طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، الحكومة، بإلغاء الهدنة المبرمة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، واستئناف الحرب، بعد ما وصفه بـ"خرق" اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، استهدف عناصر من حماس جنودا متمركزين في الجزء الشمالي، في أول خرق كبير واضح للاتفاق الذي دخل يومه الخامس، وذلك بعد تمديد وقف لإطلاق النار استمر أربعة أيام في آخر لحظة ليومين إضافيين من أجل إتاحة الفرصة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.



ووفقا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن بن غفير، حث رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، في بيان، على "عدم احتواء الحادث"، مطالبا بإصدار أوامر للجيش "باستئناف سحق حماس بالقوة"، مضيفا أنه "لا يمكننا أن ننتظر حتى يقتلوا مقاتلينا".

ولاح في الأفق عمود دخان واحد فوق الأراضي القاحلة بمنطقة الحرب في شمال قطاع غزة، الثلاثاء، وكان مرئيا عبر السياج في إسرائيل، لكن لم يكن هناك أي مؤشر على وجود طائرات في السماء أو دوي انفجارات.

وأبلغ الجانبان عن إطلاق نيران مدفعية إسرائيلية على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة في الصباح، لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط خسائر بشرية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "بعد اقتراب مشتبه بهم من قوات الجيش، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة تحذيرية".

وخلال الهدنة، أطلق مقاتلو حماس سراح 50 امرأة وطفلا إسرائيليا من بين 240 رهينة اختطفوا من جنوب إسرائيل خلال هجوم مباغت في السابع من أكتوبر. وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 150 معتقلا أمنيا من سجونها، جميعهم من النساء والقصر.

كما أفرجت حماس بشكل منفصل عن 19 رهينة من الأجانب، معظمهم من عمال المزارع التايلانديين، بموجب اتفاقات منفصلة موازية لاتفاق الهدنة.

وقالت إسرائيل إن الهدنة قد تمتد إلى أجل غير مسمى، طالما استمرت حماس في إطلاق سراح ما لا يقل عن عشرة من الرهائن يوميا. ولكن مع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، فإن الحفاظ على الأسلحة صامتة بعد يوم الأربعاء قد يتطلب التفاوض لإطلاق سراح بعض الرجال الإسرائيليين على الأقل للمرة الأولى.

وجلبت الهدنة حتى الآن أول فترة راحة لقطاع غزة منذ سبعة أسابيع قصفت إسرائيل خلالها مساحات واسعة من القطاع، وخاصة الشمال، بما في ذلك مدينة غزة، وحولتها إلى مشهد مقفر.

وجرى توصيل المزيد من المساعدات إلى المنطقة التي تخضع لحصار إسرائيلي مطبق.

وتعهدت إسرائيل بمحو حماس بعد أن اجتاح مسلحوها السياج وشنوا هجوما أدى لمقتل نحو 1200 شخص، أكثرهم مدنيون.

ومنذ ذلك الحين، تقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 15 ألف شخص قُتلوا في القصف الإسرائيلي، 40 بالمئة تقريبا منهم أطفال، ويخشى أن يكون عدد آخر من القتلى تحت الأنقاض.

وفقد أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون منازلهم وتقطعت بهم السبل داخل القطاع مع نفاد الإمدادات، وتنام آلاف العائلات في ملاجئ مؤقتة مع ما استطاعوا حمله من أغراض.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: معضلة المساعدات تستنزف الجيش الإسرائيلي

سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الضوء على المعضلة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في أعقاب الإعلان عن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات للفلسطينيين، والتي تتضمن إشرافا مباشرا على توزيعها من خلال مراكز محددة داخل قطاع غزة.

ووسط اتهامات متصاعدة بتجويع سكان غزة، ينخرط الجيش الإسرائيلي في مهمة غير قتالية تتمثل في حماية مراكز المساعدات وتأمين طرق توزيعها لسكان غزة، بالإضافة إلى السماح لعشرات الشاحنات بالوصول إلى شمال قطاع غزة في ظل عدم إنشاء مراكز توزيع هناك حتى الآن.

ويقول التقرير الذي أعده المحلل العسكري للصحيفة يوآف زيتون إن هذه المهمة تُفاقِم مشكلة التصدي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي لا تزال "تملك كتائب فاعلة تعمل من خان يونس حتى مدينة غزة وضواحيها".

وينقل زيتون عن قادة في الجيش الإسرائيلي اعترافهم بأن إطلاق النار المستخدم "لضبط الحشود الكبيرة" أمام مراكز توزيع المساعدات أدى إلى "مقتل فلسطينيين" عزل كانوا يسعون للحصول على الغذاء، وهو ما أثار موجة انتقادات دولية وعمّق الضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تواجه اتهامات بتغذية كارثة إنسانية.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أكدت أن 400 فلسطيني على الأقل قتلوا منذ بدء تطبيق آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية قبل نحو شهر، فيما تؤكد الحكومة الفلسطينية في غزة ومنظمات الإغاثة الإنسانية أن الاحتلال يدعم العصابات التي تستولي على شاحنات المساعدات التي تتوجه لشمال غزة.

معضلة الجيش الإسرائيلي

وبحسب تقرير زيتون، بات الجنود الإسرائيليون مكلفين بتأمين الطرق لمئات الشاحنات التي تحمل الغذاء والوقود والغاز، خصوصًا في شمال قطاع غزة حيث عاد نحو 800 ألف فلسطيني أخيرا. لكن هذه العمليات تصطدم بموجة من أعمال النهب التي تظهرها مقاطع الفيديو المنتشرة أخيرا، ما يفاقم الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية، فيما يثير من ناحية ثانية انتقادات أوساط اليمين، التي تتهم حكومة نتنياهو بدعم إعادة تأهيل حماس بشكل غير مباشر عبر إدخال المساعدات.

إعلان

وطالب نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، بإعداد خطة بديلة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة دون أن تقع في أيدي حماس، على حد زعمه، ولكن التقرير ينقل عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غضبها وتأكيدها أن مثل هذه الخطط البديلة مطروحة بالفعل منذ أسابيع على طاولة صناع القرار.

ويكشف زيتون أن هذه الخطط تتضمن، من بين أمور أخرى، إنشاء مراكز توزيع جديدة للمواد الغذائية في مناطق أخرى من القطاع، لكن المؤسسة الأمنية أوضحت للقيادة السياسية أنه لا بديل أيضا عن استمرار تدفق المساعدات عبر الشاحنات، لما له من أهمية إنسانية وأمنية.

ويتحدث التقرير عن الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، لأنه لا يملك إلا تأمين شاحنات المساعدات من الجو، إذ لا يمكن لقوات الجيش الحضور في كل مفترق طرق في غزة، بل إنه يتحدث عن معضلة نقص القوات على الأرض، ويقول "في الحرب مع إيران نقلنا لواء كان يعمل في بلدة قريبة من شمال قطاع غزة لتعزيز قطاعات أخرى، ودخل آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم نشطاء حماس، على الفور إلى هذا الفراغ".

ووفق التقرير، فإن مراكز توزيع المواد الغذائية في جنوب القطاع، التي كان يفترض ألا يشارك فيها الجنود الإسرائيليون ميدانيا كما تعهد المستوى السياسي سابقًا، باتت تعتمد يوميا على مئات الجنود لحماية عمليات التوزيع وتنظيم الحشود الهائلة التي تصل أحيانًا إلى 50 ألف فلسطيني قبل ساعات طويلة من فتح المراكز.

الوصول إلى المساعدات محفوف بقصف إسرائيلي متعمد (رويترز) قتل طالبي المساعدات

وهنا يعترف التقرير بأن طالبي المساعدات الذين يتجاوزون الخط الأحمر الذي خطط لهم في مراكز المساعدات يتعرضون لما أسماها "نيران تحذيرية"، يقول التقرير نقلا عن ضباط إسرائيليين إنها "ليست دقيقة دائمًا"، وهو ما يعد تبريرا لتعمد القوات الإسرائيلية إطلاق النار على طالبي المساعدات كما تؤكد تقارير الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية بغزة.

ولذلك يزعم التقرير أن "بعض الفلسطينيين يحاولون الاقتراب من الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وهم يحملون أواني طعام فارغة بهدف تصوير مشاهد استفزازية، وبينهم أطفال لا يُعرف ما إذا كانوا أبرياء أو مكلفين بمهام من قبل حماس مثل اختبار رد فعل القوات أو تنفيذ هجمات محتملة"!

ولكن المحلل العسكري ينقل عن ضباط في الجيش أن هذه المهام اللوجستية الهائلة تستنزف الجيش الإسرائيلي وتبعده عن مهامه العسكرية الأصلية، وأشاروا إلى أن سرايا كاملة باتت منشغلة بحماية مراكز توزيع الغذاء، بدلًا من تنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف حماس، التي لا تزال تمتلك قدرات قتالية معتبرة في غزة، رغم مرور نحو 21 شهرًا على بدء حرب الإبادة على القطاع.

ويضيف "القادة الذين يقاتلون على الأرض يشهدون على استمرار وجود الكتائب الفاعلة والمختصة لحماس في قطاع غزة، من خان يونس إلى مدينة غزة ومحيطها".

ويشير التقرير إلى أن الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، التي سُحبت من قطاع غزة أخيرا تحسبًا لاحتمال التصعيد مع إيران، تستعد للعودة إلى القطاع مجددًا، في انتظار قرار سياسي بشأن المرحلة المقبلة، إذ تُدرس في إسرائيل خيارات حاسمة، بينها المضي نحو صفقة تبادل أسرى تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، أو مواصلة القتال البري ضد حماس حتى تحقيق أهداف أوسع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • بن غفير ردا على ترامب: لن ننهي الحرب على غزة إلا بعد القضاء على حماس
  • الجيش الإسرائيلي: هاجمنا أكثر من 140 هدفا يوم أمس الإثنين في قطاع غزة
  • نتنياهو يضع إطلاق الرهائن "أولوية" على هزيمة حماس
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطالب سكان عدة مناطق في قطاع غزة بالإخلاء
  • نتنياهو يضع إطلاق الرهائن "أولوية" على هزيمة حماس
  • أخبار العالم| ترامب يسعى إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن.. حماس تؤكد تعثر المفاوضات بسبب إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب.. وإيران تستبعد استئناف المفاوضات مع أمريكا
  • وسط استعدادات لعملية عسكرية كبرى في غزة.. تصاعد الخلافات داخل الجيش الإسرائيلي
  • ترامب يسعى إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن
  • يديعوت أحرونوت: معضلة المساعدات تستنزف الجيش الإسرائيلي
  • ترامب يوجّه رسالة عاجلة حول غزة.. وآلاف الإسرائيليين يتظاهرون ويطالبون نتنياهو باتخاذ قرار شجاع