رمسيس وذهب الفراعنة| معرض يكشف عشق العالم للحضارة المصرية وانعكاسه على السياحة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
ملك الملوك وأعظم الحكام، صاحب أطول فترة في حكم مصر، وأكثر الحكام إنجازًا وبناءًا للدولة المصرية، الملك رمسيس الثاني الذي يطوف معرضه "رمسيس وذهب الفراعنة" دول العالم، ويستقر الآن في محطته الرابعة سيدني باستراليا، وذلك بعد مدينتي هيوستن وسان فرانسيسكو الأمريكيتين ثم العاصمة الفرنسية باريس.
(اقرأ أيضًا) الوفد ينفرد بأول حوار مع (الملك رمسيس الثاني) قبل موكبه الأخير ويكشف حقيقة لعنة الفراعنة
يحقق "رمسيس وذهب الفراعنة" نجاح باهر في سيدني وذلك بعد نفاذ التذاكر الخاصة بشهر نوفمبر كافة، وهو ما يؤكد انبهار الشعب الاسترالي بآثار الملك رمسيس الثاني وعشقهم للحضارة المصرية القديمة.
ومن ناحيته، قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة القاهرة، إن معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" المنعقد الآن في مدينة سيدني باستراليا والمقرر استمراره حتى 19 مايو 2024، حظى بإقبال وحضور غير عادي من الشعب الاسترالي وحضر الافتتاح كبار رجال الدولة والجالية المصرية ووسائل الإعلام والقنصل المصري والوفد، إذ أحدث ضجة كبيرة، وذلك لتفرده وتميزه الشديد.
وأضاف بدران في تصريحه لـ"الوفد"، أن المعرض يضم 182 قطعة أثرية من أهمهم تابوت الملك وهو لأول مرة يخرج في معارض دولية بعد سفره لفرنسا، فضلًا عن التماثيل الكاملة والنصفية واللوحات والكتل الحجرية الملونة والمزخرفة وأدوات التجميل النادرة ومجموعة التوابيت الخشبية الملونة بألوان زهرية وعليها نقوش باللغة المصرية القديمة وقناع مذهب يرجع للأسرة الـ 21، يوازي القيمة الفعلية لقناع توت غنخ آمون، بالإضافة لعرض المالتي ميديا الذي يعرض الفترة التاريخية للملك رمسيس الثاني وأهم المعابد التي شيدها والمقبرة الخاصة بزوجته الملكة نفرتاري جميلة الجميلات.
وأوضح أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة، أن الملك رمسيس حكم مصر 67 سنة تميزوا بالإبداع والبناء والتشيد، إذ كان ملك مُشيد وكثير الإنجازات، ومصر في عهده كانت إمبرطورية قوية، مضيفًا: يطلق عليه بطل الحرب والسلام وكان قائد عسكري مُحنك قاد الجيش المصري بفرقه الأربعة في معركة فاصلة وهي معركة قادش، إذ خرج رمسيس الثاني بالجيش المصري المنتصر والتقي بالحيثين في معركة قادش، وبعد 16 عام تمت معاهدة السلام مع الحيثين.
وأكد أن العالم كله يهتم بالملك رمسيس الثاني لتاريخه الكبير وإنجازاته الضخمة، لذا أحدث معرضه ضجة واهتمام كبير جدا بالخارج، فهو من أعظم ملوك مصر وخامس الحكام والأكثر تأثيرًا في العالم كله، لذا فهو مسار جدل دائم ومحط للإبهار والأبحاث العلمية.
واختتم: معرض رمسيس وذهب الفراعنة، سيكون له تأثير كبير في الحركة السياحية خاصة من الدول التي زارها المعرض وهي أمريكا وفرنسا واستراليا، فهو يعد بمثابة فاتح الشهية للأجانب لزيارة مصر والتعرف على أثارها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رمسيس ذهب الفراعنة رمسيس وذهب الفراعنة السياحة الحضارة المصرية رمسیس وذهب الفراعنة الملک رمسیس الثانی المصریة القدیمة
إقرأ أيضاً:
المبادرة الصينية للحضارة العالمية
ناصر بن حمد العبري
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، تبرز المبادرات الفكرية والسياسية التي تسعى إلى إعادة صياغة الخطاب الدولي، وتقديم رؤى جديدة أكثر شمولًا وعدالة.
ومن بين هذه المبادرات، تأتي المبادرة الرئاسية الصينية بشأن "الحضارة العالمية" لتشكل إضافة نوعية ومتميزة. وفي هذا السياق، نود أن نُعبِّر عن التقدير العميق للمبادرة الرئاسية الصينية بشأن الحضارة العالمية، التي تمثل رؤية حكيمة ومتوازنة تساهم في صياغة مستقبل مشترك للبشرية. إنها دعوة صريحة إلى تعزيز قيم التسامح، والاعتدال، والانفتاح على الآخر، وهي قيم تتوافق بدرجة عالية مع المبادئ العربية الإسلامية التي شكلت عبر التاريخ أساسًا للتعايش السلمي والتفاعل الحضاري وخلال قمة شنغهاي، أعلن فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرة "الحوكمة العالمية"، التي تهدف إلى معالجة أوجه القصور في النظام العالمي القائم، ومن أبرزها: نقص تمثيل دول الجنوب العالمي: وهي الدول التي لطالما عانت من التهميش في صنع القرار الدولي، وتآكل سلطة القانون الدولي وتراجع الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، والحاجة إلى زيادة الفعالية: لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، الفقر، والأزمات الصحية.
وتسعى المبادرة إلى إصلاح آليات الحوكمة العالمية وتفعيل النظام الدولي متعدد الأطراف، استنادًا إلى المبادئ والمرجعيات الدولية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة.
والدول العربية، بلا شك، تُعد جزءًا أصيلًا من الجنوب العالمي، وتواجه تحديات مشابهة في ظل النظام الدولي الحالي. ومن هذا المنطلق، فإن مبادرة الحوكمة العالمية" تحاكي شواغل الدول العربية، وتفتح المجال أمامها للمشاركة الفاعلة في صياغة نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا.
المبادرة الصينية تستحق التقدير والاهتمام، لما تحمله من إمكانات واعدة في بناء السلام والتنمية العالميين، وتعزيز التعاون الدولي على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وهذه المبادرة المُهمة يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، وأن تُمنح ما تستحقه من الدراسة والتحليل، خاصة في الأوساط الأكاديمية والدبلوماسية العربية.
ولا شك أن التفاعل الإيجابي معها قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع الصين، ويعزز من مكانة الدول العربية في النظام العالمي الجديد.
وأخيرًا.. إنَّ المبادرة الصينية بشأن الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية، تمثلان خطوات جادة نحو عالم أكثر توازنًا وإنصافًا، وهي دعوة لكل الدول، خاصة تلك التي تنتمي إلى الجنوب العالمي، للانخراط في حوار حضاري بنّاء، يسهم في بناء مستقبل مشترك للبشرية، قائم على القيم الإنسانية والمصالح المتبادلة.
رابط مختصر