رقصة أصحاب الأرض للهنود الحمر تجتاح أمريكا دعمًا لأهل غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
بخطواتٍ ثابتةٍ وقويةٍ تاركًا آثار قدميه على الأرض كهويةٍ لا تُمحى.. تحوّلت رقصة شاب فلسطيني إلى "أيقونة للحرية" في ميادين العالم للتعبير عن التضامن مع أهالي قطاع غزة الذي يتعرض لعدوانٍ إسرائيلي غاشمٍ ارتقى إلى إبادة جماعية وتطهيرٍ عرقي.
وتعمّد المتظاهرون حول العالم تقليد حركات الشاب الفلسطيني وهو يؤدي "الدّبكة" في إحدى المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل سنواتٍ غير آبهٍ بنيران الاحتلال الإسرائيلي من خلفه، مطلقين عليها اسم "رقصة الحرية".
رقصة السكان الأصليين أصحاب الأرض#فلسطين#غزة pic.twitter.com/wOew4KeRCr
— Ahmed Abdeen (@aabdeen24) November 17, 2023وشبّه النشطاء في منصات التواصل الاجتماعي رقصة الشاب الفلسطيني الشهيرة بـ"رقصة أصحاب الأرض"، التي اشتهر بها الهنود الحمر باعتبارهم السكان الأصليين للقارة الأمريكية الشمالية قبل أن يتم إبادتهم.
وذكر النشطاء العامل المشترك بين "رقصة الحرية" و"رقصة أصحاب الأرض" بأنها طريقة للتعبير عن الرفض الجازم للعدوان الغاشم على السكان المحليين للأرض وجريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعبين خلال السنوات الماضية.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت شوارع أمريكا مظاهرات عارمة شارك بها السكان الأصليين- الهنود الحمر، الذين حرصوا على أداء رقصة "أصحاب الأرض" كطريقة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم.وتحوّلت
"رقصة الحرية" و"رقصة أصحاب الأرض"، إلى ترند واسع النطاق يحرص الكثيرين حول العالم على أداءها في ميادين المظاهرات أمام عدسات الكاميرات حتى يراها العالم أجمع.
رقصة أصحاب الأرضمن بين جميع أشكال الفن العديدة التي استلهمها الشعب الأمريكي الأصلي، ربما يكون الرقص واحدًا من أكثر الفنون إثارةً وإبهارًا على الإطلاق.
بالنسبة للزائر العادي أو الشخص غير الأصلي، قد تبدو الرقصات الأمريكية الأصلية وكأنها خطوات بسيطة، وقفزات عادية، تحافظ بشكل أساسي على الإيقاع مع إيقاع الطبل. ولكن في الواقع، هذه الرقصات هي أكثر من ذلك بكثير فهي وسيلة للتعبير، ولغة في حد ذاتها. إنهم يروون القصص، ويستخدمون كوسيلة للصلاة ولكل رقصة معنى خاص بها في الثقافة الأمريكية الأصلية.
تاريخيًا، كان الرقص وسيلة لتعزيز التفاعل المجتمعي، كانت الرقصات المستديرة وسيلة لتعريف الضيوف والقبائل والعشائر. تم أداء أنواع أخرى من الرقصات للاحتفال بمناسبات مثل الحصاد أو التغيرات الموسمية، والزواج، والاجتماعات بين القبائل. وتستمر الاحتفالات والتجمعات لأيام، مع الرقص والأعياد ورواية القصص.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف
إقرأ أيضاً:
باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.
بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".
في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!
وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".
وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..
استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.
أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.
في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!
دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.
أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".
قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!