الخميس, 26 أكتوبر 2023 11:35 ص

.

المصدر: المركز الخبري الوطني

إقرأ أيضاً:

فضيحة رقمية.. “مايكروسوفت” تحظر كلمة “فلسطين” وتلاحق موظفيها الداعمين لغزة

يمانيون../
في خطوة جديدة تكشف حجم التواطؤ الرقمي للشركات الأمريكية العملاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، كشف موقع “Drop Site News” الاستقصائي عن تنفيذ شركة “مايكروسوفت” سياسة رقابة صارمة داخلية، تستهدف منع تداول كلمات تتعلق بفلسطين والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ضمن رسائل البريد الإلكتروني الداخلية لموظفيها حول العالم.

وبحسب التقرير، وضعت الشركة بهدوء مرشحًا آليًا ضمن خوادم “Exchange” التابعة لها، يحظر استخدام كلمات مثل “فلسطين” و**”غزة”** و**”إبادة جماعية”** داخل البريد الداخلي بين الموظفين. هذا المرشح يتولى حجب أي رسالة تحمل هذه الكلمات دون تنبيه المرسل أو المستلم، في سابقة خطيرة تكشف حجم التضييق الممنهج على حرية التعبير في القضايا الإنسانية العادلة.

توقيت مشبوه وتزامن مع تصاعد الغضب الداخلي
وأفاد التقرير أن اكتشاف هذا الإجراء جاء عقب احتجاجات متكررة قادتها مجموعة “لا لأزور للفصل العنصري”، وهي حركة تضم موظفين داخل “مايكروسوفت” يعارضون تعاون الشركة مع الاحتلال الإسرائيلي، ويرفضون استخدام خدمات الشركة التكنولوجية في دعم العدوان المستمر على قطاع غزة.

هذا الإجراء القمعي تزامن مع تعرض مؤتمر المطورين السنوي “Build”، الأسبوع الماضي، لعدة مقاطعات داخل القاعات من موظفين غاضبين، رفعوا شعارات تدين دعم “مايكروسوفت” للجيش الإسرائيلي، ورفضهم استخدام منصات الحوسبة السحابية Azure في عمليات الاحتلال.

أدلة وتوثيقات على دعم الاحتلال
وبحسب ما كشفه الموقع، بالتعاون مع “The Guardian” وصحيفة “+972″، فإن “مايكروسوفت” عقدت صفقات متقدمة مع وزارة الأمن الإسرائيلية، قدمت خلالها عروضًا وخصومات كبيرة على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

ووفقًا للوثائق المسربة ورسائل البريد التي اطّلع عليها التحقيق، بدأت “مايكروسوفت” بعد أيام قليلة من هجوم 7 أكتوبر 2023، بالترويج داخليًا لخدماتها المخصصة للجيش الإسرائيلي، متوقعة زيادة هائلة في الإنفاق العسكري الإسرائيلي، مما جعلها واحدًا من أكبر مزوّدي الاحتلال بالتقنيات المتقدمة.

سياسة قمع داخلي وطرد للموظفين المعترضين
وفي تطور خطير، أعلنت مجموعة “لا لأزور للفصل العنصري” أن أحد موظفي الشركة، الذي قاطع كلمة المدير التنفيذي ساتيا ناديلا خلال مؤتمر “Build”، قد تم فصله تعسفيًا من عمله، بينما يواجه آخرون تهديدات بالإقصاء والتضييق الوظيفي.

ولم تقتصر التحركات الاحتجاجية على موظفي الشركة الحاليين، إذ شارك كل من حسام نصر وفانيا أجراوال، وهما منظمّان لحملة “No Azure for Apartheid”، في تعطيل فعاليات رئيسة قسم المنتجات في الذكاء الاصطناعي المسؤول سارة بيرد خلال المؤتمر.

شركات التكنولوجيا.. أذرع رقمية للاحتلال
هذا الكشف الخطير يعكس وجهًا من وجوه الحرب الناعمة التي تمارسها شركات التقنية الأمريكية، في خدمة المشروع الصهيوني، من خلال توظيف إمكانياتها في الحوسبة والذكاء الاصطناعي لخدمة العمليات العسكرية، وفي الوقت ذاته خنق الأصوات الحرة داخل هذه المؤسسات.

وتمثل سياسة “مايكروسوفت” امتدادًا للرقابة الرقمية التي تقودها أنظمة احتلالية وأجهزتها الأمنية، في محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية، والتضييق على أي تعاطف إنساني داخل كبرى المؤسسات المؤثرة على الرأي العام العالمي.

رد الشركة.. إنكار ومراوغة
ورغم تصاعد الغضب والاحتجاجات، لم تُصدر “مايكروسوفت” تعليقًا مباشرًا على التقارير. واكتفت قبل أيام من مؤتمر “Build” ببيان قالت فيه إنها أجرت مراجعة داخلية ولم تجد “دليلًا” على استخدام تقنياتها لإلحاق الأذى بالمدنيين، في تجاهل واضح للوثائق المثبتة التي نشرتها مواقع استقصائية وحقوقية.

ختامًا: قمع الكلمة الحرة.. وسلاح التكنولوجيا في يد الاحتلال
تكشف هذه الفضيحة كيف تحولت شركات التكنولوجيا الكبرى إلى أدوات قمع ورقابة لصالح الاحتلال، تمارس حجبًا ممنهجًا للرواية الفلسطينية، وتضييقًا على من يتعاطف معها، وتوظف إمكانياتها الضخمة لدعم آلة الحرب الإسرائيلية.

ويبقى السؤال مفتوحًا أمام العالم:
إلى متى ستبقى التكنولوجيا في خدمة الاحتلال ومجازره؟
وإلى متى ستُحارب الكلمة الحرة والإنسانية داخل أكبر المؤسسات التقنية العالمية؟

مقالات مشابهة

  • أزمة أخلاقية كشفها جنود إسرائيليون سابقون.. قادة جيش الاحتلال يستخدمون المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية
  • وزارة التربية توجه مراقبي امتحانات الأساسي.. قواعد صارمة لضمان نزاهة الامتحانات وحماية الحقوق
  • لضمان النزاهة والانضباط.. التربية تحدد محظورات داخل مقر لجنة تأدية الامتحانات
  • مراهق يعتدي على والده بسبب البلايستيشن وتحذيرات من إدمان الأجهزة الذكية .. فيديو
  • «أكثر من مليون مصلٍ».. إقامة صلاة الجمعة في 849 جامعًا ومسجدًا داخل حدود الحرم
  • زارة التربية تُعلن تواريخ امتحانات 2025 وتدعو لاستثمار الزمن المدرسي كاملاً
  • “الشؤون الإسلامية” تقيم صلاة الجمعة في 849 جامعًا ومسجدًا داخل حدود الحرم
  • تجاوز عدد المصلين مليونا.. «الشؤون الإسلامية» تقيم صلاة الجمعة في 849 جامعًا ومسجدًا داخل حدود الحرم
  • حقنة وطمأنينة.. كاميرا اليوم السابع ترصد طب الحجيج المتنقل (فيديو)
  • فضيحة رقمية.. “مايكروسوفت” تحظر كلمة “فلسطين” وتلاحق موظفيها الداعمين لغزة