قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن العالم سوف يرى "كتائب القسام" وفصائل المقاومة في قطاع غزة وهي "تدحر الاحتلال كما دحرته قبل 18 عاما"، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي "استند إلى أكاذيب ثبت بطلانها في اقتحام مستشفى الشفاء".

جاء ذلك في كلمة متلفزة له عبر قناة "الأقصى"، مساء الخميس، وبعد 41 يومًا من قصف إسرائيلي عنيف على القطاع، خلّف آلاف القتلى والجرحى، وعملية برية بدأتها إسرائيل في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام.

وقال هنية: "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تخوض معركة مشرفة للدفاع عن فلسطين وعن مقدسات الأمة دون أن تلين لها قناة أو تنكسر لها إرادة وستواصل مع شعبنا الصمود والثبات".

وأضاف: "نخوض مع العدو الصهيوني صراعًا استراتيجيًا لن نكون فيه إلا منتصرين بإذن الله وعونه وتوفيقه، لا نشك في ذلك مثقال ذرة، وإن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفَسنا أطول من نفَس عدونا".

وشدد على أن اليد الطولى ستكون للمقاومة و"سوف يرى العالم كتائب القسام وفصائل المقاومة في القطاع بل في كل أرضنا الفلسطينية وهي تدحر الاحتلال من قطاع غزة كما دحرته قبل 18 عاما، وسيرحل عن كل أرضنا فلسطين المباركة ولن يحصد إلا المزيد من الفشل والخيبة والانكسار".

وأكد رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" أنه بعد 41 يومًا من "العدوان الهمجي للاحتلال وما قام به من قتل وحشي، فقد أفشل شعبنا ومقاومته الباسلة أهداف العدو ومخططاته في التهجير أو استعادة الأسرى بالقوة، وسقطت هذه المخططات وستسقط معها كل أوهام العدو، ولم يستطع تحقيق أي من أهدافه أو استعادة أسراه إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة".

ومضى بقوله: "لليوم الحادي والأربعين يواصل شعبنا الفلسطيني المجاهد وقطاعنا الصابر المرابط ومقاومتنا الصامدة البطلة خوض معركة الشرف والعزة والكرامة، في مواجهة واحد من أكثر جيوش العالم إرهابا ومعزز بدعم عسكري أمريكي غير محدود، وعلى الرغم من ذلك ما لانت لشعبنا قناة ولا فطرت قطاعنا عزيمة".

وتابع هنية: "أبطال المقاومة يسطرون على أرض غزة صفحات مجد عز نظيرها في البطولة والشجاعة والإقدام، وها هم يوجهون ضرباتهم الموجعة لجيش العدو وآلياته التي ظن أنها مانِعتهم من ضربات مجاهدينا الأبطال، ولكن خسرت حساباتهم وسقطت رهاناته".

وأكد أن "العدو يشن حربًا على المستشفيات في غزة في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق والقيم الإنسانية، وكان آخرها الهجوم الوحشي وما زال على مجمع الشفاء الطبي".

واعتبر أن إسرائيل استندت "إلى الأكاذيب التي افترتها وتسعى إلى تسويقها وقد ثبت بطلانها سواء كان في مستشفى الشفاء أو مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي للأطفال".

ودعا هنية إلى تنفيذ ما صدر من قرارات عن أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة التي انعقدت قبل أيام في الرياض، "خاصة المتعلقة بوقف العدوان وكسر الحصار فورًا عن قطاع غزة وحماية المقدسات وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال".

وخاطب "قادة الأمة" بقوله: "قوى المقاومة الفلسطينية هي قوة لكم وذخر، وأن قدرتها على لجم أطماع العدو ومواجهة تهديداته هي عنصر قوة أمة بأكملها وليس للشعب الفلسطيني وحده، ووجود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتهديداته بات ضرورة ومصلحة عربية وإسلامية أكيدة".

واعتبر أن إسرائيل برفضها قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص وقف الحرب على غزة يؤكد "سياستها الواضحة بعدّ نفسها كيانا فوق القانون وتستمر في تعطيل الإرادة الدولية التي تم تثبيتها في تصويت الجمعية العامة قبل أسبوعين".

وتابع: "أؤكد وأقول وليسمعنا العالم أجمع بأن صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل قطاع غزة وكل فلسطين؛ هو الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة المستقلة".

كما وجّه التحية لشعوب أمتنا العربية والإسلامية التي ما هدأ تفاعلها وحراكها نصرة للشعب الفلسطيني ودعمًا للمقاومة وغضبًا على ما يقوم به العدو من جرائم في غزة.

وخاطب هنية أبناء الأمة العربية والإسلامية بقوله: "نصرة غزة بالمال والسلاح والجهاد يجب أن يتجاوز كل المعيقات مهما كانت، فلا عذر لقاعد أو راضٍ بالقليل من الجهد والعمل في معركة طوفان الأقصى، وهي معركة الأمة جمعاء ولا بد أن تتوحد كل الجهود، والاندفاع بلا تردد نحو الخيارات الجريئة".

واعتبر أن غزة "قدّمت نموذجا في تاريخ الأمة الإسلامية لم يوجد منذ أكثر من 100 عام، ومن رحم المعاناة وأنياب الحصار فتحت غزة الباب واسعا للتحولات الاستراتيجية على صعيد القضية والمنطقة، وصنعت وكتبت التاريخ وضربت الضربة الكبرى في أسس المشروع الصهيوني".

ووجّه هنية التحية لمن سماهم "أحرار العالم" الذين "يملؤون الشوارع والساحات ويمارسون الضغوط على زعمائهم وحكوماتهم للتوقف عن دعم العدوان ووضع حد لجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

كما وجّه التحية "لجبهات المقاومة الساخنة التي تسهم في هذه المعركة على طريق التوازن الاستراتيجي"، مؤكدا أن المطلوب هو "الضغط على العدو".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

“الديمقراطية”: المطروح حول حكم أمريكي لغزة احتلال يرفضه الشعب الفلسطيني

يمانيون../
اعتبرت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، اليوم الخميس، أن ما جرى تناقله عن مشروع تتولى فيه الإدارة الأميركية حكم قطاع غزة لمدة طويلة بعد الانسحاب الصهيوني من أجل نزع سلاح المقاومة وإعادة هندسة القطاع لضمان “أمن العدو”، احتلال آخر يرفضه الشعب الفلسطيني.
وقالت الجبهة في بيان: إن “المطروح هو استعمار آخر، واحتلال آخر، يرفضه شعبنا، أياً كان الاسم الذي يحمله، كما أن شعبنا لا يحتاج إلى من يدربه على إدارة شؤونه وبناء دولته الوطنية”.
وأضافت “لدى شعبنا في الوطن والشتات من الوعي والإدراك والنضج السياسي والخبرات المؤسساتية ما يمكن من بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، رئيسها فلسطيني، ورئيس حكومتها فلسطيني، وكذلك وزراؤها، وأعضاء مؤسساتها الوطنية، التشريعية، القضائية، والأمنية وغيرها، وهو ليس بحاجة إلى استيراد نماذج استعمارية جديدة، مغلفة بالكلام المعسول والوعود الفارغة”.
وحذرت “الديمقراطية” مما تخطط له الإدارة الأميركية من مشاريع تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله، وعلى الأخص فصل القطاع عن الضفة لتهديم أسس الدولة المستقلة وتدميرها.
وأردفت “لم يعد مقبولاً أن تعيش الحالة الفلسطينية حالة سكون ورهان على الخارج لرسم مستقبل شعبنا ودولتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة، كذلك لم يعد مفيداً الآن، كما في السابق، إتباع سياسة التنازلات المجانية، بما فيها شيطنة سلاح المقاومة وشيطنة المقاومة نفسها باعتبارها إرهاباً، وزرع الألغام أمام إنهاء الانقسام كالاشتراط بالتزام اتفاق أوسلو وإتباع ما يسمى المقاومة السلمية”.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن “الوقائع باتت أكثر من دامغة، وإن كثيراً من الألغام باتت تحيط بمشروعنا الوطني”.
وتابعت “آن الأوان – وقبل فوات الأوان – من أجل خطوات فاعلة، من بينها إطلاق حوار وطني شامل على أعلى المستويات، باعتباره السبيل إلى الوصول إلى توافقات سياسية تصون قضيتنا وشعبنا وأرضنا، وكذلك تشكيل حكومة وفاق وطني تكون هي المسؤولة عن إدارة قطاع غزة كما الضفة، بعد الانسحاب الصهيوني من القطاع”.

مقالات مشابهة

  • باحث: نتنياهو يستهدف القضاء على الكيان السياسي الفلسطيني في غزة والضفة الغربية
  • “الديمقراطية”: المطروح حول حكم أمريكي لغزة احتلال يرفضه الشعب الفلسطيني
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي وعلى مدى 19 شهراً مستمر في عدوانه الهمجي والإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية: فاتورة الحساب مع العدو لم تغلق ولن تغلق
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • القسام تنشر مشاهد من الكمين المركب الذي استهدف جنود وآليات العدو في منطقة مسجد “الزهراء”
  • الشهرة على حساب البراءة.. مسلسل يكشف الثمن النفسي الذي يدفعه الأطفال المؤثرون
  • الهدوء الذي يسبق العاصفة
  • مادورو: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو إبادة تُشن ضد الشعب الفلسطيني
  • حماس: خطط العدو الصهيوني بتوسيع الحرب قرار بالتضحية بأسراه