سواليف:
2025-07-01@16:12:06 GMT

الخيارات شبه الصفرية

تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT

#الخيارات_شبه_الصفرية..

خاص سواليف
مقال الخميس 15-5-2025


لماذا لا تكتب؟ لماذا لم نعد نراك تكتب؟ أسئلة تلقى علينا بتلاوين صوتية مختلفة والمعنى في بطن السائل ، منهم من يسأل شوقاً، ومنهم من يسأل معرفة ،ومنهم من يسأل لوماً، ومنهم من يسأل تشفّياً وإن كان بالحد الأدنى..
الجواب لن يكون مقنعاً الا إذا تقمّص السائل دور الكاتب الصحفي ، وحكم هو بنفسه ، لماذا لم نعد نكتب.

.؟!..اذا أردنا أن نكتب في الشأن المحلّي يجلس على أكتافنا 13 قانوناً نحاكم عليه سيخطف الأقلام منا ويطرد كل #عصافير_الأفكار ويضع #السجن و #الغرامات_الفلكية نصب عيني الكاتب ..كيف تكتب؟ حتماً لن تكتب الا إذا أردت ان تزوّر حنجرتك ،وتبلّل قلمك بماء وجهك شيء ما يشبه ما نشاهده على #الشاشات أو بعض صفحات الصحف حيث لا لون للكتابة ولا طعم ولا رائحة ولا ضمير الا من رحم ربي..
اذا أردنا أن نكتب عن الشأن العربي ، قبل أن تشرع في كتابة الفكرة ، ستتذكّر كل موظفي #الجوازات في #المطارات ومراكز الحدود العربية وهم يدقّقون على اسمك ان كنت من #القوائم_السوداء ام لا، وهناك الثمن أغلى..ان أردت أن تكتب شيئا عن الشأن الدولي ، هنا وبالقانون ما يجرّم الاساءة لدولة صديقة..اما أن تكتب مادحاً أو تكتب شيئاً هلامياً رغوياً يشبع عبارات المجاملة “اهم شي العفو والعافية ، والحمد لله ع شمة الهوا”،”اهم شي الصحة” والخ.
ثم أن الكاتب الصحفي صارت تتشكل لديه قناعة ..انه في عالمنا العربي – تحديداً – هذه المهنة باتت بطريقها الى الزوال.. تماماً “مثل مبيّض الطواسي” أو “مصلّح البوابير” ، يعني لم تعد مهنة يستحق الكاتب – من وجهة نظرهم أن يتقاضى عليها دخلاً..تبقى رسالة سامية ومهمّة بل بالغة الأهمية والشرف لكنها ليست مصدراً للدخل وليست وظيفة كما هو في كل دول العالم.. #الصحف_الورقية تنزف ومنتهية وخارج الزمن في أغلب #الوطن_العربي، مواقع التواصل صارت وسائل اعلام مجانية..فلماذا يُدفع للكاتب راتباً مقابل رأي يطرحه مهماً كان ثميناً..ومواقع التواصل تعج بالأرآء المجانية ثم ان في هذا الزمن المرئي الشفاف ، لا أحد يشتري كلام الصحف ولا يشتري الصحف أصلاً..وان وجدت هذه المهنة فهي قليلة..فالصحف الحكومية لا تحتضن الا الكاتب (الحكومي )، والصحف الخاصة لا تحتضن الا الكاتب (الحكومي) أيضاَ..ولسان حالهم يقول : #الكاتب مستقل #القلم و #الرأي و #التفكير فليمارس ضميره واستقلاله ورأيه بعيداً عنا على صفحات التواصل لكن لا مكان له بيننا..
ولأن الكاتب كأي مخلوق بشري ،لديه مسؤولية والتزامات وأحلام وحق العيش.. لا بد للكاتب أن يتكيّف مع هذا التغيّر..ومن غير المعقول أن يقايض شركة الكهرباء دفع الفاتورة “بمقالة” أو يذهب للمدرسة ويطالبهم ان يقبلوا الأقساط “مقالات نارية”..أو يدفع قسط السيارة..بمقالات حصرية..او يوزّع على أطفاله كل واحد “منشور” بدل #المصروف_اليومي..لذا لا بد له أن يجد مهنة رديفة للعيش والاستقلال المادي،نجّار وصحفي ،حدّاد وصحفي ،مزارع وصحفي، كهربجي وصحفي.. عليه أن يمسك بمهنتين على الأقل مهنة للعيش وأخرى للحياة.. كي لا تسقط من يده رسالته في #صناعة_الرأي و #زراعة_الوعي وانتاج الفكرة..كل ما سبق هو جزء من معاناة الاجابة على التساؤل..لماذا لا تكتب؟ أو لم نعد نراك تكتب؟..
حوسة..

#احمد_حسن_الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة كاتب إسرائيلي يدعو إلى إسقاط نتنياهو 2025/05/15

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السجن الشاشات الجوازات المطارات القوائم السوداء الصحف الورقية الوطن العربي الكاتب القلم الرأي التفكير صناعة الرأي زراعة الوعي من یسأل

إقرأ أيضاً:

منى أحمد تكتب: يونيو والثورة المليونية

يبقى المشهد الجماهيري في 30يونيو هو الملهم، فلم يتوقع أحد أن تقوم قائمة للمصريين بعد إنهاك دام سنتين أعقاب ثورة يناير2011، فآلية تغيير النظم في أدبيات التاريخ تستغرق عقودا طويلة بحساب الزمن، لكن بعد عام من تولي جماعة الإخوان حكم مصر بالالتفاف والخديعة أدرك المصريون خطورة المرحلة، فمصر صاحبة الحضارة المتأصلة بجذورها عبر آلاف السنين صانعة التاريخ تنسحب خارج نطاق التاريخ والجغرافيا، مما ولد شعور لدى عموم الشعب بالاِغتراب الحضاري والثقافي في وطنهم نتيجة ممارسات إخوانية بمفردات كانت غربية على مكونهم الحضاري والإنساني.
فقد جاء الأداء المفجع المتدني لحكم الجماعة في السنة القاتمة السواد، وما تبعه من إرهاب وتضيق للحريات وإقصاء كافة مكونات المشهد السياسي، لتفرزحالة ضبابية  أدت لمعارضة شديدة القوة سريعة الاِنتشار من كافة أطياف المجتمع المصري.
وجاء القرار الشعبي بتصحيح المسار، لاسترداد ما اِختطفته جماعة الإخوان الإرهابية الذين شكل وصولهم للحكم وضعا كارثيا ليس للمصر فحسب ولكن للمنطقة العربية، وتحمل المصريون بصبر وجلد تحديات وتضحيات فاتورة درء الخطر عن الوطن والإقليم بأكمله، فقد شكل 30 يونيو بداية العد التنازلي لإنهاء وجود الجماعات الأصولية والإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط قاطبة.
ورغم تعرض مصر لأشكال من الاحتلال والأزمات والحروب عبر تاريخها الطويل، إلا أن ما بين يناير 2011 ويونيو 2013 كانت الحقبة الأخطر في تاريخها، فوصول الإخوان كان من أكبر المخاطر التي مر بها الوطن، ويكفي بالنظر لواقعنا الحالي الذي يموج بتغيرات شديدة القوة والسرعة أن نفهم الوضع الكارثي الذي كان سيؤول إليه حال وطننا لو استمر حكم هذه الجماعة.
وساد شعورعام بالخوف على الوطن الذي تحكمه جماعة متأخونة ، قفزت على هويته الثقافية والتاريخية بالغة الثراء والتنوع ،مستهدفة تفكيك مفاصل الدولة وإسقاط مؤسساته الوطنية ونشر الفوضى وإثارة الفتن وكان لا بدَّ من الخروج من النفق المظلم. 
وجاءت ثورة 30يونيو بوعى جمعي، تحت شعار أرحل لتدوي في كل ميادين مصربأعدادا غفيرة، والجميع على قلب رجل واحد دون تنسيق أو ترتيب تحت حرارة الشمس الحارقة، كاسرين كل القيود، مخالفين جميع التوقعات متخطين كافة الحدود.
وكان للمشهد الثوري وجه آخر محفوف بالمخاطر، أهمه التخوف من حدوث أعمال عنف، وهو ماتصدت له المؤسسات العسكرية والأمنية بكل شجاعة وجسارة، وثانيها الموقف الدولي والإقليمي وتعقيداته، وثالثها موقف الاتحاد الأوروبي والدول الكبري خاصة الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لحكم الإخوان  في ذلك الوقت وتحديات كبيرة، تصدي لها الاندفاع الشعبي الذي تخطى كل التقديرات والتَأْيِيد العربي من الأشقاء .
وشكل الحشد المليونى مفاجأة غيرمتوقعة وكانت الصدمة مدوية لجماعة الإرهاب الأسود فهم لم يعيروا أي اهتمام للرفض الشعبي وحدث الإنكار العام. 
المشهد جلل والملحمة عظيمة دعمتها مؤسسات الدولة المختلفة على رأسها المؤسسة العسكرية، وهوانحياز ليس بالجديد على المؤسسة الوطنية وقادتها العظام ،ولا ننسى الدورالوطني للفريق عبد الفتاح السيسي آنذاك الذي تحمل مسؤلية الوصول بسفينة الوطن لبر الأمان ، وكان لوزراة الداخلية دورا بطوليا آخر في هذه الملحمة التاريخية وكان الثمن دماء خيرة الرجال.
وقدمت المحكمة الدستورية العليا ممثلة في المستشارالجليل عدلي منصور دورا كبيرا لن ينساه المصريون، وكانت المؤسسات الدينية حاضرة بقوة ممثلة في فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر دكتورأحمد الطيب، والكنسية ممثلة في قداسة البابا توضرواس بابا الإسكندرية وأدوار سجلها التاريخ في أنصع صفحاته.
وأمام مكونات المشهد المصري الفريد في الشوارع والميادين، وتحت راية الوطن ووحدة المصير، لم تستطع قوي الشر في الداخل والخارج أن تلتف حول الإرداة الشعبية والطوفان الكاسح، الذي كان بمثابة المخلص من سيناريو محفوف بالمخاطر ،وكانت نقطة مضيئة وسط الظلام الدامس المسمي بالربيع العربي في نسخته العربية ومشروع الشرق الأوسط الكبير في نسخته الإستعمارية.
وتظل 30يونيو ثورة الانتصار للهوية المصرية والدولة الوطنية المدنية.

طباعة شارك 30يونيو جماعة الإخوان المشهد السياسي

مقالات مشابهة

  • القضاء الجزائري يؤيد حكما بسجن الكاتب صنصال 5 سنوات
  • ما قصة احتجاز حافلات حجاج فلسطينيين في الأردن ؟ .. مشوقة يسأل / وثيقة
  • «رباعية» الهلال..«الصدمة» و«الزلزال»!
  • القانون يوضح شروط الترخيص وضبط الإعلان عن المستحضرات الطبية
  • مهنة تحقق دخلاً يفوق الراتب الحكومي.. تعرف على سر نجاح حرفي تركي ماهر
  • منى أحمد تكتب: يونيو والثورة المليونية
  • هند عصام تكتب: الملك سنوسرت الأول
  • كريمة أبو العينين تكتب: وحش الكون
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: 19 كفنا في الصباح الباكر
  • المؤقتون بالصحف القومية يدعون ليوم تدويني غدًا