رغم رفض نتنياهو.. تخطيط إسرائيلي لغزة تحت حكم السلطة الفلسطينية
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القضاء على حركة "حماس"، ويرفض احتمال إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، لكن مسؤولين إسرائيليين يضعون بالفعل خططا للقطاع تحت حكم السلطة، على اعتبار أن نتنياهو لن يكون موجدا بعد نهاية الحرب.
ذلك ما خصلت إليه مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist) في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، وركز في جانب منه على مستقبل غزة بعد الحرب المتواصلة بين جيش الاحتلال و"حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
المجلة رأت أن "رفض الحكومة الإسرائيلية الالتزام بأي شكل من أشكال السيطرة الفلسطينية على غزة بعد الحرب يؤدي أيضا إلى تقويض الدعم الدولي لحملتها (ضد حماس)".
ولفتت إلى أن "أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل يدعون إلى إعادة احتلال غزة وبناء المستوطنات التي فككتها في القطاع في عام 2005".
وبين عامي 1967 و2005، كانت إسرائيل تحتل غزة، ومنذ صيف 2007 تسيطر "حماس" على القطاع؛ إثر انهيار حكومة وحدة وطنية، ضمن خلافات لا تزال قائمة مع حركة "فتح"، التي تقود السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة.
اقرأ أيضاً
انهيار مصداقية نتنياهو.. 4% فقط يثقون بمعلوماته عن حرب غزة
سيطرة أمنية
و"نفى نتنياهو أن تكون هناك أي خطط لإعادة احتلال غزة، لكنه أصر أيضا على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على القطاع لبعض الوقت"، وفقا للمجلة.
واستبعد نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، قائلا إنها: "تربي أطفالها على كراهية إسرائيل وقتل الإسرائيليين والقضاء على إسرائيل"، مشددا على أن عباس لم يدن بعد هجوم "حماس".
وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
لكن في المقابل، كما تابعت المجلة، "أوضحت إدارة (الرئيس الأمريكي) بايدن بالفعل أنها تريد أن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة بمجرد انتهاء القتال، وهي تعمل على تحقيق ذلك".
وزادت بأنه "يبدو أن نتنياهو، الذي يتراجع دعمه الشعبي، أكثر قلقا بشأن التشبث بقاعدته القومية المتقلصة من الاستعداد لمصير القطاع إذا تمت الإطاحة بحماس من السلطة".
وأضافت: "في إشارة إلى أن نتنياهو قد لا يبقى في منصبه إلى الأبد، يعمل المسؤولون الإسرائيليون بهدوء بالفعل على وضع خطط لغزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية".
وحمَّل نتنياهو، في أواخر أكتوبر الماضي، الجيش وأجهزة الاستخبارات المسؤولية عن هجوم "حماس" المفاجئ، لكنه تراجع واعتذر.
ومن المتوقع على نطاق واسع في إسرائيل أن تحقيقات بشأن هذا الإخفاق، ستكتب نهاية حياة نتنياهو السياسية وتقود إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد الحرب على غزة.
ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية بين الكثير من الفلسطينيين إذ يعتبرونها مجرد أداة أمنية مساعدة للاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن مسؤولون في السلطة، بينهم رئيس الوزراء محمد اشتية، مؤخرا عن رفضهم عودة السلطة على "ظهر دبابة إسرائيلية" إلى غزة، وشددوا على ضرورة وجود التزامات أمريكية نحو حل سياسي شامل يقود لإقامة الدولة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
تقدير أمريكي: ما لم تظهر الدولة الفلسطينية.. غزة تتجه لحرب دائمة
شبكة الأنفاق
وبعد أسبوعين من إطلاق هجومها البري داخل غزة، في 27 أكتوبر الماضي، تحتفظ إسرائيل بحوالي أربعة فرق (نحو 100 ألف جندي) في القطاع، بحسب المجلة.
وأردفت أن الجنود يتنقلون من منزل إلى آخر، بحثا عن المزيد من فتحات الأنفاق التابعة لـ"حماس".
وقال ضباط: "ستكون هذه فرصتنا الوحيدة للقضاء على أكبر قدر ممكن من شبكة حماس تحت الأرض"، في إشارة إلى نظام أنفاق يبلغ طوله 500 كيلومتر.
ووفقا للمجلة، تأمل حكومة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق مع "حماس" يضمن إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى.
وأسرت "حماس"، في 7 أكتوبر الماضي، نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
ومن المتوقع أن تتضمن أي صفقة لتبادل أسرى دخول المزيد من الإمدادات الإنسانية، ولاسيما الوقود، إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، الذين يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
ولليوم الـ40، يواصل جيش الاحتلال الأربعاء شن حرب مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و320 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألف و200 جريح، 70% منهم من الأطفال والنساء. فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 آخرين.
اقرأ أيضاً
أبو عبيدة: دمرنا 20 آلية إسرائيلية في 48 ساعة.. والاحتلال يعرقل وساطة الأسرى
المصدر | ذي إيكونوميست/ الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو رفض غزة السلطة الفلسطينية خطط إسرائيل السلطة الفلسطینیة أکتوبر الماضی على غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".