أعرب سفير التشيك بالقاهرة إيفان يكل، عن تقدير بلاده لدور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط وتوسطها في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك في النزاعات في الدول الأخرى مثل السودان، بهدف إحلال الاستقرار والسلام في المنطقة.

وقال السفير التشيكي - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، إن نائب وزير خارجية التشيك جيري كوزاك بحث خلال زيارته لمصر في يوليو الماضي مع وزير الخارجية سامح شكري، القضايا الثنائية بما في ذلك سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

. مشيرا إلى أن السفير إيهاب نصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية والسفير نبيل حبشي مساعد وزير الخارجية لشئون المراسم زارا براغ في الصيف الماضي، وذلك في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وأضاف أن ثلاثة وفود تشيكية من بينها وفدين من مجلس الشيوخ والغرفة السفلى للبرلمان التشيكي، بحثوا خلال زيارتهما لمصر في يونيو الماضي سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال الأمني.

وعن التعاون الاقتصادي.. أفاد السفير إيفان يكل بأن الشركة التشيكية "شكوتا" وقعت هذا العام مع هيئة السكك الحديدية بمصر عقدا بقيمة تتخطى المليار يورو، لتحديث وصيانة السكك الحديدية وتوفير التدريب للمتخصصين المصريين في براغ لمدة 15 عاما.. مشيرا إلى التوقيع على مذكرة تفاهم بين إحدى الهيئات التابعة لوزارة الصحة وشركة "لينيت" التشيكية لإقامة مصنع لإنتاج أسرة المستشفيات، حيث تعد التشيك أحد أهم الموردين للأسرة إلى مصر.

وأكد السفير التشيكي أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع مصر في عدة مجالات من بينها الأمن الغذائي، حيث يمكن الاستفادة من الخبرة التشيكية لزيادة إنتاجية القمح في مصر، فضلا عن وجود فرص للتعاون في مجال الهيدروجين، مشيرا إلى زيارة وفد من الخبراء التشيكيين لمصر، لمناقشة أوجه التعاون في هذا المجال في ضوء إنتاجنا شحنات تستخدم الهيدروجين كوقود.

وأوضح أنه من المقرر أن يقوم وفد من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بزيارة براغ العام المقبل، لمناقشة موضوعات عديدة من بينها أمن الطاقة وفرص البحث عن شريك لإقامة مشروع للهيدروجين في المنطقة الاقتصادية.. مضيفا أن التشيك عرضت مؤخرا نظم الري وتحلية المياه والفلاتر لتنظيف المياه وذلك خلال المعرض الذي أقيم على هامش «أسبوع القاهرة للمياه».

وعن الاستثمار، قال السفير إيفان يكل إن أهم الاستثمارات التشيكية في مصر تتمثل في مصنع "بي أف" المقام في مدينة السادس من أكتوبر لإنتاج المنسوجات غير المنسوجة، لافتا إلى أن هذا المشروع هو أول مشروع تشيكي في القارة الإفريقية بقيمة 100 مليون يورو.

وعن التبادل التجاري بين البلدين، أفاد السفير إيفان بأن مصر تعد أكبر شريك تجاري للتشيك في القارة الإفريقية، حيث بلغت الصادرات المصرية للتشيك 180 مليون يورو عام 2022 أغلبها معدات توزيع الكهرباء، بينما استوردت مصر من براغ ما قيمته 360 مليون يورو عام 2022 وأغلبها سيارات ومركبات نقل أخرى.

وعن علوم الفضاء، أفاد بأنه عقد مؤتمرين عبر الفيديو كونفرانس بين المسئولين في وكالة الفضاء المصرية ووكالة الفضاء الأوروبية (مقرها براغ)، لبحث آفاق التعاون في هذا المجال.. مؤكدا رغبة الوكالة الأوروبية في المشاركة بمؤتمر "آفاق الفضاء الجديد في إفريقيا والشرق الأوسط" الذي ستنظمه الوكالة المصرية في بداية العام الجديد.

وعن السياحة، أشار السفير إيفان يكل إلى أن نحو 400 ألف سائح تشيكي يقضون إجازاتهم في مصر سنويا، وهناك خط طيران مباشر بين براغ والغردقة.. موضحا أن الشركة التشيكية "سمارت ونجز" أعلنت مؤخرا عن عزمها تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وبراغ الذي من المؤكد سوف ينتج عنها زيادة في أعداد السائحين.

وذكر أن التشيك تولي اهتماما بتعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية، حيث تمتلك براغ التقنيات الحديثة ومشروعات الدفاع والأمن والتجارة والتعاون التنموي.. مشيرا إلى أن الشركات التشيكية تعمل بنشاط في إفريقيا من خلال مجموعة متنوعة من القطاعات، مثل الرعاية الصحية والزراعة والمياه والصرف الصحي والبنية التحتية والطاقة والتعدين والصناعات الغذائية.

وأضاف السفير التشيكي بالقاهرة أن بلاده ترغب في التركيز على المجالات الحيوية المتعلقة بالزراعة وتغير المناخ، مما يعكس التزامها طويل الأمد بتطوير المشروعات في مجالات الزراعة والتنمية المستدامة والإدارة المسئولة للموارد الطبيعية، بهدف تحسين نوعية الحياة في إفريقيا، فضلا عن دعم قدرات الدول الإفريقية على التكيف مع تغير المناخ.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الشرق الأوسط سفير التشيك مشیرا إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!

لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.

منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...

إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.

بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.

هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.

تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.

ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!

في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.

هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.

ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.

في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.

أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».

ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.

في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.

ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.

وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.

في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟

 الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يستقبل السفير العراقي بالقاهرة لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك
  • متحدث الخارجية: إسرائيل الوحيدة الغير منضمه لمعاهدة منع انتشار السلاح النووي
  • حزب الوعي يؤيد مطالبة وزير الخارجية إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي
  • أخبار التوك شو| الرئيس السيسي يؤكد ضرورة عودة الملاحة لطبيعتها في باب المندب والبحر الأحمر.. ومصر تدعو لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية: جددت دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • وزير الخارجية يجدد دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • مفتي الجمهورية يستقبل سفير تايلاند بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون.. صور
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!