الـ29 خلال العام.. قتلى ومصابون بإطلاق نار في أميركا
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
أعلنت الشرطة الأميركية مقتل وإصابة 6 أشخاص في فيلادلفيا أكبر مدن ولاية بنسلفانيا، إثر إطلاق مسلح نيران بندقيته عشوائيا في شوارع المدينة مساء أمس الاثنين قبل اعتقاله، في حادث يعدّ الـ29 من نوعه الذي تشهده الولايات المتحدة خلال العام الجاري.
وأوضحت الشرطة أن مسلّحا يرتدي سترة واقية من الرصاص فتح نيران سلاحه في حي كينغ سيسينغ جنوبي المدينة، وأن الضباط طاردوا المشتبه به بينما واصل إطلاق النار واعتقل في زقاق بعد استسلامه.
وقالت مفوضة الشرطة دانييل أوتلاو -في مؤتمر صحفي- إن الضحايا عشوائيين على ما يبدو، ولم تعرف بعد طبيعة الصلة بينهم وبين مطلق النار، "وكل ما نعرفه في هذه المرحلة هو أن هذا الشخص الذي قرر مغادرة منزله واستهداف الأفراد كان يحمل سترة واقية من الرصاص، وبندقية من طراز AR، ومخازن متعددة، ومسدسا، وماسحة ضوئية للشرطة".
وتابعت المفوضة قائلة إن "الشرطة عثرت على بعض الضحايا، وبينما كانوا يعتنون بهم سمعوا المزيد من إطلاق النار. وتم التعرف على مطلق النار وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاما"، مضيفة أنه تم احتجاز شخص آخر "ربما يكون ردّ بإطلاق النار على المشتبه به، لكن الشرطة لم تعرف إذا كانت هناك صلة بين الشخصين".
وحسب المفوضة، فإن "الشرطة تطوّق المنطقة للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات، وللتعرف على الشهود، ولتحديد مكان الكاميرات، و"نبذل قصارى جهدنا لمعرفة السبب".
ويعدّ حادث القتل الجماعي في فيلادلفيا الـ29 من نوعه في الولايات المتحدة منذ مطلع العام الجاري (2023) وفقا لقاعدة بيانات تحتفظ بها وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) و"يو إس إيه توداي" (USA Today) بالشراكة مع جامعة "نورث إيسترن".
وحسب قاعدة البيانات تلك، شهدت الولايات المتحدة أعلى رقم مسجل للقتل الجماعي حتى الآن في عام واحد. ومنذ عام 2006 وقعت أكثر من 550 حادثة قتل جماعي قُتل فيها ما لا يقل عن 2900 شخص وأصيب ألفا شخص على الأقل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لحظة الاتفاق على وقف إطلاق النار
وَصَلَ الوضع في قطاع غزة إلى النقطة التي تحتم وقف إطلاق النار، من جانب نتنياهو، كما من جانب ترامب. وأصبح تقدير الموقف شديد الأهمية، بالنسبة إلى المفاوض الفلسطيني، من حيث شعوره بقدرته، في الردّ على أيّ اتفاق يعرضه الأمريكي، أو في الأصح ترامب نفسه.
هنا يجب أن يشدّد على أن نتنياهو، هو الذي يواجه المأزق الخائن، بالرغم مما يحاول أن يبديه من إصرار على مواصلة الحرب، وكذلك، أن ترامب في مأزق، يلحّ عليه، أن يوقف الحرب في أسرع ما يمكن.
لهذا فإن قدرة حماس على أن ترفض، القبول بأيّ اتفاق لا ينسجم مع ما حدّدته، من حدود لوقف إطلاق النار. وما ينبغي، لقسوة الضغوط الممارَسة، في تجويع الشعب، ورفع مستويات جريمة الإبادة ضدّه، أن يفرضا عليها، في هذه المعادلة، أن تقبل بشروط، تراها مدمّرة للشعب والمقاومة، والقضية الفلسطينية.
صحيح أن ما يتعرّض له المدنيون في غزة، من تجويع وجرائم إبادة، فوق تحمّل البشر، ويجب ان يوقف فوراً. ولكن يجب أن يحسم بأن المسؤول الوحيد عنه، والمحاسَب الوحيد عليه، هو نتنياهو. أو من يغطيه، أو يدعمه. ومن ثم فإن عدم الرضوخ في هذه اللحظات القليلة الباقية، للابتزاز الذي تتعرّض له حماس وبقية قوى المقاومة، كما الشعب، والرأي العام، هو الموقف الصحيح الذي يجب أن تعالَج المفاوضات بموجبه.
يكفي ملاحظة سرعة التطوّرات الأخيرة في الموقف الأوروبي والرأي العام، وحتى الارتباك الأمريكي الشديد، والمعارضة المتصاعدة، للإطاحة بنتنياهو داخلياً، للتأكد من أن ترامب، هو الذي عليه أن يتراجع خطوة، ليعود إلى الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، مع مبعوثه ويتكوف، قبل المشروع المفبرك الأخير.وهو موقف لا يستند إلى عدالته فحسب، ولا إلى تحميل مسؤولية الجرائم لنتنياهو فحسب، وإنما أيضاً إلى أن ميزان القوى في مصلحة المقاومة، في هذه اللحظات، أكثر منه في مصلحة نتنياهو، أو ترامب.
ويكفي ملاحظة سرعة التطوّرات الأخيرة في الموقف الأوروبي والرأي العام، وحتى الارتباك الأمريكي الشديد، والمعارضة المتصاعدة، للإطاحة بنتنياهو داخلياً، للتأكد من أن ترامب، هو الذي عليه أن يتراجع خطوة، ليعود إلى الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، مع مبعوثه ويتكوف، قبل المشروع المفبرك الأخير.
الذين يعتبرون أن رفض حماس لمشروع ويتكوف الأخير، يحرجها، حتى لو قال ترامب بأنها المسؤولة، يخطئون في تقدير الموقف، لأن استمرار القتال، والجرائم لأيام أخرى، سيزيد من عزلة نتنياهو، وحرج ترامب.
ففي كل الأحوال، إن المعركة السياسية في هذه الجولة من الحرب كسبتها حماس، وخسرها نتنياهو. وهو تطوّر يفرض اتفاقاً، تقبل به حماس، وليس اتفاقاً لُفِّقَ في اللحظة الأخيرة.
بل إن عدم الرفض السريع، لخطة ويتكوف الأخيرة، من قِبَل حماس ومواجهتها بضرورة تعديلها، شكّل الموقف الصحيح الذي سيفرض على ترامب التراجع.
إنها لحظة عضّ أصابع، فالذي يصرخ أولاً، يجب أن يكون نتنياهو. وفي كل الأحوال، دخل الوضع في غزة، مرحلة ستكون في مصلحة المقاومة، كما الوضع العام إقليمياً وعالمياً. وذلك مهما كان الاتفاق، رضِيَ من رضِي، وغضب من غضب.