مئات الأجانب وعشرات الجرحى الفلسطينيين يعبرون رفح باتجاه مصر
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
أخبار ذات صلةخرج مئات الأجانب والفلسطينيين الحاملين جنسيات مزدوجة، إضافة إلى عشرات الجرحى الفلسطينيين الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر مع فتح السلطات المصرية معبر رفح «استثنائيا»، وذلك في اليوم الـ26 من الحرب على غزة.
وسمح بدخول هؤلاء الأجانب والفلسطينيين المعبر، أمس، بعدما أعلنت السلطات المصرية فتحه «استثنائياً» للسماح بنقل نحو تسعين جريحاً فلسطينياً وخروج نحو 545 من الأجانب والمزدوجي الجنسية.
ومع فتح المعبر، وقف المسافرون في طوابير طويلة، في انتظار فحص جوازات السفر وغيرها من الوثائق.
وأخرجت سيارات إسعاف جرحى فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، أمس، عبر معبر رفح الحدودي لتلقي العلاج، حسبما أكد مسؤول بالمعبر.
وعلى الجانب الفلسطيني، عبرت 40 سيارة إسعاف تحمل كل واحدة جريحين على الأقل، وكان بينهم أطفال.
وأعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، مساء أمس الأول، أن من المقرر «مغادرة 81 جريحاً من الإصابات الخطيرة للعلاج في مستشفيات مصر».
وتستعد السلطات المصرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، إذ أفاد المسؤول الطبي عن «إقامة أول مستشفى ميداني على مساحة 1300 متر مربع، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين حال وصولهم إلى مصر، بمدينة الشيخ زويد»، على بعد 15 كيلومتراً من رفح.
وعقد وزير الصحة والسكان المصري خالد عبدالغفار، اجتماعاً أمس، لمتابعة التجهيزات الخاصة بالمستشفيات في محافظة شمال سيناء، ومتابعة مستجدات خريطة مواجهة وإدارة الأزمات، استعداداً لاستقبال المرضى من الفلسطينيين من قطاع «غزة»، وذلك بمركز السيطرة والتحكم في وزارة الصحة والسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان حسام عبدالغفار، في بيان حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، إلى أن الوزير تابع مع قيادات وزارة الصحة المعنيين تجهيزات المستشفيات والمنشآت الصحية باختلاف تبعياتها ومدى جاهزيتها لاستقبال المرضى، وتقديم أفضل رعاية صحية لهم، موجهاً برفع السعة الاستيعابية لمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية لاستقبال المصابين والمرضى بما يضمن توزيعهم على المستشفيات بشكل رشيد.
وبعد نقل الجرحى، تسمح مصر لمئات من حاملي جوازات السفر الأجنبية بالعبور، حسبما أعلن مسؤول مصري، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب في السابع أكتوبر.
ومعبر رفح الحدودي هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه ضرب أكثر من 11 ألف هدف.
ومنذ مساء يوم الجمعة الماضي، توسعت العمليات البرية، وتكثفت الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، بمواصلة الحرب، رغم «الخسائر المؤلمة» في صفوف الجيش بعد 26 يوماً من القتال.
وقال نتانياهو، في كلمة تلفزيونية بعد ساعات من إعلان الجيش مقتل 11 جندياً خلال الساعات الـ24 الأخيرة في معارك في غزة: «حققنا الكثير من الإنجازات المهمة لكن لدينا خسائر مؤلمة أيضاً» مضيفاً «نخوض حرباً صعبة، وستكون طويلة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل تسعة جنود الثلاثاء، وإصابة اثنين بجروح بالغة في المعارك الجارية في قطاع غزة، وهو ما يرفع إلى 326 عدد العسكريين الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الحرب.
وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّ غارات مكثفة في أنحاء القطاع.
وتفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على قطاع غزة، وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود.
ويخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، أصلاً لحصار من إسرائيل منذ عام 2007.
وأثار ارتفاع حصيلة القتلى قلقاً على المستوى الدولي، فيما حذّرت الأمم المتحدة، أمس الأول، من أن قطاع غزّة أصبح «مقبرة» لآلاف الأطفال، مشيرة إلى أنها تتخوف من احتمال وفاة المزيد منهم بسبب الجفاف. وقال المتحدث باسم يونيسيف جيمس ألدر: «لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال»، معتبراً حصيلة القتلى من الأطفال «مروعة».
وتركّز دعوات وكالات الأمم المتحدة على ضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معبر رفح فلسطين معبر رفح الحدودي مصر غزة قطاع غزة الجرحى الفلسطینیین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هكذا يتلاعب جيش الاحتلال بأعداد جنوده المصابين في الحرب
بحسب مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي الرسمية فقد وصل عدد جرحاه إلى 5881 جنديا وضابطا، دون التطرق إلى أعداد القتلى، أما إدارة إعادة التأهيل التابعة لوزارة الحرب، فإن العدد لديها أكبر بثلاث مرات، ويبلغ نحو 15 ألف جندي جريح.
كوخ ريفيتال مراسل موقع "المكان الأكثر سخونة في الجحيم"، ذكر أن "هذه الأرقام تسبب معاناة للجيش بعد أن أصرّ في بداية الحرب على رفض نشر أعداد جرحاه، وكانت تصريحات المتحدث باسمه خالية من الإشارة للجرحى؛ تم إحصاء القتلى فقط، حتى أنه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، أي بعد خمسين يوما من بدء الحرب، فقد أفاد الجيش بإصابة ألف جندي، وبعد أسبوعين، في 8 كانون الأول/ ديسمبر، وصل للمستشفيات أكثر من خمسة آلاف جندي جريح، وفي اليوم التالي للنشر، تم حذف الإحصائية المثيرة، بزعم أنها غير صحيحة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "تم استبدال ذلك العنوان برقم ألفي جندي جريح فقط انضموا لنادي المعاقين، وبعد ضغوط عديدة اعترف المتحدث باسم الجيش في 10 كانون الأول/ ديسمبر أن عدد الجنود الجرحى بلغ 1593 على مدى شهرين وثلاثة أيام من اندلاع الحرب، رغم أن ليمور لوريا، رئيسة قسم التأهيل، أبلغت الكنيست عن إصابة 2816 جريحًا تم إدخالهم للقسم منذ الحرب، دون أن يشمل ذلك الجنود النظاميين، أما معطيات إدارة شؤون الأفراد في الجيش فإن العدد الرسمي للجرحى لديها بلغ 5881 منذ بداية الحرب".
وأوضح أنه "في 9 آذار/ مارس 2025، زاد عدد الجنود الجرحى عن عشرة آلاف ممن تركوا صفوف الجيش بعد الحرب، فيما كشفت بيانات الجيش أن عدد من قُتل أو جُرح هو 12 ألف جندي وضابط، ومن الغريب أن الجيش قرر عدم احتساب من أصيبوا بجروح طفيفة، أو من لم يحتاجوا للعلاج في المستشفى، كما لا يتم احتساب المصابين عقليًا، مما قد يسمح له بتقديم تقدير أقل بكثير لتكلفة الحرب".
وكشف أنه "خلال اجتماع اللجنة الخاصة للعمال الأجانب في الكنيست في 9 آذار/ مارس الماضي لبحث احتياجات الجنود الجرحى والمعاقين من العاملين الأجانب في مجال التمريض، كشفت ليفي زيك، رئيسة وحدة توصيف الخدمات الطبية بوزارة الحرب، أن عدد الجنود الجرحى بلغ منذ اندلاع الحرب 62 ألفا، مما يجعلنا أمام فجوات تتسع بين كل جهة تصدر هذه الأرقام، سواء وزارة الحرب أو بيانات الجيش".
وأوضح أن "السبب المباشر في تخفيض أعداد الجنود الجرحى من قبل الجيش يأتي لتقليل تكلفة الحرب، لكن الغريب فعلا إصداره أرقام ذوي الإصابات الخطيرة، أما من يصاب في عينه بشظايا، صحيح أنه قد لا يكون في خطر الموت، لكنه قد يصبح أعمى، ويعاني من إعاقات شديدة بقية حياته، ولا يستطيع البقاء في صفوف الجيش لأنه أصبح كفيفاً، واعتبارًا من كانون الأول/ ديسمبر 2024 تقدم 6410 جندياً بطلبات للاعتراف بهم كمعاقين بسبب إصابة ذهنية، وفي نيسان/ أبريل الماضي ارتفع العدد إلى 7300".
المؤرخ لي مردخاي، الذي يتابع الوضع المتغير للحرب، ويرصد بياناتها منذ بدايتها، لاحظ الفجوات بين المنشورات المختلفة، قائلا إن "مصدر الخلافات بين الجهات الرسمية هو اختلاف مصالح كل منها، فمصلحة الجيش تكمن في تقليل عدد الجرحى، وبالتالي خفض الثمن الذي تدفعه الدولة للحرب، بما يتماشى مع سياسة أوسع نطاقًا تهدف لإضفاء الشرعية على الحرب، حتى يكون الشعب مستعدًا لدفع الثمن".
وأوضح أنه "من أجل لذلك لا يتم إخبارنا بالحقيقة، ولا يتم أخذنا على محمل الجد، وهنا نوجه أصابع الاتهام للمراسلين العسكريين الذين تلقوا المعلومات، ولم يشككوا في الأرقام، فقط قاموا بالنسخ واللصق، مما يعزز المخاوف أننا لا نسمع الحقيقة".
وأضاف أن "أرقام الجيش منشورة على موقعه الرسمي، وتحظى بالاهتمام ويصبح صوتها أعلى من الآخرين، وأعتقد أن السبب الذي دفع المتحدث باسمه للكشف عن عدد الجرحى هو أن فرع التأهيل بوزارة الحرب بدأ بتسريب المعلومات، وعندما بدأوا بالحديث عن عدد الجنود الذين يفترض أن يقوموا بتأهيلهم مستقبلا، وهذا الأمر كله مهم حتى لا يفهم الجمهور التكلفة الحقيقية للحرب، وعدد من أصيبوا بالفعل في الحرب".