عربي21:
2025-05-15@19:37:37 GMT

العطش يهدد التونسيين بفعل الجفاف وشح الأمطار

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

العطش يهدد التونسيين بفعل الجفاف وشح الأمطار

تعيش تونس موجة جفاف غير مسبوقة، جعلت بعض مناطق العاصمة والمدن الأخرى تعاني من أزمة حادة في مياه الشرب، وبدأت أصوات تنادي بتلافي الكارثة وترشيد الاستهلاك، وإيجاد مصادر أخرى لمياه الشرب.

وأثر تراجع الأمطار وعدم انتظامها خلال الفترة الماضية سلبا على المحاصيل الزراعية إذ أشارت التقديرات إلى انخفاض مستويات محاصيل الحبوب بنسبة 60 بالمئة عن مستوياتها المعتادة، وفق بيانات وزارة الزراعة التونسية.



وحسب بيانات الوزارة الزراعة فقد تمجمع 2.7 مليون قنطار من الحبوب فقط في موسم 2022، مقابل 7.5 مليون قنطار في الموسم السابق، و15 مليونا في 2020.



ويرجح مراقبون أن تظهر الآثار السلبية للظاهرة بشكل أوسع وأسرع في السنوات القادمة، من خلال أزمة في الغذاء والزراعة.

وبدأت تداعيات تغير المناخ في التأثير بشكل مباشر على الزراعة وتوفر الغذاء والمياه ما يهدد الأمن الغذائي في البلاد.

وتطرح هذه التغيرات المناخية تساؤلات حول طرق مواجهتها في تونس ومدى قدرة الحكومة على توفير الآليات والخطط اللازمة لذلك، في ظل تفاقم أزمة الجفاف والارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتغيرات القائمة في طبيعة الفصول.

تراجع المحاصيل
قال بيرم حمادة عضو مجلس نقابة المزارعين في تونس لوكالة رويترز إن أزمة الجفاف وارتفاع الحرارة ونشوب الحرائق وندرة المياه تسببت في خفض المساحات المزروعة وتراجع المحاصيل، مما كبد المزارعين خسائر مالية كبيرة.

وأوضح حمادة أن هناك تراجعا كبيرا تجاوز 50 في المئة في عدة زراعات بسبب شح المياه والتغيرات المناخية.

وأضاف أن إنتاج القوارص "البرتقال بأنواعه" تراجع إلى 300 ألف طن هذا الموسم بعد أن كان يتجاوز في مواسم سابقة 500 ألف طن، كما تواجه بقية الزراعات مثل الزيتون، والذي يمثل أهم صادرات تونس، بدورها خطر التراجع الكبير وبالتالي زيادة عجز الميزان التجاري الغذائي للبلد الذي يعيش وضعا اقتصاديا حرجا.



ويتوقع المزارعون واتحاد الزراعة حصادا هزيلا للحبوب هذا العام بسبب الشح الكبير في الأمطار.
ويواجه ما يقرب من 2.7 مليون أسرة في تونس نقصا في الخبز الذي يعتمد في الأساس على القمح الصلد واللين، وأمام نقص الإنتاج المحلي ليس من خيار أمام الدولة سوى زيادة واردات الحبوب من الخارج.

وبسبب الجفاف أيضا وندرة الأعشاب وغلاء الأعلاف، اضطر كثير من المزارعين للتخلي عن آلاف الأبقار مما خلف تراجعا كبيرا في إنتاج الحليب الذي اختفى من أغلب المتاجر. وغذى ذلك مخاوف السكان الذين يعانون صعوبات في الحصول على سلع أخرى مثل السكر، والزيت، والزبد، والأرز.

ومع نقص مواردها المائية، تتعاظم الخشية في تونس من العطش هذا العام، ولجأت الحكومة الشهر الماضي لرفع أسعار الماء الصالح للشراب للبيوت والفنادق سعيا لترشيده.

وذكر حمادة أن "الارتفاع في أسعار الغلال والخضر في الأسواق أدي إلى نقص كبير في المعروض وارتفاع كلفة الإنتاج في ظل هذه الأزمة، وفوق كل ذلك معضلة السماسرة والوسطاء الذين يشترون إنتاج الفلاحين الصغار بأقل الأسعار، ليعيدوا بيعه في الأسواق بأسعار باهظة في وقت يُشعل فيه الغلاء جيوب التونسيين".

حالة طوارئ
تظهر التوقعات المناخية في تونس انخفاضا في هطول الأمطار إلى 22 مليمترا بحلول عام 2050 وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة تسعة في المئة مقارنة بالمستويات الحالية، وسيبلغ 45 مليمترا في عام 2100 أي سينخفض 18 في المئة.

ويقول خبراء المناخ إنه رغم التزام تونس دوليا في مسألة تغير المناخ بما يتسق مع اتفاق باريس وبروتوكول كيوتو، لكن لم يتم الاهتمام بمسألة تغير المناخ بالشكل المطلوب، ولم يتم إدراجها في السياسات الحكومية، أو عبر وضع إستراتيجية واضحة الأهداف للحد من تأثيرات الظاهرة.
وبينما دعا خبراء إلى إعلان حالة الطوارئ المائية في البلاد بسبب الجفاف المستمر والتراجع المخيف لمنسوب السدود، شجعت الحكومة في قانون ميزانية 2023 السكان على حفر مخرات لتجميع مياه الأمطار.

وأوضح حكيم القبطني المدير العام لمركز بحوث وتكنولوجيات المياه ببرج السدرية أن شهري سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول الماضيين شهدا انخفاض هطول الأمطار بنسبة 95 بالمئة مقارنة بالمعدلات العادية وفق دراسات محلية.

وأضاف أن شهر سبتمبر أيلول 2023 كان الشهر الأكثر جفافا منذ 53 عاما في تونس مما سبب جفافا شديدا وتأثيرات كبيرة على الزراعة.

ولفت القبطني إلى أن هذا الجفاف أثر أيضا على الجانب البيئي حيث تعيش بحيرة إشكل أكبر المحميات في تونس كارثة بيئية تسببت في مغادرة الطيور المهاجرة.

ودعا إلى ضرورة دعم المزارعين ووقف الاعتداءات على الموارد المائية "بطرق عشوائية وغير قانونية حيث تفيد الأرقام الرسمية أن 60 بالمئة من الآبار غير قانونية".



وأكد أن من الضروري تغيير الخارطة الزراعية في تونس "والتكثيف من محطات معالجة المياه على كامل البلاد التونسية بالإضافة إلى تحلية مياه البحر التي تعتبر الحل الأفضل والوحيد في الوقت الراهن".

وقال عبد الرؤوف العجيمي رئيس ديوان وزير الزراعة التونسية لرويترز إن تونس بصدد إعداد دراسات لبناء سدود ومحطات لتحلية مياه البحر في العديد من المحافظات ضمن المخطط التنموي الممتد من عام 2023 إلى 2025.

وذكر أن الوزارة تتبع استراتيجية خاصة تحمي الموارد المائية وتطلق حملات توعية لمجابهة الشح المائي مع التوجه الي موارد غير تقليدية كتحلية مياه البحر وزيادة الاستثمارات فيها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تونس مياه الشرب المحاصيل وزارة الزراعة الجفاف تونس الجفاف المحاصيل وزارة الزراعة مياه الشرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی تونس

إقرأ أيضاً:

زراعة الفيوم تنظم ندوة بأبشواي حول ترشيد استهلاك المياه وفوائد الكمبوست

نظّمت مديرية الزراعة بمحافظة الفيوم، ندوة إرشادية بمركز أبشواي بعنوان "ترشيد استهلاك المياه وفوائد استخدام الكمبوست"، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، وبالتعاون مع الإدارة المركزية للموارد المائية والري، وتحت رعاية الدكتور أسامة دياب، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة.

أشرفت على تنظيم الندوة إدارة الأراضي والمياه بالمديرية بقيادة المهندسة ماجدة ذكي حسن، وبحضور كل من الدكتور سامح عبدو، رئيس قسم المقنن المائي بمحطة البحوث، والدكتور محمد عبد المنعم، الباحث بمعهد البحوث الزراعية.

تناولت الندوة سبل ترشيد استهلاك المياه من خلال استخدام طرق الري الحديثة، وأهمية استخدام الكمبوست والمخصبات الزراعية، بالإضافة إلى دور تبطين وتطهير الترع والمصارف في تقليل الفاقد من المياه.

تموين الفيوم: ضبط 85 مخالفة تموينية متنوعة خلال حملات رقابية موسعة بأنحاء المحافظة وكيل "تموين الفيوم" يتفقد صومعة قصر الباسل ويؤكد انتظام توريد القمح وارتفاع الكميات المستلمة

شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من جانب المزارعين، حيث تم الرد على استفساراتهم ومناقشة أهم التحديات التي تواجههم في مجال ترشيد المياه والزراعة المستدامة.

مقالات مشابهة

  • انتشال جثة طفل جرفته مياه الأمطار باولاد جلال
  • زراعة الفيوم تنظم ندوة بأبشواي حول ترشيد استهلاك المياه وفوائد الكمبوست
  • مياه درعا تبدأ تنفيذ مستودع لتخزين مواد تعقيم المياه بدعم من اليونيسيف
  • منحة إيطالية لتعزيز الأمن الغذائي ودعم صغار المزارعين في الأردن
  • مستقبل وطن ينظم قافلة بيطرية بمركز الوقف لخدمة المزارعين والمربين
  • مياه أسيوط: حملات مكثفة للتصدى لوصلات المياه غير القانونية وزيادة الاستهلاك يهددان كفاءة المحطات الاستيعابية
  • أزمة الجفاف تغير الخريطة الزراعية في سوريا
  • سلاح المياه: لماذا يعتبر تعليق الهند لمعاهدة مياه السند تهديدا خطيرا؟
  • وزير "البيئة" يبحث آفاق التعاون المثمر في مجالات المياه والزراعة مع الصين
  • وزارة الزراعة: تعديل الخطة الزراعية للمحاصيل الصيفية بسبب الجفاف الشديد‏