لجريدة عمان:
2025-06-08@17:39:24 GMT

فلسفة.. الحرب على غزه والنقاش الفلسفي

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

فلسفة.. الحرب على غزه والنقاش الفلسفي

في 20 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت مجموعة من الباحثين في جامعة أكسفورد الذين يعملون في الفلسفة السياسية والأخلاق والعلوم السياسية والقانون وغيرها من المجالات رسالة مفتوحة إلى رئيس وزراء المملكة المتحدة ريتشي سوناك وزعيم المعارضة كير ستارمر Keir Starmer يدعون إلى « الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي الكارثي والأخلاقي على غزة».

فيما يلي نصها:

- رسالة مفتوحة حول الأزمة الإنسانية في غزة من باحثين في أكسفورد.

20 أكتوبر 2023م.

إلى رئيس الوزراء وزعيم المعارضة في المملكة المتحدة، نحن الموقعون أدناه مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في العلوم السياسية والفلسفة السياسية والأخلاق والتاريخ والجغرافيا والقانون والشرق الأوسط.إننا نناشدكم للدعوة إلى الوقف الفوري للهجوم الإسرائيلي الكارثي على غزة، وأن تسمح إسرائيل بالمرور الحر للمساعدات الإنسانية إلى غزة، بالإضافة إلى الاستمرار في دعوة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. لقد كان الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عملاً مروعاً ومقيتاً من الناحية الأخلاقية من أعمال الإرهاب الجماعي، وهو عمل استهدف المدنيين الإسرائيليين بشكل عشوائي، بما في ذلك الأطفال. ووفقاً للقانون الدولي، يحق لإسرائيل اتخاذ إجراءات دفاعية ضد حماس. لكن هذا الحق لا يمتد إلى الهجوم الإسرائيلي الحالي على السكان المدنيين في غزة ولا يبرره. والواقع أن الاعتقاد بأن الفظائع التي ارتكبتها حماس تبرر الأزمة الإنسانية التي تتكشف حاليا في غزة يعني الانغماس في مبدأ أساسي من مبادئ الإرهاب ــ وهو أن كل المواطنين لابد وأن يدفعوا ثمن آثام حكوماتهم ــ فضلاً عن الممارسة المركزية للإرهاب: العقاب الجماعي.

وفي هجومها على غزة، تعمدت إسرائيل حرمان المدنيين الفلسطينيين الأبرياء – وعدد كبير منهم من الأطفال – من الماء والغذاء والكهرباء، فضلاً عن وسائل الهروب. وفي حين وافقت إسرائيل مؤخراً على السماح بإيصال كميات محدودة من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية عبر الحدود بين مصر وغزة، فإنها تواصل رفض مرور الوقود إلى غزة، مما يعرض قدرة المستشفيات على العمل للخطر. إن حجم المساعدات التي وافقت إسرائيل على السماح بدخولها، كما حذر مدير الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مؤخرا، غير كاف على الإطلاق. إن الأمر الأولي الذي أصدرته إسرائيل لحوالي 1.2 مليون من النساء والرجال والأطفال في شمال غزة بإخلاء منازلهم خلال 24 ساعة فقط، دون ضمان السلامة أو الحق في العودة، تم وصفه بأنه «جريمة حرب للاعتداء القسري» كما نقل من قبل المجلس النرويجي للاجئين. وحذرت الأمم المتحدة من «العواقب الإنسانية المدمرة لهذا العمل». وفي الوقت الذي نكتب فيه هذا المقال، ارتفع عدد القتلى في غزة إلى حوالي 3500 شخص، بالإضافة إلى 12500 جريح. ومن بين هذا العدد الكثير من الأطفال والصحفيين والعاملين في مجال الصحة وعمال الإغاثة. وقد أعلنت الأونروا، وكالة الأمم المتحدة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين، أن الوضع «كارثة إنسانية غير مسبوقة». إن تصرفات إسرائيل تشكل إهانة للكرامة الأخلاقية الأساسية.

هذه الحقائق أصبحت مألوفة الآن. والسؤال هو كيف يمكن للحكومة البريطانية ومعارضتها، في مواجهة هذه التهديدات، الاستمرار في دعم تصرفات إسرائيل. إننا نناشدكم، كأكاديميين يقضون حياتهم في التفكير في مثل هذه الأحداث، أن تروا ما سيكون واضحاً للجميع، في ملء التاريخ: أن إسرائيل منخرطة اليوم في ممارسة كارثية أخلاقية، وأن تلك الدول التي تعطي وتغطي إسرائيل على ذلك وتلطخت أيديها بدماء الفلسطينيين الأبرياء. وباسم الكرامة الإنسانية والأخلاق الأخلاقية، يتعين عليكم أن تدعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

• انتهت الرسالة الأولى مذيلة بتواقيع كثيرة ومتجددة.

- لاحقا ً، وتحديدا ً بتاريخ 1 نوفمبر 2023م، أصدرت مجموعة أخرى من الأكاديميين والفلاسفة رسالة بعنوان «الفلسفة من أجل فلسطين» Philosophy for Palestine، جاء فيها ما يلي:

- نحن مجموعة من أساتذة الفلسفة في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا نكتب للتعبير علناً وبشكل لا لبس فيه عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني ولإدانة المذبحة المستمرة والمتصاعدة بسرعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة وبكامل الدعم المالي والمادي والدعم الأيديولوجي لحكوماتنا. نحن لا ندعي ]أننا نمتلك[ أي سلطة فريدة – أخلاقية أو فكرية أو غير ذلك – على أساس كوننا فلاسفة. ومع ذلك، فقد خطى تخصصنا خطوات مثيرة للإعجاب مؤخراً في مواجهة ممارسات الفلسفة الإقصائية تاريخياً وفي التعامل بشكل مباشر مع المظالم الملحة والعاجلة. وتحقيقاً لهذه الغاية، ندعو زملائنا في الفلسفة إلى الانضمام إلينا في التغلب على التواطؤ والصمت. وفي الوقت الذي نكتب فيه هذه السطور، قتلت القنابل أكثر من 8500 شخص في غزه. وبحلول الوقت الذي تقرأ فيه هذه السطور، سيكون هذا الرقم قد ارتفع. وهناك آلاف آخرون محاصرون تحت الأنقاض. وعلى مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، أدى الحصار المفروض على المنطقة إلى قطع الغذاء والماء والأدوية والوقود والكهرباء. وقد صدرت أوامر لمليون من سكان شمال غزة بمغادرة منازلهم وسط الغارات الجوية وقبل الغزو البري المستمر مع عدم وجود مكان آمن يذهبون إليه. الحديث عن نكبة ثانية أمر مخيف، ولكنه ملائم، ومن واجب أصحاب الضمير أن يتحدثوا علناً ضد هذه الفظائع. هذه ليست خطوة صعبة اتخاذها؛ والأصعب بكثير بالنسبة لنا هو أن نبتعد بصمت وتواطؤ عن الإبادة الجماعية التي تتكشف يوما ً بعد يوم.

لقد استمر الحصار المفروض على غزة لمدة 16 عاماً؛ واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة استمر 56 عاما؛ كما استمر تجريد الفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم في جميع أنحاء فلسطين التاريخية لمدة ثلاثة أرباع قرن، منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 كدولة ذات سيادة عرقية. وليس من قبيل الصدفة أن المراقبين - بما في ذلك جماعات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية - يصفون الآن سيطرة إسرائيل على الأرض من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط بأنها نظام الفصل العنصري. والأهم من ذلك أننا جميعا ندرك تمام الإدراك أن البلدان التي نعيش ونعمل فيها والتي ندفع لها الضرائب تمول وتحرض طرفا واحدا فقط في هذا الصراع غير المتكافئ إلى حد كبير. هذا الحزب ليس المظلوم، بل الظالم. وفي الوقت الحالي، يحث سكان غزة الحلفاء في جميع أنحاء العالم على ممارسة الضغط على حكوماتهم للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. لكن هذا ينبغي – بل يجب – أن تكون البداية وليس النهاية للعمل الجماعي من أجل التحرر. إذا أردنا أن يكون هناك عدالة وسلام، فيجب أن ينتهي الحصار المفروض على غزة، ويجب أن ينتهي الحصار، ويجب أن ينتهي الاحتلال. وفي المقام الأول من الأهمية، يجب احترام حقوق جميع الأشخاص الذين يعيشون حالياً بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في المنفى. إننا ندعو زملائنا الفلاسفة للانضمام إلينا للتضامن مع فلسطين والنضال ضد الفصل العنصري والاحتلال. وعلى وجه الخصوص، انضموا إلينا في دعم المقاطعة الأكاديمية والثقافية للمؤسسات الإسرائيلية – متميزة عن الأفراد – كما حددتها الحملة الفلسطينية للتعليم الأكاديمي والثقافي. المقاطعة الثقافية لإسرائيل (PACBI) ونحن نحث جميع الأفراد على التحدث بصراحة وبلا خوف، والعمل على تعزيز قضية التحرير الفلسطيني والعدالة للجميع.

انتهت الرسالة الثانية مذيلة بتواقيع كثيرة ومتجددة.

علي الرواحي كاتب ومترجم عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟

كان المزارعون التايلانديون يشكّلون أكبر مجموعة من الأجانب الذين احتُجزوا رهائن لدى حماس بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، نتيجة لوجود أكثر من 30 ألف عامل تايلاندي في إسرائيل، يعمل معظمهم في الزراعة. اعلان

أعلنت إسرائيل استرجاع جثمان الرهينة التايلاندي ناتابونغ بينتا، البالغ من العمر 35 عامًا، والذي اختطف إلى قطاع غزة خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الهجوم الذي فجّر الحرب الحالية. وأكّدت وزارة الخارجية التايلاندية، في بيان صادر يوم السبت، وفاة بينتا، الذي كان آخر رهينة تايلاندية في القطاع، مشيرة إلى أنّ جثتي رهينتين تايلانديتين أخريين لم يُسترجعا بعد.

وتُظهر الإحصاءات أنّ 46 مواطنًا تايلانديًا لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب، فيما كانت تايلاند تمثّل أكبر جنسية أجنبية بين الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس. فكيف ولماذا كان هذا العدد الكبير من التايلانديين موجودًا في إسرائيل؟

خلفية وجود العمال التايلانديين في إسرائيل

في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، بدأت إسرائيل بالاعتماد بشكل متزايد على العمالة الأجنبية، بعد أن كانت تعتمد إلى حد كبير على العمال الفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين، أصبح العمال التايلانديون يشكّلون النسبة الأكبر من العمال الزراعيين الأجانب في إسرائيل، نظراً للفارق الكبير في الأجور مقارنةً بما يمكنهم كسبه في وطنهم.

ولتنظيم تدفّق هذه العمالة، وقّعت تايلاند وإسرائيل قبل أكثر من عقد من الزمن اتفاقًا ثنائيًا يسّهل توظيف التايلانديين في القطاع الزراعي الإسرائيلي. لكن هذا التوظيف لم يكن بمنأى عن الانتقادات.

فقد أفادت "هيومن رايتس ووتش" عام 2015 بأنّ العديد من هؤلاء العمال يعيشون في مساكن مؤقتة وغير ملائمة، ويتقاضون أجورًا تقل عن الحدّ الأدنى القانوني، ويُجبرون على العمل لساعات طويلة تفوق المسموح به قانونًا، إضافة إلى تعرضهم لظروف عمل غير آمنة ومنعهم من تغيير أصحاب العمل.

ورغم مرور سنوات، تشير تقارير رقابية حديثة إلى أن معظم العمال التايلانديين لا يزالون يتقاضون رواتب دون الحد الأدنى للأجور.

Relatedبعد تحذير أبو عبيدة من إمكانية مقتل الأسير تسنغاوكر.. الجيش الإسرائيلي ينفي محاولة تحرير الرهينةفي ثاني أيام عيد الأضحى.. قصف إسرائيلي لحي الصبرة في غزة يسفر عن مقتل 15 شخصا منهم 6 أطفال عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنياهو بتقويض جهود التوصل لاتفاق

أعداد العمال التايلانديين قبل وبعد الحرب

قبل الهجوم الذي شنّته حركة حماس، كان هناك نحو 30 ألف عامل تايلاندي يعملون في إسرائيل، غالبيتهم في القطاع الزراعي. وبعد اندلاع الحرب، عاد حوالي 7,000 منهم إلى بلادهم عبر رحلات إجلاء نظمتها الحكومة. ورغم المخاطر، استمر تدفّق العمال الجدد إلى إسرائيل، مدفوعين بارتفاع الأجور مقارنة بما هو متاح في تايلاند.

وفي تصريح حديث، أكّدت السفيرة التايلاندية لدى إسرائيل، بانابا تشانداراميا، أنّ عدد العمال التايلانديين في إسرائيل تجاوز الآن 38 ألفًا.

وقف الرهائن التايلانديون الذين أفرجت عنهم حماس دقيقة صمت لدى وصولهم إلى مطار سوفارنابومي الدولي، تايلاند، الخميس 30 نوفمبر 2023.AP Photo

جهود لتعويض النقص في العمالة

في ظل النقص الحاد في اليد العاملة الناتج عن مغادرة آلاف العمال، أطلقت وزارة الزراعة الإسرائيلية حوافز لجذب العمالة الأجنبية مجددًا إلى المناطق التي تم إخلاؤها. وشملت هذه الحوافز تمديد تأشيرات العمل، ومنح مكافآت شهرية تصل إلى 500 دولار.

من جهتها، سمحت وزارة العمل التايلاندية لما يقارب 4,000 عامل بالسفر إلى إسرائيل للعمل خلال عام 2024، مما أبقى إسرائيل ضمن أبرز أربع وجهات للعمالة التايلاندية في الخارج.

يُذكر أنّ معظم هؤلاء العمال يأتون من المناطق الفقيرة في شمال شرق تايلاند، حيث الفرص محدودة، ما يجعل الرواتب المرتفعة في إسرائيل مغرية رغم التحديات والمخاطر التي تواجههم.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي سابق لـعربي21: يجب فرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل
  • رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟
  • أمريكا تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية بناء على طلب إسرائيل
  • كم وردة أحرقتها إسرائيل في غزة!
  • أولمرت: إسرائيل مسؤولة عن تلبية حاجة سكان غزة
  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • ننشر فلسفة وأهداف دراسة برلمانية بشأن قانون الضريبة العقارية
  • صحف عالمية: شهادات تكذب رواية إسرائيل بشأن ضحايا المساعدات بغزة
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يجر الجيش إلى فخ في غزة ويحوّل إسرائيل لعبء إقليمي
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان