"عيد الطفولة" و"تاريخ الفن" ضمن لقاءات وورش لقصر ثقافة بهاء الدين بأسيوط
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قدّم قصر ثقافة أحمد بهاء الدين للطفل المتخصص بأسيوط، مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، ضمن الأنشطة التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني خلال شهر نوڤمبر الجاري، بحضور عدد من طلاب مدارس: الإسلامية الثانوية للبنات، الرعاية المتكاملة لدمج ذوي الاعاقة، وأسيوط الإعدادية والثانوية للبنات.
واحتفاء بعيد الطفولة عقدت بمحاضرة بعنوان "حقوق الطفل في الدستور المصري" قدمتها د. شيماء كامل، سردت بها كثيرا من الحقوق المكفولة للطفل، تلاها لقاء تنمية بشرية تحدث خلاله د. چوزيف ثابت عن مخاطر الألعاب الإلكترونية والاستخدام الأمثل للإنترنت، وكيفية حماية الطفل من التحرش.
ورش وعروض فنيةوشهد القصر فقرة تدريب فنون شعبية للطفل، ثم توالت الورش الفنية والأدبية منها ورشة عمل تصميمات حول القضية الفلسطينية وعيد الطفولة للفنان إبراهيم حسين، وورشة حكي أخرى لفاطمة عمر بعنوان "حقوق الطفل"، إلى جانب ورشة لتعليم لغة الإشارة للفنان محمد الشاهد، وتعليم الخط الكوفي والنسخ لإيمان وهبة.
تاريخ الفن الإسلاميفي سياق آخر شهد القصر عددا من الفعاليات الفنية والثقافية التي ناقشت عدة موضوعات، حيث قدمت الفنانة هند محمد محاضرة عن "تاريخ الفن الإسلامي" وبداياته في القرن الأول الهجري وتطوره عبر العصور اللاحقة وتأثره بطابع كل بلد، تلاها لقاء أدبي عن "كتابة النثر والشعر في العصر العباسي" للأديب عاطف العزازي، وأشار به أن العصر العباسي يعد من أزهى العصور الإسلامية في الأدب شعرا ونثرا، وتحدث عن أهم أعلام كل منهما مثل أبو تمام والبحتري والمتنبي، وابن المقفع والجاحظ وغيرهم، موضحا أهم الخصائص التي ميزت هذه الألوان الأدبية خلال هذا العصر، بينما قدّم جمال عبد الناصر مدير القصر لقاء تعريفيا حول "دور الثقافة في تنمية المجتمع"، أكد خلالها على الدور الحيوي والمهم للثقافة في تنمية وعي الأفراد وانعكاس ذلك على حركة التنمية المجتمعية بشكل عام.
تاريخ الموسيقى العربية ودورها في حماية تراث الوطنوضمن الفعاليات المقامة بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، قدّم المايسترو نصر الدين أحمد لقاء بعنوان "تاريخ الموسيقي العربية ودورها في حماية تراث الوطن"، سرد بها كيف كانت مصر مركزا للإبداع الموسيقي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، متحدثا عن التطور الكبير الذي مر بها وحلولها محل الموسيقى الأجنبية التي كانت سائدة خلال هذا العصر، وتحدث عن أهم أعلامها ومنهم سيد درويش وأثر ذلك في حفظ التراث والهوية الوطنية.
ورش مشغولات يدويةوفي مجال الورش الفنية قدمت عدة ورش للمشغولات اليدوية، منها ورشة نفذتها الفنانة مروة شيريت لتصميم أشكال متنوعة بالفوم جليتر والكانسون الملون، وأقامت الفنانة نهال عصام ورشة إعادة تدوير خامات من البيئة، بالإضافة إلى ورشة للتعريف بفن التلي والتطريز للفنانة ياسمين جاد وسوسن سيد، وقدمت رنا جمال ورشة مشغولات بالخرز، ودربت الفنانة آمال طه الفتيات على أساسيات الكروشيه.
اكتشاف مواهبوجاء الختام مع فقرة اكتشاف مواهب في مجالات الشعر والقصة والغناء والعزف، ومسابقة ثقافية بإشراف الفنانة فاطمة عمر، وإسلام محمد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ثقافة أحمد بهاء الدين اسيوط عيد الطفولة قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
فريدة فهمي.. سيدة الرقص الاستعراضي التي منحت جسدها للتراث وأفكارها للأكاديمية في عيد ميلادها الـ85
تحتفل اليوم، الأحد 29 يونيو، الفنانة القديرة فريدة فهمي بعيد ميلادها الـ85، أيقونة الرقص الاستعراضي في مصر والعالم العربي، وواحدة من أبرز الأسماء التي أعادت تعريف مفهوم الفن الحركي من خلال فرقة رضا، التي أصبحت على يديها رمزًا للهوية المصرية الراقصة.
من بيت الفن إلى المسرح
ولدت فريدة فهمي في عام 1940 بحي مصر الجديدة في القاهرة، لأسرة تهتم بالفن والثقافة؛ فوالدها المهندس حسن فهمي كان عميدًا لمعهد السينما، وقد وفّر لها بيئة خصبة لاكتشاف مواهبها وصقلها مبكرًا، حيث بدأت خطواتها الأولى في عالم الفن من خلال دراستها لكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، لكن شغفها بالرقص والمسرح أخذها إلى طريق آخر أكثر تعبيرًا وجمالًا.
مؤسسة على خشبة العالم
في عام 1961، كانت فريدة فهمي أحد الركائز الثلاث التي أسست فرقة رضا للفنون الشعبية، برفقة زوجها المخرج والمنتج علي رضا، وشقيقه المصمم والمبدع الراقص محمود رضا، الذي وصفته فريدة بأنه “خلق لغة حركية مستمدة من نبض الأرض المصرية”.
برزت فريدة فهمي كوجه الفرقة، ليس فقط بجمالها ورشاقتها، بل بقدرتها الفريدة على تحويل الحركات التراثية إلى مشاهد مسرحية عالمية، ورفعها للفن الشعبي المصري إلى مصاف العروض الدولية الراقية.
“غرام في الكرنك”.. أيقونة سينمائية
قدمت فريدة عددًا من الأعمال السينمائية، لكن يبقى فيلم “غرام في الكرنك” (1967) هو الأيقونة الأشهر، حيث جسّد الفيلم رحلة فرقة رضا إلى جنوب مصر، وسجّل بالصور والرقصات حالة من التماهي بين الجمال الطبيعي والبشري والفني، لتحفر اسمها في ذاكرة الأجيال.
رصيد سينمائي رغم الانشغال بالاستعراض
شاركت فهمي في نحو 10 أفلام، كان أولها “فتى أحلامي” عام 1957، ثم توالت الأعمال مثل:
• “الأخ الكبير” (1958)
• “إسماعيل ياسين في البوليس الحربي” (1958)
• “حرامي الزواج” (1961)
• وصولًا إلى “أسياد وعبيد” (1978)، وهو آخر ظهور سينمائي لها.
ورغم قلة مشاركاتها السينمائية مقارنة برفيقات جيلها، فإنها اختارت بوعي أن تكون الراقصة التي تصنع الفرق، لا الممثلة التي تكرّر الحضور.
من المسرح إلى الجامعة
في سن الأربعين، قررت فريدة فهمي الانسحاب بهدوء من الأضواء، لتبدأ رحلة علمية لا تقل إبداعًا عن مسيرتها الفنية. سافرت إلى الولايات المتحدة، حيث حصلت على دكتوراه في الرقص الإيقاعي، بعد رسالة ماجستير بحثت فيها عن تأثير محمود رضا في تأسيس حركات راقصة تعبّر عن الشخصية المصرية.
درّست لاحقًا في عدة جامعات أمريكية، منها جامعة يوتا، وأسهمت بأبحاث أكاديمية في توثيق الفنون الشعبية المصرية كأداة ثقافية وهوية قومية، وشاركت في مؤتمرات عالمية حول الرقص كممارسة إنسانية وجمالية.
تقدير رسمي في نهاية المسيرة
في مارس 2024، كرّمها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية المرأة المصرية، تقديرًا لمساهمتها الفنية والثقافية، ودورها في إحياء الفنون التراثية وجعلها جسدًا حيًا على الخشبة، وعقلًا نقديًا في قاعات الدرس.
حضور دائم رغم الغياب
حتى بعد اعتزالها، لا تزال فريدة فهمي مصدر إلهام لجيل كامل من الراقصين والراقصات، ليس فقط لحركاتها على المسرح، بل لرحلتها التي جمعت بين الجسد والبحث، وبين البهجة والمسؤولية.
وفي عيد ميلادها الخامس والثمانين، تبقى فريدة فهمي تجسيدًا نادرًا لفكرة أن الفن الحقيقي لا يُنسى، بل يترسخ في الوجدان بعمق.