بعد مجزرة عيناتا.. هل تدخل المعارك جنوب لبنان مرحلة جديدة؟!
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بعيدًا عن كلّ "قواعد الاشتباك"، أو ما بقي منها منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما خلّفه من توتّر في المناطق الحدودية الواقعة جنوبي لبنان، جاءت المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة مدنيّة في بلدة عيناتا الجنوبية، جلّ ركابها من النساء والأطفال، الذين يبدو أنّهم يشكّلون "بنك الأهداف" للعدو الإسرائيلي، بدليل المجازر المتنقّلة التي يرتكبها من قطاع غزة إلى جنوب لبنان.
لكنّ هذه المجزرة لم تأتِ "معزولة" في سياقها، فالجرائم الإسرائيلية بحقّ المدنيين اللبنانيين متواصلة منذ شهر من دون حسيب أو رقيب، حتى وصلت "المحصّلة" إلى 10 شهداء في أقلّ من ثلاثين يومًا، وهي "محصّلة" لا تشمل عناصر المقاومة المستنفرين على "الجبهة"، ولا تندرج بالتالي في خانة "الدفاع عن النفس" المزعومة، بل تنحصر بالمدنيّين، ومنهم نساء وأطفال، إضافة إلى المصوّر الصحافي عصام عبد الله.
أكثر من ذلك، جاءت هذه المجزرة في وقتٍ كان اللبنانيون منهمكين بنقاش خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، عبر تكريس انقسامهم العمودي، وصولاً حتى استغلال ظرف الحرب لـ"تصفية الحسابات" فيما بينهم، لتعيد فتح باب التكهّنات على مصراعيه، انطلاقًا من المعادلات التي أرساها الخطاب الأخيرة، وأهمّها "مدني مقابل مدني"، فهل تدخل المعارك جنوب لبنان "مرحلة جديدة"، بعد مجزرة عيناتا المُدانة؟!
من يحاسب العدوّ؟
صحيح أنّ بين اللبنانيين من لا يزال أسير سؤال "هل تندلع الحرب؟"، وهو سؤال طُرِح كثيرًا قبل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الأخير، وسيُطرح مجدّدًا في الفترة الفاصلة عن خطابه الثاني المرتقب يوم السبت المقبل، إلا أنّ هناك من يذكّر في المقابل بأنّ هذه الحرب واقعة في جنوب لبنان منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، إلا إذا كان البعض، خصوصًا من الفريق "السياديّ"، شطب هذه المنطقة من الجغرافيا اللبنانية حتى إشعار آخر.
لعلّ مجزرة عيناتا شكّلت "جرس الإنذار" الأول لكثيرين، فالجريمة التي اقترفها العدو الإسرائيلي بدت جريمة ضدّ الإنسانية بكل المقاييس، ولا سيما أنّها استهدفت ثلاث طفلاتٍ بريئات مع جدتهنّ، ما أيقظ مشاعر "الغضب" لدى كلّ من تفاعل مع الخبر، لكنّ الثابت وفق ما يقول العارفون أنّها ليست الجريمة الأولى ولا الوحيدة، إذ سقط من المدنيين أكثر من 10 شهداء حتى اليوم، بقصف إسرائيلي همجي، لا مبرّر له على الإطلاق.
وإذا كانت الحكومة سارعت لتقديم شكوى عاجلة ضدّ العدو الإسرائيلي على خلفية الجريمة، التي تضاف إلى سجل العدو الحافل بالانتهاكات، فإنّ السؤال الأكبر، حتى قبل البحث بالردود المحتملة على الجريمة، هو عن المحاسبة الغائبة دومًا، في ظلّ ازدواجية المعايير لدى جزء كبير من المجتمع الدولي، ممّن يحوّلون الجلاد إلى ضحية في غزة مثلاً، إلا إذا كان الأطفال هم الذين يشكّلون "التهديد الوجودي" لهذا العدو.
مرحلة جديدة من الحرب
من السياسة إلى الميدان، جاءت مجزرة عيناتا لتعيد طرح علامات الاستفهام عن "حدود وضوابط" المواجهة في الجنوب، خصوصًا أنّ إسرائيل كما يؤكد العارفون خرجت عن كلّ قواعد الاشتباك بانتهاكاتها المستمرّة، وأنّ مثل هذه الجريمة لا يمكن أن تمرّ بلا ردّ من المقاومة، في وقتٍ ثمّة من يعتقد أنّ تدحرج الأمور أكثر فأكثر بات "مسألة وقت" ليس أكثر، إذا ما استمرّت الخروقات والجرائم تتصاعد بهذا الشكل.
يتوقف العارفون عند الانطباعات التي سادت بعد الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله"، فصحيح أنّه فُسّر في جانب منه، على أنّه تكريس للوضع القائم، بعيدًا عن "إعلان الحرب" كما توهّم كثيرون، إلا أنّه أيضًا كان واضحًا بترك كل الخيارات مفتوحة ومطروحة على الطاولة، وبتأكيد أنّه لن يتمّ الاكتفاء بما يحصل في الجنوب حاليًا، ولو وصفه بـ"غير المسبوق" منذ ما قبل تموز 2006، بل منذ التحرير في 25 أيار من العام 2000.
وإذا كانت معادلة "مدني مقابل مدني" التي أكّد عليها السيد نصر الله في خطابه، وُضِعت سريعًا أمام الامتحان برأي كثيرين، فإنّ العارفين يجزمون أنّ "المرحلة الثانية" من الحرب التي يكثر الحديث عنها قد لا تكون "نتيجة مباشرة" لمجزرة عيناتا، بل إنّها سابقة لها، باعتبار أنّ كسر "حزب الله" لسياسة الصمت الإعلامي، شكّل المؤشّر على انتهاء مرحلة وبدء أخرى، ولو أنّ المرحلتين تتشابهان في الشكل، لناحية عدم الذهاب إلى "حرب شاملة" في الوقت الحاليّ.
ليست مجزرة عيناتا الأولى في "سجلّ" العدو، الذي لطالما "تفنّن" في استهداف المدنيين وقتل الأطفال، خصوصًا عندما يحتاج للتغطية على إخفاقه استراتيجيًا واستخباراتيًا. وقد لا تكون هذه المجزرة "الأخطر" في سجلّ المجازر التي يرتكبها في غزّة كلّ يوم، حيث يتصدّر الأطفال قائمة الشهداء. فهل يتلقف اللبنانيون الرسالة فيتّحدون في مواجهة، تغيب عنها المعايير الأخلاقية التي يفتقدها العدو من الأساس؟! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجزرة عیناتا جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
رسائل دولية تشدد على حياد لبنان.. استبعاد قيام حزب الله بفتح جبهة جديدة
في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، تلقى لبنان رسائل دولية حاسمة تعكس توجهاً أميركياً لفرض واقع جديد على الساحة اللبنانية. وتقول مصادر مطلعة أن الرسائل تضمنت ضرورة التزام الحياد الكامل وعدم الانخراط في أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، حيث حذر الموفد الأميركي باراك من أن مشاركة حزب الله ستعد خياراً كارثياً، والتأكيد على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، مع التشديد على أنّ الجيش والمؤسسات الرسمية فقط هي المخوّلة اتخاذ القرار العسكري، انسجاماً مع بنود وقف إطلاق النار ومع الموقف الأميركي الداعم لنزع سلاح الحزب. وشددت واشنطن على وجوب تنفيذ هذه المتطلبات بشكل فوري وملزم، مع رفض أي تسويف في ملفي ترسيم الحدود ونزع السلاح، معتبرة أنّ أي تأخير سيعد خرقاً للاتفاقات الدولية.
الى ذلك يعيش لبنان حالة من الترقب والحذر، وسط مخاوف من امتداد الحرب الاسرائيلية على ايران إلى الداخل اللبناني، لا سيما في ظل ارتباط حزب الله الوثيق بمحور طهران غير أن المعطيات الحالية توحي بأن قرار التهدئة لا يزال سائداً، منعاً لفتح جبهة جديدة قد تجر البلاد إلى مواجهة غير محسوبة.
واستبعدت مصادر سياسية مطلعة أن يقدم حزب الله على تغيير نهجه أو اتخاذ خطوات عسكرية انطلاقاً من لبنان، مشيرة إلى أن تصعيد خطابه في اليومين الماضيين كان يهدف الى التضامن مع الجمهورية الاسلامية ومحاكاة شارعه لا سيما وانه يعي جيداً ان مصلحة لبنان تفرض ضبط النفس وعدم الاجرار وراء أي استفزازات، وهي تمتلك الإمكانات والقدرات العسكرية والصاروخية للدفاع عن نفسها، ولا تحتاج لمن يدافع عنها.
وكان الرئيس العماد جوزيف عون اتفق ورئيس الحكومة نواف سلام على العمل لتجنيب لبنان تداعيات الأوضاع الراهنة بعد التصعيد الإيراني - الأميركي، وقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد الرئيس عون أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد، ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما أن تكلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال"،
وقال سلام عبر حسابه على منصة إكس: "بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة"، مؤكداً: "وعينا لمصلحتنا الوطنية العليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة" .
وتابع وزير الخارجية يوسف رجي بقلق شديد التطورات العسكرية في الشرق الأوسط، وبقي على تواصل مع كبار المسؤولين في الدولة وسفراء الدول المؤثرة في المنطقة، لتجنيب لبنان أي تداعيات يمكن أن تصيبه جراء الأحداث الأخيرة.
الى ذلك، يزور رئيس الحكومة نواف سلام قطر، اليوم للقاء عدد من المسؤولين القطريين وتأتي الزيارة في سياق تعزيز التعاون الأمني والسياسي، واهمية التنسيق مع المسؤولين القطريين لتفادي تأثيرات عسكرية أو اقتصادية محتملة للحرب الاسرائيلية على ايران. اضافة إلى البحث في المساعدات القطرية التي تشمل الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة.
المصدر: لبنان 24 مواضيع ذات صلة الخارجية السعودية: تشدد المملكة على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي في سوريا والمنطقة Lebanon 24 الخارجية السعودية: تشدد المملكة على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي في سوريا والمنطقة 23/06/2025 08:03:43 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" يتشدد :لا تسليم للسلاح Lebanon 24 "حزب الله" يتشدد :لا تسليم للسلاح 23/06/2025 08:03:43 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الشيخ قاسم: حزب الله لن يكون على الحياد Lebanon 24 الشيخ قاسم: حزب الله لن يكون على الحياد 23/06/2025 08:03:43 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الجبهة المسيحية": لقاء بن سلمان وترامب يُنبىء بقيام شرق أوسط Lebanon 24 الجبهة المسيحية": لقاء بن سلمان وترامب يُنبىء بقيام شرق أوسط 23/06/2025 08:03:43 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً صائب سلام إلى الانتخابات النيابية Lebanon 24 صائب سلام إلى الانتخابات النيابية 23:06 | 2025-06-22 22/06/2025 11:06:25 Lebanon 24 Lebanon 24 إيران ستتجه إلى إنشاء موقع نووي سرّي؟ Lebanon 24 إيران ستتجه إلى إنشاء موقع نووي سرّي؟ 22:54 | 2025-06-22 22/06/2025 10:54:20 Lebanon 24 Lebanon 24 أي فرصة سلام بعد الصدمة؟ Lebanon 24 أي فرصة سلام بعد الصدمة؟ 22:53 | 2025-06-22 22/06/2025 10:53:02 Lebanon 24 Lebanon 24 تصعيد جنوني أم بداية تسوية عاقلة؟ Lebanon 24 تصعيد جنوني أم بداية تسوية عاقلة؟ 22:51 | 2025-06-22 22/06/2025 10:51:57 Lebanon 24 Lebanon 24 حدود التدخّل الأميركي: هل يصل "المارينز" إلى شواطئ لبنان؟ Lebanon 24 حدود التدخّل الأميركي: هل يصل "المارينز" إلى شواطئ لبنان؟ 22:50 | 2025-06-22 22/06/2025 10:50:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة مساعدة مالية بـ150 دولاراً.. من "قبضها"؟ Lebanon 24 مساعدة مالية بـ150 دولاراً.. من "قبضها"؟ 04:27 | 2025-06-22 22/06/2025 04:27:05 Lebanon 24 Lebanon 24 يُشبه الهزّة الأرضيّة... سكان غربي بعلبك شعروا بارتجاج وهذا ما تبيّن Lebanon 24 يُشبه الهزّة الأرضيّة... سكان غربي بعلبك شعروا بارتجاج وهذا ما تبيّن 10:53 | 2025-06-22 22/06/2025 10:53:08 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر 09:00 | 2025-06-22 22/06/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مُعجب اقتحم حفل نانسي عجرم وأزعجها... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت عنه Lebanon 24 مُعجب اقتحم حفل نانسي عجرم وأزعجها... شاهدوا بالفيديو ماذا قالت عنه 06:46 | 2025-06-22 22/06/2025 06:46:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بحضور جميع أولاده... جيسيكا عازار احتفلت بعيد الأب مع زوجها محمد صوفان (صور) Lebanon 24 بحضور جميع أولاده... جيسيكا عازار احتفلت بعيد الأب مع زوجها محمد صوفان (صور) 06:56 | 2025-06-22 22/06/2025 06:56:20 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب "خاص لبنان24" أيضاً في لبنان 23:06 | 2025-06-22 صائب سلام إلى الانتخابات النيابية 22:54 | 2025-06-22 إيران ستتجه إلى إنشاء موقع نووي سرّي؟ 22:53 | 2025-06-22 أي فرصة سلام بعد الصدمة؟ 22:51 | 2025-06-22 تصعيد جنوني أم بداية تسوية عاقلة؟ 22:50 | 2025-06-22 حدود التدخّل الأميركي: هل يصل "المارينز" إلى شواطئ لبنان؟ 22:45 | 2025-06-22 القوى السياسية تتابع بقلق تطورات المنطقة: للتمسك بالحياد وتطبيق الـ"1701" فيديو بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو) Lebanon 24 بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو) 23:24 | 2025-06-22 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" Lebanon 24 بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" 13:40 | 2025-06-21 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) 04:00 | 2025-06-21 23/06/2025 08:03:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24