مخيم جرش بالأردن.. نموذج مأساوي لتهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
على مساحة كيلو متر مربع واحد يعيش نحو 35 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم «جرش» شمال الأردن، المعروف بالتسمية المحلية «مخيم غزة»، وسط مشاعر تفيض بالحزن والألم لما يشهده قطاع غزة من هجمات إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر الجاري.
عبرات تسبق الكلمات، لا يتوقفون عن الدعاء ليل نهار بألا يتكرر مشهد لا يفارقهم رغم مرور عقود طويلة عليه، فوجودهم داخل المخيم يعيد إلى أذهانهم ما تعرضوا له عامي 1948 و1967 حينما أرغموا على مغادرة أراضيهم تحت وطأة تلك الحروب.
ويرى مراقبون، أن الأردن تنبّه إلى هدف إسرائيل من دعواتها لسكان قطاع غزة بالنزوح إلى جهته الجنوبية قرب مصر، وأعلنت عمان رفضها «القاطع» لذلك، لعلمها بأن الهدف هو محاولة إفراغ القطاع من أهله، واحتمالية تطبيق ذات الخيار على سكان الضفة الغربية، ما يعني بالتالي انتهاء فكرة حل الدولتين الذي ينادي به الأردن بالمحافل الدولية.
أوامر الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بالرحيل إلى الجنوب لاقت أيضا رفضا عربيا ودوليا واسعا، مقابل ضوء أمريكي أخضر للتنفيذ.
ويوجد في الأردن 13 مخيما للاجئين الفلسطينيين، بنيت في مراحل مختلفة، وتضم بداخلها نحو 2 مليون شخص.
مراسل الأناضول زار مخيم «جرش» الذي تأسس عام 1968 بالتنسيق مع دائرة الشؤون الفلسطينية بالأردن (حكومية) والسلطات المختصة، واطلع على واقع الألم الذي يعيشه صغيرهم قبل كبيرهم، إثر ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر إسرائيلية يومية، فرضت عليهم استعادة تاريخ مأساة فلسطينية ما زالت تتجدد.
وقال رئيس لجنة خدمات المخيم، خضر العبسي: «تبلغ مساحة المخيم كيلو مترا مربعا وعدد سكانه الحاليين 35 ألفا من المهجرين الذين سكنوا قطاع غزة بعد حرب 1948، إلا أنهم غادروا القطاع مجددا عام 1967، لتتجدد المعاناة مع التهجير».
وتابع: «الغالبية العظمى من عائلات المخيم لهم أقارب من الدرجة الأولى في قطاع غزة، يعيشون تحت القصف الإسرائيلي، والكثير منهم فقد قريبا له، ومنذ بداية الأحداث الأخيرة والمخيم يشهد بشكل يومي وقفات تضامن مع القطاع».
وعن خصوصية المخيم عن باقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن، قال العبسي إن «كل سكانه لا يحملون أرقاما وطنية (لم يتم تجنيسهم) ويحملون صفة لاجئ، وأوضاعهم الاقتصادية صعبة، نتيجة تراجع الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)».
«وين (أين) العرب وين العالم عن اللي بصير (عما يحدث) بغزة ؟».. بهذه الكلمات بدأت أم محمد (74 عاماً) حديثها للأناضول، لتتبع جملتها بدموع سرعان ما فاضت على وجنتيها.
«الله يحميهم».. دعت أم محمد لأهل غزة بذلك وعادت بالبكاء مجدداً، ليتبين بأن ابنتها ذهبت إلى القطاع زائرة قبل بدء الحرب، تاركة أولادها الأيتام وعددهم 7 داخل المخيم، لتعيش هي الأخرى مصيراً مجهولاً، فإما العودة إلى أولادها، أو تقضي بإحدى الهجمات الإسرائيلية.
وأضافت: «الوضع في غزة منكوب، الموت ولا المذلة»، وخاطبت أهل غزة قائلة: «لا تخرجوا من بيوتكم» في أيام الحرب.
سليمان عبد الفتاح (80 عاما)، كرر مقولة أم محمد: «الموت ولا المذلة»، مستنكرا بالقول: «هل سنهاجر 100 مرة»، في إشارة إلى احتمالية تهجير أبناء قطاع غزة.
واتهم المسن الفلسطيني الولايات المتحدة، بأنها «السبب في كل ما يحدث، وهي رأس الأفعى، ولولاها لما بقيت إسرائيل».
وبرسالة تنمّ عن عمق المصاب والألم الذي يعيشونه نتيجة التهجير، قال عبدالفتاح موجها حديثه لأهل غزة: «موتوا في القطاع ولا تخرجوا».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة هجمات إسرائيلية مخيم جرش مخيم غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حادث مأساوي ينهي حياة عريس عراقي ويترك عروسه في غيبوبة
#سواليف
أودى #حادث_سير مروّع بحياة #عريس_عراقي، فيما أُصيبت زوجته بجروح خطيرة أدخلتها في #غيبوبة، أثناء عودتهما من رحلة شهر العسل بين مدينتي #السليمانية وخانقين.
ووقع الحادث المأساوي، مساء اليوم، على الطريق الرابط بين خانقين وكلار، عندما اصطدمت السيارة الخاصة التي كان يستقلها الزوجان بشاحنة كبيرة، ما أسفر عن وفاة العريس على الفور، وإصابة زوجته بجروح بالغة نقلت على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة، بينما تعرّض سائق الشاحنة لإصابات متفاوتة.
وذكرت تقارير إعلامية أن العروسين حديثا الزواج، إذ لم يمضِ على زفافهما سوى تسعة أيام فقط، وكانا في طريق عودتهما إلى منزلهما بعد قضاء أيام قليلة من شهر العسل في محافظة السليمانية.
وأثار الحادث موجة من الحزن بين الأهالي الذين عبّروا عن صدمتهم لرحيل العريس بهذه الطريقة المأساوية، فيما تتواصل الجهود الطبية لإنقاذ حياة العروس التي ترقد في غيبوبة تامة.
مقالات ذات صلة