من ملفات الطب الشرعى: سمٌّ نادر.. العين تكشف لغز الجثة

قضية هزّت سجلات الطب الشرعي تكشّفت تفاصيلها بعد تحقيق دقيق، أن طبيبة صيدلانية قتلت شقيقها الطبيب باستخدام سم نادر لا يظهر في التحاليل الروتينية، بل بدا أثره واضحًا فقط عند فحص عين الجثة.

بدأت الحكاية عندما وُجد الطبيب متوفياً داخل منزله من دون علامات عنف ظاهرية، ما استبعد فرضية الاعتداء المادي المباشر.

ومع ذلك، أثارت ملابسات الوفاة الشكوك لدى جهات التحقيق، فطلبت إدخال ملف القضية إلى خبراء الطب الشرعي، وفي خطوة محورية، أخذ الطبيب الشرعي عينة من سائل العين (الخلايا والدموع) لتحليلها، فكانت المفاجأة: دلائل قاطعة على تسمّم ناجم عن مادة سامة نادرة لا تظهر في فحوص الدم والأنسجة المعتادة.

ومع تكثيف التحقيقات واعادة فحص الأدلة، وقعت الشبهة على شقيقة الضحية، وهي صيدلانية بطبيعتها ومطلعة على تركيبات وخواص مركبات دوائية وسمّية، حيث اتضح أن وجود خلافات سابقة بينهما قادتها إلى ارتكاب الجريمة.

وبناءً على نتائج التحقيقات والاعترافات والتحاليل المتخصصة، تم الكشف عن ملابسات الجريمة ووجهت إليها تهمة القتل عمدًا باستخدام مادة سامة خاصة.

وفيما يلي توضح «اليوم السابع» بإيجاز تعريف السم وأنواعه وكيفية تأثيره في جسم الإنسان:

تعريف السم

السمّ هو أي مادة قادرة على إحداث ضرر للإنسان أو الحيوان عند التعرض لها بأي طريقة؛ سواء بالابتلاع أو الاستنشاق أو التلامس الجلدي أو عبر الأغشية المخاطية.

وقد يسبب السم المرض أو الموت بحسب الجرعة وطريقة التعرض وطبيعة المركب وخصائص الجسم المتعرض له.

أنواع السموم

حسب الحالة الفيزيائية: غازية (مثل أول أكسيد الكربون)، سائلة (مثل سموم بعض الثعابين)، صلبة (مثل بعض المعادن المشعة أو مركبات نادرة).

حسب المصدر: -طبيعية: نباتية أو فطرية أو حيوانية (سموم أفاعي، عقارب، بعض الفطريات).

-بكتيرية: ناتجة عن سموم تفرزها بعض البكتيريا.

-معدنية: مثل الزرنيخ والرصاص.

- صناعة كيميائية: مواد كيماوية منزلية أو صناعية تُستخدم في التنظيف أو المبيدات أو الصناعات الكيميائية.

 

كيف يعمل السم داخل الجسم؟

عند دخول السم إلى الجسم، يمر بطرائق مختلفة حسب وسيلة التعرض:

عبر القناة الهضمية: قد يسبب قيئًا وإسهالًا يخففان من كمية السم الممتصة، ثم يتم امتصاصه عبر الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء، ويتوقف مستوى الامتصاص على قابلية السم للذوبان في الدهون ودرجة تأينه.

عبر الجهاز التنفسي: دخول السموم عبر الرئتين أخطر في كثير من الحالات، لأن المركبات تصل مباشرة إلى الدورة الدموية دون المرور أولًا بكبدٍ يعيّن بعضها. بعض الغازات تؤثر مباشرة في النسيج الرئوي وتؤدي إلى موت سريع.

عبر الجلد: المواد الذوّابة في الدهون تخترق الجلد بسهولة أكبر من المائية؛ كما يلعب المذيب دورًا في تسهيل اختراق السم عبر الجلد.

عن طريق الحقن أو الأغشية المخاطية: هذه طرق أقل شيوعًا إلا في حالات مُعينة (مثل تعاطي المخدرات بالحقن أو التعرض عبر الأغشية المخاطية).

 

 

 

المصدر: اليوم السابع