سودانايل:
2024-06-20@14:40:34 GMT

الإكسير .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

الإكسير
ELIXIR
Gawain Westray Bell قويين ويستراي بيل
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة لورقة صغيرة للإداري البريطاني السير قويين ويستراي بيل نشرت في الجزء الأول من المجلد الثلاثين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات" الصادرة عام 1949، ص 110 – 111.
عمل بيل (1909 - 1995م) بحسب ما ورد في موقع جامعة درم البريطانية وموسوعة الويكيبديا (1) إداريا في حكومة العهد الثنائي منذ عام 1931م حتى تقاعده في عام 1955م، منتقلا بين كسلا والقضارف بشرق السودان، وفي مختلف مناطق كردفان.

ثم بعث منتدبا للعمل في القاهرة، ثم في شرطة فلسطين وفرقة الهجانة بها عام 1938م، وبالفيلق العربي في شرق الأردن. وشارك في الحرب العالمية الثانية قائداً لفرقة فرسان الدروز. وعاد بعدها للعمل في مناطق الفونج، ثم شغل منصب نائب السكرتير الإداري بين عامي 1953 و1954م، ثم وكيلا دائما لوزارة الداخلية بين عامي 1954 - 1955. وعين حاكما عاماً لشمال نيجيريا بين عامي 1957 – 1962م.
نشر السير قويين بيل كتابين، أحدهما بعنوان "ظلال في الرمل Shadows on the Sand" تناول في فصل منه ذكرياته عن فترة عمله بالسودان، وكتاب آخر عن فترة عمله في نيجيريا. وله أيضاً مقالات عديدة عن السودان ومصر وفلسطين، من بينها مقال عن "ذهب شيبون"(2)، ومقالات أخرى تجد عناوين معظمها في موقع جامعة درم.
المترجم
************** ********
أتت الكلمة الإنجليزية Elixir من اللغة العربية، والتي اشتقت بدورها من الكلمة اليونانيةxerion ، التي تعني مسحوقاً كان يستخدم لعلاج الجروح. وشاع استعمال تلك الكلمة وتوسعت معانيها، وصارت تشير لتلك المادة التي تحول المعادن "الخسيسة" إلى معدن نفيس هو الذهب؛ وتشير كذلك كلمة "الأكسير" خاصة Elixir viate الى تلك المادة التي كان يُعْتَقَدُ بأنها تطيل الحياة (ويسمونها أكسير الخلود لأنه يضمن لشاربه شباباً أو حياة أبدية).
وشاع الاعتقاد بوجود الإكسير في الأقطار العربية وفي السودان، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها الجبال والتلال في كسلا وجبال النوبة (3). وتختلف التقاليد الثقافية والروايات الشعبية حول "الإكسير" من بقعة لأخرى، غير أن هناك اتفاقا بين الجميع على الصعوبة البالغة في الحصول عليه، وذلك لتعذر الوصول إلى مكان وجوده، ولسبب آخر هو الوصاية والحماية التي تتسم بالغيرة التي تفرضها الجوارح والحَيَّات على أماكن وجود الإكسير.
ومن الاعتقادات الشعبية الشائعة أن شجرة الإكسير تشابه شجرة الكَرْمَةِ (العنب)، بل إن نبتته تُسمى أحيانا "العنب". وهناك نظرية أخرى تزعم أن الإكسير هو نمو طفيلي (parasitic growth) يلتصق بأي شجرة أو شجيرة يجدها، تماماً مثل ذلك النبات الطفيلي المسمى هدال / دِبق (mistletoe). وعلى أية حال، فالنبات – بحسب اعتقاد الكثيرين من العوام – له ثمر (توت berries) أحمر صغير الحجم، وتجد عبارة "لا إله إلا الله" منقوشة على أوراقه. ولثمرة النبات خاصية فريدة تجلب التوفيق والحظ السعيد للصيادين والرماة. ويجفف هؤلاء تلك الثمار ويسحقونها ويحملونها معهم في جُرْب جلدية. وقبل أن يبدأ الصياد مسيرته يقوم بحرق كمية قليلة من ذلك المسحوق ويدع دخانه ينفذ إلى فوهة سبطانته (بندقية صيده).
وبصورة عامة، يشيع في السودان الاعتقاد بأن الإكسير يجلب التوفيق والفلاح في مختلف المشاريع، وأن له القدرة على تحويل أي مادة إلى ذهب، وعلى ضمان الخلود. وجاء في قصة سمعتها عن الإكسير في كبوشية أن السيد الحسن الميرغني زار خلوة البلدة ووجد أن تلاميذها (حيرانها) يحفظون القرآن غيباً دون بذل الكثير من الجهد. وكان "الأهالي" يؤمنون بأن مرد ذلك هو شرب أولئك التلاميذ – بصورة دائمة - للبن المَعَز التي ترعى في قرية "جبل أم علي" القريبة، والتي كثيراً ما تأكل من شجر الإكسير الذي ينمو في تلك المنطقة.
ويقال أيضاً بأن الإكسير ينمو في "جبل أبو شوك" القريب من (مدينة) رشاد على طريق تقلي. وذات مرة أطلق أحد الرماة في تلك المنطقة سهمه فقطع فرعاً من شجرة؛ وبسرعة فائقة أقبل صقر من الصقور التي تحرس تلك الشجرة وهبط من السماء ليلتقط ذلك الفرع ويحمله بعيدا قبل أن يسقط على الأرض. وسمعت قصة مشابهة عن الإكسير في منطقتي كسلا وجبل الليري.
وباءت كل محاولات الحصول على الإكسير بالفشل الذريع، وانتهى بعضها بصورة مأساوية قاتلة. ففي سنوات حكم المك ناصر أبكر لتقلي (1844 – 1859م) بُذلت الكثير من المحاولات للحصول على الإكسير الذي ينمو على ارتفاعات لم يتم قياسها فوق تاسي (Tasi). وفي آخر محاولة أمر المك نفسه بأن يُحمل أحد رجاله على "عنقريب" مربوط بحبال من فوق الصخور التي كان يعتقد بأن تلك الشجرة تنمو فيها. وتم إنزال "العنقريب" من دون حدوث أدنى مكروه أو مواجهة أي صعوبة تذكر. وبعد أن بدا لمن كانوا في أعلى الجبل مرور فترة زمنية معقولة، تم رفع "العنقريب" مرة أخرى. هذه المرة وجدوا الرجل ميتا. لقد قتلته الصقور والأفاعي التي كانت تقوم على حراسة شجرة الإكسير.
*************
إحالات مرجعية:
1/ اُنْظُرْ https://shorturl.at/pzDW8
2/ سبق لنا ترجمة مقال بعنوان "ذهب شيبون" تجده هنا https://tinyurl.com/y5lyttul
3/ أفادني خبير بأن "البعض في كردفان (كان) يعتقد بأن الإكسير ينمو في أعلى جبل العين بين الأبيض والرهد أبو دكنة".

 

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كقبطان حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" يسخر من ادعاءات الحوثي بقصف سفينته (ترجمة خاصة)

سخر قبطان حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" من جماعة الحوثي وإعلانها استهداف حاملة الطائرات والذي قال "أعتقد أنه تم إغراقنا مرتين أو ثلاث مرات خلال 6 أشهر".

 

وذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أنهعلى متن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور في البحر الأحمر (AP) – قد تكون حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور واحدة من أقدم حاملات الطائرات في البحرية الأمريكية، لكنها لا تزال تقاتل – على الرغم من الادعاءات الكاذبة المتكررة من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن.

 

وتطرق التقرير إلى مزاعم الحوثيون وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الداعمة لهم مرارا وتكرارا أنهم ضربوا أو حتى أغرقوا حاملة الطائرات في البحر الأحمر. وتقود الحاملة الرد الأمريكي على استهداف المتمردين للسفن التجارية والسفن الحربية في الممر المائي الحيوي – وهي هجمات يقول الحوثيون إنها تهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

 

يقوم قائد السفينة أيزنهاور، القبطان كريستوفر "تشوداه" هيل، بالرد بشكل إبداعي على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة المعلومات الخاطئة - وتعزيز معنويات أفراد السفينة البالغ عددهم 5000 فرد - حيث تواجه البحرية قتالها الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وقال هيل لوكالة أسوشيتد برس خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى حاملة الطائرات: "أعتقد أنه تم غرقنا مرتين أو ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية، وهو ما لم يحدث". "إنه أمر كوميدي تقريبًا في هذه المرحلة. ربما يحاولون إلهام أنفسهم من خلال المعلومات المضللة، لكن ذلك لا ينجح معنا”.

 

تمثل زيارة اثنين من صحفيي وكالة أسوشييتد برس وآخرين إلى أيزنهاور جزءًا من الجهود التي بذلتها البحرية لمحاولة مواجهة مزاعم الحوثيين. وأثناء وجودهم على متن السفينة لمدة يوم ونصف تقريبًا، قام الصحفيون، برفقة البحارة، بجولة عبر طول السفينة التي تعمل بالطاقة النووية والتي يبلغ طولها 1092 قدمًا (332 مترًا). كما قام صحفيو وكالة الأسوشييتد برس بالتحليق بشكل متكرر حول آيزنهاور من الجو على متن طائرة هليكوبتر من طراز سيهوك.

 

بخلاف الصدأ على جانبها بسبب هواء ومياه البحر الأحمر الحار والرطب المتسرب على ما يبدو من أنبوب في غرفة الطعام، لم تكن السفينة تبدو أسوأ من حيث التآكل. ولم يكن سطح الطائرة يحمل أي أضرار ناتجة عن انفجار أو ثقوب كبيرة، فقط رائحة وقود الطائرات، وبرك المياه الملوثة بالزيت، وصراخ المحركات قبل أن تحلق طائراتها المقاتلة من طراز F/A-18.

 

النصف الآخر من جهود حرب المعلومات كان من نصيب هيل نفسه، وهو مواطن من كوينسي، ماساتشوستس، وهو شيء يمكن ملاحظته على الفور بلهجة جنوب بوسطن. وفي حين أن زعيم الحوثيين السري، عبد الملك الحوثي، أسقط اسم الناقلة في خطاباته بينما كان يطلق ادعاءات كاذبة حول السفينة، فقد قدم هيل رسائل إيجابية بلا انقطاع عبر الإنترنت حول البحارة الموجودين على متنها.

 

تعد مقاطع الفيديو الخاصة بعمليات الطيران من الجسر وصور البحارة وهم يتناولون البسكويت على كرسي القبطان من العناصر الأساسية الثابتة. وبعد ادعاء زائف للحوثيين، رد هيل بنشر صور لفائف القرفة والكعك في المخبز الموجود على متن السفينة آيزنهاور، في ضربة خفية لهذه الادعاءات.

 

وقال هيل: "كان الهدف الأساسي من التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو التواصل مع العائلات وتقريبهم من السفينة". "لذلك، إذا كان بإمكاني نشر صور الأبناء والبنات، والأزواج والزوجات هنا، أو حتى الآباء والأمهات، ونشرها، فهذا يجعل العائلة أقرب إلينا نوعًا ما. ومرة أخرى، هذه هي شبكة الدعم لدينا. لكنها أخذت أيضًا دورًا آخر لأن الجميع كانوا يراقبون ليروا ما نفعله.

 

ثم هناك ميمات "حرب النجوم" وصور الكابتن ديمو، وهو مزيج من كلب لابرادور والمسترد الذهبي الذي يجوب السفينة كحيوان داعم للبحارة. وبقدر ما تراقب قوات الحوثي منشوراته، يستمتع هيل بشكل خاص بالكتابة عن "تاكو الثلاثاء" على متن السفينة.

 

"سوف نحتفل بـ "ثلاثاء التاكو" لأنه اليوم المفضل لدي في الأسبوع. قال القبطان: “هذا لن ينتهي أبدًا”. "إذا كنت تسمي ذلك حملة حرب معلومات، فيمكنك ذلك. هذا هو ما أنا عليه، كما تعلمون، في نهاية اليوم.

 

لكن الروح المعنوية تظل مصدر قلق عميق لهيل والقادة الآخرين على متن السفينة. تلقت سفينة أيزنهاور والسفن المتحالفة معها مكالمة قصيرة واحدة فقط خلال فترة التناوب التي استمرت ثمانية أشهر حتى الآن إلى اليونان. وكانت شركة النقل أيضًا هي الناقل الأكثر انتشارًا بين الأسطول الأمريكي بأكمله على مدار السنوات الخمس الماضية، وفقًا لتحليل أجرته الخدمة الإخبارية للمعهد البحري الأمريكي.

 

وكان أحد البحارة، الملازم جوزيف هيرل من رالي بولاية نورث كارولينا، يرتدي رقعة كتب عليها: "اذهبوا إلى البحرية، اهزموا الحوثيين". في حين أن هذا يعد تلاعبًا بالدعوة الكلاسيكية للعبة كرة القدم السنوية بين الجيش والبحرية، فقد أكد ضابط الطيران البحري أنه يعلم أن القتال كان خطيرًا للغاية.

 

قال هيرل: "إن الضغط اليومي الناتج عن معرفة أننا نتعرض لإطلاق النار يعطي بالتأكيد واقعية للتجربة بأكملها بأن هذا ليس انتشارًا عاديًا".

 

وفي الوقت نفسه، تظل الذخائر أيضًا مصدرًا للقلق. وقال وزير البحرية كارلوس ديل تورو للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في مايو/أيار إن البحرية أنفقت ما لا يقل عن مليار دولار على الأسلحة للقتال في البحر الأحمر. واعترف كل قائد على متن السفينة "أيزنهاور" تحدثت إليه وكالة أسوشييتد برس بأن البحرية كانت تحاول استخدام السلاح المناسب ضد الحوثيين، الذين جعلتهم حربهم غير المتكافئة يستخدمون ذخائر أرخص بكثير.

 

قال الكابتن ديفيد ورو، العميد البحري المشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة التي ترافق آيزنهاور: “بحارتي وسفني لا تقدر بثمن، هذه ليست حسابات التفاضل والتكامل التي أريد أن يمتلكها القبطان”. "الآن، استخدام نظام الأسلحة ذو التأثير المناسب على التهديد المناسب للحفاظ على عمق المخزن، للحصول على المزيد من الصواريخ، هو بالتأكيد سؤال تكتيكي وثيق الصلة."

 

في الوقت الحالي، تواصل حاملة الطائرات أيزنهاور دورياتها جنبًا إلى جنب مع حاملة الطائرات USS Philippine Sea، وطراد ومدمرتين، USS Gravely وUSS Mason. لقد تم تمديده مرتين بالفعل وهناك دائمًا فرصة لحدوث ذلك مرة أخرى. لكن هيل قال إن بحارته ما زالوا مستعدين للقتال وظل مستعدًا لمواصلة قيادة الكابتن بأسلوبه.

 

قال هيل: "لقد توصلت إلى اكتشاف في مرحلة ما من مسيرتي المهنية مفاده أن أحد الأشياء التي يحتاجها جميع البشر هو أن يكونوا محبوبين ومقدرين". "لذلك لا ينبغي لي، كقائد، أن أخاف من محاولة حب وتقدير الجميع، وكذلك أن أتوقع من القادة الآخرين الذين أتحمل مسؤوليتهم أن يحبوا ويقدروا بحارتهم".

 

 


مقالات مشابهة

  • حصاد مبادرة 100 مليون شجرة في جنوب سيناء
  • عزالدين: ما عرضته مسيّرة الهُدهد كان رداً قاسياً وشديداً
  • محمد حامد جمعه نوار .. شراسة الصدق ومعنى كتابة الرأي
  • مريم الهاشمي: الرواية ترتحل في الشكل والتجريب
  • طاقم السفينة "توتور" يروون هجوم الحوثيين للسفينة في البحر الأحمر وكيف أنقذتهم البحرية الأمريكية (ترجمة خاصة)
  • تلبيس إبليس: المسألة الإبراهيمية الخادعة.. قاموس المقاومة (31)
  • تلبيس إبليس: المسألة الابراهيمية الخادعة.. قاموس المقاومة (31)
  • زراعة 609 آلاف شجرة بالطرق العامة والرئيسية بالشرقية خلال الأيام الماضية
  • "هآرتس": وفاة مدير مستشفى في القطاع خلال التحقيق لدى "الشاباك"
  • كقبطان حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" يسخر من ادعاءات الحوثي بقصف سفينته (ترجمة خاصة)