عواصم – الوكالات

نشرت صحف إسرائيلية تقريرا حول تكلفة الحرب التي تخوضها إسرائيل أمام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها ستبلغ ما يصل إلى 200 مليار شيكل (51 مليار دولار).

واستند التقرير إلى احتمال استمرار الحرب من 8 إلى 12 شهرا مع اقتصار الأمر على غزة دون مشاركة كاملة لحزب الله اللبناني أو إيران أو اليمن.

وعلى أساس العودة السريعة لنحو 350 ألف إسرائيلي تم تجنيدهم في قوات الاحتياط إلى العمل قريبا.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن تقييمات وزارة المالية الإسرائيلية تشير إلى أنه "في حالة نشوب الحرب، سيكون الانتعاش بطيئا ولن يعود الاقتصاد إلى اتجاه ما قبل الحرب".

وأضافت الصحيفة "يعتقدون في وزارة المالية أيضا أنه بحلول عام 2024 سيقع الاقتصاد في ركود كبير.. وسط ارتفاع حاد في الإنفاق على الدفاع والأمن، وتراجع الإيرادات والتعويضات وإعادة التأهيل".

وكان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال في وقت سابق إن الحكومة الإسرائيلية تعد حزمة مساعدات اقتصادية للمتضررين من الحرب، وستكون "أكبر وأوسع" مما كانت عليه خلال جائحة كوفيد-19.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الدولة ملتزمة بمساعدة جميع المتضررين.

وأضاف "توجيهاتي واضحة.. افتحوا الصنابير ووجهوا الأموال لمن يحتاجها… حتى لو فرضت الحرب علينا خسائر اقتصادية، كما تفعل الآن، فسوف ندفعها دون تردد".

وعقب اندلاع الحرب، خفضت وكالة ستاندرد آند بورز توقعاتها لتصنيف إسرائيل إلى "سلبية"، في حين وضعت وكالتا موديز وفيتش تصنيفات إسرائيل قيد المراجعة لاحتمال خفضها.

من جهته، قال مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب في تقرير له إن حرب إسرائيل على غزة سيكون لها تأثير كبير وطويل الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي.

ونقل التقرير عن وزارة المالية وبنك إسرائيل أن تكلفة الحرب الحالية تتجاوز بكثير ميزانية العمليات العسكرية السابقة.

وتعود الكلفة الكبيرة لهذه الحرب -حسب التقرير- إلى التعبئة المكثفة للجيش الإسرائيلي والأضرار الجسيمة التي خلفها "الهجوم المفاجئ" في السابع من أكتوبر الماضي، وعمليات الإخلاء وإعادة الإعمار.

وتحدث التقرير عن ضعف الشيكل وسوق الأوراق المالية، وارتفاع معدلات البطالة، وفقدان ثقة المستثمرين في سندات الحكومة الإسرائيلية.

وقال التقرير إنه رغم موافقة الحكومة على حزمة مساعدات للعمال وأصحاب الأعمال، فإنه لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه ستكون مساعدة كافية لـ 760 ألف عامل غير قادرين على العمل في وظائفهم أو تمكين الشركات الصغيرة من البقاء.

وقالت وزارة العمل الإسرائيلية إن نحو 46 ألف عامل إسرائيلي تم تسريحهم منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وذكرت الوزارة -في بيان لها- أن هناك 760 ألف عامل إسرائيلي، أو حوالي 18% من القوة العاملة، لا يعملون في الوقت الحالي.

وكان بنك "جي بي مورغان تشيس" الأميركي رجح أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 11% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، مع تصاعد العدوان على قطاع غزة.

وفي السابع من أكتوبرالماضي شنت المقاومة الفلسطينية -بقيادة كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال، وأعقبتها إسرائيل بحرب على غزة دخلت يومها الـ30.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من طوفان الأقصى إلى خطة ترامب للسلام: أبرز محطات الحرب والصراع في غزة والمنطقة

ففي فجر 7 أكتوبر 2023 شنت حركة "حماس" هجوما واسعا على إسرائيل من قطاع غزة، شمل إطلاق آلاف الصواريخ واقتحامات برية طالت بلدات حدودية إسرائيلية وأطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى".

ونستعرض تاليا أبرز التداعيات والأحداث الهامة التي حصلت منذ تاريخه حتى اليوم:

شنت إسرائيل حملة عسكرية غير مسبوقة على غزة أطلقت عليها اسم "السيف الحديدي"، أدت إلى استشهاد وفقدان أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 127 ألفا، بحسب وزارة الصحة في غزة.

في الثامن من أكتوبر أعلن "حزب الله" اللبناني عن إطلاق "حرب الإسناد لجبهة غزة"، بهدف "تخفيف الضغط عن المقاومة الفلسطينية ودعمها عسكريا ومعنويا".

في سبتمبر 2024، كثفت إسرائيل عملياتها النوعية داخل لبنان، فاغتالت عددا من أبرز قادة الحزب، منهم: الأمين العام للحزب حسن نصرالله، رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين، قائد الجبهة الجنوبية علي كركي.

وفي موازاة ذلك، حصلت هدنتان رئيسيتان بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة:

 

الهدنة الأولى توقف مؤقت لإطلاق النار، نوفمبر 2023

دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 24 نوفمبر 2023 لمدة أسبوع تقريبا، وشملت تبادلا للأسرى وإطلاق بعض المساعدات الإنسانية.

 

الهدنة الثانية: يناير حتى مارس 2025

بدأت في 19 يناير 2025 على أساس صفقة من مرحلتين بين إسرائيل وحماس، تضمنت أيضا تبادلا للأسرى، مع التزام بوقف العمليات العسكرية. انتهت عمليا بهجوم إسرائيلي استؤنف في 18 مارس 2025، ولا يزال مستمرا.

 

حملات إسرائيلية في الضفة الغربية وعمليات الضم:

 

في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب واحتواء النشاطات الفلسطينية المسلحة. وشملت هذه الحملات اعتقالات واسعة، مداهمات ليلية، وتدمير منشآت يصفها الجيش الإسرائيلي بأنها تستخدم لأغراض عسكرية.

وبدأت إسرائيل خطوات لتوسيع المستوطنات وضم أجزاء من الضفة الغربية، خاصة في الأغوار وشرقي القدس، مستغلة الظروف الأمنية لتبرير توسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية.

 

جبهة الإسناد من اليمن:

 

نفذت اليمن  سلسلة من الهجمات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مستهدفة سفنا مرتبطة بإسرائيل. وتسببت هذه الهجمات في اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر، أحد أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم، مما أثر على تدفقات التجارة العالمية.

وردا على ذلك شنت إسرائيل غارات جوية على صنعاء وصعدة، ونفذت ضربات دقيقة ضد سفن وصواريخ حوثية في البحر الأحمر.

 

اغتيال قادة "حماس":

 

في 31 يوليو 2024، اغتيل إسماعيل هنية في تفجير استهدف مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.

في يناير 2024، اغتيل صالح العاروري بضربة طائرات مسيرة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، .

في يوليو 2024، اغتيل محمد الضيف اغتيل في غارة جوية في خان يونس.

منتصف سبتمبر 2024 أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية نوعية في خان يونس، أسفرت عن مقتل يحيى السنوار، الذي يُعتبر المهندس الميداني لهجوم السابع من أكتوبر.

في مايو 2025، اغتيل محمد السنوار الذي تولى أدوار قيادية في حماس" بعد مقتل شقيقه يحيى.

 

حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل:

 

في 13 أبريل 2024، اندلعت حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يوما. بدأت هذه الحرب بهجوم إيراني غير مسبوق على إسرائيل، ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق من قبل إسرائيل في 1 أبريل، والذي أسفر عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.

في 19 أبريل 2024، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع في إيران، مستهدفة منشآت دفاع جوي ومراكز قيادة في أصفهان ودمشق وبغداد.

استمرت المواجهات بين الجانبين حتى 25 أبريل 2024، حيث أعلنت إيران عن تعليق الهجمات على إسرائيل بعد وساطة دولية، بينما أكدت إسرائيل التزامها بالهدنة بشرط وقف الهجمات الإيرانية.

 

استهداف وفد "حماس" المفاوض في العاصمة القطرية:

 

في 9 سبتمبر 2025، شنت إسرائيل غارة جوية على العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت منطقة كتارا حيث كان يقيم وفد من حركة حماس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم شرطي قطري، وإصابة آخرين.

 

الاعترافات الدولية بدولة فلسطين:

 

وردا على تلك العمليات العسكرية الإسرائيلية والتجويع الذي يشهده القطاع، وصل عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 157 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.

والدول المعترفة بفلسطين هي: المسكيك، البهاما، جامايكا، ترينيداد وتوباغو، أيرلندا، إسبانيا، سلوفينيا، النرويج، أرمينيا، باربادوس، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، البرتغال، لوكسمبورغ، بلجيكا، أندورا، فرنسا، مالطا، موناكو، سان مارينو.

 

خطة ترامب للسلام في غزة:

 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة سلام مكونة من 20 بندا تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، تتضمن عدة بنود رئيسية تهدف إلى تحقيق وقف فوري للأعمال القتالية، إطلاق سراح الرهائن، وإعادة إعمار القطاع تحت إشراف دولي.

وقد أعلنت حماس عن استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، الأحياء والأموات، وأبدت استعدادها للتفاوض على بنود الخطة، رغم رفضها نزع سلاحها أو التخلي عن تأثيرها في غزة.

المفاوضات جارية حاليا في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تجتمع الفرق الفنية من الولايات المتحدة، إسرائيل، حماس، ووسطاء دوليين لمناقشة التفاصيل النهائية لتنفيذ الخطة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: 10 مليارات دولار خسائر اليمن من الضربات الإسرائيلية
  • عامان من العدوان على غزة.. صدمة اقتصادية غير مسبوقة تضرب الكيان الصهيوني
  • عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز إسرائيل (أرقام)
  • ثلاثون مظهرا للأزمة داخل “إسرائيل” كشفها وعمّقها طوفان الأقصى
  • وصفت بغير المسبوقة.. خسائر إسرائيل البشرية خلال عامي الإبادة
  • حماس وإسرائيل بعد عامين من طوفان الأقصى
  • من طوفان الأقصى إلى خطة ترامب للسلام: أبرز محطات الحرب والصراع في غزة والمنطقة
  • شبكة اقتصادية موازية داخل حكومة المرتزقة تقوض أي محاولة لاستعادة وحدة الدولة المالية
  • هل خدمت طوفان الأقصى قطاع غزة أم منحت إسرائيل فرصة تدميره؟
  • كيف كشف طوفان الأقصى حلم دولة الاحتلال لمشروع إسرائيل الكبرى؟