قال المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، إن الجهات المعارضة التي تحمل راية العنصرية ضد الأجانب والعرب تحديدا في تركيا أضرت بالاقتصاد والشعب التركي بما يفوق أي ضرر سابق أحدثته الهجمات الإرهابية في سنوات سابقة.

وأضاف أقطاي في مقابلة مصورة مع "عربي21" أن العنصرية لا تمت للشعب التركي بصلة ولا تمثله على أرض الواقع أو تعكس خصاله، مشيرا إلى أن ارتفاع حدة الخطاب يعود إلى تركيز جهات إعلامية ومعارضين على تسليط الضوء على حوادث فردية أو خلافات عرضية تحدث بين العرب والأتراك دون دوافع عنصرية بدليل أنها تحدث بين الأتراك أنفسهم في كل يوم.





وشهدت تركيا خلال شهور الصيف الماضية تصاعدا حادا في وتيرة خطاب الكراهية الموجه ضد اللاجئين السوريين والعرب المتواجدين على الأراضي التركية سواء بغرض الإقامة أو السياحة، ما أدى إلى إطلاق حملات عديدة في دول خليجية وفي المغرب بهدف مقاطعة السياحة في تركيا.

وفي آب /أغسطس الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعية بمقطع مصور يظهر اعتداء مجموعة من الأتراك على سائح كويتي في مدينة طرابزون جنوبي شمال شرقي البلاد، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقبل ذلك بأسابيع، لقي مواطن مغربي مصرعه في اسطنبول إثر تعرضه للكمة من قبل سائق سيارة أجرة تركي بسبب خلاف دار بينهما حول قصر المسافة التي يرغب المغربي في قطعها.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان أكد أن حكومته لن تسمح بتفشي العنصرية وكراهية الأجانب في البلاد، مشددا على أن "وصمة الاستعمار والعنصرية والفاشية لم تكن موجودة أبدا في أي مرحلة من مراحل التاريخ التركي".


إلى ذلك أوضح الأكاديمي التركي خلال حديث خاص مع "عربي21" أن السلطات التركية بدأت بأخذ إجراءات عديدة ضد المتورطين في إذكاء الخطاب العنصري ضد الأجانب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت باعتقال العشرات من الصحفيين والمحررين وأصحاب الحسابات الإخبارية التي تحرض بانتظام ضد اللاجئين والعرب عبر نشر أخبار مفبركة وغير صحيحة.

واعتبر أقطاي أن تحرك السلطات الأخير خير دليل على براءة الشعب التركي من وصمة العنصرية، وسعي الحكومة إلى اتخاذ مواقف أقوى ضد الذين يعملون على تحريض فئات من المجتمع ضد الأجانب.

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

- كيف تنظرون إلى ارتفاع حدة الخطاب العنصري ضد اللاجئين والعرب عموما في تركيا خلال الأشهر الأخيرة؟

دعني أقول لكم في البداية أن ما يقال حول ارتفاع حدة العنصرية في تركيا ضد الأجانب والعرب غير صحيح على الإطلاق، الشعب التركي لا يوجد في لديه هذا التوجه. وتلك الخطابات الرامية إلى بث الكراهية والتي يقف وراءها بعض العناصر المنظمة لا تمثل الشعب التركي الذي أفتخر به وأشدد على أنه لا يرغب بوجود تلك الخطابات أو الفعاليات العنصرية أبدا.

- لكن الحوادث المتكررة تسببت في حملات مقاطعة عديدة للسياحة في تركيا، ما حجم الضرر الذي ترتب على تركيا جراء ذلك؟

صراحة لقد تسبب المحرضون على العنصرية في بلادنا بضرر كبير على الشعب التركي والاقتصاد وحتى الأمن القومي أكثر مما تسببت به بعض المنظمات الإرهابية لأن تلك المنظمات كان من أهم أهدافها توجيه ضربة للسياحة التركية عبر الهجمات التي نفذوها في سنوات سابقة في مناطق بإسطنبول وغيرها من المدن بهدف إظهار تركيا على أنها بلد غير آمن.

الآن حين ننظر للضرر الذي يحدثه هؤلاء المحرضون نرى أنهم يلعبون الدور نفسه. إنهم يريدون أن يبعدوا السياح عن تركيا، وحجم الضرر الذي خلفوه أصبح واضحا، حيث شهد هذا الصيف عمليات إلغاء لبرامج سياحية ومشاريع استثمارية عديدة في بلادنا. وقد قدرت أنا حجم ما ترتب على ذلك من خسائر بما يصل إلى نحو 5 مليار دولار خلال أقل من 3 أشهر. وهذا ضرر لا تستطيع أن تصل إليه أي عملية إرهابية في تركيا.

- مع هذا الضرر الاقتصادي الكبير الذي تتحدث عنه، أين دور الحكومة التركية في مواجهة هؤلاء الذين يضرون بها أكثر من المنظمات الإرهابية بحسب ما تذكر لنا؟

طبعا الحكومة التركية الآن بدأت باتخاذ بعض التدابير والإجراءات ضد هؤلاء الإرهابيين العنصريين الذين كانوا وراء بعض الحسابات المزورة بشكل منظم في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي والتي كانوا ينشرون من خلالها أخبارا مفبركة.

وزارة الداخلية التركية تقصّت عنهم وحددت في أول مرحلة نحو 30 شخصا متورطا في هذه الأعمال، وقامت على الفور باعتقالهم وأغلقت حساباتهم وصفحاتهم على شبكة الإنترنت التي كانوا يديرون من خلالها حملة عنصرية ضد العرب. وهذا برأيي إشارة واضحة تفيد أن تركيا ضد مثل هذه الحملات العنصرية، وأن الشعب التركي ضد العنصرية بدوره أيضا، وسيتم اتخاذ تدابير أشد صرامة من هذه في المستقبل.

- لكن هذه الحملة جاءت بعد سلسلة من الحوادث التي تعرض خلالها سياح ومقيمون عرب لاعتداءات عديدة أودت إحداها بحياة مواطن مغربي في مدينة إسطنبول. ما أسباب تأخرها رغم الجدل الواسع الذي أحاط بكل حادثة؟

أولا دعني أقول لك أن مثل هذه الحوادث التي جرت في طرابزون مثلا ضد السائح الكويتي أو حادثة أخينا المغربي رحمه الله في إسطنبول. كلها حوادث لا علاقة لها بالعنصرية أبدا، وإنما هي عبارة عن شجارات ومشاحنات عادية نشبت جراء خلافات بسيطة بين الزبون والمشتري. وفي تركيا أيضا يحدث كل يوم مثل هذا الشجارات بين الأتراك مع بعضهم البعض.

لكن عندما يكون أحد طرفي الخلاف عربيا بدأ الناس يظنون أن هذه الحوادث جزء من أعمال عنصرية موجهة ضد العرب، وهذا غير صحيح.

دعني أقول لكم أن على الإخوة العرب أن لا يستمعوا ولا يقيموا أي اهتمام لبعض الشائعات التي تشير إلى وجود عدوان من الشعب التركي ضد العرب. هذه الحوادث التي ذكرناها ليس لها علاقة بالعنصرية لكن حاملي راية خطاب الكراهية يعلبون بها لصالح أهدافهم.

- هناك مراقبون يشيرون إلى أن العنصرية ضد العرب جاءت امتدادا للخطاب المناهض لوجود اللاجئين السوريين في تركيا الذين تعرضوا لحملات شديدة من قبل أحزاب معارضة مع كل استحقاق انتخابي. ما رأيكم بهذا الطرح؟

سأصرح هنا لكم بأن لا يوجد الآن أي حملة رسمية ضد اللاجئين السوريين أبدا، والذين لا يريدون منهم العودة إلى بلادهم لن يرحلوا بالقوة ولن يجبروا على ذلك. هذه السياسة التركية لم ولن تتغير تجاه اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا.

طبعا هذه السياسة التي أتحدث عنها تشمل اللاجئين تحت الحماية المؤقتة، أما اللجوء غير القانوني وانتهاء قواعد الإقامة فسوف يتم التعامل معهم وفقا للقوانين. وهذا أمر معمول به في كل بلد وهو بهدف تنظيم الخدمات والمعلومات، وهو أيضا مهم من ناحية أمنية.

لا بد أن يبقى كل لاجئ في بلدته المسجل فيها، وأن لا يأتوا جميعا إلى إسطنبول لتخفيف الضغط على المدينة.

- أريد أن نشير إلى السياسيين والصحفيين المحرضين ضد وجود اللاجئين عبر نشر الأكاذيب والأخبار المفبركة التي تفندها الحكومة في كثير من الأحيان، لماذا شخصيات لها أثر كبير تحرض دون أن يتم ملاحقتها قضائيا؟

هناك من رُفع عليه قضايا بالفعل، لكن دعنا لا ننسى أن تركيا دولة ديمقراطية وحرية التعبير للأسف تُستغل أحيانا لتحقيق أهداف سيئة. وهذا يحدث في كل الدول الديمقراطية.

ولا يمكن للقضاء أن يمنع حرية التعبير فالعنصرية في حد ذاتها ليس جريمة يعاقب عليها القانون في تركيا ما دامت في إطار الاعتقاد بالفوقية على الآخرين دون أن تتحول إلى حوادث اعتداء واقعية وملموسة تستهدف الآخرين.


بعبارة أخرى، يستطيع الإنسان أن يقول أنا عنصري ويستطيع أن يعتقد أنه أهم من غيره لكن هذا الأمر لا يتحول إلى جريمة إلا في حال تجاوز القول إلى فعل الاعتداء على أي عنصر آخر.

وأنا شخصيا رفعت قضايا على كثير من هؤلاء العنصريين، وإن شاء الله في المستقبل سيتم رفع مزيد من القضايا ضد هؤلاء العنصريين وسنرى نتائج إيجابية.

- نهاية، تتجه تركيا نحو الانتخابات المحلية العام المقبل ويتخوف اللاجئون من اشتداد حملة التحريض التي يتعرضون لها مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي. برأيكم هل نشهد حملة شرسة على غرار ما حدث في الانتخابات الرئاسية الماضية وكيف ستتعامل الحكومة التركية مع هذا الملف؟

للأسف هذه معضلة الديمقراطية في الحقيقة، ليس في تركيا فقط بل في كل العالم. حتى في أوروبا نرى اليمين المتطرف يستغل ملف اللاجئين. ولا يوجد لا في تركيا ولا في أوروبا قانون يمنع الناس من أن يستغلوا مثل هذه الملفات للأسف لتحقيق مكاسب سياسية، وهذا ما يجعل الانتخابات أسوأ امتحان لأي دول ديمقراطية.

ونعم، أتوقع أن تستغل المعارضة في بلادنا هذا الملف لأنه مثمر ومهم بالنسبة إليهم ويحقق نتائج جيدة، ولن يفوتوا فرصة كهذه ما دامت ستحقق لهم أهدافهم للأسف.

أما بالنسبة للحزب الحاكم فهو سيرد طبعا على هذه التوجهات العنصرية، لكنه سيبقى أيضا على موقفه بالتعامل مع اللاجئين غير القانونيين. من يتم إلقاء القبض عليه مخالفا لشروط البقاء في تركيا سيتم ترحيله إلى مكان لا يوجد فيه خطر على حياته بالطبع أو انتهاكات لحقوق الإنسان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات تركيا أردوغان سوريا تركيا أردوغان اللاجئون مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین الشعب الترکی ضد اللاجئین ضد الأجانب فی ترکیا ضد العرب لا یوجد

إقرأ أيضاً:

السوداني لـعربي21: لا مساومة على دعم فلسطين.. وشراكة متوازنة مع سورية وإيران

في ظل تصاعد حدة الصراعات في المنطقة، وتحوّل الحرب الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة إلى واحدة من أكثر حروب الإبادة دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تتجه الأنظار إلى العواصم العربية المركزية، بحثًا عن مواقف متوازنة ومسؤولة. وتزداد أهمية موقع العراق، الجيوسياسي والتاريخي، في هذه اللحظة المفصلية من التحولات الإقليمية والدولية، حيث تتداخل ملفات دعم المقاومة الفلسطينية، والعلاقة المعقدة مع إيران، ومستقبل سوريا ما بعد الحرب، مع تطورات الداخل العراقي ومسارات الاستقرار السياسي والتنمية.

في هذا السياق المضطرب، يبرز محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة العراقية، كأحد القادة العرب المنخرطين في تفاعلات المنطقة، لا سيما بعد تسلمه رئاسة القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين. السوداني، الذي يوازن بين العلاقات مع دول الجوار والقوى الدولية، يواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على استقلال القرار العراقي، وتعزيز موقع بغداد كجسر حيوي بين المحاور المتصارعة، من طهران إلى واشنطن، ومن دمشق إلى الرياض.

السوداني استقبل في قصر رئاسة الحكومة ببغداد نهاية الأسبوع الماضي ثلة من الإعلاميين العرب كان بينهم الإعلامي والأكاديمي التونسي كمال بن يونس، الذي حاوره بالمناسبة خصيصا لـ "عربي21"، حول عدد من القضايا الفكرية الثقافية والسياسية والمستجدات، بينها برنامج ائتلافه الانتخابي ومستقبل العلاقات بين الأطراف الإسلامية الشيعية والسنية والكردية الأكثر تأثيرا في المشهد العراقي وفي المنطقة، وافاق تطوير علاقات بغداد بسوريا والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وايران من جهة وبأمريكا والعواصم الغربية والعربية "المعتدلة " من جهة ثانية.



س ـ خلافا لما يروج في كثير من وسائل الاعلام العربية والعالمية من صورة "نمطية" عن العراق  والمنطقة، يلاحظ من يزور بغداد، عاصمة الفكر والثقافة منذ آلاف السنين وموطن 8 ملايين ساكن، أنها استعادت امنها ليلا نهارا، وأنها تشهد حركية عمرانية واقتصادية سريعة.. فهل أغلقت فعلا صفحة الإرهاب وداعش والحروب بالوكالة في العراق الذي استضاف مؤخرا عدة مؤتمرات قمة سياسية بينها القمة العربية الـ 34 و"المؤتمر الإعلامي العربي الرابع" الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية وهيئة الإعلام العراقية وواكبه حوالي 150 إعلاميا وخبيرا عربيا ودوليا وعشرات الإعلاميين العراقيين؟

 ـ العراق أكثر دول العالم تضررا من "الصورة النمطية" والمغالطات التي يروجها عنه الإعلام الإقليمي والدولي منذ مدة طويلة.. والتي بلغت حد تبرير العمليات الإرهابية بعد 2003 ثم بعد هجمات داعش في 2014 واعتبارها "ثورة جديدة" و"ثورة السنة ضد الشيعة".

ومثلما يلاحظ الزائر والسائح والمواطن فإن الحياة عادية جدا في  العراق، وخاصة في في بغداد والطرقات المؤدية إليها ليلا ونهارا..

 يدرك الجميع اليوم أن الأمن مستتب بما يسمح للنساء والأطفال وكبار السن بالتنقل فرادى في ساعات متأخرة من الليل مترجلين وفي السيارات في كامل البلاد وفي العاصمة والمدن المجاورة لها ..

الإعلام ظلم العراق في عهد الحزب الواحد الدكتاتورية قبل 2003 وبعده.. وقد اعترف لنا سياسيون عرب وأجانب أنهم أخطأوا عندما لم يساندوا المسار السياسي وإرادة الشعب العراقي في التغيير قبل استفحال التطرف والإرهاب وهجمات حركة "داعش" ما بين 2014  و2017 وسيطرتها على أجزاء كبيرة من العراق وسورية، ثم تهديدها لكامل الإقليم ..

وفي سياق التقييم الفكري والثقافي والسياسي لمرحلة حربنا على الإرهاب أقول "إن الحسنة الوحيدة لحركة داعش المتطرفة والإرهابية أنها وحدت الشعب العراقي خلال حربها ضده ما بين 2014 و2017. ففهم أبناؤه أن مصيرهم مشترك لا فرق بين سني أو شيعي أو مسلم أو "صائبي" أو مسيحي أو عربي أو تركماني، وأن الكل كان ضحية لعنف الإرهابيين والأطراف التي كانت تسعى إلى أن تقضي نهائيا على الدولة العراقية عبر التفجيرات والاغتيالات وإثارة عنف دموي تحت يافطات طائفية ومذهبية ودينية وسياسية وعرقية متفرقة ".

 بعد سنوات شهدنا فيها ما بين 22 و27 تفجيرا دمويا في عدة مواقع مدنية وتجمعات سكنية ودينية وتجارية، أسجل بارتياح اليوم أن العراق استعاد عافيته وأمنه والانفتاح الثقافي والفكري والتعايش السلمي في بلد عملاق كشفت الإحصائيات الجديدة أن عدد سكانه تجاوز هذا العام الـ 46 مليونا، ثلثاهم من الشباب  الذين ينتظرون حلولا لما ورثناه من أزمات هيكلية وظرفية بينها البطالة والفقر وضعف الاستثمار والفساد الإداري والمالي.

سورية وفلسطين وإيران

س ـ وماهي آفاق تطوير علاقات بغداد مع سورية التي سقط فيها حكم حزب البعث، على غرار ما حصل لحزب البعث العراقي في 2003؟ وهل أن تفعيل قرار التقارب بين سلطات العراق مع السلطات الجديدة في دمشق رهين "توازنات" و"خطوط حمراء  و"خيوط إقليمية ودولية"،  بعضها بأيدي طهران وأمريكا وعواصم الدول العربية "المعتدلة" وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي؟

 ـ سورية وإيران بلدان جاران وشقيقان نحرص على تطوير علاقاتنا بهما وببقية دول المنطقة والعالم وفق قواعد واضحة أهمها: "العراق أولا" و "تقاطع المصالح مع احترام سيادة كل دولة ".

لدينا في الأفق القريب برامج مشتركة مع الأشقاء في سورية. ولقد أمرت أعضاء الحكومة بتنظيم مزيد من الاجتماعات المشتركة واللجنان المختصة بالشراكة مع نظرائهم في سورية وكل الدول العربية وبينها مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة .

وسجلنا بدء شركات مصرية وعربية ودولية عملاقة استثمارات في بغداد تجاوزت قيمتها 88 مليار دولار، ومن المقرر أن يتجاوز الرقم 500 مليار في غضون 3 أعوام ..

إيران أمة ودولة لديها مصالحها.. وتركيا أمة ودولة لديها مصالحها.. والعراق وسورية ودولنا العربية لديها مصالح وطنية عليا ولديها علاقات تاريخية متميزة مع جيرانها، مرت بمراحل مد وجزر.. ونحن نريد أن نبني المستقبل معا، في سياق احترام خصوصياتنا ومصالحنا وسيادتنا، ونشجع الجميع على تطوير الاستثمار المشترك وعلى الشراكات الاقتصادية والسياسية، خاصة والعراق يرأس هذا العام القمة العربية ومؤتمرات إقليمية عديدة للتنمية .

في نفس الوقت نحرص على توازن علاقاتنا الدولية وتطويرها خدمة لمصالحنا مع كل دول العالم، خاصة منها الدول الكبرى التي للعراق مصالح كبيرة معها وبينها الولايات المتحدة الأمريكية .

نتفق مع القيادة السورية حول ضرورة تطوير علاقاتنا وتشبيك مصالحنا، مثلما نمضي في تطوير علاقاتنا ببقية الدول الشقيقة والصديقة وبينها إيران والدول العربية الخليجية ومصر وتركيا وأمريكا ..

ومثلما أكدناه بمناسبة القمة العربية في بغداد فإننا نتمسك بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر الوطني ووقف حرب الإبادة الجماعية البشعة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلين. وأعلنا عن دعم اقتصادي وطبي رمزي لفلسطين ولبنان. ونجدد الإعلان عن موقفنا الرافض لانتهاك سيادة سورية ولبنان وأراضيهما وغارات قوات الاحتلال المتعاقبة عليهما .

 السنة والشيعة في إيران

 س ـ لكن هناك من يعتبر أن إيران لديها تأثير خاص في توجهات بغداد وفي مستقبل علاقتها بالسلطات السورية الجديدة وأمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك لأن غالبية شعب العراق "شيعة" وبعض المناطق والأطراف السنية والكردية موالية لطهران، أليس هناك تخوف من إعادة تفجير الإرهاب، تحت يافطات "طائفية" و"مذهبية" و"دينية" وعرقية؟

  ـ سبق للدولة والشعب في العراق أن اتفق مع كل دول المنطقة واختلف معها . إيران تجمعنا بها مصالح ونقاط التقاء كثيرة، مثلما اندلعت بين دولتينا في الثمانينات حرب طويلة ومدمرة .. لم تساند إيران الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 من قبل قوات أجنبية، بينما اختلف العراقيون حول هذا الموضوع .. لكن فور سقوط النظام السابق وبغداد تغير موقف طهران ودعمت الشعب العراقي ودولته بقوة ..

واليوم نحن نسعى للترويج في خطابنا الحكومي والسياسي الانتخابي لخطاب وطني تحديثي وديمقراطي يقطع مع "الطائفية" والصراعات العنيفة ذات الصبغة المذهبية والعرقية والدينية ..

لقد أدرك شعبنا خلال العشريتين الماضيتين أن "الإرهابيين" لا يشنون هجماتهم ضد أهداف عسكرية بل يتسللون إلى مواقع سنية وشيعية وزيدية وعربية وغيرها بهدف نشر الفتن وزرع الحقد وتفجير صراعات وأعمال عنف وانتقام غبية بالجملة تضعف الدولة والبلاد والمجتمع ..

لذلك أكد برنامج ائتلافنا الانتخابي على 5 نقاط تنموية هي: إيجاد حلول لمعضلات الفقر والبطالة والفساد وتطوير قطاع الخدمات وإصلاح الاقتصاد .. وندعم برامج لتحسين أداء مؤسسات الإعلام الوطني وصورة العراق الإقليمية والدولية . كما ندعم شبكة الإعلام العراقية المستقلة والمرتبطة مباشرة بالبرلمان وليس بالحكومة، لأننا نعتقد أن النجاح المهني للإعلام واحترام الإعلاميين لأخلاقيات مهنتهم ولميثاق الشرف  من بين شروط إنجاح مسارات نشر الوعي الفكري والثقافي وقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح .

العلاقات مع تونس والدول المغاربية

س ـ وكيف ستتحرك العراق التي استلمت رئاسة القمة العربية ورئاسة منظمات إقليمية مع الواقع العربي الراهن الهش؟ وهل سوف تقومون بجهود لتشريك بلدان المغرب العربي مجددا في "الحراك الديبلوماسي العربي والإقليمي" بعد سنوات من تهميشها؟ وهل ستتطور علاقاتكم مع بقية التجمعات "الجهوية" ومع "التحالف الإقليمي الثلاثي" الذي يشمل كذلك مصر والأردن ومع دول مجلس التعاون الخليحي؟

 ـ لدينا حرص كبير على تطوير علاقاتنا مع كل الدول العربية. وقد زرت تونس والجزائر وليبيا والمنطقة المغاربية وعدة دول عربية وإسلامية. ونحرص على تنظيم اجتماعات وزارية وفنية معها لتطوير شراكاتنا وخدمة مصالحنا المشتركة في كل المجالات .

والعراق مستعد لتطوير شراكاته مع مؤسسات العمل العربي المشترك، وبينها مؤسساتها التنموية والمناخية والثقافية والإعلامية وبينها اتحاد إذاعات الدول العربية الذي عقد مؤتمره الدولي عن الإعلام والمتغيرات المناخية في بغداد وأوصى بتفعيل آليات للمتابعة مع العراق والأمم من بينها منصة إعلامية مناخية .

مقالات مشابهة

  • مرصد مناهضة التطبيع لـعربي21: التدريبات العسكرية مع الاحتلال وصمة عار للمغرب
  • السوداني لـعربي21: لا مساومة على دعم فلسطين.. وشراكة متوازنة مع سورية وإيران
  • عاجل.. حجز اعادة إجراءات محاكمة المتهم الثالث بـ "خلية منشأة ناصر الإرهابية" للنطق بالحكم
  • باحث مقدسي لـعربي21: ما حدث في الأقصى غير مسبوق.. والأردن لديه ورقة ضغط
  • الرجال البيض في ورطة.. انقلاب موازين العنصرية ببريطانيا
  • ضبط قائد السيارة التي اقتحمت احتفالات ليفربول وأصابت المشجعين .. فيديو
  • عملية نوعية بريف دمشق.. اعتقال عدد من خلايا داعش الإرهابية في سوريا
  • من هم أصحاب الدعاء المستجاب؟.. اعرف الفئات التي لا تُرد دعواتهم| فيديو
  • الملك في عيد الاستقلال: الأردن قوي بهمتكم التي لا تلين( فيديو)
  • سماع الشهود في محاكمة 115 متهما بخلية المجموعات المسلحة الإرهابية.. غدا