عربي21:
2025-06-20@04:05:00 GMT

إعلام الحقيقة.. إعلام المقاومة

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

على مدار عقود والمرء يسمع حتى بات أقرب للاقتناع؛ أن الغرب المتصهين تحديدا هو من يملك الإعلام ويسيطر على كل أدواته، وهذه حقيقة، ولكني وبعد عملية طوفان الأقصى بدا لي أنه ورغم السيطرة والعبث بالعقول لعقود فشل في إثبات أحقيته في تصدر المشهد أو تزعم حركة انتقال المعلومات المجردة والحقيقة الراسخة كما هي.

فشل إعلام الغرب الذي تجاوز عدد وسائله وأدواته آلاف الصحف والمجلات والقنوات والمواقع الالكترونية واستوديهات الإنتاج ومراكز الترفيه من سينما ومسرح وترفيه عبر الإنترنت؛ في الصمود أمام الحقيقة المجردة والمتمثلة في عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المحتلة أرضُه والمغتصبة مواردُه ومصادره الطبيعية عبر عقود، وقدم رواية الكيان الصهيوني الكاذبة والمكذوبة لما جرى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وحين انقشع الغبار عن وهم الرواية الصهيونية لم يكلف إعلام الغرب المتصيهن نفسه اعتذارا ولا حتى تفسيرا لتسرعه في تبنّي رواية العدو المحتل لما جرى يوم السبت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.



انكشف إعلام الغرب مع توالي السؤال الممجوج: هل أدنت حماس اليوم؟ دون أن يتطرق لحقيقة الأمر، وهل ما كان من المقاومة كان فعلا أم رد فعل لاحتلال طال أمده. وشاهدنا كبار المذيعين في القنوات الفضائيات الغربية وهم يتسابقون لطرح ذات نفس السؤال الغبي ويرفضون الإجابة بطرح السؤال المشابه: ولماذا لا تدينون الكيان الصهيوني على قتل الأطفال والنساء العزل؟

انكشفت عورة إعلام الغرب والعرب المتصهينين عندما تبنوا الرواية الصهيونية وعندما عزلوا أنفسهم عن الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة المحاصرة والمدمرة والتي تعيش أسوأ حصار وتعد أكبر سجن مفتوح في العالم، وظهر في الأفق إعلام آخر هو إعلام الحقيقة الذي تبنته المقاومة الفلسطينية وأصرت عليه رغم الزيف والضلال والتضليل الذي مارسه إعلام الغرب والعرب المتصهين.

لقد عشت وهم حرية الإعلام الغربي، وسأضرب مثلا بنفسي. فقد كنت وعلى مدار عمري المدرك لحقيقة العالم وما يدور فيه من حولنا ورغم مساهماتي الإعلامية باللغة العربية عبر المقالات والتحليلات على مدار أربعة عقود، فقد كنت دائم الاطلاع على الصحف الأجنبية وزبونا دائما في اشتراكات المجلات الأجنبية السياسية والاقتصادية، وكنت أنتظر العدد تلو الآخر قبل أن يهبط علينا الإنترنت فتحولت الاشتراكات إلى أونلاين؛ لأحصل من خلالها على مرادي من المقالات والتحليلات بهدف فهم ما يجري وما يدور حتى في دهاليز السياسة العربية المعتمة. وحتى اليوم لا زلت على اطلاع على وسائل الإعلام الغربية المرئية منها والمطبوعة والمكتوبة، ولا شك أن فيها جزءا كبيرا من الصواب خصوصا التحليلات الرصينة التي تقدمها مجلات ذات وزن مثل الفورين بوليسي وإلى حد ما الفورين أفيرز، لكنني أعترف رغم شغفي للاطلاع على وجهة النظر الغربية في العديد من الموضوعات؛ أنها جميعا أو في مجملها كانت منحازة لوجهة نظر الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة.

فيما سبق كان الانحياز غير مفضوح وربما يكون مستترا فلا تدركه إلا الأعين الخبيرة والبصيرة والعليمة بمفردات اللغة والتراكيب اللغوية، مثل ما هو مشهور عن المصطلح الذي صكته إذاعة بي بي سي عن الاعتداءات الصهيونية على أهلنا في فلسطين والتي كانت تشير إليها بالقول "مقتل طفل وإصابة إمرأة فلسطينية وسط اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وإذا دققت في الأمر ستجد أن جنود الاحتلال أطلقوا النيران على أطفال ونساء فلسطينيين كانوا يتظاهرون في يوم الأرض مثلا، وهكذا.

وعلى نفس الدرب تجد شريط الأخبار في سي إن إن وفوكس نيوز وسكاي نيوز يتحدث عن موت فلسطينيين دون الإشارة إلى السبب، وهو القصف المتعمد بقنابل شديدة الخطورة والتهلكة.

يعبث الإعلام الغربي بالعقول حين يضع عنوانا لما يجري مثل الحرب بين حماس وإسرائيل، بالتالي يتسرب إلى اللا وعي أنها حرب بين طرفين وليست مقاومة من طرف من احتلت أرضه ضد من اغتصب الأرض، أو على النحو الذي نشهده حاليا عن لماذا لا تدين حماس؟ وكأن الأمر هو هل أدنت حماس اليوم؟ بمعنى أن الوجبة الإعلامية الصحية بالنسبة لهم تبدأ من إدانة حماس ثم نكمل الحوار، ومن لم يجب بنعم لن يستمر ولو لساعات إلا إذا امتلك والشجاعة مثلما فعل ويفعل حسام زلمط ممثل فلسطين في بريطانيا، وهو سياسي شجاع وجريء لم يستطع إعلام الغرب المزيف الوقوف أمام كلماته التي تنطلق كالصواريخ العابرة للقنوات وعباراته المدوية في فضاء إعلام مهترئ مهزوز.

قدمت دولة الاحتلال روايتها وتلقفها إعلام الغرب المتصهين، وفي ثوان معدودة تم تصدير الرواية وتعميمها وتكفير كل من ينفيها، رغم أن الاحتلال لم يقدم ما يثبت الرواية أو يؤكدها، ولكن إعلام الغرب الأعمى أو الأعور تبنى الرواية ولا يزال رغم أن التحقيقات داخل الكيان الصهيوني أثبتت الرواية الفلسطينية القائلة بأن مدنيين قتلوا على يد بني جلدتهم في قصف جوي بعد أن علم الصهاينة أن عملية عسكرية قد تمت داخل العمق الصهيوني الغاصب، فما كان منهم إلا تصدير رواية مضللة لشغل الرأي العام العالمي عن حقيقة الهزيمة العسكرية والسياسية من ناحية، ومن ناحية أخرى من أجل تبرير ما سوف تقوم به دولة الكيان الصهيوني لاحقا من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.

حاول الإعلام الصهيوني في الغرب ومن ورائه الإعلام المتصهين في الشرق شن حملته على المقاومة في محاولة لتشبييها بداعش، ولكن إعلام المقاومة نجح في دحض كل هذه الأكاذيب التي تم تسويقها، فكانت إطلالة رجل ملثم بكوفيته الحمراء وصوته المميز، وبمجرد الإعلان عن موعد خطابه كل يومين أو ثلاثة أيام يتسمر الملايين حول الشاشات ويتداولون مقاطع كلمته التي عادة ما تتسم بما هو آت:

1- نبرة صوت الواثق في النصر.

2- الاستدلال بالآيات والاسترشاد بالأحاديث.

3- الوضوح التام والصراحة المتناهية.

4- الاختصار الملم بالتفاصيل الكثيرة.

5- المتابعة والتحديث الدائمين.

6- دقة الأرقام والمعلومات والمواقع والأشخاص.

7- فضح التضليل ودحض الأباطيل.

8- استباق بيانات الاحتلال مما يضع الأخير في حرج أمام الرأي العام.

9- حديث المنتصر لا من يبحث عن النصر أو ينتظره.

تمكن إعلام المقاومة من هزيمة إعلام الصهيونية الغربية والمتصهينين العرب، فلم يثبت عليه كذب أو تهويل أو تضخيم أو حتى إساءة، فرغم الموقف المخزي لبني العروبة والإسلام، فقد استحى الرجل من أن يذكر شيئا عنهم سوى "لا سمح الله"، فكانت سهما نافذا إلى قلوب وعقول من فقدوا الرشد والعاطفة من بني العروبة والإسلام؛ أعجزهم عن النطق والرد، فماذا عساهم أن يقولوا وقد ألزمهم الحجة وأقام عليهم الدليل بـ"لا سمح الله".

في رأيي المتواضع أن إعلام الحقيقة ينتصر دوما، ولكن ضعف قلوبنا وهوان أحوالنا يجعلنا لا نصدق هذه الحقيقة، فإعلام الصهاينة أشبه ببيت العنكبوت الذي أطاحت به كلمات الرجل وعباراته وحقائقه الدامغة.

لقد تميز إعلام الغرب عبر العصور بميزة الوصول إلى المعلومات وهي ميزة غير موجودة في عالمنا العربي حتى ظهر إعلام المقاومة، وهو يصل بنا إلى كافة المعلومات وينقلنا عبر بياناته إلى ساحات المعارك حتى جعلني وكأنني أبدو أتجول معه في شوارع غزة وميادين القتال وساحات الوغى قبل أن أرى الصور والفيديوهات.

لقد حاول فرعون كثيرا استخدام آلته الإعلامية ومفرداته الفريدة مثل "شرذمة قليلون" و"إن هذان لساحران" و"أليس لي ملك مصر"، و"ابنِ لي ياهامان صرحا"، ولكن عندما واجهه موسى عليه السلام بإعلام الحقيقة انهارت كل أكاذيبه وبقي وحده في قلب البحر ينادي مدعيا الإيمان، ولكن هيهات هيهات فقد انتهى الوقت وحُسم الأمر، فكلمة واحدة من موسى قضت على كل أباطيل موسى فآمن السحرة وتركوا فرعون وما يدعيه ليؤمنوا برب موسى وهارون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإعلام الحقيقة المقاومة الإعلام الغربي التضليل الإعلام المقاومة الحقيقة الإعلام الغربي التضليل مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی إعلام المقاومة إعلام الحقیقة إعلام الغرب

إقرأ أيضاً:

طهران تواصل ردها على العدوان الصهيوني وترمي الكيان بصواريخ من سجيل خامنئي: لن نرضخ لأي تهديد ومطالب ترامب ((سخيفة))

 

الثورة / وكالات
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي ،  أن على الأمريكيين أن يدركوا جيداً أن أي تدخل عسكري سيكلفهم الكثير وسيتعرضون لأضرار لا يمكن تعويضها.
وأشاد قائد الثورة الإسلامية في إيران في كلمة متلفزة، امس، بسلوك الشعب الإيراني “الرصين، الشجاع، والدقيق في التوقيت” في مواجهة العدوان الأحمق والخبيث الذي شنه العدو الصهيوني، واعتبر ذلك دليلاً على نضج الشعب ورسوخ العقلانية والروح المعنوية في المجتمع الإيراني.
وأضاف: “الشعب الإيراني يقف بثبات في وجه الحرب المفروضة، تماماً كما سيقف بثبات أمام السلام المفروض، ولن يرضخ أبداً لأي شكل من أشكال الفرض أو الإملاء.”
وفي إشارة إلى تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي وصفها بـ”التهديدية والسخيفة”، قال خامنئي : “العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها، لا يخاطبون هذا الشعب بلغة التهديد، لأن الشعب الإيراني لا يمكن إخضاعه. وعلى الأمريكيين أن يدركوا جيداً أن أي تدخل عسكري من جانبهم سيُقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها.”
من جهته أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في اجتماع مجلس الوزراء امس الاربعاء  ضرورة أن تتماشى جميع الإجراءات مع الحفاظ على الوحدة الوطنية، لأنه باللحمة الوطنية والوحدة يمكن تجاوز أي أزمة.
ومع حلول مساء أمس ، استأنف الجيش والحرس الثوري الإيراني رده على العدوات الصهيوني بموجات جديدة من الصواريخ استهدفت عمق الكيان الصهيوني ، ورغم اجراءات التعتيم الصارمة التي تتبعها سلطات الكيان لحجب المعلومات عن تأثير الصواريخ الايرانية واماكن سقوطها ، اكدت وسائل اعلام عبرية ومستوطنون سماع دوي انفجارات في تل ابيب ومحيطها في الدفعة الاولى من الصواريخ التي بدأت الثامنة مساء .
ونقلت وكالة مهر للأنباء، اعلان العلاقات العامة للحرس الثوري الإسلامي في بيان رقم 11 عن بداية الموجة الثانية عشرة من عملية الوعد الصادق 3 بإطلاق صواريخ سجيل الثقيلة وطويلة المدى وذات مرحلتين. وتتميز صواريخ سجيل بالكثير من الميزات ، اذ تبلغ سرعته 14 ماخ ، يعمل بالوقود الصلب ، يعمل بمرحلتين ما يمكنه من مراوغة دفاعات العدو .
الى ذلك،أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي أمس الأربعاء، أن حالة المنشآت النووية في بلاده “جيدة”.
وقدم إسلامي في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني إحاطة حول آخر مستجدات وضع المنشآت النووية في البلاد، في أعقاب العدوان الإسرائيلي.
وقال إسلامي: “حالة المنشآت النووية جيدة، ومعنويات العاملين مرتفعة”.
وفي تطور خطير يكشف هشاشة الموقف العسكري الصهيوني أمام تصعيد محتمل مع إيران، كشفت مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية عن تقديرات مثيرة للقلق بشأن قدرة إسرائيل على الصمود بدون دعم مباشر من الولايات المتحدة.
وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مطلع، فإن إسرائيل قد لا تتمكن من الاستمرار لأكثر من 10 – 12 يومًا في حال استمرت الهجمات الإيرانية بالوتيرة نفسها، دون تدخل أمريكي فوري أو إمدادات عاجلة من الذخائر.
وأشار المصدر إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يعاني من ضغط عملياتي متصاعد، ما قد يدفعه قريبًا إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن ما يمكنه صده من الهجمات، وما يجب أن يتركه نتيجة محدودية الموارد..وفي مؤشر مقلق، كشفت تقارير ان جيش الكيان شرع بالفعل في ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، وهو ما قد يؤثر على فعالية منظومة الدفاع الجوي ضد أي هجوم واسع النطاق.
وأعلنت إيران،امس ، دفاعاتها الجوية اسقطت طائرة حربية إسرائيلية من طراز إف-35، في منطقة جنوب العاصمة طهران. وعدد من الطائرات المسيرة التابعة للعدو ومنها طائرة “هرمس”
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، حسين عباسي، قائمقام منطقة ورامين، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، حيث أفاد أن المقاتلة تحطمت ودمرت في محيط ورامين.
وأكد عباسي أن وحدات الأمن فتحت تحقيقا في الحادث، لكنه لم يورد أي معلومات عن مصير قائد الطائرة.
وبحسب مصادر إيرانية، تم إسقاط ثلاث طائرات حربية إسرائيلية منذ 13 يونيو/ حزيران، وهو التاريخ الذي بدأت فيه الهجمات الإسرائيلية على إيران.

مقالات مشابهة

  • قبائل الشغادرة بحجة تعلن النفير نصرة لغزة وتأييداً للرد الإيراني على الكيان الصهيوني
  • الصواريخ الإيرانية تتسبب بأضرار كبيرة في الكيان وإخلاء مستشفى سوروكا / شاهد
  • طهران تواصل ردها على العدوان الصهيوني وترمي الكيان بصواريخ من سجيل خامنئي: لن نرضخ لأي تهديد ومطالب ترامب ((سخيفة))
  • الجيش الإيراني: إطلاق المرحلة السادسة من هجوم الطائرات المسيرة نحو الكيان الصهيوني
  • عاجل | المرشد الإيراني: الكيان الصهيوني ارتكب خطأ فادحا وسيلقى جزاء عمله
  • مكتب أحمدي نجاد ينفي شائعة اغتياله ويؤكد زيف المزاعم المتداولة
  • بزشكيان: الكيان الصهيوني يقوّض الاستقرار بدعم غربي ولا سلام ما دامت جرائمه مستمرة
  • عاجل : الولايات المتحدة تعلن رسمياً مشاركتها في الحرب ضد إيران إلى جانب الكيان الصهيوني (تفاصيل)
  • عاجل / رئيس هيئة الأركان الإيراني : عملياتنا القادمة ضد الكيان الصهيوني ستكون عقابية وحاسمة (تفاصيل)
  • إيران: هجماتنا ستشتد على الكيان الصهيوني خلال الساعات المُقبلة