قال إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إن "7 أكتوبر سيذكر على أنه القصور الأخطر في تاريخ الدولة.. قصور الاستخبارات والمنظومة العملياتية وقيادة الأمن ورئيس الوزراء".

وأضاف باراك في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، إن "الجروح سترافقنا لجيل وأكثر"، مشيرا إلى "وجود خطر حقيقي بقضم قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي".



وتابع: "تدور الحرب في ظل 4 اضطرارات، كل واحد منها من شأنه أن يحبط مجرد قدرتنا على تحقيق الأهداف، وهي تحرير المخطوفين، وردع حزب الله وايران، والإبقاء على الشرعية للعمل لزمن طويل، ومسألة (اليوم التالي).. الأمن لغلاف غزة الغلاف، وماذا وكيف سيحصل لأجل أن يتمكن سكان الشمال من العودة الى بيوتهم".

إيهود باراك: حماس عدو صعب ومقاتلوها يتطورون من خلال الاشتباك معنا

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة مشاركة في الحدث، بشكل عميق وغير مسبوق، عبر قطار جوي يحمل أسلحة وعتادا قتاليا، أطلق في غضون 72 ساعة، مع مجموعتين من حاملات الطائرات انتشرتا وعليهما نحو 150 طائرة، وكذا غواصة نووية، وسفن أخرى مسلحة بصواريخ جوالة واعتراض، ونحو ألفي مقاتل مارينز".

واستطرد "وطائرات قصف ثقيلة دفع بها إلى الأمام نحو قاعدة الناتو في صقليا، وعلى الطريق، رزمة مساعدة لإسرائيل بمبلغ 14.3 مليار دولار، والولايات المتحدة تحمينا من قرارات معادية في مجلس الأمن، وأيضا الزيارة التي تشكل سابقة، والتي قام بها الرئيس بايدن، وخطاباته الباعثة على الأمل ولقاءاته الباعثة على الانفعال والتأثر مع عائلات المغدورين والمخطوفين".

وعمليا، يوجد هنا تغيير جوهري في الاتجاه، بحسب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، فالولايات المتحدة التي كانت توشك على "ترك الشرق الأوسط في صالح أولويات أخرى في المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحرب الروسية الأوكرانية، اكتشفت بأن الشرق الأوسط لا يتركها، وهي تعود، وبقوة".

واستدرك أن "الولايات المتحدة تقف على رأس محور شرق أوسطي معتدل ومسؤول، يضم إسرائيل، ومصر، الأردن، ودول اتفاقات إبراهام، وهي تقف امام محور مضاد لدول وكيانات مارقة، مثل إيران، سوريا، حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي وما شابه".

تحريض إسرائيلي بقتل خصوم الحكومة وشنق باراك بسبب دعوته للعصيان

ويرى باراك أن ما وصفه بـ"محور المارقين" مسنود من روسيا وبمشاركة الصين، وبذلك ارتبط بشكل غير مباشر بالحرب في أوكرانيا وبأسواق النفط والغاز.

وأكد أنه "في أعقاب قصور 7 أكتوبر، تقف إسرائيل أمام الاختبار الأكثر تعقيدا في تاريخها، حيث يوجد احتمال حقيقي لأن نفقد جزءا من المخطوفين، وأن يتسع القتال في الشمال، حتى في الضفة، ويوجد خطر ما في أن تنشأ حرب استنزاف لعدة سنوات، بقوى تصعد وتهبط، مع ثمن عسكري سياسي واقتصادي واجتماعي جسيم للغاية".

يقال من جهة أخرى، على حسب تعبيره، إن إسرائيل ليست في خطر وجودي، وستتغلب وستنتصر عسكريا، ولو كان أمامها "نحو 30 الف مقاتل من حماس، مع نحو 10 آلاف صاروخ، وحتى إلى جانب 60 ألف مقاتل من حزب الله بحوزتهم أكثر من 150 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية، لا يمكنهم بأي حال أن يهزموا إسرائيل عسكريا، وإن كان يدور الحديث في حينه عن حرب طويلة أكثر بكثير مع ثمن باهظ بالخسائر، وكذلك ثمن اقتصادي باهظ للغاية".

وشدد باراك على أنه "لا يوجد خطر وجودي، لكن يوجد خطر حقيقي بقضم قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي".

وأوضح أنه "في 7 أكتوبر انهار عقد الدولة مع مواطنيها، والذي في مركزه واجب الدولة لضمان أمنهم الجسدي.. ومن هنا عمق الصدمة ومظاهر القلق".

وقال إن "الكثير من الفرضيات التي اتخذها نتنياهو انهارت هي أيضا في 7 أكتوبر.. انهارت فرضية أنه وجد الطريق للسلام مع العالم العربي، في ظل تجاهل الفلسطينيين، وانهارت فرضية أنه يمكن الاستخفاف والخداع للولايات المتحدة مثلما فعل نتنياهو لأوباما وبايدن، وانهارت فرضية "سيد الأمن" الذي يتحدث 15 سنة عن إسقاط حماس ووجد نفسه يواجه 1.5 مليار دولار لحماس، والآن أمام أفظع النتائج.. لقد اخطأ الرجل بالسنوار، وببوتين، وبأوباما، وبترامب والآن يخطئ ببايدن".

ويرى إيهود باراك أن "الحكومة الحالية مشلولة عن العمل بمنطق، وجود سموتريتش وبن غفير في الحكومة يسد الطريق امام إمكانية البحث مع الولايات المتحدة في الحلول القابلة للتحقق، ويؤدي إلى احتكاك خطير معها وإلى خطر على عموم اتفاقات السلام والتطبيع".

وأضاف أن "سموتريتش وبن غفير في الحكومة لأن نتنياهو يُعنى ببقائه الشخصي، وبإنقاذ نفسه من محاكمته، والقرار الذي يلوح في الأفق للعمل في ظل تجاهل موقف الولايات المتحدة من شأنه أن يتبين كبقاء للأجيال ويعرض للخطر مكانة، قوة وحرية عمل إسرائيل، والوصف كله، يبدو هاذيا، لكن هذا هو الوضع. ومحظور أن يستمر".

وأكمل أن "القتال في الميدان يتقدم كما ينبغي، لكن الحكومة ورئيسها لا يكادان يؤديان مهامهما، وموضوع المخطوفين يلفه ضباب كثيف ويبعث على القلق، وموضوع الزمن والشرعية يداران دون إنصات للعقل السليم وبفائض إنصات للمظاهر، وموضوع "اليوم التالي" مدحور ويثير خطابا فارغا سيضطر لأن يتراجع أمام الواقع أو أن يؤدي بإدارة الحرب الى طريق مسدود".

وختم باراك بقوله: "رئيس الوزراء يتصرف كمن هو ليس مؤهلا للتحدي.. مشغول بـ(باليوم التالي السياسي) ويغرد في الليالي ضد قادة جهاز الأمن.. ويدور في النهار كمدمن على التقاط الصور في الوحدات العسكرية، التي لا تريد حقا أن تراه.. فهل يحتمل أن يكون هؤلاء المقاتلون، المطالبون بإعطائه الثقة لدرجة المخاطرة بحياتهم بعد ساعة من زيارته، يكتشفون بأن ليس لرئيس الوزراء حتى ولا ذرة ثقة بهم؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة إيهود باراك حزب الله بايدن إيران حماس الجهاد الإسلامي إيران حماس حزب الله الجهاد الإسلامي بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إیهود باراک

إقرأ أيضاً:

ترامب: من أمريكا أولاً… إلى أمريكا القلعة المنغلقة البيضاء!

منذ رئاسة دونالد ترامب الأولى عام 2017 ـ 2021 ـ وهو يكرر أن الآخرين وخاصة الحلفاء يستغلون ويسيئون إلى الولايات المتحدة. ولتدليل على ذلك، ضغط على الحلفاء في حلف الناتو لزيادة نسبة الميزانية المخصصة للدفاع ـ وتحمل المزيد من الأعباء. ما يقلق الحلفاء من التزام ترامب ويريح الخصوم من أمثال بوتين روسيا وكيم جونغ أون كوريا الشمالية. ترشح ترامب لرئاسة ثانية بانتقاده تساهل بايدن بالهجرة، وتعهد بجعل أمريكا آمنة وإعادة العظمة إليها. ببناء جدار عازل والحد من الهجرة الشرعية وغير الشرعية ـ (غير البيضاء) من دول فاشلة (أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية) ـ وعزز تنامي الخطاب العنصري. خاصة داخل جماعته وحركة (MAGA) الموالية وقاعدته المحافظة الرئيسية. لعبت دورا مهما بفوزه بالرئاسة مرتين. بشعار(لنعد العظمة لأمريكا)-و»أمريكا أولاً».

والملفت أن اثنتين من زوجات ترامب الثلاث مهاجرتان. زوجته الحالية «ملينيا» مهاجرة من سلوفينيا. تُثار الكثير من الأسئلة على كيفية حصولها على الإقامة الدائمة وإحضار والديها وتجنيسهما؟! وزوجته الأولى إيفانا والدة أبنائه الكبار من أصل تشيكي! ووالديّ زوجة نائب الرئيس فانس ـ من أصل هندي مهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكأن ترامب كان يتحين الفرصة للانقضاض على «الحلم الأمريكي»-فاستغل ترامب حادثة إطلاق النار من المهاجر الأفغاني رحمن الله لنكول الذي قاتل مع القوات الأمريكية في أفغانستان وخاصة مع القوات الخاصة ونفذ عمليات بإشراف وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ضد طالبان في أفغانستان، وتم نقله مع آلاف الأفغان المتعاونين مع قوات الاحتلال الأمريكي إلى الولايات المتحدة عام 2021 ـ في رئاسة بايدن. ومُنح اللجوء هذا العام في رئاسة ترامب. وبرغم ذلك يلوم ترامب بايدن!! بعدما أطلق رحمن الله النار على عنصرين من الحرس الوطني على بعد أمتار من البيت الأبيض الأربعاء الجاري. وقتل مجندة من الحرس الوطني وأصاب عنصرا آخر بإصابات خطرة. كما أصيب بإصابة خطرة.

ليصب ترامب جام غضبه على نظام الهجرة، ويقوم بعقاب جماعي بوقف منح تأشيرات لحملة جوازات السفر الأفغانية. ويعلن وقفا بشكل دائم الهجرة من دول العالم الثالث». ويعلن بتغريدة حافلة بالعنصرية والتطاول على المهاجرين (غير البيض). لا يخفي ترامب أن المهاجرين غير البيض يشكلون عبئا يستنزف مقدرات أمريكا. وليسوا رصيداً يعزز التنوع ويستقطب المهارات والعقول والمبدعين من حول العالم لأول أمة ودولة أسست على أيدي مهاجرين. ويشكل شعبها خليطا من جميع الأعراق والأجناس والأديان والجنسيات. وهو ما قامت عليه أمريكا.

حتى ترامب نفسه من جهة جده لوالده كان مهاجراً من أصول ألمانية ـ ومن جهة والدته كانت مهاجرة اسكتلندية فقيرة.

يذكر أن عدد الأمريكيين المتجنسين الذين وُلدوا خارج الولايات المتحدة حسب الإحصاء السكاني الذي استشهد به ترامب يبلغ 53 مليون أمريكي متجنس، أي 1 من كل 7 أمريكيين. يساهمون بحوالي 10 تريليونات دولار أو ثلث الناتج السنوي الأمريكي ويدفعون مئات مليارات الدولارات من الضرائب. و20٪ من الأطباء في أمريكا وكذلك نسبة كبيرة من المهندسين خاصة في قطاع التكنولوجيا في السيلكون فالي معظمهم من الهند والمدراء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية مثل تسلا وغوغل وأبل ومن الفائزين بجوائز نوبل من المهاجرين العرب وغيرهم.
ترامب كان يستغل ذلك الحدث الأمني الخطير الذي لا يشك أنه يحرجه وإدارته وأجهزته الأمنية لأنه يشكل خرقا لسردية ترامب بأنه رجل الأمن الأول وحامي أمريكا من المهاجرين
وكأن الرئيس ترامب كان يستغل ذلك الحدث الأمني الخطير الذي لا يشك أنه يحرجه وإدارته وأجهزته الأمنية لأنه يشكل خرقا لسردية ترامب بأنه رجل الأمن الأول وحامي أمريكا من المهاجرين ـ ولذلك حاجج منذ الصيف الماضي لإرسال الحرس الوطني في ظاهرة غير مألوفة لفرض الأمن في العاصمة واشنطن والمدن الكبرى لحمايتها من العنف والعصابات. في تسييس واضح لأن تلك المدن والولايات المستهدفة من ترامب يقودها ديمقراطيون منتخبون في تلك المدن والولايات. مثل العاصمة واشنطن ولوس انجلس وشيكاغو ومدينة نيويورك. لذلك غرّد في منشور هاجم به الجميع وأعلن وقف هجرة المهاجرين بشكل دائم من دول العالم الثالث دون توضيح ؟ وكيف سيراجع ملفات هجرة وتجنيس ملايين الأمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية؟ مع العلم أنه لا يحق للرئيس سحب الجنسية المتجنسين أو طردهم دون قرار المحاكم. وسبق وحاول ترامب وقف منح الجنسية الأمريكية للمواليد داخل الولايات المتحدة من والدين غير أمريكيين، وفشل دستوريا.

وهدد ترامب بأن إدارته ستُنهي كافة المساعدات الفدرالية لغير المواطنين. وانتقد سياسات الهجرة لأنها برأيه أدت لتآكل مكاسب أمريكا التكنولوجية والاجتماعية!! وهدد بطرد من لا يشكلون قيمة مضافة وكارهين لأمريكا! وستسحب الجنسية ممن يشكلون تهديدا للأمن الأمريكي، وسيطرد المقيمين الذين يهددون الأمن وينتقدون القيم الغربية!! وسيعيد النظر فيمن حصلوا على بطاقة الإقامة الدائمة. وسيوقف الامتيازات التي تُمنح للمهاجرين واللاجئين.

تحمل قرارات وتهديدات ترامب طابعا عنصريا متشددا، يستهدف الأقليات وشعوب العالم الثالث أو النامي-لأن مصطلح «العالم الثالث» بات من مخلفات الحرب الباردة». كما أنه غير واضح من يقصد بدول العالم الثالث؟-البعض يشير للدول الـ19 فرض ترامب حظرا كليا أو جزئيا على منح مواطنيها تأشيرات دخول-نصفها تقريبا دول عربية وذات أغلبية مسلمة: ليبيا والسودان واليمن والصومال. ودول ذات أغلبية مسلمة: أفغانستان-إيران-تشاد أريتريا وتركمانستان. ودول أخرى-فنزويلا-كوبا-هايتي-الكونغو الديمقراطية-غينيا الإستوائية-لاوس ومينامار.

ويحمل قرار الحظر طابعا منغلقا وإقصائيا. ويؤكد كيف يدفع ترامب أمريكا لتصبح في عهده ذات لون واحد-معظم المهاجرين من بيض جنوب أفريقيا. ما يكرس الطابع العنصري المنغلق ويجعل أمريكا داخل أسوار عزلة ذاتية. يقصي ويهمش الأقليات والسود والمهاجرين من دول العالم الثالث!! ما دفع جماعات حقوقية وتعنى بحقوق الإنسان للتنديد ورفض الخطوات بصفتها غير قانونية، التي هدد ترامب بتنفيذها.. وذلك ينهي ترامب التعددية والحلم الأمريكي لعشرات الملايين. ومعه مصدر الإلهام والإبداع والتطوير!!

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الحسان أمام مجلس الأمن: تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يتأخر
  • الحسان أمام مجلس الأمن: تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لن يتأخر
  • أمريكا تحذّر: لا نريد «هؤلاء القتلة» داخل البلاد!
  • لوتنيك: أمريكا ستخفض الرسوم على السيارات الكورية الجنوبية إلى 15% من أول نوفمبر
  • أمريكا:إنشاء قاعدة روسية في بورتسودان يزيد من عزلة السودان
  • الإطار:لن”ننام الليل” إلا بعد “كشف” الجهة التي قصفت حقل السليمانية الغازي وموضوع تشكيل الحكومة ضمن خارطة المحاصصة
  • مشاركة 20 دولة في "أجروفود" بمسقط لاستعراض الفرص الاستثمارية بقطاع الأمن الغذائي
  • ترامب: من أمريكا أولاً… إلى أمريكا القلعة المنغلقة البيضاء!
  • فوضى المونديال بدأت مبكرا.. "أزمة" تهدد مشاركة إيران
  • متظاهرون في برلين يطالبون الحكومة الألمانية بوقف دعم إسرائيل