لقاء الأمريكيين الأول مع "الرياح الإلهية"
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
نفذ الطيارون اليابانيون في 25 أكتوبر عام 1944 أول هجوم انتحاري ضد البحرية الأمريكية، وجرى ذلك في سياق معركة خليج ليتي الكبرى بأرخبيل الفلبين في الحرب العالمية الثانية.
إقرأ المزيدالبحارة الامريكيون واجهوا حينها للمرة الأولى "الكاميكازي" والتي تعني "الرياح الإلهية"، وكان ذلك في معركة دارت في خليج مضيق "سوريجاو" بجنوب الفلبين.
في معركة خليج "ليتي" التي دارت في الفترة منذ 23 إلى 26 أكتوبر 1944، حققت القوات البحرية الأمريكية انتصارا كاسحا وتمكنت في ذلك الوقت عمليا من تدمير القوة البحرية والجوية اليابانية، وكانت المعركة بمثابة بداية لمرحلة من اليأس والرعب بين الخصمين في الحرب العالمية الثانية.
الهجوم الجوي الياباني الانتحاري الأول استهدف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس سانت لو"، حيث انقضت عليها من السماء 17 طائرة انتحارية يابانية واصابتها في مقتل.
اليابانيون قاموا بنزع المعدات التقليدية في طائراتهم المقاتلة وقاموا بتعبئتها بأكثر من 226 كيلو غراما من المتفجرات.
المتحف الوطني الأمريكي للحرب العالمية الثانية سجّل أن" الأضرار الناجمة عن الهجوم كانت شديدة لدرجة أن حاملة الطائرات) سانت لو غرقت في 30 دقيقة فقط"، وكان من نتيجة ذلك الهجوم الانتحاري الأول مقتل "134 من بين 889 من أفراد الطاقم الذين كانوا على متنها".
أحد الناجين من ذلك الهجوم ويدعى أورفيل بيثارد، أفاد بأن الطائرات الانتحارية اليابانية المذهولة كانت تنطلق بأقصى سرعة، وتتجاوز 300 ميل في الساعة، في حين أن المؤرخ العسكري جيمس دافي ذكر أن "الأمريكيين الذين شهدوا هجمات الكاميكاز الأولى شعروا بالرعب والصدمة، لكنها كانت البداية فقط".
المصادر الأمريكية المتخصصة في التاريخ العسكري تسجل أن طياري الكاميكاز اليابانيين بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية صيف عام 1945، أغرقوا أو أصابوا بأضرار حوالي 300 سفينة حربية أمريكية.
نتيجة سلسلة الهجمات الانتحارية اليابانية التي تعرضت لها البحرية الأمريكية، قتل ما يصل إلى 3000 عسكري أمريكي، وأصيب آلاف آخرون، فيما يقدر أن حوالي 5000 طيار كاميكاز ياباني قتلوا قي تلك الهجمات الرهيبة.
يطلق على أحد قادة القوات الجوية الإمراطورية اليابانية ويدعى تاكيجيرو أونيشي، لقب "أبو الكاميكازيين". هذا القائد العسكري الياباني كان اقترح في 19 أكتوبر 1944ـ بعد أن فقدت بلاده معظم أسطوليها البحري والجوي، تشكيل قوة خاصة من الطيارين "الكاميكازيون".
كاميكازي تعني "الرياح الإلهية" وهو الاسم الذي كان اليابانيون قد اطلقوه على إعصار كان دمر مرتين أسطولين مغوليين ضخمين كانا في طريقهما لغزو الأرخبيل الياباني في مناسبتين جرتا عامي 1274 و1281.
المصادر التاريخية الرسمية الأمريكية قالت في وصف ظاهرة الكاميكاز إن "التصميم المتعصب للطيارين اليابانيين حول طائراتهم إلى صواريخ يقودها إنسان".
الامريكيون استخلصوا أيضا من هذه التجربة المريرة، أن ظاهرة الكاميكاز "على الرغم من أنها لم تمنع هزيمة اليابان في الفلبين، إلا أنها تجاوزت بكثير ما حققه اليابانيون فقط بمساعدة التكتيكات الجوية التقليدية. هذا الأمر يضمن الاستخدام الأوسع للكاميكازي في المستقبل".
قبل الهجوم الجوي الانتحاري الياباني الأول التي تعرضت له القوات البحرية الأمريكية، نفذ طيار انتحاري ياباني هجوما على الطراد الأسترالي الثقيل "استراليا" في 21 أكتوبر 1944.
صدمت الطائرة المقاتلة اليابانية وكانت مزودة بقنبلة تزن 200 كيلو غرام سطح الطراد الأسترالي، ومن حسن حظ الأستراليين أن القنبلة لم تنفجر، إلا أن الهجوم أودى بحياة 30 بحارا بما في ذلك قائدها.
هذا الطراد الأسترالي الثقيل استهدف مرة أخرى بهجوم انتحاري بعد أربعة أيام، وتعرض لأضرار أجبرته على العودة إلى قاعدته لإجراء إصلاحات.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية البحریة الأمریکیة العالمیة الثانیة
إقرأ أيضاً:
سكان يغادرون جزيرة أكوسيكيجيما اليابانية وسط سلسلة من الزلازل
طوكيو «د.ب.أ»: بدأ سكان من جزيرة أكوسيكيجيما التابعة لمحافظة كاجوشيما اليابانية في غرب اليابان، إخلاء منازلهم وسط سلسلة من الزلازل. وغادر سكان من قرية توشيما بجزيرة أكوسيكيجيما، صباح اليوم على متن سفينة متجهة إلى ميناء في كاجوشيما، حيث من المتوقع أن يبقوا في سكن مؤقت، وفقا لهيئة الإذاعة اليابانية «إن إتش كيه». وضرب زلزال قوي جزيرة أكوسيكيجيما مسجلا شدة في النطاق الأدنى من 6 على مقياس الزلازل الياباني المتدرج من صفر إلى 7 وقال عمدة قرية توشيما، كوبو جينئيتشيرو لفريق الاستجابة للكوارث في محافظة كاجوشيما في اجتماع عبر الإنترنت أمس: إن مسؤولي القرية سينقلون عن طريق البحر السكان الذين يريدون الإخلاء إلى مدينة كاجوشيما. وأشار مسؤولون إلى أن عملية الإخلاء من المتوقع أن تستمر أسبوعا تقريبا. وأضافوا أنه من المحتمل أيضا إجلاء سكان من جزر أخرى. وكانت وتيرة النشاط الزلزالي قد ارتفعت حول جزيرتي أكوسيكيجيما وكوداكاراجيما منذ 21 يونيو، حيث تم رصد أكثر من ألف زلزال بقوة درجة واحدة أو أكثر. وتعد أكوسيكيجيما وكوداكاراجيما جزءا من أرخبيل يسمى جزر توكارا. وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية: إن الزلزال الذي كانت شدته في النطاق الأدنى من 6 درجات على المقياس الياباني هو الأول بهذه القوة الذي يتم تسجيله في القرية منذ أن أصبحت البيانات القابلة للمقارنة متاحة في عام 1919 وتتعرض اليابان للزلازل لأنها تقع في منطقة «حلقة النار» ووقع الزلزال الأكثر دموية عام 2011، بقوة 9.0 درجة على مقياس ريختير وأدى إلى حدوث أمواج عالية (تسونامي)، وقد أسفر عن وفاة أكثر من 18 ألف شخص وأضرار بالغة بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية. |