فوز المتطرف خيرت فيلدرز بالانتخابات الهولندية يحدث زلزالاً سياسياً في أوروبا
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
جاءت نتائج الانتخابات الوطنية في هولندا مفاجئة للعديد من الدول في أوروبا والعالم، بعد الإعلان عن فوز اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، زعيم حزب «الحرية»، والذي سيسعى خلال الفترة المقبلة إلى تشكيل الحكومة الهولندية، ووصف فوزه في الانتخابات الهولندية بـ«غير المتوقع»، بحسب «CNN».
وفاز الحزب الذي يقوده «فيلدرز» بـ35 مقعداً في الانتخابات الهولندية، بينما حل تحالف اليسار، بزعامة فرانس تيمرمانز، في المرتبة الثانية بـ26 مقعدًا، أما حزب يمين الوسط فحصد 23 مقعدًا، بحسب ما أوردت شبكة «يورونيوز»، التي أكدت أنه من المتوقع أن يقوم اليميني المتطرف بتشكيل الحكومة خلال الأيام القادمة.
ويتضمن برنامج «فيلدرز» الانتخابي دعوات لإجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، والوقف التام لقبول طالبي اللجوء، وإعادة المهاجرين على الحدود الهولندية، وهو ما يثير انتقادات واسعة في أوروبا.
النسخة الهولندية من دونالد ترامبوتعتبر دوائر إعلامية أوروبية أن خيرت فيلدرز يمثل النسخة الهولندية من دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، ويتعين عليه أولاً، بعد الفوز بالانتخابات الهولندية، القيام بتشكيل حكومة ائتلافية، قبل أن يتولى السلطة في هولندا، فهي مهمة صعبة، لأن إيجاد شركاء له ليست سهلة، خاصة أنه يتحدث باسم الحزب اليميني المتطرف.
اليمين المتطرف يهنئ خيرت فيلدرزوبعتث رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، برقية تهنئة إلى «فيلدرز»، قائلًا: «رياح التغيير قادمة، تهانينا لخيرت فيلدرز بفوزه في الانتخابات الهولندية».
وقالت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان: «لأن هناك أشخاص يرفضون رؤية الشعلة الوطنية تنطفئ، فإن الأمل في التغيير لا يزال حياً في أوروبا».
من هو خيرت فيلدرز؟خيرت فيلدرز، هو سياسي يميني هولندي، عمره 60 عاماً، عضو في مجلس النواب الهولندي منذ 1998، بداية عن حزب «الشعب من أجل الحرية والديمقراطية»، ومنذ 2004 عن حزب «من أجل الحرية»، وهو من انشأ الحزب بنفسه، وهو معروف بمعاداته المعلنة للإسلام.
«روته» يعلن اعتزال العمل السياسيوكان رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، الذي يتولى المنصب منذ 13 عاماً، والذي أصبح الأطول بقاءً في الحكم، قد أعلن أنه سيعتزل العمل السياسي.
وذكرت هيئة البث العامة الهولندية، في وقت سابق من الشهر الماضي، نقلًا عن مصادر حكومية، أن الانتخابات العامة ستجرى في البلاد يوم 22 نوفمبر المقبل، وذلك بعد انهيار الحكومة الهولندية في التوصل إلى اتفاق بشأن سياسات الهجرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الهولندية هولندا انتخابات أوروبا الاتحاد الأوروبي فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
تراجع المد اليميني في شمال أوروبا
بخلاف سائر أنحاء الاتحاد الأوروبي، تعرض اليمين المتطرف في بلدان شمال أوروبا لانتكاسة في انتخابات البرلمان الأوروبي، والسبب في ذلك كما يقول الخبراء أنه لم يتمكن من تغليب خطابه في الشمال.
وأحرز اليمين القومي المتطرف تقدمًا في الاتحاد الأوروبي، فأحدث زلزالا سياسيا في فرنسا، واحتل الصدارة في إيطاليا والنمسا، من دون الإخلال بالتوازنات الأوروبية الرئيسية. ولكن أحزاب اليمين المتطرف منيت بانتكاسة لم تكن متوقعة في السويد وفنلندا.
وفي السويد مني حزب "ديموقراطيو السويد" المناهض للهجرة، والذي يدعم حكومة رئيس الوزراء أولف كريسترسون، بخسارة تاريخية في تلك الانتخابات للمرة الأولى منذ تأسيسه في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
وقال هنريك إيكنغرين أوسكارسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة غوتنبرغ "انهارت جاذبية الحزب بشكل مذهل، بعد أن حظي الحزب بزخم انتخابي متواصل منذ إنشائه، حتى إنه حل في المركز الثاني خلف الحزب الاشتراكي الديموقراطي في الانتخابات التشريعية عام 2022".
فرض الأجندةكان حزب "ديموقراطيو السويد" يأمل في تكرار أدائه لكنه تراجع بمقدار 2.1 نقطة مقارنة بالانتخابات الأوروبية عام 2019، ليحل في المركز الرابع بـ13.2% من الأصوات".
وأشار أوسكارسون إلى أن المواضيع الأساسية بالنسبة للحزب مثل الهجرة، لم تكن في صلب الحملة بخلاف مواضيع المناخ أو الحرب في أوكرانيا.
ولفت الباحث إلى أن "فرض الأجندة أساسي في الحملات السياسية الحديثة وديمقراطيو السويد فشلوا في ذلك". كما اعترف زعيم الحزب جيمي أكيسون بأنه فشل في فرض مواضيعه.
في المقابل، تقدّم حزب الخضر، واحتل المركز الثالث بـ13.8% من الأصوات، بزيادة 2.3 نقطة مقارنة بالعام 2019. كما تقدم حزب اليسار 4.2 نقاط حاصدا 11% من الأصوات.
رد فعل زعيمة حزب الخضر في فنلندا صوفيا فيرتا بعد إعلان نتائج التصويت في العاصمة هلسنكي (الأوروبية) مفاجأة فنلنداوفي فنلندا، أكدت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن حزب الفنلنديين (أقصى اليمين) سيحل في المركز الثالث مع 16.5% وفي النهاية حصل الحزب، وهو عضو في الائتلاف الحاكم على 7.6% فقط من الأصوات.
وقال الباحث في جامعة "توركو" كيمو إيلو "أظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن حزب الفنلنديين الشعبوي مستقر تماما ولم يكن هناك ما يشير إلى أنه سيتكبد خسارة كبيرة" مضيفا أن الحزب "واجه صعوبة في تعبئة ناخبيه خلال الانتخابات الأوروبية".
أما المفاجأة الكبرى الأخرى فأتت من تحالف اليسار، الذي تقدم 10.4 نقاط ليحصد 17.3% من الأصوات. ولفت الباحث إلى أن زعيمة الحزب لي أندرسون "بارزة جدا وذكية جدا وخطابها واضح".
مرشح حزب الشعب الدانماركي يتحدث في مقر الحزب بمدينة إيستروبهولم (رويترز) رياح الأيديولوجياوفي الدانمارك، جاءت المفاجأة أيضا من اليسار، حيث حل حزب الشعب الاشتراكي في المركز الأول وتقدم 4.2 نقاط مقارنة بالعام 2019، وحصل على 17.4% من أصوات الناخبين.
وفي صفوف أقصى اليمين، حصل كل من حزب الشعب الدانماركي، وحزب الديمقراطيين الدانماركيين الجديد على مقعد من بين 15 مقعدا مخصصة للدانمارك، وحصل حزب الشعب على نسبة 6.4% من أصوات الناخبين، فيما حصل حزب الديمقراطيين 7.4 من الأصوات.
وقالت كريستين نيسن المحللة في مركز أوروبا للأبحاث إن مسألة اتباع سياسة صارمة تجاه الهجرة متفق عليها على نطاق واسع في دول الشمال أكثر من أي مكان آخر في أوروبا، وهو ما يمكن أن يفسر هذه النتيجة.
وأشارت إلى أن المواضيع الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين في بلدان شمال أوروبا هي "الأمن، ثم المناخ، والتحول البيئي، وهذه ليست الحال في بعض البلدان التي شهدت تقدّم أحزاب اليمين المتطرف، حيث تعد قضايا مثل الهجرة ذات أهمية للناخبين".
ويرى الباحث السويدي هنريك إيكنغرين أوسكارسون أنه "من الصعب في كثير من الأحيان تحليل أسباب تغير اتجاه الرياح الأيديولوجية في مناطق أوروبية مختلفة، ولا توجد حملة سياسية أوروبية واحدة فالحملات مختلفة تماما في كل دولة من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".