الدين بوصفه نقدًا.. كتاب عن التفكير النقدي الإسلامي من مكة إلى السوق
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة ترجمان، كتاب "الدين بوصفه نقدًا: التفكير النقدي الإسلامي من مكة إلى ساحة السوق" لعُرفان أحمد، وترجمه إلى العربية ياسر ثابت. 
 
 يتألف الكتاب من 408 صفحات تشمل مقدمة، تمهيدًا، سبعة فصول موزعة على قسمين، خاتمة، مراجع وفهرس عام، ويضم جداولًا وصورًا تدعم البحث والتحليل.
                
      
				
يمثل هذا الكتاب مساهمة أكاديمية بارزة في إعادة صياغة فهم العلاقة بين الدين، العقل، والنقد، مع التركيز على الفكر الإسلامي كتجربة نقدية فاعلة.
ينطلق الكتاب من فرضية جريئة تتمثل في أن الدين، لا سيما الإسلام، لا يقتصر دوره على كونه موضوعًا للنقد، بل يمكن أن يكون فاعلًا نقديًا مستقلًا يمتلك أدواته الداخلية لمساءلة الواقع والسلطة والمجتمع وفق معايير أخلاقية وروحية. في مواجهة النظرة الغربية التي حصرّت النقد في حدود العقلانية العلمانية، يقدم أحمد رؤية مغايرة، تسعى إلى تفكيك المركزية الغربية وإعادة الاعتبار إلى التقاليد النقدية الإسلامية.
إن مساهمة كتاب "الدين بوصفه نقدًا" تكمن في إعادة الدين، وبالأخص الإسلام، إلى قلب النقاش النقدي والفكري، وإثبات أن التقاليد الدينية ليست مجرد التزام أو طاعة، بل أدوات للتغيير الاجتماعي والسياسي والفكري. فهو قراءة شاملة للتفكير النقدي الإسلامي، من مكة إلى السوق، تؤكد أن النقد الحقيقي ممارسة عقلية وروحية واجتماعية متجددة، قادرة على التأثير في الواقع وفي وعي الإنسان بنفسه وبمحيطه.يستعرض الكتاب جذور النقد في السياق الإسلامي، موضحًا أن مفاهيم مثل التقوى، الاجتهاد، النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تمثل أدوات نقدية عملية لمحاسبة الذات والمجتمع والسلطة. كما يبيّن أن النقد في الإسلام ليس مجرد نشاط عقلي، بل ممارسة حياتية تتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية، من الأسواق والمساجد إلى المجالس العامة، حيث تتجسد أشكال النقد العملي والاجتماعي في الحوار والمساءلة والبحث عن العدالة.
في جانب آخر، يوجه الكتاب نقدًا حادًا للاستشراق الذي تعامل مع الإسلام كموضوع للتحليل الغربي فقط، متجاهلًا التقاليد النقدية الغنية في الفقه، الفلسفة، التصوف، والسياسة. ويعرض أحمد نماذج من المفكرين الإصلاحيين، مثل أبو الأعلى المودودي، الذين مارسوا نقدًا مزدوجًا، نقد الهيمنة الغربية ونقد الانحرافات الداخلية للمجتمعات الإسلامية، مؤكدًا أن الإسلام لا يكتفي بالامتثال للواقع، بل يسعى دائمًا لإصلاحه وفق مبادئه الأخلاقية.
كما يسعى الكتاب إلى إعادة تعريف مفهوم الحداثة، معتبرًا أن الحداثة ليست مشروعًا أحادي الوجه، بل تجربة متعددة الأبعاد يمكن قراءتها من داخل السياقات التاريخية والدينية المختلفة، بما في ذلك التجربة الإسلامية، التي تقدم رؤية نقدية متجددة حول العقل، الدين، والسياسة. بهذا الطرح، يفتح الكتاب المجال لحوار عالمي يقوم على الاعتراف المتبادل وتكافؤ المعايير المعرفية بين الثقافات، ويحرر مفهوم النقد نفسه من الاحتكار الغربي.
إن مساهمة كتاب "الدين بوصفه نقدًا" تكمن في إعادة الدين، وبالأخص الإسلام، إلى قلب النقاش النقدي والفكري، وإثبات أن التقاليد الدينية ليست مجرد التزام أو طاعة، بل أدوات للتغيير الاجتماعي والسياسي والفكري. فهو قراءة شاملة للتفكير النقدي الإسلامي، من مكة إلى السوق، تؤكد أن النقد الحقيقي ممارسة عقلية وروحية واجتماعية متجددة، قادرة على التأثير في الواقع وفي وعي الإنسان بنفسه وبمحيطه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب الذاكرة السياسية تقارير كتب كتاب قطر كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النقدی الإسلامی من مکة إلى
إقرأ أيضاً:
المحكمة العليا الفنلندية تدرس محاكمة الكتاب المقدس والسبب خطاب ديني
تستعد المحكمة العليا في فنلندا للفصل في قضية أثارت جدلا واسعا حول حدود حرية التعبير والدين، والمعروفة إعلاميا باسم "محاكمة الكتاب المقدس". القضية تستهدف الأسقف اللوثري يوهانا بوهجولا وعضو البرلمان الفنلندي بيفي راسانن، بتهمة نشر محتوى يصنف كخطاب كراهية نتيجة استشهاداتهما بالكتاب المقدس في مسألة الجنس البشري والعلاقات الجنسية.
 
 وتعود القضية إلى نشر راسانن تغريدة عام 2019 استشهدت فيها بآية من الكتاب المقدس لانتقاد الكنيسة الرسمية لرعاية موكب للمثليين، وإلى كتيب صدر عام 2004 بعنوان "ذكر وأنثى" نشره بوهجولا، يوضح التعاليم المسيحية التقليدية حول الجنس والهوية الجنسية. 
 
 وقد تسببت هذه الأعمال في فتح تحقيقات جنائية متعددة منذ عام 2021، شملت ثلاث تهم لراسانن وواحدة لبوهجولا.
 
 وإذا أدين المتهمان، قد يواجهان السجن لمدة تصل إلى عامين، بموجب قوانين تهدف أصلا إلى مكافحة الجرائم ضد الإنسانية. ويرى النقاد أن القضية قد تؤدي إلى تقييد ممارسة العقيدة المسيحية في فنلندا وخلق سابقة خطيرة في أوروبا.
 
 وقالت راسانن، مؤكدة موقفها: "أنا لا أعتذر عما ذكره الرسول بولس، لأنه ليس رأيي، إنه ما تقوله كلمة الله."
 
 مسار القضية في المحاكم
 مثل المتهمان أمام محكمة هلسنكي الابتدائية في 2022، حيث تمت تبرئتهما بالإجماع من قبل ثلاثة قضاة، الذين صرحوا بأن "ليس من دور المحكمة تفسير المفاهيم التوراتية". واستأنف الادعاء، ليتم النظر بالقضية مجددا أمام محكمة الاستئناف في هلسنكي 2023، حيث تم تأكيد البراءة بالإجماع على جميع التهم.
 
 ومع ذلك، استأنف الادعاء مرة أخرى أمام المحكمة العليا الفنلندية فيما يخص قضية الكتيب والتغريدة، وتم السماح بالاستماع للاستئناف مع عقد جلسات جديدة هذا الأسبوع، بحضور مدع جديد، حيث لوحظ تغيير في أسلوب الإجراءات مقارنة بالمحاكم الأدنى.
 
دعم دولي ورسائل تضامن
طالبت المجلس اللوثري الدولي (ILC) بالصلاة والدعم للمتهمين خلال ما وصفته بـ"العام الخامس من الملاحقة القضائية"، مشددين على أن المسيحيين يجب أن يكونوا أحرارا في التعبير عن معتقداتهم دون خوف من الملاحقة القانونية. وقال الأمين العام للمجلس، كلاوس ديتليف شولز: "نأمل أن تكون هذه الجولة الأخيرة من المحاكمات، وأن تؤدي إلى نفس نتيجة المحاكم الأدنى: تبرئة راسانن وبوهجولا من جميع التهم."
كما أعيد انتخاب بوهجولا رئيسا للمجلس اللوثري الدولي خلال مؤتمرهم العالمي لعام 2025 في الفلبين، فيما أصدرت المنظمة رسالة احتجاجية في 2021 وقع عليها 45 قياديا لوثريا حول العالم ضد القرار القضائي الفنلندي.
وعبر المتهمان عن تقديرهما لدعم المسيحيين حول العالم. فقالت راسانن: "رغم طول هذه العملية واللحظات الصعبة، إلا أن تجربتي الرئيسية هي الفرح والدعم أكثر من الصعوبات… أشكر الله لأنه حول الأمور السيئة إلى خير."
وأشار بوهجولا إلى أن القضية قربتهما أكثر إلى كلمة الله والصلاة، وأضاف: "آمل أن تشجع هذه القضية المسيحيين على إعلان إيمانهم علنا: أنا مسيحي، لا أخجل من ذلك، هذا ما أؤمن به وأريد مشاركته."
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر