اعتبر خبراء أن المخدرات بما تُمثله من خطر على المجتمع والاقتصاد تمثل إحدى أدوات حروب الجيل الرابع التى تستهدف الدول والمجتمعات من دون حروب صريحة بالسلاح.

وقالت د. إيناس الجعفراوى، الأستاذ بقسم بحوث المخدرات بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، لـ«الوطن»، إن مشكلة المخدرات مشكلة عالمية تؤثر علينا محلياً، وهى مشكلة معقّدة تحتاج إلى تضافر كل الجهود، حيث تؤثر على السلم المجتمعى وأمن البلد.

وهناك من يضعها ضمن أدوات حروب الجيل الرابع، باعتبارها وسيلة للهجوم على المجتمعات بدون حروب فعلية أو حروب بالأسلحة، حيث إنها تؤثر على الشباب، أمل المستقبل، والفئة المنوطة ببناء المجتمع، علماً بأننا ككل المجتمعات العربية، نسبة الشباب لدينا مرتفعة جداً، بعكس أوروبا مثلاً التى يكثر فيها الشيوخ.

«الجعفراوى»: «حياة كريمة» توفر بيئة أفضل للمكافحة.. و«القاضى»: نحتاج إلى مزيد من التوعية

ولفتت الأستاذة بقسم بحوث المخدرات، إلى أن المخاطر السابقة تجعل من المهم جداً المكافحة والوقاية، مؤكدة أن هناك نوعين من المكافحة أحدهما «مكافحة العَرَض» ومنوط بها بالأساس وزارة الداخلية وضباط المكافحة وحرس الحدود، و«مكافحة الطلب» ومنوط بها المؤسسات المدنية والوزارات المعنية والمجتمع المدنى وكذلك المتخصصون، علماً بأن «الداخلية» تساعد أيضاً فى ذلك، حيث استحدثت إدارة مكافحة المخدرات فى وزارة الداخلية منذ سنوات وحدة للتوعية تشارك فى خفض الطلب، وتقوم بدور فى التوعية فى أوساط الطلبة والجامعات.

وفى هذا السياق، أشارت أستاذ «بحوث المخدرات» إلى أن الوقاية تعتبر الأساس فى مواجهة المخدرات، فهناك أكثر من نوع للوقاية، وقاية من الدرجة الأولى، ووقاية من الدرجة الثانية، ووقاية من الدرجة الثالثة، والوقاية من الدرجة الأولى تكون عامة، حيث المفروض أن هناك استراتيجية خاصة بأفراد الدولة كلها بغض النظر عن الفئات الاجتماعية الموجودة، وتكون بصفة عامة للناس لمن لم يدخلوا بعد فى سكة التعرّف على المواد المخدرة.

أما الوقاية من الدرجة الثانية فتكون للفئات الهشّة أو المجتمعات المستهدفة للتعاطى، مثل مجتمعات العشوائيات التى قضت الدولة الآن على الكثير منها، وهؤلاء يتم استهدافهم بالتوعية حتى لا ينخرطوا فى التعاطى، خاصة أن معظمهم تكون لديهم فكرة عن المواد المخدرة وأنواعها، وبعضهم جرّبها بالفعل.

وبخصوص الوقاية من الدرجة الثالثة، فهى لأناس دخلوا طريق التعاطى بالفعل، ونريد أن نمنع التداعيات الصحية التى تحدث لهم، بحيث يتوقفون قبل أن يصلوا إلى المراحل الأخيرة للإدمان التى يكون من الصعب الرجوع منها، لأن العلاج ليس سهلاً وتحدث بعده انتكاسات، وهناك من ينتكس مرة واثنتين وثلاثاً، وهناك أهالى ليست لديهم فكرة عن ذلك، وبالتالى يمكن أن يتبرّأ بعضهم من أولادهم ولا يعطونهم الدعم القوى المطلوب.

وأشارت «الجعفراوى» إلى أن الوقاية تختلف من مكان إلى آخر، حيث الحضر غير الريف، والعشوائيات مختلفة عن مكان به أناس مثقفون، لأن كل واحد ستكون له طريقة أو فكر معين، وله مدخل يجب أن تدخل منه، ومن بين المبادرات الموجّهة للريف مبادرة «قرية بلا مخدرات» التى تنفّذها وزارة التضامن، ويتم إدماجها ضمن «قرى حياة كريمة».

ومن ناحيتها، أكدت د. عفاف القاضى، مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة المنوفية، ضرورة قيام المؤسسات الاجتماعية عامة والأسرة والمدرسة خاصة، كميادين للكشف المبكر عن القابلين للانحرافات السلوكية، ببذل مزيد من جهود التوعية والإرشاد والتوجيه الاجتماعى والنفسى والتربوى لمواجهة الإدمان.

وشدّدت كذلك على ضرورة تكثيف الجهود لنشر برامج محو الأمية، والتوسّع فى إنشاء الأندية الثقافية والاجتماعية لما لها من دور طليعى فى وقاية الشباب، فى المناطق المختلفة، وضرورة غرس الوعى الدينى بتحريم المخدرات وكل المُغيبات للوعى من كل رجال الدين فى مؤسساتهم المختلفة وبوسائل الإعلام المختلفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلاج من الإدمان الإدمان الشباب والرياضة من الدرجة

إقرأ أيضاً:

رئيس الحرس الوطني: مركز الدفاع الكيماوي خط الاستشعار الأول في البلاد

قام رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك حمود الجابر الصباح بزيارة إلى مركز سمو الشيخ سالم العلي الصباح للدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي.
وقال الحرس الوطني في بيان صحفي إن الشيخ مبارك حمود الجابر الصباح استمع إلى إيجاز عن قدرات المركز ومهامه والمشاركات التي يقوم بها وما يملكه من محطات رصد متطورة وأجهزة ومعدات حديثة للقيام بعمليات الرصد والتطهير.
وأشاد الشيخ مبارك حمود الجابر الصباح بقدرات المركز في دعم مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على البيئة وقياس نسب التلوث ومكافحة عمليات التسرب الإشعاعي باعتباره (خط الاستشعار الأول) في البلاد لما يملكه من إمكانات وقدرات وكوادر متميزة.
وأوضح أن منظومة الرصد الكيماوي والإشعاعي في الحرس الوطني تؤكد الدور الاستراتيجي للحرس الوطني في دعم وإسناد جميع جهات الدولة للحفاظ على أمن البلاد في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ولي العهد حفظهما الله ورعاهما.
وشدد على ضرورة الاستمرار في مواكبة التطور على مستوى الأجهزة والمعدات ومتابعة تأهيل وتدريب المنتسبين وإلحاقهم بالدورات المتخصصة حتى يتمكنوا من أداء المهام المناطة بهم على أكمل وجه.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: هاجمنا موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ومواقع تصنيع أسلحة لإيران
  • ايران : استخدمنا الجيل الأول من صواريخ فتاح
  • وكيل أوقاف الإسكندرية يحذر من حروب الجيل الخامس
  • محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"
  • رئيس الحرس الوطني: مركز الدفاع الكيماوي خط الاستشعار الأول في البلاد
  • أوقاف الإسكندرية تشارك بندوة "الإعلام الجديد وعلاقته بجيلَي الاتصال الرابع والخامس وتأثيره على الأمن الفكري
  • لحم الغزيين يضاعف صادرات أسلحة دولة الاحتلال
  • راسل يحرز المركز الأول في جائزة كندا الكبرى
  • وزير دفاع الاحتلال: هجوم إيران على مواقع مدنية إسرائيلية يهدف إلى ردع الجيش
  • المدير العام لقوات الشرطة وزير الداخلية المكلف يترأس إجتماع غرفة طوارئ إمتحانات الشهادة السودانية