تقرير استشاري: تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعزز كفاءة حملات العلاقات العامة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
جدة : البلاد
أكد تقرير استشاري حديث أنه على الرغم من وجود بعض التحديات والمخاوف المتزايدة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة العلاقات العامة، إلا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي حققت كثيرًا من الفوائد لممارسي العلاقات العامة، ناصحًا متخصصي العلاقات العامة بمواكبة الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في العالم، وتعلم مهارات استخدام أدواته، وبرامجه.
وسلّط التقرير -الذي أعدته W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، والذي حمل عنوان: “العلاقات العامة في عصر الذكاء الاصطناعي”- الضوء على: كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي لصناعة العلاقات العامة، والمزايا والفرص التي يوفرها لهذه الصناعة، والتحديات التي أوجدها، واستخدام ممارسي العلاقات العامة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكيف تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال الاقتصاد الرقمي.
المساهمة في الاقتصاد
عرض التقرير توقعات مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد عالميًّا ومحليًّا، مشيرًا إلى تقديرات شركة الاستشارات المالية العالمية بي دبليو سي (PWC) بأن ترتفع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، وأن يسهم بمبلغ 135 مليار دولار في الاقتصاد السعودي في العام نفسه.
وأشار التقرير إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُمكّن من تحسين تجربة المستخدم؛ حيث تقوم بتنفيذ مجموعة متنوعة من المهام، مثل: الرد على استفسارات العملاء، وجدولة المواعيد، وإجراء المقابلات؛ مما يتيح الفرصة لممارسي العلاقات العامة للتركيز على المهام الأكثر تحديًا التي تتطلب مشاركة بشرية كبيرة، مثل: تطوير الاستراتيجيات، والاتصالات الإعلامية.
مزايا عديدة
وأوضح التقرير أن الذكاء الاصطناعي يقدّم لصناعة العلاقات العامة العديد من المزايا، ومنها: تحسين الكفاءة والإنتاجية، وتحليل كميات كبيرة من البيانات؛ من أجل تحديد الاتجاهات والأنماط التي تساعد ممارسي العلاقات العامة على فهم جمهورهم بشكل أفضل، ومعرفة شعورهم تجاه منتج، أو خدمة، أو علامة تجارية؛ مما يمكّنهم من اتخاذ قرارات فعالة، وإيصال رسائلهم وحملاتهم للجمهور المستهدف في الوقت المناسب، وإتاحة الفرصة لهم لتحسين فعالية التواصل، والمشاركة الإعلامية.
كما تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي ممارسي العلاقات العامة على التواصل الفعال مع المؤثرين، وتوفير فرص جديدة للتواصل الشخصي، وتحسين خدمة العملاء عبر برامج روبوتات المحادثة والمساعدين الافتراضيين، والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للسوق والأعمال، وتجنب التقلبات التي تضر الشركات.
كتابة المحتوى
وبشأن المحتوى، أكّد التقرير على دور تلك التطبيقات في صناعة محتوى العلاقات العامة، وتحسين توصيله إلى الجمهور المستهدف بناءً على البيانات التي جمعتها حول العملاء، وسلوك الشراء، والاهتمامات، والقنوات، والأوقات الأكثر فعالية؛ للوصول إلى جماهير محددة. لافتًا إلى أن أدوات الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المستخدمة في كتابة البيانات الصحفية، والمنشورات، والمدونات، تعد داعمًا مفيدًا، إلا أنها ليست متطورةً بما يكفي لتحل محل الكتاب البشريين تمامًا حتى الآن.
تحديات ومخاوف
استعرض التقرير بعض التحديات والمخاوف المتزايدة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة العلاقات العامة، ومنها: استبدال الموظفين بالروبوتات، وإنشاء محتوى مضلل أو مزيف، وهو ما يؤكد ضرورة التحقق من صحة المحتوى قبل استخدامه أو نشره، وعدم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل غير أخلاقي ومسؤول، لا سيما في مجالات خصوصية البيانات، والابتكار، وعدم التمييز.
مشهد متغير
وشدّد التقرير على مرونة صناعة العلاقات العامة للتكيف مع الذكاء الاصطناعي، كما تكيّفت مع الثورة الرقمية سابقًا، مبينًا أن ممارسي العلاقات العامة أثبتوا قدرتهم على النجاح في مشهد صناعة العلاقات العامة المتطور باستمرار، وأنهم كما استطاعوا مواكبة عصر التحول الرقمي، فإنهم قادرون على تكرار ذلك مع الذكاء الاصطناعي؛ من خلال الاطلاع على أحدث التطورات في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وطرق عملها، وكيفية استخدامها لتحسين أعمالهم وبقائهم في طليعة المجال.
ونصح التقرير ممارسي العلاقات العامة بضرورة تعلم المهارات الجديدة لاستخدام الأدوات والبرامج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ للاستفادة من مزاياها العديدة في حل المشكلات التي قد تواجههم في المستقبل، بالإضافة إلى مراقبة الاتجاهات الحديثة في الصناعة، خاصة في بيئة تتسم بالمنافسة الشديدة، والتجدّد، والتغيير المتواصل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي العلاقات العامة تطبيقات الذكاء الاصطناعي تطبیقات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی فی الاقتصاد
إقرأ أيضاً:
ميتا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراجعة مخاطر المنتجات وتقلص دور الخبراء
لسنوات كانت شركة ميتا تخضع ميزات تطبيقاتها، مثل إنستجرام وواتساب وفيسبوك، لمراجعات دقيقة من قِبل فرق بشرية متخصصة لتقييم المخاطر المحتملة، مثل انتهاك الخصوصية أو الأذى المحتمل للقاصرين أو تعزيز انتشار المحتوى المضلل والسام.
لكن وفقًا لوثائق داخلية حصلت عليها شبكة NPR، تستعد ميتا لجعل ما يصل إلى 90٪ من هذه التقييمات تتم بواسطة الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر.
الذكاء الاصطناعي يصادق على التحديثات بدلًا من الموظفينفي الواقع، هذا التغيير يعني أن تحديثات حاسمة مثل خوارزميات ميتا الجديدة، ميزات الأمان، وتعديلات سياسات مشاركة المحتوى، سيتم اعتمادها آليًا دون تدخل بشري فعّال، ما يقلص من دور الموظفين المعنيين بمراجعة الأثر الاجتماعي أو سوء الاستخدام المحتمل لهذه التعديلات.
داخل ميتا، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها انتصار لفِرَق تطوير المنتجات، إذ ستسمح لهم بإطلاق التحديثات والميزات بسرعة أكبر. لكن موظفين حاليين وسابقين أعربوا عن مخاوفهم من أن تقليص التدقيق البشري لصالح الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى قرارات خطيرة تتسبب في أضرار فعلية على أرض الواقع.
قال أحد التنفيذيين السابقين في ميتا، طالبًا عدم الكشف عن هويته: "طالما أن هذا التغيير يعني طرح المنتجات بسرعة أكبر وبمراجعة أقل، فهو يزيد من احتمالية حدوث مشاكل حقيقية لم يتم التحسب لها مسبقًا."
ميتا تدافع عن نفسها وتعد بالحذرفي بيان لها، قالت ميتا إنها استثمرت مليارات الدولارات لحماية خصوصية المستخدمين، وأكدت أن القرارات عالية المخاطر لا تزال تخضع لتقييم بشري، بينما تُترك المهام "المنخفضة الخطورة" للأنظمة الآلية.
إلا أن الوثائق الداخلية التي اطلعت عليها NPR تكشف أن ميتا تدرس أتمتة مراجعة مواضيع حساسة مثل سلامة الذكاء الاصطناعي، مخاطر الأطفال، ومجال "النزاهة" الذي يشمل المحتوى العنيف والمعلومات المضللة.
مهندسون يقررون دون خبرة في الخصوصيةتشير الشرائح الداخلية إلى أن فرق المنتجات ستحصل الآن في معظم الحالات على "قرار فوري" من الذكاء الاصطناعي بعد إكمال استبيان حول المشروع. سيتعين على الفريق التحقق من استيفاء المتطلبات قبل إطلاق الميزة، دون المرور بالمراجعة اليدوية الإلزامية كما كان في السابق.
لكن خبراء سابقين داخل ميتا مثل زفيكا كريجر، المدير السابق للابتكار المسؤول، أبدوا قلقهم قائلين: "معظم المهندسين ليسوا خبراء في الخصوصية، وهذا ليس محور تقييمهم أو ما يُحفَّزون عليه." وأضاف أن بعض التقييمات الذاتية تحولت إلى مجرد إجراءات شكلية تفوّت مخاطر كبيرة.
الذكاء الاصطناعي يُحرّر الموظفين... ولكن!في تقريرها الفصلي الأخير حول "النزاهة"، قالت ميتا إن النماذج اللغوية الكبيرة التي تستخدمها بدأت تتفوق على الأداء البشري في بعض السياسات، مشيرة إلى أن ذلك يساعد على تحرير المراجعين البشر للتركيز على المحتوى الأكثر احتمالًا لانتهاك القواعد.
حماية خاصة للمستخدمين في الاتحاد الأوروبيوفقًا للوثائق، فإن مستخدمي ميتا في الاتحاد الأوروبي قد يكونون محصنين جزئيًا من هذا التغيير، حيث ذكرت إعلانات داخلية أن اتخاذ القرار والإشراف في أوروبا سيبقى من صلاحيات مقر الشركة في أيرلندا، ذلك امتثالًا لقوانين الاتحاد مثل قانون الخدمات الرقمية الذي يفرض رقابة صارمة على المحتوى الرقمي.
تفكيك للقيود القديمة وسط تقارب مع ترامب؟تم الكشف عن هذه التغييرات بعد فترة وجيزة من إيقاف ميتا لبرنامج التحقق من المعلومات وتخفيف سياساتها تجاه خطاب الكراهية.
ويبدو أن هذه الخطوات تشكل تحولًا نحو حرية أكبر في التعبير وتحديث أسرع للتطبيقات، في تفكيك واضح للقيود التي وضعتها الشركة سابقًا للحد من إساءة الاستخدام. ويأتي ذلك وسط تقارير عن مساعي مارك زوكربيرغ للتقارب مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
هل التسرع في التقييمات يُعد انتكاسة ذاتية؟تأتي هذه التغييرات في إطار سعي ميتا إلى تسريع عملياتها في ظل منافسة متزايدة من شركات مثل تيك توك وOpenAI وSnap.
وفي حين ترى بعض الشخصيات مثل كاتي هاربيث، المديرة التنفيذية لمؤسسة Anchor Change، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل التكرار ويزيد الكفاءة، فإنها شددت على ضرورة وجود رقابة بشرية متوازنة.
لكن موظفًا سابقًا آخر شكّك في نجاعة هذه السياسة قائلاً: "يبدو أن هذا القرار يضر ميتا أكثر مما ينفعها.
ففي كل مرة تطلق منتجًا جديدًا، يتم اكتشاف مشكلات لم تؤخذ على محمل الجد."
تصريحات رسمية وتعجيل في التنفيذقال ميشيل بروتي، مدير الخصوصية في ميتا، في منشور داخلي في مارس إن الشركة "تمنح فِرَق المنتجات مزيدًا من الصلاحيات" لتطوير آليات إدارة المخاطر. وقد بدأ تنفيذ نظام الأتمتة تدريجيًا خلال شهري أبريل ومايو.
ورغم أن بروتي شدد على أن الهدف هو "تبسيط عملية اتخاذ القرار"، يرى البعض داخل الشركة أن استبعاد العامل البشري من التقييمات قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
وقال أحد الموظفين المعنيين بالمراجعات: "نحن نمثل المنظور البشري حول كيف يمكن أن تسوء الأمور وإذا تم تهميشنا، فالنتائج ستكون أسوأ للجميع."