مجازر مستمرة في غزة.. هل حقا نحن مستعدون للعيش بدون الأمم المتحدة؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
في ظل استمرار المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة المحاصر دون أن تستطيع الأمم المتحدة ردعها ازدادت التساؤلات بشأن جدوى وجود هذه المنظمة الدولية التي تُتهم الدول الخمس دائمة العضوية بالسيطرة عليها منذ تأسيسها.
تشكيك جعل الخبير في شؤون الأمم المتحدة رودريغو أغيلار بينينيوس يسارع لنشر مقال له في مجلة نيوزويك الأميركية يقول فيه إن مناقشة البعض جدوى وجود الأمم المتحدة تدفع إلى التساؤل: هل حقا بالإمكان العيش بدونها؟
وتنامت الاتهامات للولايات المتحدة الأميركية والأنظمة الغربية بدعم إسرائيل في تنفيذ مجازرها، حيث لا تزال واشنطن ترفض حتى الآن الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، وتشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما تبدو الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ أي قرار لإنهاء الأزمة.
تغير المناخ
وقال أغيلار إنه محظوظ لكونه شهد التأثير الهادف للمنظمة في مختلف المجالات الحاسمة، بدءا من معالجة تغير المناخ وضمان الأمن الغذائي إلى تعزيز السلام والمساواة بين الجنسين والتنمية الاقتصادية، حيث تلعب وكالات وبرامج الأمم المتحدة المختلفة دورا حاسما في خلق عالم أفضل للجميع.
وأوضح الكاتب أن الأمم المتحدة تتولى زمام المبادرة في التصدي للتحدي العالمي المرتبط بالمناخ، حيث يعمل اتفاق باريس التاريخي لعام 2015 كإطار شامل لمكافحة تغير المناخ.
وإلى جانب ذلك، ذكر أغيلار أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حقق في 2022 إنجازا ملحوظا من خلال تقديم 4.8 مليارات دولار لدعم البلدان في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن الأمن الغذائي يشكل مصدر قلق بالغ آخر يرتبط بتغير المناخ، حيث يعاني ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الجوع وسوء التغذية، وتعمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرامجها لمعالجة هذه القضية.
وأضاف أن التزام الأمم المتحدة بالأمن العالمي له أهمية قصوى في عالم يواجه العديد من الصراعات والأزمات، حيث تلعب بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دورا محوريا في الحفاظ على السلام والأمن في المناطق التي شابتها الصراعات، على حد زعمه.
وأشار الكاتب إلى أن الأمم لعبت دورا مهما في تعزيز المساواة بين الجنسين وسعت إلى النهوض بحقوق النساء والفتيات.
مجازر غزة
وكان لافتا ألا يتحدث الخبير بشؤون الأمم المتحدة في مقاله بنيوزويك عن القصف الإسرائيلي المستمر على غزة على الرغم من استمرار المجازر اليومية التي تنفذها إسرائيل في القطاع المحاصر.
وسبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة نفسه أنطونيو غوتيريش قبل أسبوعين -في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بخصوص التطورات في فلسطين المحتلة- إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في قطاع غزة، وقال إن هجمات المقاومة الفلسطينية لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة.
وتابع غوتيريش وقتها "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة"، مضيفا "من أجل التخفيف من هذه المعاناة الهائلة وتسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون وتسهيل الإفراج عن الرهائن أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا".
وأعرب عن "قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نراها في غزة"، مبينا "لنكن واضحين، كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي".
انتقادات لاذعة
تصريحات غوتيريش جلبت له انتقادات لاذعة من طرف مسؤولين إسرائيليين ومؤيدي الاحتلال، حيث ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اجتماعا معه عقب التصريح، كما اتهمه بأنه "ليس مؤهلا" لقيادة المنظمة الدولية، داعيا إياه إلى الاستقالة فورا.
وأكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان أن خطاب غوتيريش "أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمين العام منفصل تماما عن الواقع في منطقتنا".
في المقابل، حظيت تصريحات غوتيريش بإشادة رواد شبكات التواصل رغم أنها أتت متأخرة بحسب قولهم، في وقت طالب فيه آخرون الحكام العرب بموقف يكون مشابها لموقفه تجاه ما يحدث لأهالي قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
غوتيريش "يلطش" ترامب في المؤتمر الدولي للمحيطات: لا تحولوا أعماق البحر إلى غرب أمريكي!
وسط تصاعد الضغوط على الدول لترجمة وعودها البيئية إلى إجراءات ملموسة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "لا كوكب صحيا بدون محيط صحي"، وذلك خلال كلمته في الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية. اعلان
وأوضح غوتيريش أنه "لا بد من دمج أولويات المحيطات في السياسات المناخية، وفي أنظمة الغذاء، وفي التمويل المستدام"، محذرًا من أن تجاهل صحة المحيطات يعني تهديدًا مباشرًا للحياة على الكوكب بأسره.
وفيما تتجه الأنظار إلى قضية التعدين في أعماق البحار، أعرب الأمين العام عن دعمه لجهود السلطة الدولية لقاع البحار، مؤكدًا أن "أعماق المحيطلا يمكن أن تتحول إلى منطقة خارجة عن القانون"، في إشارة إلى الحاجة الماسة إلى تنظيم صارم يمنع الفوضى والاستخراج الجائر. حيث استعمل عبارة توحي بالسياق التاريخي الذي تم فيه الاستيلاء على الغرب الأمريكي.
قال لي جونخوا، وكيل الأمين العام والأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث حول المحيطات، خلال افتتاح المؤتمر اليوم في مدينة نيس الفرنسية: "المحيطات لا تحصل إلا على أقل من 1٪ من التمويل المناخي العالمي. يجب أن يتغير هذا الواقع جذرياً".ورغم الأزمات العالمية، عبّر غوتيريش عن تفاؤله، قائلًا: "نعيش في عصر مضطرب، لكن ما أراه هنا يمنحني الأمل، أملٌ في قدرتنا على قلب المعادلة: من النهب إلى الحماية، من الإقصاء إلى العدالة، ومن الاستغلال قصير الأمد إلى الحوكمة طويلة الأمد".
Relatedدور جهود الحفاظ على البيئة في أوزبكستان في استعادة التنوع البيولوجيما هي مواقف البابا الجديد من قضايا المناخ والبيئة؟ياباني يتخلى عن استخدام المراحيض منذ 50 عاماً لحماية البيئةكما سلط المسؤول الأممي الضوء على قصص النجاح في حماية البيئة البحرية، مثل تنامي أعداد الحيتان بعد قرار الحظر العالمي على صيدها، مؤكدًا أن ما فُقد في جيل يمكن استعادته في جيل آخر، وأن "محيط أجدادنا الزاخر بالحياة والتنوع يمكن ألا يكون مجرد أسطورة، بل إرثًا نتركه للأجيال القادمة".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة