أرسلت كوريا الشمالية قوات إلى حدودها الجنوبية لإقامة نقاط حراسة كانت قد أزالتها بموجب اتفاق العام 2018 مع سيول على ما أفاد الجيش الكوري الجنوبي الاثنين بعدما أطلقت بيونغ يانغ قمرا اططناعيا لأغراض التجسس أثار توترا.

اعلان

وردا على إطلاق القمر الذي أجج التوترات في شبه الجزيرة الكورية، أعلنت سيول انها تعلق جزئيا العمل بالاتفاق الذي يهدف إلى تخفيف التوترات عند الحدود، ما دفع بيونغ يانغ إلى التوقف كليا عن تطبيق الاتفاق.

وقال مسؤول في الجيش الاثنين لوكالة فرانس برس إن بيونغ يانغ أرسلت في الفترة الأخيرة طواقم مسلحة لإقامة نقاط الحراسة مجددا.

وذكرت وكالة يوناب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن مسؤول عسكري أن جنود كوريا الشمالية شوهدوا "وهم يعيدون بناء مراكز حراسة اعتبارا من الجمعة" متوقعة إعادة 11 نقطة حراسة أزيلت بموجب الاتفاق الممتد على خمس سنوات.

جنود من الكوريتين الجنوبية والشمالية على خط الحدود في المنطقة مزوعة السلاح 2018AP/South Korea Defense Ministry

وأظهرت صورة نشرها الجيش الكوري الجنوبي أربعة جنود كوريين شماليين يعيدون بناء برج مراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين البلدين.

ويثير تسريع بيونغ يانغ تطوير برامجها للأسلحة قلقا كبيرا لدى سيول.

ونشرت كوريا الجنوبية "قدرات مراقبة واستطلاع" عند الحدود منذ إطلاق قمر التجسس الكوري الشمالي، وقد اعتبر الجيش الكوري الجنوبي هذه الخطوة "أجراء أساسيا" للدفاع عن البلاد في وجه تهديدات كوريا الشمالية المتنامية.

شاهد: حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية تدخل ميناء كوريا الجنوبيةكوريا الشمالية تؤكد تلقيها صورا لقاعدة غوام الجوية الأميركية التقطها قمر التجسسشاهد: كيم يحتفل مع ابنته بإطلاق قمر صناعي في كوريا الشمالية

وردا على ذلك أكدت بيونغ يانغ التي تملك السلاح النووي أنها "ستنشر قوات مسلحة بشكل أقوى مع معدات عسكرية من نوع جديد في المنطقة على امتداد خط التماس العسكري" الفاصل بين الكوريتين.

وكان إطلاق القمر الاصطناعي "ماليغيونغ-1" الأسبوع الماضي المحاولة الثالثة لبيونغ يانغ بعد محاولتين فاشلتين في أيار/مايو وآب/أغسطس الماضيين.

ومن شأن وضع قمر التجسس بنجاح في المدار، تحسين قدرة كوريا الشمالية على جمع المعلومات الاستخبارية ولا سيما فوق كوريا الجنوبية وتوفير بيانات أساسية في أي نزاع مسلح، على ما يفيد خبراء.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الفلسطينيون يعاينون الأضرار الكارثية لمنازلهم المدمرة في غزة جراء القصف الإسرائيلي مسؤول أمريكي يؤكد أن بايدن لن يشارك في كوب28 في دبي تغطية مستمرة| الهدنة بين إسرائيل وحماس تدخل يومها الأخير وجهود ترمي إلى تمديدها توتر عسكري كوريا الشمالية بيونغ يانغ كيم جونغ أون كوريا الجنوبية اعلانالاكثر قراءة عاد الحديث عنه مع الحرب على غزة.. ماذا نعرف عن بنك الجلود الإسرائيلي وما دور جثث الفلسطينيين فيه؟ الثانية خلال أيام.. احتجاز ناقلة نفط إسرائيلية قبالة سواحل اليمن حرب غزة: الهدنة تكشف عن دمار لا يوصف وإتمام الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى والرهائن حرب غزة: إسدال الستار على اليوم الثاني من الهدنة.. استكمال تبادل الدفعة الثانية من الرهائن والأسرى "حطام ودمار".. الفلسطينيون يستغلون الهدنة لإلقاء نظرة على منازلهم المهدمة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. تغطية مستمرة| الهدنة بين إسرائيل وحماس تدخل يومها الأخير وجهود ترمي إلى تمديدها يعرض الآن Next مسؤول أمريكي يؤكد أن بايدن لن يشارك في كوب28 في دبي يعرض الآن Next فيديو: قُتل الأب ودُمر المنزل.. شاب يعود إلى بيته في غزة لكن المأساة كانت تنتظره يعرض الآن Next رغم التهديدات الروسية.. صادرات أوكرانيا من الحبوب عبر الممر الجديد في البحر الأسود تتزايد يعرض الآن Next "أغنية النبي" للكاتب الأيرلندي بول لينش تفوز بجائزة بوكر الأدبية العريقة للعام 2023

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة إسرائيل هدنة قطاع غزة الضفة الغربية طوفان الأقصى بريطانيا بنيامين نتنياهو مدارس Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة إسرائيل هدنة قطاع غزة My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: توتر عسكري كوريا الشمالية بيونغ يانغ كيم جونغ أون كوريا الجنوبية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة إسرائيل هدنة قطاع غزة الضفة الغربية طوفان الأقصى بريطانيا بنيامين نتنياهو مدارس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة إسرائيل هدنة قطاع غزة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة یعرض الآن Next بیونغ یانغ

إقرأ أيضاً:

لحم

عند بلوغه خمسة عشر عاما، ينتقل هو وأمه إلى بلدة جديدة، ويلتحق بمدرسة جديدة. في زمن لا يسهل فيه ذلك، فالنظام الاجتماعي في المدرسة راسخ ويصعب عليه تكوين الصداقات. يمضي وقت قبل أن يحظى بصديق واحد، هو أيضا انعزالي. يخرجان معا في بعض الأحيان بعد المدرسة فيذهبان إلى المركز التجاري الجديد الذي افتتح للتو في البلدة على الطراز الغربي. 

يسأله صديقه «هل فعلتها من قبل؟» 

يقول إيستفان «لا» 

يقول صديقه «ولا أنا»، مدليا باعترافه هذا على نحو يجعله كأنما لا قيمة له. عنده عموما طريقة بسيطة وطبيعية في الحديث عن الجنس. يكي لاستيفان عن بنات المدرسة اللاتي يتخيلهن، وعما يتخيل أنه يفعل فيهن. يقول إنه في الغالب يستمني أربع مرات أو خمسا في اليوم، فيشعر استيفان أنه ليس ندًّا له، لأنه في العادة لا يفعلها غير مرة أو اثنتين. وحين يعترف بذلك يقول له صديقه «لا بد أن رغبتك الجنسية ضعيفة». 

وما يدريه؟ قد يكون ذلك صحيحا. 

لا يعرف حال غيره من الناس. 

ليست لديه غير تجربته. 

ذات يوم يحكي له صديقه أنه فعلها مع بنت تعيش في الناحية الأخرى من السكة الحديدية. 

خبرٌ مربك. 

يصغي استيفان لصديقه وهو يصف، بشيء من التفصيل، ما جرى. يحاول أن يتبين هل يقول صديقه الحقيقة أم يكذب. ومع أنه يفضل لو أن صاحبه يكذب، فإنه يعتقد باحتمال أنه يقول الحقيقة. بعض الأشياء التي يقولها تبدو أشد تحديدا، وأشد إدهاشا، من أن يختلقها مثله. 

ثم إنه، بعد أيام قليلة، يقول إنه تحدث إلى البنت وقالت إنها مستعدة أن تفعلها مع استيفان هو الآخر. 

«بجد؟» يقول استيفان. 

يقول صديقه «جد الجد» 

لا يعرف استيفان إن كان هذا يعني أنهم الثلاثة سوف يفعلونها معا، أم أنه سوف يفعلها مع البنت بمفرده. 

ليست لديه ثقة في نفسه حتى يسأل. 

في اليوم نفسه بعد المدرسة، يسيران على جسر المشاة أعلى السكة الحديدية. 

مع حلول الظلام. 

ينزلان الدرج الحديدي في الجانب الآخر من جسر المشاة ويسيران قليلا إلى أن يصلا إلى حي سكني. لا يختلف عن الذي يعيش فيه استيفان وأمه، فيما عدا أن البنايات هنا، وإن تكن مقامة هي الأخرى من ألواح خرسانية سابقة التجهيز، أعلى. في مدخل واحدة منها يضرب صديقه رقم جرس إحدى الشقق. 

بعد لحظات، دون أن يقال أي شيء، ينفتح الباب فيجتازه بكتفه. 

في المصعد رائحة سجائر. 

يحملق استيفان في تجليده بألواح الفورمايكا من الداخل وهو يصعد. 

يصعد ببطء شديد، وصرير مستمر، ودقة عالية مميزة كلما مر بطابق. 

يسأله صديقه «أنت بخير؟» 

يقول استيفان «نعم». 

يقول صديقه «واضح عليك الرعب». 

يقول استيفان «لا». 

يتركان المصعد في أحد الطوابق العليا ويطرق صديقه باب شقة. تفتح بنت في مثل سنهما تقريبا. وتقول «هاي». 

يقول صديق استيفان «هاي». 

تتنحّى مفسحة لهما كي يخطوا إلى الردهة. 

يقول صديق استيفان «هذا صديقي. كما تعرفين. الذي كلمتك عنه». 

تقول البنت «حسن». 

تتبادل هي واستيفان النظر للحظة. 

يقول صديق استيفان «تمام؟» 

تقول الفتاة «نعم». 

يقف الثلاثة حيثما هم وحسب. 

تنظر البنت إلى استيفان مرة أخرى. 

لا ينظر إليها. 

يقول صديق استيفان «حسن». 

تقول له البنت مشيرة إلى باب «تحب أن تنتظر هنا؟» 

يقول صديق استيفان «نعم، حسن». ولعله يبدو محبطا، وكأنه هو نفسه ربما لم يكن يعلم يقينا إن كانوا سيفعلونها كلهم معا، ولعله كان يرجو أن يكون الأمر كذلك. 

يشعل استيفان سيجارة، لكنه يضطر أن يضغط على القداحة بضع مرات لكي يخرج لهب. 

يتواصل صديقه معه بعينه لثانية ويبتسم. 

لا يحاول استيفان، محض المحاولة، أن يبتسم. يشعر بما يشبه الذعر. 

يتبع البنت عبر طرقة قصيرة معتمة إلى غرفة في نهايتها. 

لا يستوعب الغرفة حقا، عدا أن فيها الكثير من الأغراض، من ضمنها ما يبدو حيوانا صغيرا في قفص. 

تجلس البنت على سرير هناك. 

يجلس استيفان على مقعد. 

تسأله البنت «ما اسمك مرة أخرى؟» 

يخبرها. 

تخبره باسمها. 

تقول «أنت بخير؟» يقول «نعم». 

يتكلمان بضع دقائق. هي عموما التي تتكلم. ثمة سكتات طويلة، يكون فيها صوت حيوان القفص الصغير مسموعا أحيانا. تسأله من أين هو. 

يخبرها فتسأله «وكيف هي؟» 

يقول «لا بأس بها». 

يجلسان في صمت. 

تشعل سيجارة، ربما لتفعل أي شيء. 

بعد وهلة، دونما قول أي شيء، تنهض وتخرج. 

بعد لحظات قلائل ينفتح الباب مرة أخرى. 

يرفع استيفان رأسه فيرى صديقه. 

كان ينتظر أن يكون البنت. 

يسأل صديقه «ما الذي جرى؟» 

«ماذا تقصد؟» 

يسأل صديقه مرة أخرى «ما الذي جرى؟» 

«ولا شيء». 

يقول صديقه «تريدك أن تذهب. ماذا فعلت؟» 

«ولا شيء». 

«ولا شيء؟» 

«نعم». 

يتركان الشقة وفي الطرقة الخارجية يقول صديقه «حسن، إلى اللقاء». 

يسأله استيفان «ألن تأتي؟» 

يقول صديقه «لا، تريدني أن أرجع». 

«فعلا؟» 

يطرق صديقه. «أراك لاحقا». 

«حسن». 

وهو لا يفهم ما الذي جرى، يستقل استيفان المصعد نازلا وحده. 

«قالت إنك لست جذابا. ذلك ما قالته». هذا بعد أيام قليلة إذ يفسر له صديقه ما جرى. 

يدخن استيفان. 

أمر فظيع، أن يقال له هذا، عنه، ولا يعرف بماذا يمكن أن يجيب. يبدو أمرا لا يجاب عليه. 

يقول صديقه «قالت إنك لم تبدُ مستعدا لذلك». 

يقول استيفان «كنت مستعدا لذلك». 

«قالت إنك لم تبد كذلك». 

«بل كنت». 

بعد ذلك لا ترجع الأمور مع صديقه كما كانت. 

يقلّ الوقت الذي يقضيانه معا. 

يبدأ صديقه في الخروج مع آخرين. 

يقضي استيفان مزيدا من الوقت وحده. 

** 

في يوم أحد يزور جدته هو وأمه. في عيد ميلادها. يجلس هناك، ضجرا، في صالتها بينما تتكلم هي وأمه. 

تطلب منه أمه أن يملأ مزهرية بالماء لتضع الزهور التي أحضرتها. 

يذهب إلى المطبخ ويفعل ذلك. 

الشبابيك مفتوحة. والنهار دافئ في هذا الوقت من السنة. 

تسأله جدته «وأنت كيف حالك؟» 

يقول «أنا تمام». 

يقف في الشرفة الصغيرة متمنيا لو يستطيع أن يدخن. 

بعيدا، وفي أسفل التل، يرى من البلدة الجزء الذي يعيش فيه هو وأمه. 

تحكي أمه لجدته كيف يبلي في المدرسة بلاء حسنا. 

تأخذ جدته بعض النقود من محفظتها وتعطيها له، على سبيل المكافأة. 

تطلب منه أمه أن يقول شكرا. 

يقول «شكرا». 

تبتسم جدته. 

عندها تلك الكتب السياحية. مصفوفة بجوار بعضها بعضا على رف قرب التليفزيون. إيطاليا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي وألمانيا الغربية وبريطانيا العظمى. بدافع من الملل ينظر إلى الكتب بينما أمه وجدته يتكلمان. الكتب كلها مصورة، أغلب الصور بالأبيض والأسود، والقليل منها بالألوان. تبدو الألوان غير طبيعية بعض الشيء، لا تبدو كالألوان في الحقيقة. 

تعيش في الشقة المقابلة لشقتهما امرأة. قبل أن يمر وقت طويل على سكنهما في البناية، سألت المرأة أمَّه إن كان يمكن أن يساعدها استيفان أحيانا في التسوق. 

قال استيفان لأمه حينما أخبرته بالأمر «ما معنى هذا؟» 

«تريدك أن تذهب معها إلى المتجر وتساعدها في صعود السلم بالأغراض». 

قال «لا أريد أن أفعل هذا». 

قالت أمه «المرأة ساعدتنا كثيرا». 

قال «لن أفعل هذا». 

قالت أمه «قلت لها إنك ستفعل». 

«قلتِ إني سأفعل؟» 

«نعم قلت». 

«لم؟» 

كررت أمه «المرأة ساعدتنا كثيرا. وزوجها مريض بالقلب. ولا مجال للجدال في هذا». 

ومنذ ذلك الحين، مرة أو اثنتين في الأسبوع، يذهب إلى المتجر الكبير مع المرأة ويساعدها في حمل الأغراض إلى البيت. 

بعد رجوعه من المدرسة إلى البيت يرمي حقيبته على أرض الشقة ثم يخرج ويطرق باب الشقة المقابلة. 

تفتحه المرأة التي تعيش هناك وتطلب منه أن ينتظر دقيقة، فيفعل، واضعا قلنسوة سترته على رأسه وسماعاته على أذنيه، ناظرا عبر درجات السلم إلى بسطة بها صف نباتات في أصص على الأرض قرب النافذة. النافذة منخفضة انخفاضا غريبا في الجدار. بل إنها تمتد إلى ما دون الأرضية. 

تقول المرأة «حسن» وهي تغلق باب شقتها. 

ترتدي معطفها وقبعتها وينزلان الدرج الخرساني معا. 

تسأله وهما ينزلان الدرج «هل الجو بارد؟» 

يضطر إلى خلع السماعات كي يسمعها. 

تكرر «هل الجو بارد؟» 

يقول «نعم». 

يتحريان طريقهما وسط برك الرصيف غير المستوي وينتظران إشارة المرور. 

يبدو الضوء شديد السطوع داخل المتجر الكبير بعد غبشة الشتاء في الشارع. 

تطلق المرأة شعرها من القبعة وتخفف ربطة وشاحها. 

يتبعها في المكان دافعا عربة التسوق وهي تضع فيها الأغراض. 

لا يتكلمان. 

بعد ذلك يسيران راجعين إلى البناية التي يعيشان فيها، ويصعدان الدرج. ما من مصعد في البناية وشقتاهما في الطابق الرابع. 

تقول له «أنت قوي جدا» وهو يضع الأغراض الثقيلة على مائدة مطبخها. 

لا يعرف بم يرد على ذلك. 

يكتفي بالإطراق، وتسأله لو أنه يريد بعض حلوى (سومولي جالوسكا). في بعض الأحيان عندما يرجعان تقدم له شيئا يأكله، وأحيانا يكون بعض الحلوى من قبيل (سومولي جالوسكا). 

يقول «نعم، لا بأس». 

تقول «إذن اجلس». 

يجلس إلى المائدة. 

حلوى (سومولي جالوسكا) في الثلاجة. تقدم له منها قطعة كبيرة في وعاء زجاجي عميق تضعه أمامه، مع ملعقة. 

يقول «شكرا». 

وبينما يأكل تأخذ هي الأغراض بعيدا. 

يبدأ في إدراك أنها تحس تجاهه بعاطفة، أو شيء من هذا القبيل. يشعر بالحرج، لكن الأمر يعجبه أيضا على نحو ما، برغم أنه لا يشعر بأي عاطفة تجاهها. 

لا يشعر بشيء مطلقا تجاهها. 

ما هي إلا هذه العجوز، لعلها أسنّ من أمه. 

لا يكاد يشعر بوجودها. 

تسأله وهي تبعد المشتريات «كيف تجد الحلوى؟» 

يقول «لطيفة». 

يأكل بسرعة، من ناحية لأن الحلوى لذيذة ومن ناحية لأنه يريد أن يخرج بأسرع ما يستطيع. 

ينتهي فيقوم، ويحتك كرسيه بالأرض بصخب. 

يقول «حسن إذن». 

تقول «هل يمكن أن أقبلك؟» 

تقف قبالته. 

سؤال مفاجئ لا يعرف كيف يرد عليه. 

بل لا يعرف ماذا تقصد حقا. 

حين لا يقول أي شيء، تقبله على شفتيه. لا شيء، محض شفتين مسَّتا شفتيه مسًّا خفيفا للحظة. 

وبعدها على الفور تقول «آسفة». 

يقف وحسب. 

تقول «أظن أنك يجب أن تذهب الآن». 

دون أن يقول أي شيء، يخرج ويمضي في الطرقة حتى يدخل شقة أمه. 

** 

مصابيح الفصل مضاءة، وفي السقف مصابيح طولية داخل علب بلاستيكية شفافة. في العلب أعداد لا بأس بها من الذباب الميت، أجسام ضئيلة غائمة يحملق فيها أحيانا بينما المعلم يشرح. قليل جدا من يتظاهرون بالإنصات للمعلم الذي يقرأ عليهم من كتاب: «بصفة عامة، الأشخاص الأفضل ’لياقة‘ هم الأقدر على البقاء. غير أن نظرية التطور الحديثة تعرّف اللياقة لا بطول حياة الكائن الحي، وإنما بمدى نجاحه في التناسل. فلو أن كائنا حيا يعيش نصف حياة كائنات آخر من سلالته، لكن لديه ضعف ما لديهم من النسل القادر على الحياة حتى البلوغ، تصبح جيناته هو أكثر شيوعا في البالغين من أفراد الجيل التالي». هذه حصة ما بعد الظهيرة. 

بعدها يمشي إلى البيت. 

يصعد الدرج اثنتين اثنتين وإذا بها هناك، أمامه، حاملة علبة ماء بلاستيكية صغيرة. تروي نباتات بسطة الدرج في ما بين الطابقين. لم يرها منذ المرة الأخيرة التي ذهبا فيها معا إلى المتجر، حينما قبّلته بعدها. تقول «أهلا يا استيفان» دون أن تتوقف عما تفعله. 

يقول «أهلا». 

يقف على بعد درجات قليلة تحتها، ولا يزال يلهث قليلا. رؤيتها مرة أخرى تزيد غرابة فكرة أنها بالفعل قد قبّلته. 

تسأله إن كان بوسعه أن يذهب معها إلى المتجر. 

يقول «حسن». 

وكالعادة لا يتكلمان معا خلال التسوق. 

ولا يحدث إلا بعد رجوعهما إلى شقتها أن تقول «أنا آسفة على ما جري ذلك اليوم». 

يدهشه أن تقول هذا. يبدو من قولها وكأنها فعلت فيه شيئا ما، في حين أن تفكيره في الأمر كان يجعله يشعر أنه شيء فعلاه معا. 

يقول «لا بأس». 

تقول «فعلا؟» 

لا يعرف بماذا يجب أن يرد. 

لا يقول أي شيء. 

تسأله «هل حكيت لأحد؟» 

يقول «لا». 

لم يحك لأحد. ليس لديه من يحكي له. وحتى لو فعل، فما الذي يحكيه؟ أنه قبّل هذه المرأة العجوز القبيحة؟ 

** 

في المرة التالية التي يرجعان فيها من المتجر وتسأله إن كان يريد بعض حلوى السومولي جالوسكا، يتردد ثم يقول «نعم لا بأس». 

تطلب منه الجلوس وتضع أمامه وعاء من الحلوى، وملعقة، ومنشفة ورقية. 

يقول «شكرا». 

وبينما يأكل تأخذ هي الأغراض بعيدا. 

فور أن يقوم عن المائدة ويمسح فمه بالمنشفة الورقية تقول له «ممكن؟» 

وواضح ما تعنيه. 

ديفيد سالاي (1974) كاتب بريطاني مجري، كندي المولد، فازت روايته «لحم» بجائزة بوكر سنة 2025 والجزء المترجم هنا مأخوذ من فصل نشرته مجلة جرانتا بتاريخ 24 فبراير 2025 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 4ر8%
  • ارتفاع صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 8.4% خلال نوفمبر الماضي
  • كوريا الجنوبية تحاكم الأم المقدسة بتهمة الفساد
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بتجهيز قواته الجوية بـأصول استراتيجية جديدة
  • تحت إشراف الزعيم.. كوريا الشمالية تستعد لمهام موسعة
  • لحم
  • برفقة ابنته .. زعيم كوريا الشمالية يُطالب بالقضاء على الجواسيس
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بتجهيز قواته الجوية بـ"أصول استراتيجية"
  • زعيم كوريا الشمالية يكشف دور سلاح الجو في "الردع النووي"
  • الجدة الروبوت.. دمى أنيسة تخّفف من وطأة عزلة كبار السن في كوريا الجنوبية وترعاهم