لم تعد مدينة بورتسودان الساحلية بذات الألق الذي تمكنت بموجبه جذب الآلاف عقب اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم، بينما تمضي المدينة نحو كارثة صحية إثر انتشار كيثف للذباب والناموس.

التغيير_ وكالات

 

وباتت المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان طاردة إلى حد بعيد، وبدأ كثير من السكان خاصة الذين وصلوها بعد الحرب التفكير في مغادرتها هرباً من تردي الأوضاع البيئية، وظهور بعض الأمراض مثل حمى الضنك والكوليرا.

وبعد أن كانت ملقبة بـ “مدينة الثغر” نظراً لجمالها وموقعها المتميز المطل على ساحل البحر الأحمر، صارت بورتسودان تحت رحمة الذباب هذه الأيام، بعد أن تحولت إلى بركة آثنة بفضل مياه الأمطار الراكدة، وذلك حسب ما نقله سكان من هناك ل “سكاي نيوز عربية”.

 

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً صادمة لإحدى المخابز في مدينة بورتسودان تغطي أسراب الذباب عجين الدقيق، أثناء عملية خبزه، وهو ما أثار سخط وتعاطف السودانيين مع سكان زهرة الساحل.

 

مناظر مرعبة

 

ويقول عادل محمد مفرح وهو شاب قادم من بورتسودان إن “الوضع في المدينة يفوق بكثير حجم التردي المتداول على وسائل التواصل الإجتماعي، فالذباب والباعوض ينتشران بكثافة خلال النهار والليل، فربما يستنشق الناس ذباباً من كثرته”.

ويضيف عادل في حديثه : “شاهدت مناظر مرعبة في أسواق المدينة، فالذباب منتشر في المطاعم والكافتريات وأماكن بيع الخضر والفاكهة، كما توجد مياه راكدة وتراكم للأوساخ والنفايات الشي الذي ينذر بكارثة صحية”.

 

وتابع: “واجهت صعوبات بالغة في الحصول على الأكل والشرب الصحي، فهناك مستوى عالي من التلوث، وقد أصبت باضطرابات في المعدة لأكثر من مرة، وفي نهاية الأمر حزمت حقيبتي ووصلت الى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة مطلع هذا الأسبوع”.

وبعد اندلاع الحرب في الخرطوم في منتصف أبريل الماضي، تحولت بورتسودان إلى عاصمة إدارية للسودان، حيث جرى نقل الوزارات والمصرف المركزي، ويتخذ منها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مقراً لإقامته في الوقت الحالي.

 

وإلى جانب المسؤوليين الحكوميين، كانت بورتسودان وجهة محببة إلى الآف المواطنين الفارين من نيران الحرب في الخرطوم مما خلق اكتظاظ كبير وانتعاش في الأنشطة التجارية المختلفة.

 

 

ويقول حمد آدم، مواطن من بورتسودان لموقع “سكاي نيوز عربية” إن مدينته كانت تعاني من انتشار الذباب خلال شهر نوفمبر من كل عام، ولكن في هذه السنة تفاقم الوضع كثيراً، ونعتقد أن ذلك بسبب الضغط السكاني والمنسوب العالي للأمطار.

 

ويضيف: “لقد تدمرت طرق الأسفلت بسبب السيول والأمطار، حيث تتكدس النفايات والأوساخ في الأسواق والاحياء السكنية، كما تتراكم المياه الملوثة، الشي الذي زاد من انتشار الذباب والباعوض”.

ويشير إلى أن السلطات الصحية أغلقت السوق المركزي في بورتسودان بشكل كامل يوم السبت، ونفذت حملة رش المبيدات الحشرية بالطائرات، واسهم ذلك في خفض انتشار الذباب والباعوض، لكن ما يزال الوضع في مرحلة الخطر.

 

وضع كارثي

 

وكشف مصدر طبي ظهور حالات إصابة بحمى الضنك والكوليرا في مدينة بورتسودان، وأن الوضع ينذر بكارثة صحية حال استمر التردي البيئي الحالي، لكن السلطات الصحية تتكتم عليها.

 

ويقول عمار محمد وهو مواطن من بورتسودان  “سكاي نيوز عربية”: “الوضع لا يحتمل هنا في بورتسودان، نحن نخشى من تفشي الأمراض في ظل التلوث البيئي الكبير في المدينة”.

ويضيف: “بسبب الذباب والباعوض صرنا نقضي معظم الوقت داخل الناموسيات، حتى في الليل ينتشر الذباب بكثافة، ويتفاقم الوضع عند انقطاع التيار الكهربائي”.

وشدد على ضرورة أن تقوم السلطات الصحية بتدخلات أقوى لمكافحة النواقل الحشرية وتحسين التدهور البيئي، لأن ما يجري الآن وفق تقديره يعصف بالمشهد الحضاري لبورتسودان، وقبل ذلك يهدد حياة الناس.

الوسومأوضاع كارثية الصحة بورتسودان ذباب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوضاع كارثية الصحة بورتسودان ذباب

إقرأ أيضاً:

أمجد الشوا: الأوضاع في غزة كارثية.. والاحتلال يستخدم التجويع كسلاح ضد المدنيين

حذر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أنها باتت "كارثية إلى أبعد حد" في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وانهيار مقومات الحياة بشكل شبه كامل.

وقال الشوا في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لبنى عسل ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، إن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الأحداث الإقليمية، مثل التصعيد في إيران، لتضليل المجتمع الدولي والتعتيم على جرائمه المتواصلة في غزة، من خلال إجراءات متعمدة كقطع الإنترنت واستهداف البنية التحتية الصحية والخدمية.

وأوضح أن "الوضع الإنساني يزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث يعتمد الاحتلال سياسة التجويع الممنهج ضد السكان المدنيين، مستهدفا النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، وسط نفاد شبه كامل للأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار قصف المستشفيات".

وأشار الشوا إلى أن أزمة المياه بلغت مستويات خطيرة، بسبب انعدام الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات ومحطات تحلية المياه، محذرًا من احتمال "توقف الحياة كليًا خلال أيام قليلة".

وكشف أن نحو 82% من سكان غزة باتوا نازحين، ويعيشون في مناطق لا تتجاوز 18% من مساحة القطاع، نتيجة النزوح القسري المتواصل بفعل القصف اليومي المكثف.

ونفى الشوا وجود أي آلية حقيقية لتوزيع المساعدات الإنسانية، قائلاً: "ما يُروّج عن وجود مراكز مساعدات هو تضليل.. إنها كمائن موت تُديرها شركة أمريكية تخدم أجندة الاحتلال، يُستدرج فيها الجوعى لاختراق الأسلاك الشائكة، ويتم استهدافهم بالرصاص دون إمكانية للإنقاذ".

وأكد أن "المساعدات باتت مخلوطة بالدم"، مضيفًا أن المواطنين لا يجدون أي وسيلة لإطعام أطفالهم سوى عبر تلك الطرق المفروضة من الاحتلال، والتي غالبًا ما تنتهي بالموت.

وتابع الشوا قائلا : إن "ما يحدث في غزة هو فظائع حقيقية، تمثل نموذجا واضحا لسياسة إبادة ممنهجة تنفذها إسرائيل عبر استخدام سلاح التجويع ضمن منظومة هندسة كاملة للقتل الجماعي".

طباعة شارك فلسطين غزة الأوضاع الانسانية اسرائيل

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان
  • الحرب تتصاعد بين اسرائيل وايران وسط احتمالات بتطورات خطيرة ومخاوف دولية من عواقب كارثية
  • الدوحة تحذر من تداعيات "كارثية" للعدوان الإسرائيلي على إيران
  • عاجل. قائمقام مدينة ورامين جنوب شرقي طهران: إسقاط وتدمير مسيرة "معادية" في محيط المدينة
  • الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية: ندعم كافة جهود إنهاء الحرب في غزة
  • الصين تتخذ قرارا هاما وعاجلا حول الحرب بين إسرائيل وإيران
  • من الجزيرة إلى كرب التوم هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟
  • بريطانيا تدعو رعاياها في إسرائيل للتسجيل لدى الخارجية بسبب الحرب مع إيران
  • بسبب مجازر غزة.. فرنسا تغلق منصات أسلحة إسرائيلية في معرض لوبورجيه
  • أمجد الشوا: الأوضاع في غزة كارثية.. والاحتلال يستخدم التجويع كسلاح ضد المدنيين