابات بمساعدة أقراننا. وبعبارة أخرى، لا يمكن تفويض التفكير النقدي، وحتى الإمبراطور نفسه لا يُعفى منه.

وبعد أن غزت المسيحية الإمبراطورية، ستُعيد فكرة الوحي، التي تختلف تماما عن فكرة الإلهام الإلهي عند الوثنيين، تشكيل مفهوم العقل النقدي بشكل جذري مرة أخرى. سوف يمارس الفلاسفة المسيحيون تفكيرهم ضمن الأطر التي حدّدها الكتاب المقدس. لكن العصور الوسطى لم تعني على الإطلاق الالتزام الأعمى بالعقائد التي أنشأتها الكنيسة. لقد حصل العكس تقريبا! لقد صار العقل النقدي يستند إلى الأساس الذي حدده الوحي، لكنه سعى إلى التوفيق بين موروث فكري مركّب للغاية، بحيث يسمح بالحوار بين أرسطو والكتاب المقدس من أجل العثور على طريق الحقيقة المفقود.

وقد أدّى هذا إلى بروز طروحات لاهوتية أو رهبانية عبّرت، تحت لبوسٍ ورع يروّج لطاعة الإله، عن رفض طاعة السلطات المدنية والأخلاق المشتركة. فعند كلّ من المعلم الألماني إيكارت (Eckhart)، والفرنسي بيير أبيلار (Pierre Abélard)، والإيطالي فرنسيس الأسيزي (François d’Assise)، بدا الالتزام الروحي كفيلا بدحض الأفكار المتلقاّة والمعايير السلوكية. وحتى عامة الناس كانوا أقل انخداعا مما نتصوره، فهم كذلك كانوا يعرفون كيف يصنعون لأنفسهم لاهوتهم الخاص، كما برهن على ذلك الإنسان البسيط مينوكيو الطحّان، الذي خُلّدت ذكراه عند الأجيال اللاحقة بفضل المحاكمة التي قضت بإعدامه حرقا بتهمة الإلحاد، بسبب قوله بأن الحياة قد ظهرت في الكون كما تخرج الديدان من الجبن، وأن الأناجيل القانونية يمكن أن تكون هي أيضا منحولة مثل الأناجيل الأخرى.

من الشك المنهجي إلى النزعة الإنسانية

شجّع اختراع المطبعة في القرن الخامس عشر، على تحوّل جديد على مستوى العقل النقدي. فقد حفّز إعادة الإنتاج الميكانيكي للنصوص الفلاسفة على النظر إلى الطبعات اليدوية بعين الريبة. وقام مصلحون مثل جون كالفن ومارتن لوثر، ثم الإنسانيون مثل إيراسموس، بفحص دقيق للنصوص أكثر من أي وقت مضى، ووضعوا أسس ما أطلق عليه فيما بعد «نقد الكتاب المقدس». ولقد وضعوا اليد على أخطاء عديدة على مستوى الطبع والترجمة من شأنها أن تغذّي تأويلات بعيدة كل البعد عن الرسالة الأصلية. واجتمع كل من الإيطالي جاليليو جاليلي، والإنجليزي فرانسيس بيكون، والفرنسي رونيه ديكارت على وضع التجربة في مقام أعلى من الكتاب المقدس. وعرّف فرانسيس بيكون، على وجه الخصوص، العلم بأنه تدمير لـ «الأصنام»، أي الأحكام المسبقة التي نتعلق بها أكثر من غيرها.

لقد أصبح العقل النقدي الآن يتموقع في قلب العلم، وعلى الناس أن يبحثوا مليّا من أجل الانعتاق من أخطائهم. واقترح ديكارت، وفقا للمنظور نفسه الرامي إلى إعادة التأسيس، تمرينا فكريا سمّاه بـ «الشك المنهجي». يتعلق الأمر بالتشكيك في حقيقة كل ما نشعر به، وكل ما نفكر فيه، وباختصار كل ما نلتزم به دون أن نكون قد أثبتنا صحته. إن هذا التمرين، الذي يمثل أعلى نقطة يمكن أن يصل إليها العقل النقدي، لا يؤدي إلى اكتشاف اليقين الذي لا يقبل الشك «أنا أفكر إذن أنا موجود» فحسب، بل يقدم للمعرفة العلمية منهجا يتمثل في الموازنة بين الشك الدائم والسعي نحو يقينيّات برهانية.

إن العلم الحديث نقدي بالضرورة، فهو يولّد معارف تتطور باستمرار، حيث تتبع المعرفة حركة تراكمية. ولهذا السبب اعتنق فلاسفة القرن الثامن عشر فكرة التقدم بحماسة. ارتأى الموسوعي جون دالومبير (Jean d’Alembert) أن التقدم لا يعني أنه يكفي السماح للعلم والتكنولوجيا بالتطور لكي يتحسن الوضع البشري. فالإنسانية وفقا له تتقدم فقط من خلال جهد متجدد للعقل النقدي، ويمكننا تحسين الأمور فقط من خلال التجديف عكس تيار نزوعنا نحو الهمجية. وبالتأكيد لن يحصل هذا التحسن دفعة واحدة، وإنما بشكل تدريجي. لذا فإن فكرة التقدم ليست بهذه السذاجة كما نعتقد. تعبّر هذه الفكرة بالنسبة إلى جون جاك روسو أو ديفيد هيوم أو إيمانويل كانط، عن نضال فلسفي وعلمي وسياسي في الوقت نفسه. إنها وعد العقل النقدي ومِهمازه، وهي منبع الحرية والحقيقة على حدّ سواء.

غير أنه ومع توغّل البشرية في العصر الصناعي انتصرت الآلة، وانفصل التقدم التقني بلا شك عن رفاهية الإنسان. إن خيبة أمل مفكر مثل كارل ماركس تكشف عن الفشل الجزئي على الأقل لمشروع الأنوار، فقد لاحظ ماركس بمرارة كيف أن اليقظة الفكرية لا تكفي لوحدها من أجل جعل البشرية تتطور في الاتجاه الصحيح. ولا بد من أخذ علاقات الإنتاج بعين الاعتبار، أي التبادلات المادية التي تحدّد المجتمع. ومن خلال وصفه للطريقة الحاذقة التي يضع بها الرأسماليون أيديهم على جزءٍ من القيمة التي ينتجها العمال، سلّط ماركس الضوء على الحركات الاجتماعية ورهاناتها التي تدور حول وسائل الإنتاج. وقد أعطى هذا للعقل النقدي بُعدا اجتماعيا جديدا؛ لأن ماركس لم يشجع فقط على اليقظة تجاه أفعال الدولة، وإنما طالب المجتمع بتغيير شكل تنظيمه بشكل جذري.

من المؤسف أنه لا الثورات ولا تحذيرات الفلاسفة مثل تيودور أدورنو (Theodor Adorno) وماكس هوركايمر (Max Horkheimer) ضد التطورات التكنولوجية أفلحت في تجنيب البشرية حربين من الحر وب الوحشية في القرن العشرين. وفي خمسينيات القرن الماضي، قامت حنة أرنت (Hannah Arendt)، مسلّحة بدروس الحرب وفظاعات النازية، بالتشديد على ضرورة جعل جميع طبقات المجتمع - وليس النخب فقط - تمارس التفكير. وبالنسبة إليها، فتحويل البشر إلى آلات يُفضي دائما إلى الأسوأ. وعبثا حاول العقل النقدي أن يكبح من تطور نمط الحياة الاستهلاكي، السامّ لكل من البشر (التبغ، الكحول، السكر...) والبيئة (إزالة الغابات، وسائل النقل المستهلكة للطاقة بشكل كثيف، تكاثر النفايات...). يقول غي دوبور (Guy Debord) في كتاب «مجتمع الاستعراض» (1967) وجون بودريار (Jean Baudrillard) في كتاب «مجتمع الاستهلاك» (1970)، إن الممارسة الاجتماعية للعقل النقدي قد تم استيعابها الآن داخل الرأسمالية. وأصبحت مؤلفاتهم منتجات توزعها صناعة الكتاب على قرّاء سعيدين بتثقيف أنفسهم خلال الفاصل بين فيلمين هوليوديين.

نحو عقل نقدي جديد؟

أين نحن اليوم؟ يبدو أن نساء ورجال القرن الحادي والعشرين يَعون أكثر من أي وقت مضى أن السلطة هي واقع متعدد وغير مركزي، كما علّمنا الفيلسوف ميشيل فوكو، ولا سيما في كتابه «تاريخ الجنسانية» (1976). وفي حين أن قضايا مثل وضع المرأة، والعنصرية، والفوارق الاقتصادية، وكذلك ظاهرة الاحتباس الحراري وتراجع التنوع البيولوجي، تتطلب جميعها اهتمامنا أيضا، تؤدي الثورة الرقمية إلى تكاثر الخطابات، ويطرح الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن إمكانية صناعة محتويات ذات مصداقية، على الرغم من افتقارها إلى أي تفكير نقدي.

وأمام مثل هذه التحديات، لم تعد وظيفة العقل النقدي الآن تقتصر على مكافحة الأكاذيب والبداهات الزائفة فحسب، بل وأيضا حماية الأفراد والمؤسسات من أنفسهم. يقتضي ذلك التشكيك في جوانب التجربة الإنسانية التي لم تكن في السابق موضوعا للنقد. يشجع العقل النقدي اليوم أشكالا من الوعي تقدر على تحويل عواطفنا وإدراكاتنا. وعلى هذا النحو تقوم عالمة الاجتماع إيفا إيلوز (Eva Illouz)، على سبيل المثال، بفحص عواطفنا الأكثر حميمية وأظهرت بذلك أن بعض السلط تحفز انفعالات معينة من أجل توجيه اللعبة السياسية «العواطف ضد الديمقراطية، 2022).

ويوضح الألماني هارتموت روزا (Hartmut Rosa) من جانبه، كيف يشكّل إيقاع حياتنا هجوما على قدراتنا النقدية («تسارع»، 2010). وكجواب على ذلك، يسلّط الضوء على الشروط اللازمة لكي تجعلنا علاقتنا بالزمن قادرين من جديد على الانفتاح على ردود الفعل غير المتوقعة للعالم («رنين»، 2018). وأخيرا، في كتابه «أين أنا؟» (2021)، ينتقد عالم الاجتماع برونو لاتور (Résonance) تصوراتنا حول أجسادنا الفردية، ويشجعنا على إدراك أنفسنا بشكل مختلف، كأعضاء في كيان أرضي ممتد.

استكشاف الإمكانيات البديلة

لم تعد الأشكال المعاصرة للعقل النقدي تعني طريقةً في التفكير فحسب، وإنما أيضا موقفا يدفع القلب والجسد نحو إمكانيات بديلة لتلك التي يتم تقديمها لنا باعتبارها بداهات - سواء لكونها «طبيعية»، أو لأنها تمثل «تقدّما» مرتبطا بالتكنولوجيا. إن العقل النقدي الجديد، الذي يتّسم باعتماد مقاربة بمضامين فكرية أقل، لم يعد شكله يقتصر على الإدانة فقط، بل يتعلق الأمر أيضا باستكشاف. إنه يسعى إلى جعل ما لم يُدرك محسوسا، وإلى مشاركة العواطف (الأفراح والغضب)، وباختصار إلى تنسيق التبادلات الحية، على أمل تصحيح مستقبل العالم. وبهذه الطريقة، فهو يشجع دائما استقلالية الفكر وحرية الضمير أو الكفاح ضد الاستغلال، لكنه ينقل أيضا القلوب والأجساد والكوكب بأكمله نحو بذل جهد أوسع من أجل التحرر.

مكسيم روفير كاتب وفيلسوف فرنسي

عن مجلة علوم إنسانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکتاب المقدس من خلال من أجل على أن

إقرأ أيضاً:

بعد 19 عاماً... مصالحة عائلية في رويسة البلوط برعاية شيخ العقل

دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى إلى "مواجهة محاولات تشويه الهوية التاريخية، بالتأكيد على الثوابت الوجودية للمسلمين الموحدين الدروز، عقائدياً واجتماعياً ووطنياً، مهما تبدّلت الأحوال وانتصرت المخطّطات"، ورأى ان "لا مظلَّة تقي مسيرةَ الدولة والعهودِ المتعاقبة والعهد الميمون الجديد إلاّ مظلّة الشراكة الروحية الوطنية التي نادينا بها وسنستمرّ ننادي، تأكيداً منّا بأن لبنانَ قويٌّ ومُصانٌ بتضامن قواه الوطنية وعائلاته الروحية، وتلك الشراكة هي أقوى وأمضى سلاحٍ، وهو ما يجبُ على الشعبِ التمسَّكُ به، لا بسواه".

كلامه جاء خلال رعايته مصالحة عائليّة في بلدة رويسة البلوط (قضاء بعبدا) بدعوة من عائلتي زيدان وخداج وعموم مشايخ وأهالي البلدة، لعقد راية الصلح وإنهاء ذيول الحادثة الأليمة التي حصلت بين ابناء المرحومين فوزي خداج وانيس زيدان منذ نحو 19 عاماً.

شارك في اللقاء جمع كبير من المشايخ والمدعوين واهالي البلدة من جميع عائلاتها، يتقدمهم الشيخ أبو فايز أمين مكارم، والنائب هادي أبو الحسن على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً الوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، مدير الداخلية في الحزب الديمقراطي اللبناني لواء جابر على رأس وفد مثل رئيس الحزب الأمير طلال ارسلان، ووفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة فخر أبو فخر وممثل منفذية المتن يحيى زيدان. وحضر المشايخ: أبو حسن عادل النمر وأبو نعيم محمد حلاوي والقاضي الشيخ سعيد مكارم ومستشار شيخ العقل الشيخ عماد فرج ورئيس لجنة التواصل والعلاقات في المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار وأعضاء من المجلس المشايخ نضال سري الدين وشاهين هاني القنطار وسلمان المغربي وعضو الهيئة الاستشارية الدينية الشيخ وجيه ابو مغلبيه، والشيخان نسيب ماضي وكمال فرج ورئيس بلدية العبادية الشيخ نزار ابو جابر ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من قرى منطقة المتن.

شيخ العقل

افتُتح اللقاء باستقبال آل زيدان والعائلات آل خداج واقاربهم وبمصافحة ودية بين ابناء العائلتين، ثم بدأ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة الشيخ رفعت عفيف زيدان معرّفاً، فالكاتب العدل وديع ابو نصار، والشاعر عادل خداج، وختاماً كانت الكلمة لصاحب الرعاية سماحة شيخ العقل، قائلا: "نلتقي وإيَّاكم اليومَ في رويسة البلوط، على نيّة المصالحة وطي صفحة الألم والخلاف، لنُعيدَ إلى نفوسِنا الراحةَ والأمان، ولنمسحَ من عيوننا دمعةَ الأحزان، مترفّعين عنِ طلب الأذى لأيٍّ منّا، راجين عفوَ الله الذي لا يُرجى سواه. نلتقي اليومَ معاً في رحاب قريةٍ متنيةٍ من أجمل قرى الجبل، تختالُ كجاراتها بصنوبراتها وبما فيها كذلك من السنديان "وشجر البلُّوط"، ليكون الاسمُ على المسمَّى. نلتقي بين أهلٍ وعائلاتٍ هم بالحقيقة عائلةٌ واحدة في بلدةٍ تَختزن في تاريخها أجملَ حكايا الودِّ والنخوة والمروءة، بلدةٍ لم تُوسم مرَّةً بالخلاف والضغينة إلَّا لتُوسَمَ مرَّاتٍ ومرَّات، بالحكمة والمحبة والرحمة، ولتُعرفَ برجالها العقلاء وأبطالها الأشاوس، وقد كانوا وما زالوا يسطعون في سماء الجبل والوطن والعالم نجوماً مضيئةً بالمعرفة والأصالة، وهمماً عالية وقلوباً نقيَّة. هكذا هي حقيقةُ رويسة البلوط، وهذا هو تراثُها وحاضرُها ومستقبلُها، وها نحن نلتقي معاً برعاية الله، فنطوي الصفحةَ الرمادية التي لا تعبِّرُ عن حقيقتها، ونفتحُ الصفحةَ البيضاءَ النقيّة ليَكتُبَ عليها أهالي رويسة البلُّوط عباراتِ الودِّ والتسامح والمغفرة، وأدعيةَ الحمد والشكر والإيمان، وقصائدَ الجَمع والتلاقي، وثوابتَ التوحيد والوطنية".

أضاف: "نلتقي معاً، مشيخة العقل ومشايخ المتن وفاعلياته السياسية والاجتماعية، حاملين معنا التحيّة والمسؤولية من كلِّ من فوّضنا بعقد راية المصالحة، من الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط إلى الأمير طلال أرسلان وسماحة الشيخ نصر الدين الغريب والمشايخ الأجلّاء، وكلِّ من واكب مسيرةَ المصالحة من قديمٍ ومن جديد، وكلِّ من حضر إلى جانبنا اليومَ، من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى الحزب القومي والحزب الديمقراطي، إلى كلِّ فردٍ من هذه البلدة والجوار مهما كان انتماؤه السياسي، إلَّا أننا واثقون أن ما يجمعُنا هو أبعدُ من خطٍّ سياسيٍّ وأعمقٌ من انتماءٍ عائلي، إنّما هو الهوية الروحية التوحيدية، والهوية الاجتماعيةُ المعروفية، والهوية الوطنيةُ والقومية، والهويةُ الإنسانية الواحدة. نلتقي وإياكم في مطلع سنة هجرية جديدة لنطلبَ الصَّفحَ منه تعالى عمَّا حصل في ديارنا منذ تسعة عشر عاماً في لحظة انفعالٍ وغضبٍ وتخلٍّ، ولنعقدَ رايةَ المصالحةِ البيضاءَ دلالةً على زوال الحقد وعلى انتصار المحبة بين أبناء العائلة الواحدة، ولنحيّيَ الأحبّاءَ أبناءَ المرحومَين أنيس زيدان وفوزي خداج وأقربائهم على موقفِ القَبول والوعي والتجاوب، فنضمِّدُ معهم الجراحَ بالرضا والإيمان، ونكظِمُ وإيَّاهم الغيظَ، ونَعفُو بعضُنا عن بعض، ونُحسنُ إلى من أحسن وإلى من أساء، واللهُ يُحبُّ المحسنين، "وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ".

وتابع: "حضرة المشايخ والأخوة الأفاضل، لم تكنْ هذه المصالحةُ لتحصلَ لولا عنايةُ الله سبحانه وتعالى وبركةُ مشايخنا الأطهار ودعاؤُهم، ولولا الشعورُ بالمسؤولية من قبل الجميع، والتصميمُ على الانتقال من ضَفّة الضغائن العقيمة الضيِّقة، إلى ضفَّة المحبةِ الغنيّة الرحيبة، فنزرع فيها بذارِ الإلفة والمودّة لتنموَ غرسةُ الأخوَّة كما ينمو الإيمانُ في القلوب والأرواح، ولتشمخَ شجرةُ المحبة في رويسة البلوط أعلى من شموخ صنوبراتِها الباسقات، فتُثمرَ اجتماعاً لشبابها لا مثيل له، كما تُثمرُ الحروفُ المجموعةُ المتجانسةُ كلماتٍ طيِّبةً وعباراتٍ مفيدةً وكتباً تُغذّي النفوسَ والعقول. وجميعُنا يعلمُ أن هذه المصالحة لم تكن كذلك لتكتملَ لولا مساعدةُ الأقربين، كباراً وشباباً، ولولا تعالي الجميع عن المطالب المعرقلة، ولولا حثُّ القيادة السياسية ودعمُها، ولولا توجيهٌ حازمٌ وحاسمٌ ويدٌ أبويّةٌ سخيَّةٌ لوليد جنبلاط كعادتِه في موقع الزعامة والإنسانية، ولولا استعدادٌ صادقٌ كذلك من أصحاب الجود والغيرة للمساهمة في احتواء تداعيات ما حصل، ولكلّ مَن مدّ يدِ العون إلى من أثّرت عليهم الحادثةُ فضاقت بهم سُبُلُ العيش واحتاجوا إلى تأمين المسكن اللائق، ممَّا يعزِّزُ قناعتَنا وثقتَنا بأننا في مواجهة الأقدار وتحدياتِ الحياة جماعةٌ لا يمكن أن تحيا إلّا بصدق اللسان وحفظ الإخوان، ولا ترتدي إلّا عباءة الأصالة التوحيدية، ولا تنطقُ إلا بكلمة الحقِّ والكرامة. ألا بارك اللهُ ببني معروف، أهلِ الفضل والعقل والمعروف".

وقال: "يمرُّ الإنسانُ بظروفٍ صعبة، لأنّ الحياةَ غيرُ مستقرَّة، ومسؤولياتِها متشعِّبةٌ وضاغطة، والصراعَ قائمٌ في داخل كلِّ واحدٍ منّا، وقائمٌ بيننا وبين مَن نعيشُ معهم، حتى في الأسرةِ الواحدة، وهناك خوفٌ كامنٌ من المجهول يترافقُ غالباً معَ ضغطٍ نفسي وتوتُّرٍ عصبي. قلتُ ذلك في مصالحة كفرسلوان منذ سنةٍ ونيّف، وفي المصالحة بين أهلنا في عرمون وفي عيتات، وفي أكثرَ من مناسبةٍ مماثلة، بأنَّ علينا مواجهةَ الأمورِ بعقلانيةٍ وإيمانٍ وعدم السماح للنزق والغضب وسوءِ الظَّنِّ والانفعال أن يضعَنا في مهبِّ الريح وينتقلَ بنا من خطأٍ إلى خطيئة ومن سيِّءٍ إلى أسوأ، وإن كانت تلك هي طِباعُ البشر منذ القِدَم، فقابيلُ قتل أخاه هابيل "فأصبح من النادمين"، وإخوةُ يوسُفَ الصدّيقِ (ع) رمَوه في البئر ليتخلّصوا منه، ثمّ عادوا يطلبون الغفران قائلين: "يا أبانا استغفر لنا ذنوبَنا إنَّا كنّا خاطئين"، فالأجدرُ بنا ألَّا نُخطئَ أولاً، وأن نتروَّى في مواجهة الأمور، وأن نستغفرَ ثانياً ونطلبَ العفو إذا كان الخطأُ قد حصل، فالاستغفارُ من شِيَم الكبار، والعفوُ عند المقدرة من شيمِ الكرام ومن شيم الأنبياء والرسل (ع)، فها هو نبيُّ الله يوسفُ يعفو عن إخوته الذين حاولوا قتله وفرّقوا بينه وبين أبيه، فعفا عنهم عندما وصلوا إلى مصرَ وكان قادراً على الانتقام منهم. لكنّه سامحهم وترك أمرَهم لله، فهو العَفوُّ الغفور، "ومَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ".

أضاف: "إنّنا اليومَ في مدرسة العفو والاستغفار عن كلِّ ما حصل، ورويسة البلُّوط تعفو وتسامحُ، وتُعلنُ أنّها جانبٌ أصيلٌ من طبق النُّحاس المعروفيِّ المُقدّس الذي إذا ما علا صوتُه في المتنِ سُمِعَ في الجانب الآخر من البلاد، وها هي تَصدحُ اليومَ عالياً بصوت الشرفِ والعنفوان، صوتِ الخيرِ والإيمان، صوتِ المحبةِ وحفظ الإخوان... صوتِ التسامحِ والغفران، فيُسمَعُ الصوتُ في كلِّ مكان. رويسة البلوط العائلةُ الواحدة والقلبُ الواحدُ، في رحابِها العامرة نلتقي فنرتقي، على نيَّة رأب الصَّدعِ وجمع الشمل، وعلى بركةِ الله وصوتِ دعاءِ الأجاويد وعلى صدى همّةِ الغيارى ووقعِ كلمات الرضا والتسليم والقَبول، نرفعُ الرايةَ البيضاءَ إلى جانب العمائم البيضاء وجباهِ الخيرِ الشريفة، ونُطلقُ قَسَمَ المصالحةِ من أفواه الطيِّبينَ المُتسامحين ومن أفئدة الأهلِ المتحابِّينَ من آل زيدان ومن آل خداج وجميع أبناءِ عائلات البلدةِ الكريمة مجتمعين، ليباركَه أبناءُ المتن الميامين وأهلُ الخيرِ والمعروفِ والدين".

واستطرد: "حضرة المشايخ والأخوة الكرام في رويسة البلوط، ثقوا بأنَّ ما قمتم به اليوم يُثلجُ قلوبَ الموحِّدين، وسيكونُ موضعَ تقديرِ قادة الجبل ومشايخِ البلاد، وموضِعَ اعتزازِ مجتمع الموحدين الدروز وجميع المتنيين واللبنانيين، بل سيكونُ بمثابة كتابٍ تتعلَّمُ فيه الأجيال، ويتغذّى من دروسِه الرجال، ويقتدي بنهجِه الأبطال، وقد كنّا على يقين بأن أيّةَ مصالحة في قرانا تفتح الطريق أمام مصالحاتٍ أوسعَ وأشمل، ‏وهذا ما نتمنّاه، وما نأمل أن يسمعُه ويعرفُ به أهلنا في كلّ بلدة وعائلة، فيسارعوا إلى التشبُّه والامتثال والعفوِ وطلبِ المغفرة، لقوله تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".

إخواني، يا أبناء التوحيد والجبل الكرام، يكفينا ما مرّت به البلاد من محن وحروبٍ ومصائب وانهيارات مالية كادت تُطيح بآمال اللبنانيين وتهدمُ آخر ما تبقّى من بناء الدولة، حيثُ لم يعدْ يُفيدُنا إلا التماسكُ ووحدة الكلمة والعملُ معاً لرأب الصدّع أينما وُجد، ولمواجهةِ محاولات تشويه الهوية التاريخية بالتأكيد على الثوابت الوجودية للمسلمين الموحدين الدروز، عقائدياً واجتماعياً ووطنياً، مهما تبدّلت الأحوال وانتصرت المخطّطات، لكن "ما من شيءٍ يدوم إلّا الذاكرة الوطنية"، كما قال بالأمس وليد بك، وإلا الهوية والثوابت التي حافظنا عليها منذ مئات السنين بالرغم من تغيُّر الأمم ومداولة الدول. ميزتُنا في لبنان أننا مرنون وقادرون على التكيُّف مع الواقع ومنفتحون على العالم وعلى المستقبل، وراسخون في انتمائنا القومي وفي التمسك بعمقنا العربي، ومعتزُّون بميزة التنوُّع والعيش الواحد، ومدركون أن لا مظلَّة تقي مسيرةَ الدولة والعهودِ المتعاقبة والعهدِ الميمونِ الجديد إلاّ مظلّة الشراكة الروحية الوطنية التي نادينا بها وسنستمرّ ننادي، تأكيداً منّا بأن لبنانَ قويٌّ ومُصانٌ بتضامن قواه الوطنية وعائلاته الروحية، وتلك الشراكة هي أقوى وأمضى سلاحٍ، وهو ما يجبُ على الشعبِ التمسَّكُ به، لا بسواه".

وختم: "شكراً لكم جميعاً، شكراً لمشايخ رويسة البلوط ووجوهها الخيِّرة، شكراً لأعضاء اللّجنة المواكبة من العائلتين، ولجميع من زارنا من المسؤولين والأهالي للمتابعة والتشاور، شكراً للأحبّاء آل زيدان وآل خداج الذين وقَّعوا بالأمس على ورقة الاتّفاق، والتي سنحفظها في ملفاتنا وقلوبنا، ولتكُن الأفكارُ من هذه اللحظةِ صافيةً نقيَّة، والقلوبُ نابضةً بالأريحية، والأيدي متصافحةً ومتشابكةً وقويّة، والألسنُ ناطقةً بالحقِّ تقولُ سويّا: إنَّا عَقدنا على التوحيدِ رايتَناوصحوةُ العقلِ فاقت نبرةَ الغضبِ

كفٌّ تُصافحُ، بل قلبٌ يُصارحُ، بلفكرٌ يُصالحُ، بل فَيــضٌ من الأدبِ

ليكُنْ هذا هو قسَمُنا الدائم، ونحن نسجِّلُ في سجلِّنا الذهبيِّ يومَ 28 حزيران 2025 تاريخاً مجيداً يُضافَ إلى تواريخ المتن المشرِّفة، حامدينَ الله تعالى في كلِّ بَدءٍ وخِتام. آجركُم الله، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه". مواضيع ذات صلة شيخ العقل من عين التينة: لإستكمال تطبيق الطائف بما يخدم المصلحة الوطنية Lebanon 24 شيخ العقل من عين التينة: لإستكمال تطبيق الطائف بما يخدم المصلحة الوطنية 29/06/2025 13:09:15 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 اتصال هاتفي بين شيخ العقل وجنبلاط لبحث التطورات الراهنة والأوضاع العامة Lebanon 24 اتصال هاتفي بين شيخ العقل وجنبلاط لبحث التطورات الراهنة والأوضاع العامة 29/06/2025 13:09:15 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل اتصل بجنبلاط مطمئنا بعد حادث السير Lebanon 24 شيخ العقل اتصل بجنبلاط مطمئنا بعد حادث السير 29/06/2025 13:09:15 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 مصالحة تربوية في باب التبانة برعاية المفتي الإمام Lebanon 24 مصالحة تربوية في باب التبانة برعاية المفتي الإمام 29/06/2025 13:09:15 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً عودة في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة من دون عقاب Lebanon 24 عودة في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة من دون عقاب 06:00 | 2025-06-29 29/06/2025 06:00:22 Lebanon 24 Lebanon 24 الإجراءات الماليّة وإمكانات المحافظ الإلكترونيّة في لبنان Lebanon 24 الإجراءات الماليّة وإمكانات المحافظ الإلكترونيّة في لبنان 06:00 | 2025-06-29 29/06/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 برو: المقاومة متيقظة ومدركة لكل ما يخطط له العدو الاسرائيلي Lebanon 24 برو: المقاومة متيقظة ومدركة لكل ما يخطط له العدو الاسرائيلي 05:58 | 2025-06-29 29/06/2025 05:58:15 Lebanon 24 Lebanon 24 سليمان: لا تهاون بعد اليوم في احترام القانون Lebanon 24 سليمان: لا تهاون بعد اليوم في احترام القانون 05:55 | 2025-06-29 29/06/2025 05:55:40 Lebanon 24 Lebanon 24 تمّ إنقاذه.. شاب يتعرض لحادث غرق في بحر الميناء - طرابلس Lebanon 24 تمّ إنقاذه.. شاب يتعرض لحادث غرق في بحر الميناء - طرابلس 05:48 | 2025-06-29 29/06/2025 05:48:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة خرجت من مخابئها.. إحذروا هذه الأفاعي المُنتشرة في لبنان (فيديو) Lebanon 24 خرجت من مخابئها.. إحذروا هذه الأفاعي المُنتشرة في لبنان (فيديو) 09:30 | 2025-06-28 28/06/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بغاية الجمال... مذيعة الـ"أم تي في" تحتفل بتخرّج إبنتها (صور) Lebanon 24 بغاية الجمال... مذيعة الـ"أم تي في" تحتفل بتخرّج إبنتها (صور) 10:07 | 2025-06-28 28/06/2025 10:07:49 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد 7 سنوات من الزواج.. ممثلة عربية تعلن انفصالها عن زوجها Lebanon 24 بعد 7 سنوات من الزواج.. ممثلة عربية تعلن انفصالها عن زوجها 12:10 | 2025-06-28 28/06/2025 12:10:31 Lebanon 24 Lebanon 24 عن وائل كفوري وزوجته شانا عبود... ماذا قالت سيرين عبدالنور؟ (فيديو) Lebanon 24 عن وائل كفوري وزوجته شانا عبود... ماذا قالت سيرين عبدالنور؟ (فيديو) 08:28 | 2025-06-28 28/06/2025 08:28:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "نووي قرب لبنان".. معلومات مثيرة عن "مفاعل سرّي للغاية"! Lebanon 24 "نووي قرب لبنان".. معلومات مثيرة عن "مفاعل سرّي للغاية"! 12:00 | 2025-06-28 28/06/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:00 | 2025-06-29 عودة في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة من دون عقاب 06:00 | 2025-06-29 الإجراءات الماليّة وإمكانات المحافظ الإلكترونيّة في لبنان 05:58 | 2025-06-29 برو: المقاومة متيقظة ومدركة لكل ما يخطط له العدو الاسرائيلي 05:55 | 2025-06-29 سليمان: لا تهاون بعد اليوم في احترام القانون 05:48 | 2025-06-29 تمّ إنقاذه.. شاب يتعرض لحادث غرق في بحر الميناء - طرابلس 05:36 | 2025-06-29 منتصف ليل أمس... هذا ما حدث في الأشرفية- مونو! فيديو سامر المصري يروي ما فعله به النظام السوري وينتقد زميله تيم حسن! (فيديو) Lebanon 24 سامر المصري يروي ما فعله به النظام السوري وينتقد زميله تيم حسن! (فيديو) 01:40 | 2025-06-28 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ 04:10 | 2025-06-26 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو) Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو) 23:44 | 2025-06-25 29/06/2025 13:09:15 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي
  • محمد سليمان: لتطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته
  • شيخ العقل: لا مظلَّة تقي مسيرةَ الدولة إلاّ الشراكة الروحية الوطنية
  • وزير الري يؤكد عمق العلاقات التي ترتبط مصر وألمانيا في مجال المياه
  • عاجل. القناة 12 الإسرائيلية: إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل
  • رحلات اليوم الواحد الفائقة.. صيحة سفر ذكية أم مغامرة مرهقة؟
  • بعد 19 عاماً... مصالحة عائلية في رويسة البلوط برعاية شيخ العقل
  • سيرين عبدالنور تشييد بـ وائل كفوري: "صوته بياخد العقل"
  • ما سر الضوء الخافت في العقل البشري؟
  • أبرز الدول العربية التي تعتمد على النفط في توليد الكهرباء