أفيخاي أدرعي مرشدا ومعلما لعلي جمعة وإخوانه!!
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
منذ بداية (طوفان الأقصى)، والخطاب الديني الرسمي الدائر في الفلك الرسمي أو السلطة في مصر، يمر بعدة أحوال وأطوار، فقد بدأوا صامتين، لأن النظام الذي يدورون في فلكه لم يعلن بعد عن رأيه، حتى أتت الإشارة بالتحرك والتكلم، مؤيدين لأهل غزة، والوقوف بجانبهم، والحديث عن حقهم، وعن وقف العدوان عليهم.
على خلاف الأزهر ممثلا في شيخه الدكتور أحمد الطيب، الذي كان منذ أول لحظة واضحا وثابتا في موقفه، حتى شكا من موقفه الاحتلال، ونشرت مواقع على ألسنة مسؤولين فيه حثهم السيسي على عزله، أو إسكاته عن الحديث عن أهل غزة، وما يجري فيها، وبخاصة أن خطابه منذ أول لحظة كان قويا، بل يزداد قوة، كلما ازدادت بشاعة وجرم العدوان.
بينما مشايخ السلطة، أو الخطاب الرسمي الذي انتظر حتى تتضح له رؤية السلطة ذاتها، وكان على رأس هؤلاء المفتي السابق الدكتور علي جمعة، الذي فجأة ارتدى الكوفية الفلسطينية، وتكلم في مجلس النواب المصري، ولكن حديثه كان واضحا أنه مدفوع إليه دفعا، فبعد حديثه عن العدوان، فجأة وجدناه يطلب تفويضا للسيسي، بالدفاع عن سيناء، رغم أن السيسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذه وظيفته، فكيف يفوض لأداء وظيفة هو منتخب حسب اعترافهم لها؟!
لكن هذا الكلام الثوري على لسان جمعة وإخوانه، لم يدم طويلا، ففجأة جاءت الأوامر باسكريبت إعلامي آخر، فجأة وجدنا الإعلام في مصر يقسم الأدوار، ما بين من يدافع كمصطفى بكري، وبين من يهاجم المقاومة، فخرج إبراهيم عيسى، ثم تلاه إسلام البحيري، وكلامهم كان واضحا في الوقيعة بين أهل غزة وبين مقاومتها، في عمل مكشوف ومفضوح.
لكن إذ بعلي جمعة ينحو نحوا آخر، فأصبح يهاجم بشكل فج، ولكنه يلبسه لباس الخطاب الديني، والتصنيف، فيقوم أحد تلامذته المحسوبين عليه، بسؤاله عن الفرق بين اليهودية والصهيونية، وهل المقاومة فيها أفكار مخالفة؟ فيجيب جمعة بأن اليهودية ديانة سماوية، نؤمن بها، وهو كلام لا غبار عليه، ثم يعرف الصهيونية بأنها جماعة سياسية تخلط الدين بالسياسة، مثل الإخوان!! ثم ينتقل بعدها مباشرة، للحديث عن المقاومة، بأن فيها مجموعة تتبع فكر الخوارج، قاصدا بذلك من تنتمي فكريا للإخوان. هكذا أجاب جمعة.
ورغم أن كلام جمعة هراء في هراء، ولا يستقيم علميا عند أصغر طالب علم في الأزهر، أو في الدراسات الشرعية، فخلط الدين بالسياسة كما يزعم، هو أول من قام به، حين قام بتأييد الانقلاب العسكري، وحين قام في كل محفل سياسي مؤيد للسيسي، متكلما باسم الدين، فلو كانت الصهيونية هي خلط الدين بالسياسة كما قال، لكان بذلك التعريف والفعل ممن ينتمون إليها.
ثم إن الخوارج لا يمكن أن تلتقي مع الإخوان، ولا مع المقاومة التي تنتمي فكريا للإخوان، فبنظرة سريعة على مبادئ الخوارج التي ندرسها في الأزهر، ويعرفها علي جمعة علم اليقين، لا تتوفر أي صفة منها فيهم، فهم لا يكفرون مرتكب الكبيرة، بل إن جمعة نفسه نشأ تكفيريا كما ذكر بعض من عرفوه من قبل، في بداية تدينه.
وهم كذلك لا يؤمنون بالخروج المسلح على الحاكم، بل إن جمعة نفسه وأنصار الانقلاب، هم الخوارج بهذا المعنى، فالذي خرج على الحاكم الشرعي المنتخب، هم أنصار الثالث من يوليو من السيسي وحتى آخر متظاهر أيد هذا الانقلاب، فمصطلح الخوارج ينطبق عليهم تماما، وعلى جمعة.
الشعوب العربية والإسلامية لم تعد تهتم بخطاب وحديث من يتبع أنظمة، ترى الأطفال والنساء والبيوت والمستشفيات تهدم فوق رؤوس المرضى والمدنيين، دون فعل شيء، فما بالنا والحديث يتجه اتجاها آخر، يخدم الاحتلال، ولا يخدم أصحاب الحق، فهو لا يزيدهم في نظر سامعيهم سوى تأكيدا لما تأكد من قبل، من أنهم خدام أي سلطة، ولم تعد الأمة تبحث عن الخدام، بل تبحث عن الأحرار لتسمع كلامهم، وتقتدي بأفعالهم.ولا أدري كيف توصف المقاومة بالخوارج، وهي التي جاءت بالانتخاب أيضا، وفي أرض محتلة، فلو حكم عليها بأنها ترفض المحتل بأنها خوارج، لحكم بذلك على كل حركات التحرر في مصر بأنهم خوارج، ومنه الجيش المصري في حربه في السادس من أكتوبر سنة 1973م.
ما أن انتهى علي جمعة من هرائه عن المقاومة ونسبتها للخوارج، حتى خرج سعد الدين الهلالي في اليوم الذي يليه مباشرة، ليتحدث أيضا حديثا يسير في نفس الطريق، وفي مسارات أخرى تلتقي مع كلام البحيري وجمعة، مما يشعرك بأنه اسكريبت إعلامي مكتوب ويوزع عليهم، وهو غير مستغرب على إعلام أطلق عليه: إعلام السامسونج.
المفاجأة الكبرى هنا، أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي منذ عشرة أيام، أي قبل حديث جمعة والهلالي، قام ببث فيديو على قناته على اليوتيوب، يقول نفس الكلام، بأن المقاومة خوارج، ويستدل بالأحاديث التي في الخوارج، ويسقطها بكذب مكشوف عليهم، وهو ما كان يبثه من قبل أدرعي، ويلح عليه منذ فترة، منذ بداية (طوفان الأقصى).
هذه موافقات لا تأتي عبثا، فصعب على خطاب يسير بهذا الشكل، أن يكون كل منهم يقدح من رأسه، ومن يعود لفيديو أفيخاي سيجد نفس النفس في الكلام، مما جعلنا نشعر بأن أفيخاي كان المايسترو الذي يقود جمعة والهلالي وإخوانه، أو هناك مايسترو يقود الجميع، ليقوموا جميعا بنفس الغرض، ولخدمة نفس الجهة التي لصالحها هي فقط الإساءة للمقاومة، وهي إساءة دائما ترتد في وجه صاحبها، وقد رأى الجميع ما حدث مع الفنان بيومي فؤاد، ومع الناشط وائل غنيم، وردود الأفعال معهما، مما اضطر وائل للاعتذار لأهل غزة.
ينسى هؤلاء ومن انتدبوهم لهذه المهمة، أن الشعوب العربية والإسلامية لم تعد تهتم بخطاب وحديث من يتبع أنظمة، ترى الأطفال والنساء والبيوت والمستشفيات تهدم فوق رؤوس المرضى والمدنيين، دون فعل شيء، فما بالنا والحديث يتجه اتجاها آخر، يخدم الاحتلال، ولا يخدم أصحاب الحق، فهو لا يزيدهم في نظر سامعيهم سوى تأكيدا لما تأكد من قبل، من أنهم خدام أي سلطة، ولم تعد الأمة تبحث عن الخدام، بل تبحث عن الأحرار لتسمع كلامهم، وتقتدي بأفعالهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رأيه غزة الفلسطينية حربه فلسطين غزة مواقف رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تبحث عن من قبل لم تعد
إقرأ أيضاً:
هل قول الرجل لزوجته أنت طالق بالتلاتة يقع بها انفصال نهائي؟ الموقف الشرعي
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الدار لا تصدر فتاوى سريعة في مسائل الطلاق، بل تتحقق بشكل دقيق مع الزوج وتستمع إليه وتدرس اللفظ الذي نطق به وظروفه النفسية والاجتماعية وجميع الملابسات المحيطة قبل إصدار فتوى واقعية.
وأشار إلى أن قول الزوج لزوجته "أنت طالق طالق طالق" قد لا يترتب عليه وقوع الطلاق أصلاً في بعض الحالات، داعياً الأزواج والزوجات إلى عدم التسرع في التفرق بمجرد التلفظ بهذه الألفاظ، واللجوء أولاً إلى دار الإفتاء للحصول على التوجيه الصحيح.
من جانبه، أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الطلاق ثلاثاً في مجلس واحد يقع طلقة واحدة وفق الفتوى المعمول بها حالياً. وأضاف أنه إذا نوى الزوج الطلاق النهائي بدون رجعة، فعليه التوجه إلى المأذون وإعلامه بنيته وتوثيق الطلاق ثلاثاً بشكل رسمي.
وفي حال وقع خطأ من المأذون في توثيق رقم الطلقة، أشار جمعة إلى ضرورة اللجوء للقضاء حيث يقوم القاضي بالإجراءات اللازمة وتقديم الإثباتات التي تؤكد أن الطلقة هي الثانية وليس الثالثة.
بدوره، تحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن اختلاف الفقهاء في هذه المسألة، موضحاً أن جمهور الفقهاء يرون أن قول الزوج "أنت طالق طالق طالق" أو "أنت طالق بالثلاثة" يقع ثلاث طلقات تترتب عليها بينونة كبرى لا تحل له المرأة بعده إلا بعد زواجها من رجل آخر وطلاقها منه.
ولفت الطيب إلى أن هذا الحكم كان مقبولاً في الماضي عندما كان الناس يتهيبون التلفظ بالطلاق، بينما أصبح الآن يُستخدم في الحلف في المعاملات اليومية مما يؤدي إلى هدم الأسر وتشريد الأطفال، مؤكداً أن الواجب الحلف بالله تعالى وليس بالطلاق.
وفيما يخص الطلاق أثناء الغضب، أوضحت الفتاوى أنه لا يقع الطلاق في حالة الغضب الشديد الذي يفقد الإنسان السيطرة على نفسه ويصبح كالمجنون، مستدلة بالحديث النبوي "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق".
أما بالنسبة لقول الرجل "عليَّ الطلاق"، فقد أكد الدكتور علي جمعة أن هذا يمين وليس طلاقاً، وإذا حنث به فعليه كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو صيام ثلاثة أيام. وفي حالة تنفيذ اليمين كما في حالة من قال لزوجته "عليَّ الطلاق لتتركي البيت" وتركت البيت بالفعل، فلا كفارة عليه لأنه نفذ ما حلف عليه.