جان برنارد بيناتيل يكتب: إستراتيجية جديدة لأوكرانيا.. «فورين أفيرز» تؤكد أن الهجوم المضاد فشل.. ويجب أن توقف أوكرانيا أي عمل هجومي وتختار إستراتيجية دفاعية
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
المستشار الألماني أولاف شولتس
بعد أقل من شهر من صدور مجلة "الإيكونوميست"، وهى مجلة إخبارية بريطانية تعتبر من أكثر الصحف الأسبوعية تأثيرًا فى العالم الأنجلوسكسوني، أشارت مجلة "فورين أفيرز"، وهى مجلة رائدة فى مجال الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، إلى أن الهجوم المضاد فشل وتوصى أوكرانيا بتغيير استراتيجيتها.
يتناول هذا المقال الحجج التى طرحها رئيس أركان الجيوش الأوكرانية، الجنرال فاليرى زالوزني، الذى كسر فى مقابلة مع صحيفة "الإيكونوميست" فى الأول من نوفمبر الخط الرسمى باعترافه بأن: "الحرب فى طريق مسدود"، مما سلط الضوء فى الساحة العامة على الخلاف بينه وبين رئيس الدولة زيلينسكي.
فى الواقع، تقترح مجلة "فورين أفيرز"، فى تقريرها الصادر فى ١٧ نوفمبر ٢٠٢٣، استراتيجية دبلوماسية عسكرية جديدة لأوكرانيا بعنوان دبلوماسى للغاية: "إعادة تعريف النجاح فى أوكرانيا"، "يجب تحقيق التوازن بين الوسائل والأهداف".
مع الإشارة إلى أن هدف استعادة الأراضى المفقودة أصبح بعيد المنال بالوسائل المتاحة لأوكرانيا، وهو ما واصلت التأكيد عليه منذ أبريل ٢٠٢٣، يعترف كاتبا تقرير "فورين أفيرز": "لقد اكتسبت روسيا بالفعل المزيد من الأراضى فى عام ٢٠٢٣ مقارنة بأوكرانيا".
ويخلص تقرير مجلة "فورين أفيرز" إلى أن أوكرانيا يجب أن توقف أى عمل هجومى وتختار استراتيجية دفاعية لأن: "نهج كييف الحالى يعتمد على تكاليف عالية وآفاق منخفضة، مما يضع الأوكرانيين فى موقف حساس لطلب مساعدات غربية غير محدودة مع تضاؤل فرص النجاح". ويطرحون أن تقترح كييف وقف إطلاق النار لبدء المفاوضات، فى حين يأملون أن يرفض بوتين ذلك.
ويرى كاتبا التقرير أن الاهتمام بتغيير الاستراتيجية من شأنه أن: "ينقذ حياة أوكرانيا وأموالها ويقلل احتياجاتها فى مجال الدفاع الغربي، وهو ما قد يكون ضروريًا إذا انخفض الدعم الأمريكى وتحملت أوروبا العبء. وسيكون من الحكمة لأوكرانيا أن تكرس مواردها لأمنها وازدهارها على المدى الطويل بدلًا من إنفاقها فى ساحة المعركة لتحقيق مكاسب قليلة.
علاوة على ذلك فإن "ظهور أوكرانيا كدولة ديمقراطية مزدهرة ومرنة وقادرة على الدفاع عن نفسها من شأنه أن يشكل هزيمة مدوية للطموح الروسي".
ويبدو لى أن هذا "المستقبل المشرق" أبعد كثيرًا فى الواقع من محاولة استعادة الأرض من خلال العمل العسكري، حيث إن الأوليجارشية التى تحكم أوكرانيا فاسدة للغاية. الشيء الأكثر إثارة للاهتمام فى هذه الفترة هو الموسيقى الصغيرة التى نسمعها منذ شهرين فى الصحف البريطانية والأمريكية: يعتقد الأنجلوسكسونيون أنهم فعلوا ما يكفى من أجل أوكرانيا ويعتقدون أن الأمر متروك الآن للاتحاد الأوروبى لتحمل العبء وحدهم فى هذا الصراع.
إن قراءة ما بين السطور قد تعنى أن لندن وواشنطن تفكران فى تحقيق هدفهما: تجميد أو حتى حظر أى تحالف اقتصادى واستراتيجى من المحيط الأطلسى إلى جبال الأورال، بالتواطؤ مع الزعماء التابعين الأوروبيين الذين يخونون مصالح مواطنيهم.
فى الواقع، يعتقد الكاتبان أن زيلينسكى لن يوافق على تغيير الاستراتيجية إلا إذا كان الاحتمال المعروض عليه كبديل جذابًا بما فيه الكفاية. ويقترحان أيضًا "تلطيف ما يمكن أن يكون بمثابة حبة مريرة للأوكرانيين. ويتعين على الولايات المتحدة وبعض أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسى (تحالف أصدقاء أوكرانيا) أن يلتزموا ليس فقط بتقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية الطويلة الأجل، بل وأيضًا بضمان استقلال أوكرانيا.
وسيكون هذا الالتزام مستوحى من المادة الرابعة من معاهدة الناتو، التى تنص على إجراء مشاورات فورية عندما تتعرض "سلامة الأراضى أو الاستقلال السياسى أو الأمن" لأى عضو للتهديد.
ومن المتوقع أن يعمل الاتحاد الأوروبي، الذى أعلن مؤخرًا عن اعتزامه البدء فى مفاوضات انضمام كييف، على تسريع الجدول الزمنى لانضمام أوكرانيا وأن يعرض عليها صفقة خاصة مخففة مع الاتحاد الأوروبى فى هذه الأثناء.
وينبغى للحلفاء الغربيين أيضًا أن يوضحوا أن معظم العقوبات المفروضة على روسيا ستظل سارية إلى أن تغادر القوات الروسية أوكرانيا، وأنهم سيساعدون أوكرانيا على استعادة سلامة أراضيها على طاولة المفاوضات.
وتتجنب مجلة "فورين أفيرز" تناول مسألة حكم أوكرانيا فقط من خلال تسليط الضوء على الخلاف الاستراتيجى والسياسى بين زيلينسكى ورئيس أركان جيشه، فضلًا عن قراره تأجيل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقرر إجراؤها عام ٢٠٢٤، بحجة أنها صعبة فى بعض الأحيان.. ولكن ربما لمنع زالوزني، الأكثر شعبية منه، من الترشح.
بينما على العكس من ذلك، فى روسيا، يحافظ فلاديمير بوتين، الذى تم تقديمه للغرب على أنه دكتاتور ضعيف، على الانتخابات الرئاسية المقررة دستوريًا فى مارس ٢٠٢٤، والتى ينوى الترشح فيها مرة أخرى.
ولا يبدو أن هذا الوضع السياسى المعكوس يزعج الديمقراطية العظيمة التى ترأس المفوضية الأوروبية والتى أعلنت فى ١٤ سبتمبر ٢٠٢٢ فى ستراسبورج أن الحرب الأوكرانية كانت "حرب الاستبداد ضد الديمقراطية".. الآن يمكننا أن نسأل أنفسنا: ما القول أمام هذه المتغيرات؟
الجنرال جان برنارد بيناتيل: قائد عسكرى سابق، حاصل على الدكتوراه فى العلوم السياسية، وكانت أطروحته للماجستير فى مجال الفيزياء النووية.. ومؤلف ستة كتب جيوسياسية منها: «تاريخ الإسلام الراديكالى ومن يستخدمه».. يستعرض بخبرته العسكرية وبما لديه من معلومات مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، فى ضوء ما كتبته مجلة "فورين أفريز".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المستشار الألماني أولاف شولتس فورين أفيرز جان برنارد بيناتيل الإيكونوميست روسيا فورین أفیرز إلى أن
إقرأ أيضاً:
هواوي تشعل صيف الهواتف بإطلاقات جديدة تؤكد بدايتها القوية للموسم
تستعد شركة هواوي لإطلاق كبير هذا الصيف، حيث أكدت الشركة الصينية عبر صفحتها الرسمية على منصة Weibo عزمها الكشف عن سلسلة Pura 80 يوم 11 يونيو في الصين.
وتشمل السلسلة المرتقبة أربعة هواتف ذكية وهم Pura 80 وPura 80 Pro وPura 80 Pro+ وPura 80 Ultra، إلى جانب ساعة ذكية جديدة تحمل اسم Huawei Watch 5.
كاميرات قوية وتصميم مألوفتمثل سلسلة Pura الخط الرئيسي لهواوي في فئة الهواتف الذكية الموجهة لعشاق التصوير، وكانت سلسلة Pura 70 قد تميزت سابقًا بقدرات تصوير متعددة الاستخدامات.
لكن وفقًا للتسريبات الأخيرة، لا يبدو أن الشركة تنوي إجراء تغييرات كبيرة على مستوى العتاد في سلسلة Pura 80.
أحد التسريبات الحديثة يشير إلى أن هاتف Pura 80 Ultra سيأتي بكاميرا رئيسية بدقة 50 ميجابكسل، مع مستشعر بقياس 1 بوصة وفتحة عدسة متغيرة، وهو مستشعر يعد من الأكبر في فئة الهواتف المتوسطة العليا.
كما يتضمن الهاتف عدسة تليفوتوغرافية من نوع بيريسكوب بدقة 50 ميجابكسل وبمستشعر 1/1.3 إنش، وتدعم البعد البؤري المزدوج، ما يعزز قدراته في التقريب البصري.
ويضم الهاتف أيضًا كاميرا ثالثة عريضة الزاوية بدقة 40 ميجابكسل، إلى جانب مستشعر لدرجة حرارة الألوان بدقة 2 ميجابكسل.
اللافت أن هذه المواصفات تطابق بشكل شبه كامل مواصفات Pura 70 Ultra، مع فرق طفيف يتمثل في ترقية مستشعر درجة حرارة الألوان من 1.6 ميجابكسل إلى 2 ميجابكسل فقط.
رغم أن هواوي لم تكشف عن تفاصيل رسمية تتعلق بتصميم هواتف السلسلة الجديدة، إلا أن أحد مديري الشركة شوهد وهو يستخدم هاتف Pura 80 علنًا خلال فعالية إطلاق سيارة MAEXTRO S800 الذكية، ما كشف بالخطأ عن الشكل الخارجي للهاتف قبل موعد الإطلاق الرسمي.
تأخير في التوفر مقارنة بالسنة الماضيةمن المتوقع أن تُطرح سلسلة Pura 80 رسميًا في الصين يوم 11 يونيو، لكن التقارير تشير إلى أن الهواتف لن تكون متاحة للبيع حتى شهر يوليو المقبل.
وبالمقارنة، كانت سلسلة Pura 70 قد طُرحت للبيع في أبريل من العام الماضي، ما يشير إلى احتمال وجود تأخير في الجدول الزمني الخاص بإطلاق هواتف الفئة المتوسطة العليا لهذا العام.