بتجرد:
2025-05-15@01:04:18 GMT

بماذا همس الفيل في أُذن مالك بن جلول؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

بماذا همس الفيل في أُذن مالك بن جلول؟

متابعة بتجــرد: هل يمكن أن تعمّ شهرة موسيقي بارع الآفاق خارج بلاده، فيما يجهل مواطنوه هويّته أو ما إذا كان ما يزال على قيد الحياة، أو أنه مات أو انتحر؟ يبدو هذا الأمر ضرباً من الخيال، لكنه حدث بالفعل، وقد تمكّن مخرجٌ سويدي جزائري الأب، ليس فقط من توثيقه، بل أيضاً من إعادة ذلك الموسيقي إلى المقدّمة ليجعل محبّيه يحتفون به أيّما احتفاء، وأن يعيشَ هو وأفراد أُسرته فرحاً غيرُ مُنتظر.

تلك هي حكايةُ شخصيّتين تقاطعت دروب حياتهما في لحظة، انبعث فيها أحدهما، ورحل الثاني بشكلٍ مُبكّر. حدث ذلك في بلد قصي عن مسقط رأسَي الشخصيّتين، أي في جنوب إفريقيا، التي كان مواطنوها المناهضون للتمييز العنصري اعتبروا إنجاز ذلك الموسيقي بمثابة النشيد الوطني للحريّة.

حدثتْ لحظة اللقاء تلك ما بعد انهيار نظام العنصرية “الأبارتهايد” في جنوب إفريقيا ببضع سنين. يجري كلّ ذلك في فيلم Searching for Sugarman الذي روى فيه المخرج السويدي، جزائري الأب، مالك بن جلّول في عام 2012، حكاية المغني والشاعر الأميركي، مكسيكي الأصول، سيكستو رودريجيز. نال الفيلم جائزة “الأوسكار” لأفضل فيلم أجنبي عام 2013، بعد أن كان قد نال جائزة “البافتا” وجوائز عالمية أخرى.

يروي رودريجيز في الفيلم بأنّه أضاع في لحظة ما في حياته جيتاره، ما أفضى إلى نُدرة إسهاماته الموسيقيّة، وصار يواصل حياته الطبيعيّة، ويشتغل مرمّماً للبيوت القديمة ليتمكّن من إعالةِ أسرته المكوّنة من زوجته وبناته.

كانت حياته تسير برتابة طبيعية، دون أن يخطر بباله بأنّه اعتلى قمّة الهرم الموسيقي في ثمانينات القرن الماضي، لكن خارج الولايات المتّحدة. 

وبالذات في جنوب إفريقيا التي كانت ما تزال ترزح تحت ربقة النظام العنصري، وحيث كان محبّوه يتداولون موسيقاه، ويُهرّبون سرّاً ما توفّر لديهم من الأسطوانات التي تحمل تلك الموسيقى والأغاني، معتبرين إيّاها مفردةً من مفردات الكفاح ضد العنصريّة، ويُقاربون أهميّتها مع موسيقى إلفيس پريسلي، وكبار موسيقيي الستينات والسبعينات.

وزادت من شهرة رودريجيز ومن أعدادِ المعجبين بموسيقاه في جنوب إفريقيا ما كان يُنشر ويُسردُ بين الحين والآخر من حكايا عن نهايته التراجيديّة، كحكاية انتحاره بإطلاقه رصاصة على رأسه فوق خشبة المسرح بعد الانتهاء من حفل موسيقي، أو حكايا انتحار أخرى.

في غضون ذلك انطلق المخرج مالك بن جلول في رحلة لمعرفة المآلِ الحقيقي لهذا الرجل، وأفضت به تلك الرحلة ليس فقط إلى إنجاز فيلم Searching for Sugar Man فحسب، بل أيضاً إلى العثور على رودريجيز نفسه.

فرافقه إلى جنوب إفريقيا للقاء جمهوره الواسع، ووثّق بفيلمه مراحل إحياء مسيرة سيكستو رودريجيز الموسيقية.

فاز الفيلم بأوسكار أفضل وثائقي في عام 2013، بعد أن كان قد فاز في العام ذاته بجائزة “البافتا”، وغيرها من الجوائز، وحقّق في شباك التذاكر إيراداً بلغ 3.6 مليون دولار. وبمناسبة الذكرى العاشرة لذلك “الأوسكار” عاد شريط بن جلول إلى الصالات الأوروبية، ومن بينها صالةٌ سينيفيليّة عريقة اسمها سينما “آلفييري” في فلورنسا التي أُعيد افتتاحها في 2013 من جديد بعد سنين من الإغلاق.

وافتتحت Spazio Alfieri التاريخيّة بهذا الفيلم بالذات في ذات السنة التي فاز بها بـ”الأوسكار”، ويفخر مدير هذه السينما بأنّ صالته انبعثت بهذا الفيلم الوثائقي، في زمنٍ لم تكن الصالات السينمائية تجرؤ على عرض الفيلم الوثائقي تجارياً.

وولد المخرج بن جلول في 14 سبتمبر 1977 بمدينة يستاد الواقعة على بُعد 55 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة مالمو بجنوب السويد، وهو ابن للطبيب السويدي جزائري المولد حُسين بن جلول والمترجمة والرسامة السويدية فيرونيكا شيلدت بن جلول. 

وبدأ بن جلول مسيرته الفنّية كصحافي مستقل في التلفزيون السويدي العمومي SVT، ومقدّماً لبرنامج الصباح التلفزيوني Gomorron Sverige بالإضافة إلى تقديمه للبرنامج الإذاعي الصباحي P1-morgon للراديو السويدي.

وترك مالك وظيفته ليؤسّس شركة إنتاج خاصّة وليخرج أفلاماً وثائقية عن موسيقيين من بينهم إلتون جون، ورود ستيوارت، وبيورك، وكرافتويرك.

وبعد عامٍ ونصف العام من فوزه بالأوسكار، وبالذات في 13 مايو 2014، وفي ساعة الذروة، وضع مالك بن جلول حدّاً لحياته بإلقاء نفسه أمام قطار سريع في محطة مترو “سولنا سنتروم” في ستوكهولم.

وحسب ما أوردت بعض المواقع عن شقيقه الإعلامي جوهر بن جلول، فإنّ مالك “كان يعاني من الاكتئاب”. لقد أماط بن جلول اللثام عن الأنباء الزائفة والمُختلقة التي دارت حول انتحار رودريجيز وأعاده إلى الواجهة نجماً.

إلاّ أن نجمه هو، نجم مالك بن جلول، خبى بالفعل وكان انتحاره، للأسف الشديد، فعلاً حقيقيّاً حرمنا جميعاً من الاستمتاع بإبداعه طويلاً، كان مالك بن جلول يعمل، قبل انتحاره، على مشروع فيلم مقتبسٍ من كتاب للورانس أنتوني بعنوان “همسة الفيل”.

 وبرحيله المبكّر في السادسة والثلاثين من العمر حُرِمنا من التعرّف منه بماذا همسَ ذلك الفيل في أُذنه.

main 2023-11-19 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

معاشه 1200 جنيه ويسكن منذ عام 1964 .. مالك محلات يستنجد بالبرلمان لحمايته من الطرد

شهد اجتماع اللجنة المشتركة من لجنتي الإسكان والإدارة المحلية بمجلس النواب، شهادة مؤثرة للمواطن طارق أحمد محمد مصلح، الذي تحدث أمام اللجنة بصفته مالكًا ومستأجرًا في الوقت نفسه، مستعرضًا موقفه من مشروع تعديل قانون الإيجار القديم.

وقال مصلح، البالغ من العمر 65 عامًا، إنه يتقاضى معاشًا قدره 1200 جنيه فقط، واستثمر جميع أمواله في أربعة محال تجارية بوسط البلد، مشيرًا إلى أنه يمتلك عقودًا رسمية تؤكد ملكيته، لكنه في الوقت نفسه مستأجر لعقار يسكن فيه منذ عام 1964، وهو العقار الذي بناه والده.

كم يكون الإيجار ومدة الإخلاء .. تفاصيل جديدة من مناقشات قانون الإيجار القديماعتراض نيابي على استشهاد ممثل المستأجرين بآية قرآنية في مناقشة الإيجار القديممحمود فوزي: هنقعد لحد الصبح لو لزم الأمر لمناقشة تعديل الإيجار القديمقانوني: مشروع الإيجار القديم يشرد 30 مليون مصري

وأضاف خلال كلمته أمام اللجنة، بحضور وزير الدولة للإنتاج الحربي وقيادات وزارة الإسكان:

"استثمرت أموالي في المحلات وكان يمكنني شراء أربع فيلات في مارينا، لكن فضّلت تشغيل الناس. لدي أبناء في الجامعة وآخرون يستعدون للزواج، ولو تم طردي لن يكون أمامي مكان أذهب إليه".

وأشار إلى أنه باع مزرعته خلال فترة الثورة لتغطية شيكات ورواتب العاملين، مؤكدًا أن الأرباح من المحلات محدودة للغاية، خاصة بعد تداعيات أزمة كورونا، حيث قال:"أنا لا أكسب من المحلات، فقط أحافظ على استمرار العمل والموظفين".

وأبدى مصلح تعاطفه مع مستأجرة لديه، وهي أستاذة جامعية أرملة تتقاضى معاشًا قدره 5000 جنيه، أنفقت معظم أموالها على علاج زوجها من مرض السرطان، قائلاً:

"كيف أطرد أستاذة جامعية فقدت زوجها؟ هي هانم… هل يُعقل أن أخرجها من بيتها؟ علينا أن نحتكم إلى روح القانون وليس فقط نصوصه".

وختم حديثه قائلاً:"بلغت من العمر أرذله، ولا أكذب، وما تبقى لي من العمر قليل. أقول الحقيقة بما يرضي الله، وأدفع شهريًا ما يزيد عن 5000 جنيه بين إيجارات وكهرباء، وأطلب فقط أن يُنظر في حالتي بعدل".

طباعة شارك قانون الإيجار القديم الإدارة المحلية مجلس النواب طارق أحمد محمد مصلح مستأجر أستاذة جامعية أرملة

مقالات مشابهة

  • قرار صادم.. بماذا رد الوكرة القطري على الأهلي بشأن حمدي فتحي؟
  • علي جمعة: كلام الله ليس محل نقاش.. وأوهام «الفيل الوردي» ليست فكرًا
  • سبب غضب مالك نوتنغهام فورست من المدرب نونو سانتو
  • معاشه 1200 جنيه ويسكن منذ عام 1964 .. مالك محلات يستنجد بالبرلمان لحمايته من الطرد
  • مالك نادٍ ينفجر غضاً على مدرب!!
  • بعد تغير مزاجه المؤيد للاحتلال.. بماذا وصف ترامب الحرب الإسرائيلية على غزة؟
  • ضبط مالك شركة بدون ترخيص لالحاق العمالة بالخارج
  • «لم أخطط لهذا».. حسن مالك يكشف كواليس دخوله الوسط الفني
  • قصة السنغالي مالك جوب.. أفارقة جندوا في الحرب الروسية الأوكرانية
  • بماذا طالب مُلام العقارات القديمة خلال جلسة الاستماع بمجلس النواب؟