بوابة الوفد:
2025-05-30@09:51:51 GMT

خمسة أحجار ومقلاع!

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

برزت تسمية أطفال الحجارة خلال أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، بعد انتشار عدة صور لأطفال عزل فى المدن والقرى الفلسطينية، يحملون الحجارة مجتمعية فى مواجهة الآليات العسكرية والرصاص الكثيف الذى كان يرد به جنوب الاحتلال الإسرائيلى. وظل أطفال الحجارة سمة فى سمات المقاومة الفلسطينية تعاطفًا إعلاميًا عالميًا، حيث تقف القوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح والدروع الواقية لتواجه مجموعات الصغار العزل من السلاح إلا من الحجارة لتبدأ مواجهة غير متكافئة بإطلاق الجنود الإسرائيليين النار الكثيفة على الأطفال من طلقات رصاص مطاطية ورصاص حى مما كان إلى فقئ عيون مئات الأطفال وقتل مئات الضحايا المدنيين الفلسطينية.

وقفت وطأة انتفاضة الحجارة عام 1991 وانتهت عند عقد اتفاقية أوسلو عام 1993.

رغم بساطة سلاح أطفال فلسطين الذى كان عبارة عن حجر ومقلاع فى مواجهة القنبلة والصاروخ الإسرائيلى، إلا أنه كان يهز الكيان الصهيونى. وكان الجنود الإسرائيليون عندما يمسكون بهؤلاء الأطفال يعذبونهم بوحشية، وقضى بعض الأطفال شهورًا فى أقفاص العراء خلال الشتاء القارس، وتعرض بعضهم لتهديدات جنسية، وحوكم بعضهم الآخر دون وجود من يدافع عنهم.

كل هذا التعذيب البشع كان بسبب إقبال أطفال فلسطين على استخدام الحجارة فى مواجهة الترسانة الوحشية للمحتل فكل هذا التهذيب بسبب حجر قد لا يصل لغايته، إن استخدام الطفل الفلسطينى للحجر هو ما يخيفهم، لا لقوته، بل لما يحمله لهم من رمز مقدس لا يجوز من وجهة نظرهم أن يكون بيد أعدائهم.

يذكر أن حربًا دارت بين الفلسطينيين واليهود، بدأت بتقدم «جليات» الفلسطينى للمبارزة كما كانت عادة الجيوش آنذاك، و«جليات» محارب عملاق الجثة يصل طوله لثلاثة أمتار، وبصفة العهد القديم، منقول: «إنه كان يمسك بدرع تزن سبعين كيلوجرامًا، وعلى رأسه خوزة من نحاس وجرموق نحاس فى رجليه، ومرزاق نحاس بين كتفيه، وسنان رمحه وزنها حوالى ثمانية كيلو جرامات». وصرخ جليات فى وجه الجيش اليهودى قائلًا: «اختاروا لأنفسكم رجلًا ولينزل إلى فإن قدر أن يحاربنى ويقتلنى نصير لكم عبيدًا، وإن قدرت أنا عليه وقتلته تصيرون أنتم عبيدًا وتخدموننا»، ففزع الجيش اليهودى، وما زاد من خوفه أن «جليات» ظل يكرر عليهم هذا التحدى أربعين يومًا وليلة، مما دفع ملك اليهود آنذاك «شاوول» للإعلان عن أن سيكافئ من يقتل «جليات» بتزويجه لابنته وتنصيبه ملكًا.

وتذكر القصة أنه لم يتقدم من بنى إسرائيل للمبارزة سوى غلام من رعاة الغنم، وكان من الطبيعى أن يقابل الملك «شاوول» عرضه بالرفض، إذ كيف لهذا الغلام أن يبارز «جليات» العملاق، كما أن الهزيمة ستحول الشعب اليهودى إلى عبيد، إلا أنه اضطر فى النهاية إلى الموافقة أمام إصرار الغلام الذى أكد أنه يملك المهارة الكافية لقتل العملاق، فقد سبق له أن قتل أسدًا ودبًا هاجما غنم والده، وبخاصة أن أحدًا لم يتقدم للمبارزة من الجنود.

واستعدادًا للمبارزة طلب منه الملك أن يلبس عدة الحرب، فاعتذر مكتفيًا بعصاه وخمسة أحجار ملساء ومقلاع.. وتقدم نحو الفلسطينى الذى ما أن رآه حتى نظر إليه وإلى سلاحه بسخرية واستخفاف، قائلًا له: «لعلى أنا كلب لتأتى إلى بهذا السلاح. تعالى إلى فأعطى لحمك لطيور السماء ووحوش البرية» وعلى الفور بادره الغلام برمية حجر من مقلاعه صوبها إلى جبهته فأسقطته أرضًا، ثم أسرع فتناول سيفه وقطع رأسه.. وعلى الفور لحق الجيش اليهودى بالجيش الفلسطينى الذى لاذ بالفرار وقضى على جموعة المتفرقة، محققًا النصر المؤزر، واستعبد الشعب الفلسطينى.

نعم.. يهتز الكيان الصهيونى كلما أمسك طفل فلسطينى مقلاعًا وحجرًا، فالمقلاع والحجر بالنسبة لهذا الكيان عقيدة وسلاح أقوى من أى سلاح كيميائى أو ذرى، فبهما فقط تمكن اليهود من القضاء على الجيش الفلسطينى المدجج بالسلاح. هذا كيان يخشى أشد ما يخشى أن يعيد التاريخ نفسه.. مع تغير الأدوار والأحوال، فالغلام اليهودى يصبح فلسطينيًا، والحجر الذى صوبه إلى جبهة «جليات» يوجه إلى جبهة الكيان الصهيونى، وما كان سببًا لانتصارهم بالأمس البعيد، يصبح اليوم سببًا لانتصار خصمهم الأزلى الشعب الفلسطينى.. وبدلًا من أن يحتل هذا الكيان فلسطينى، يستعبد الشعب اليهودى ويهزم.. لذا فقد هذا الكيان عقله، وصار يمارس الوحشية بأبشع صورها مع أطفال الحجارة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن

إقرأ أيضاً:

قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر

أعلنت وزارة الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، عقب افتتاح قصر ثقافة أبو سمبل الجديد بمحافظة أسوان، أن القصر يعد منارة ثقافية جديدة فى أقصى جنوب مصر، تم تشييده وفقاً لفلسفة العمارة البيئية المستلهمة من أعمال المعمارى المصرى العالمى الراحل حسن فتحى، وقد تم تنفيذ التصميم المعمارى للقصر على أسس مستمدة من الطابع الريفى النوبى.

وكان قد افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ، واللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان قصر ثقافة أبو سمبل بفنيسيا الشرق .

ويأتى ذلك فى إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " بداية جديدة لبناء الإنسان "، ووسط أنغام الفقرات الفلكلورية لفرقة أسوان للفنون الشعبية .

وشارك فى فعاليات الإفتتاح اللواء خالد اللبان مساعد الوزير لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة ، والكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة ، فضلاً عن القيادات التنفيذية بالوزارة والمحافظة.

منارة علميةأسوان في 24 ساعة.. إطلاق مبادرة لمكافحة الإدمان.. ومتابعة لمستشفى التكامل وتوريد للقمح وإزالة للإشغالاتإطلاق مبادرة أسوان بلا إدمان بمشاركة مجتمعية ودينية وتنفيذية

ومن جانبه أكد وزير الثقافة على أنه وفقاً لخطة الوزارة يتم تطوير قصور الثقافة للحفاظ على الهوية المصرية، وتم إنشاء قصر ثقافة أبو سمبل بما يتناسب مع التطور الثقافى والتقنى فى ظل ما يمتلكه من نوادى للتكنولوجيا والآدب، ومراكز للحرف التراثية وعجانة كاملة للخزف وغيرها من المميزات الأخرى، مؤكداً على أهمية الحفاظ على قصر الثقافة وتحقيق الإستغلال الأمثل له .

فيما أكد الدكتور إسماعيل كمال على أن للثقافة والفنون دور رائد بإعتبارها القوى الناعمة لمصر ونافذة التواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى .

وأشاد المحافظ بجهود وزارة الثقافة بقيادة الدكتور أحمد فؤاد هنو وإهتمامه الملحوظ لدعم المنظومة الثقافية والفنية بأسوان عاصمة الإقتصاد والثقافة الأفريقية سواء بتطوير وإنشاء المواقع الثقافية المختلفة أو بإطلاق العديد من الأنشطة والفعاليات والتى يأتى على رأسها حالة الزخم الفنى والثقافى الكبير الذى تحتضنه مختلف المواقع الثقافية بالمحافظة على مدار العام .

وأشار المحافظ إلى إهتمام القيادة السياسية بإقامة هذه الصروح التنويرية ليخرج على هذا المستوى الراقى، وليكون نقطة مضيئة فى أقصى جنوب مصر وهى مدينة أبو سمبل التى تمثل بقعة جميلة.

وأكد محافظ أسوان أنه سيتم التنسيق مع الشركات السياحية لوضع قصر ثقافة أبو سمبل على البرنامج السياحى للأفواج الزائرة، وهو الذى يتوازى مع تكثيف الأنشطة والفعاليات الثقافية بشكل منظم.

بينما قدم أهالى مدينة أبو سمبل خالص شكرهم للإهتمام الكبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى لإقامة هذا الصرح الرائع الذى يعد بمثابة مركز ثقافى دولى وعالمى.

مقدمين شكرهم لوزير الثقافة ومحافظ أسوان لإفتتاح قصر الثقافة فى ثوبة الجديد عقب إنشاؤه ليكون قبلة للسائحين والزائرين.

وتجدر الإشارة إلى أن قصر ثقافة أبو سمبل يضم معرض الفنون التشكيلية، والذى تم غرض 26 عمل فنى به ، وتم إنشاء القصر على مساحة 5170 م2، ويتكون من دورين العلوى ويحتوى على المسرح ونادى الآدب ، ونادى تكنولوجيا المعلومات، ومعرض الفنون التشكيلية والحرف البيئية ، وقاعة أنشطة ومكتبة عامة ومكتبة للطفل ،  فضلاً عن غرفة كبار الزوار ، أما الأرضى فيضم 25 غرفة فندقية ، علاوة على منظومة إطفاء حديثة، وصالة إنتظار وأوفيس.

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
  • انفجارات في الكيان الغاصب بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن
  • جنازة جماعية في شمال اللاذقية بعد مقتل خمسة أشخاص إثر هجوم مسلح
  • تنصيب خمسة أعضاء جدد بأكاديمية المملكة المغربية
  • عطوان يعلق على غارات مطار صنعاء .. دليل الم فضيع وانهيار في الكيان
  • الغاء 200 ألف تذكرة طيران لشركة واحدة .. الكيان يفشل في فتح الاجواء!
  • قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر
  • متحدثة «أوتشا» لـ«الاتحاد»: واحد من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه المجاعة
  • الكيان الصهيوني وتاريخ النازية
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة