بعد الصواريخ .. روسيا تعلن إنزال غواصة نووية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
سرايا - أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إنزال غواصة أرخانغيلسك النووية بميناء سيفيرودفينسك في مصنع شركة "سيفماش" (من المؤسسة الروسية المتحدة لبناء السفن).
وذكرت في بيان: "اليوم، في 29 نوفمبر، أقيم حفل الإنزال في سيفيرودفينسك تحت قيادة القائد العام للبحرية الروسية الأدميرال نيكولاي إيفمينوف"، حسب وكالة "تاس".
*"أولوية عليا"
من جهته قال إيفمينوف إنه "من الرمزي للغاية أن هذه السفينة تمت تسميتها باسم مدينة المجد العسكري أرخانغيلسك، التي ساهم سكانها بشكل كبير في تطوير البحرية وتطوير المناطق الشمالية من روسيا".
كما أضاف أن "قيادة البحرية الروسية ستواصل إيلاء أولوية عليا لتطوير عنصر الغواصات النووية في قوات الغواصات، التي تشكل أساساً لضمان أمن الدولة في المناطق البحرية والمحيطية"، مؤكداً أن "بناء غواصات نووية استراتيجية ومتعددة الأغراض يمثل أولوية في عملنا المشترك مع مجال الصناعة".
*ماذا نعرف عنها؟
بدأ تطوير "أرخانغيلسك" في 19 مارس 2015 أي يوم الغواصة. وتم بناؤها وفقاً للمشروع 885 "ياسين-إم" التابع لمكتب الهندسة البحرية في سان بطرسبورغ "مالاخيت"، مثل سابقتيها - غواصات الجيل الرابع "نوفوسيبيرسك" و"كراسنويارسك".
كما تم تجميع الهيكل في وحدة واحدة ومليئة بالمعدات الأكثر تعقيداً (أكثر من 400 مورد من جميع أنحاء روسيا)، خلال تلك السنوات الثماني (تقريباً)، في ورش وعلى الممر الرئيسي لـ"سيفماش".
*صواريخ كروز عالية الدقة
غير أن البيانات عن الغواصة الجديدة محدودة في المصادر المفتوحة: يوجد فيها مفاعل واحد يبرد بالماء ولها بنية خاصة لبدن متين وخفيف الوزن.
في مقدمة الغواصة يوجد أحدث نظام سونار. وتم إزالة أنابيب الطوربيد من مكانها التقليدي ووضعها على الجانبين الأيسر والأيمن.
أما السلاح الرئيسي فهو صواريخ كروز عالية الدقة في 8 صوامع رأسية بالجزء الأوسط من الغواصة، حسب وسائل إعلام روسية.
100 يوم
عمق التشغيل للغواصات من هذه السلسلة هو 500-520 متراً، والحد الأقصى للعمق هو 600 متر. كما يمكنها العمل بشكل مستقل لمدة تصل إلى 100 يوم.
يبلغ عدد الطاقم ما يزيد قليلاً عن 60 شخصاً، والغالبية العظمى من الضباط وضباط البحرية الذين يخدمون بموجب عقد.
*نشر صواريخ نووية
يشار إلى أن روسيا أعلنت قبل أيام في 25 نوفمبر نشر صواريخ نووية من طراز "RS-24 Yars" في صوامع تحت الأرض، بقاعدة كوزيلسك في منقطة كالوجا جنوب غربي العاصمة موسكو، وذلك على وقع التوتر مع حلف شمال الأطلسي بسبب الحرب في أوكرانيا.
أتت تلك الخطوة بعد نحو شهر من إعلان روسيا الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية، بسبب "عدم انضمام دول نووية رئيسية إليها، وأبرزها الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية".
*محاكاة لضربة نووية
وفي أكتوبر الماضي، أجرى الجيش الروسي محاكاة لضربة نووية في مناورة أشرف عليها الرئيس فلاديمير بوتين، بعد ساعات من تصويت البرلمان على إلغاء تصديق البلاد على معاهدة حظر التجارب النووية، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال بوتين إن إلغاء تصديق روسيا على معاهدة حظر التجارب النووية عام 2000 يأتي رداً على موقف الولايات المتحدة، التي وقعت على معاهدة حظر التجارب النووية، لكنها لم تصدق عليها.
فيما أشارت الصحيفة إلى وجود مخاوف واسعة النطاق من أن روسيا قد تتحرك لاستئناف التجارب النووية لمحاولة إثناء الغرب عن الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: معاهدة حظر التجارب النوویة
إقرأ أيضاً:
الصواريخ الصامتة سلاح بعيد المدى غيّر موازين القتال الجوي
صواريخ "بي في آر" خلف مدى الرؤية، وتُعرف بـ "الصواريخ الصامتة"، هي صواريخ جو-جو بعيدة المدى. يتراوح مداها بين 200 و500 كيلومتر، وتُطلق من الطائرات المقاتلة لتدمير أهداف جوية من مسافات بعيدة وآمنة. بدأ تطويرها عقب الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) وأصبحت جزءا أساسيا من المعارك الجوية في العصر الحديث.
التطوير والتصنيعشهد العالم أثناء الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) معارك جوية ضارية، أسهمت في رسم ملامح مرحلة جديدة في التاريخ العسكري. ففي فترة الغزو النازي للاتحاد السوفياتي في يونيو/حزيران 1941 خسر الأخير أكثر من ألفي طائرة أثناء مواجهته السلاح الجوي الألماني "اللوفتفافه".
ومن ثم نشأ وتطور نمط المعارك الجوية التقليدي، والمبني على اشتباك طائرتين أو أكثر ضمن النطاق البصري المعروف باسم "دوغ فايت". إذ يناور الطيارون في حدة وسرعة في محاولة لإسقاط طائرات الخصم باستخدام المدافع الرشاشة أو الصواريخ قصيرة المدى.
ويسمى القتال في مثل هذه المواجهات في الأوساط العسكرية بـ"بي في آر"، والذي يدور على مسافة تتجاوز قدرة العين البشرية أو المنظار البصري على رؤية الطائرة المعادية، وتبعد عادة أكثر من 30 كيلومترا، مما يتعذر معه على قائديْ الطائرتين أن يريا بعضهما بعضا.
ويرجع مفهوم القتال خارج مدى الرؤية أيضا إلى أيام الحرب الباردة، لكنه تعرض إلى تشكيك كبير آنذاك بسبب التكلفة الباهظة لتقنيات القتال بعيد المدى.
سعت كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول أوروبية أخرى إلى تطوير مستمر لصواريخ خارج مدى الرؤية، ومنها "بي في آر" و"ميتيور" و"آي إي إم 120 دي" الأميركية و"بي إل 15″.
صاروخ "بي إل 15 إي"صاروخ بعيد المدى صممته "أكاديمية الصواريخ الجوية الصينية" للاشتباك من مسافات طويلة مع أهداف جوية بعيدة المدى مثل المقاتلات وطائرات الإنذار المبكر والتحكم وطائرات التزود بالوقود جوا.
يبلغ مداه في نسخته المحلية نحو 300 كيلومتر، بينما يبلغ مدى النسخة المصدرة نحو 145 كيلومترا. ويتميز بجهاز البحث من نوع "مصفوفة المسح الإلكتروني النشط"، التي تحتوي على جهاز إرسال واستقبال خاص بها، فتستطيع رصد الخصم وإطلاق الصاروخ باتجاهه.
إعلانإضافة إلى محرك ثنائي يحتوي على جزأين من الوقود الصلب ويعمل على مرحلتين منفصلتين، يمكن إطلاقه من طائرات مثل "شنيانغ ـ جي 16".
وقد استخدمته باكستان في عملياتها العسكرية أثناء المواجهات الحدودية مع الهند في مايو/أيار 2025.
يُعرف أيضا بـ"آر 172″، صممه مكتب "نوفاتور لتصميم وتطوير الصواريخ" الروسي لاعتراض الأهداف الجوية من مقاتلات جو وطائرات الإنذار المبكر وطائرات التزود بالوقود.
يحتوي على محرك صاروخي مزدوج يعمل بالوقود الصلب وينطلق على مرحلتين، كما يمتلك توجيها راداريا نشطا في المرحلة النهائية من الاشتباك.
تصل سرعته القصوى إلى 400 كيلومتر، أي أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت، ويُطلق من طائرات مقاتلة مثل "ميغ ـ31" أو "سوخوي ـ سو 35".
صاروخ "آر 77"ويُعرف أيضا بـ"إيه إيه 12 إيه أدر"، وهو صاروخ جو-جو روسي متوسط المدى خلف مدى الرؤية، يستخدم رادارا نشطا للتوجيه الدقيق صوب الهدف الجوي.
يصل مداه إلى 100 كيلومتر، وتبلغ سرعته 4 ماخ، أي نحو 4.94 آلاف كيلومتر في الساعة.
ويتميز برأس حربية شديدة الانفجار يبلغ وزنها 25 كيلوغراما، ولديه محرك يعمل بالوقود الصلب بوزن 57 كيلوغراما، إلى جانب نظام توجيه راداري نشط. ويتمتع جهاز التحكم فيه بـ8 أو 9 بطاريات كيميائية.
ويمكن إطلاق الصاروخ من طائرات مثل "ميغ ـ29″ و"ميغ ـ30″ و"سوخوي ـ سو 30".
صاروخ جو-جو بعيد المدى طورته الشركة الأوروبية "أم بي دي آي" المتعددة الجنسيات في العقد الأول من القرن الـ21، واختير ليكون مشروعا مشتركا بين دول أوروبية عدة هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والسويد بقيادة المملكة المتحدة.
خضع الصاروخ إلى مراحل تطوير وتجريب في الفترة بين 2005 و2015، ودخل الخدمة عام 2016.
يستخدم الصاروخ محرك "رامجت" القادر على تغيير قوة الدفع أثناء الطيران، وتمنحه هذه الخاصية قدرة الحفاظ على السرعة والطاقة طوال الرحلة، مما يعزز كثيرا ما يُعرف بمنطقة "عدم الهروب "، وهي المسافة التي لا يستطيع الهدف المناورة بداخلها أو الهرب من الإصابة بالصاروخ.
تتجاوز سرعته 4 ماخ (أي نحو 4 أضعاف سرعة الصوت) ويقارب مداه الأقصى 200 كيلومتر، مع اختلاف هذه التقديرات بحسب السيناريوهات التشغيلية.
ويمتلك الصاروخ رادارا نشطا ووصلة بيانات ثنائية الاتجاه تسمح بتحديث المعلومات في منتصف الرحلة بهدف ضمان ضرب الأهداف بدقة. ويمكن إطلاقه من طائرات "يوروفايتر تايفون" أو من المقاتلة الفرنسية متعددة المهام "سوبر هورنت".
صاروخ "إيه آي إم 120 أمرام"صاروخ جو-جو أميركي متوسط إلى بعيد المدى طورته شركة "رايثيون" لأنظمة الدفاع في ولاية فيرجينيا. دخل الخدمة في أوائل تسعينيات القرن الـ20، وهو أحد أقدم الصواريخ في المنظومة الأميركية.
يستخدم نظام التوجيه الذاتي في المرحلة الأولى ثم نظاما راداريا باحثا في المرحلة النهائية، مما يجعله قادرا على تتبع الهدف وإصابته دون دعم من الطائرة.
كما يُمكنه إحداث تغييرات أثناء مرحلة طيرانه من الطائرة أو من منصات أخرى، ويصل مداه إلى 160 كيلومترا وتتجاوز سرعته 4 ماخ. ويُطلق من طائرات مقاتلة مثل "إف 15 إيغل" و"إف فايتينغ فالكون".
إعلانورغم كفاءته العالية فهو يوضع في مرتبة أقل من الصواريخ الصينية المناظرة مثل "بي إل 15″، ولذلك سعت الولايات المتحدة إلى تطوير طرازين من الصواريخ المحمولة جوا.
الطراز الأول يتبع سلاح الجو الأميركي ويُسمى "أيم ـ 260" والثاني للبحرية الأميركية وهو "إيه آي إم ـ 174″، والذي يمثل نسخة معدلة للإطلاق الجوي من صاروخ البحرية التقليدي "إس إم ـ 6".
وقد كشفت الولايات المتحدة عن النسخة الأولى من الصاروخ في مايو/أيار 2025، وكان ذلك في فعالية يوم الصداقة التي نُظمت في قاعدة مشاة البحرية بإيواكوني في اليابان.
آلية العملتعمل صواريخ "بي في آر" على الاشتباك مع الأهداف الجوية التي تتجاوز نطاق الرؤية البصرية للطيار، إذ ترصد الطائرة المعادية برادار الطائرة المُطلقة للصواريخ.
ويكون ذلك عبر بيانات تصدرها أنظمة الإنذار المبكر، وبعدها تحدد هدفها ثم تُطلق باتجاهه بسرعة تفوق سرعة الصوت باستخدام نظام توجيه أولي يعتمد على بيانات الطائرة، إما عبر التوجيه بالقصور الذاتي أو التوجيه بالرادار النشط.
وعند اقتراب الصاروخ من الهدف، يتحول التوجيه النهائي إلى استخدام راداره الداخلي في حال كان رادارا نشطا، ليتمكن من تتبع الهدف بدقة عالية حتى لحظة التفجير.
ينفجر الصاروخ إما من التصادم المباشر أو من تفجير شحنة شظايا قرب الهدف، مما يؤدي إلى تدميره أو تعطيله.
وتتميز هذه الصواريخ بقدرات عالية على مقاومة التشويش والمناورة، مما يصعب على الطائرات المعادية الإفلات منها، وهو ما يمنح الطائرات المزودة بها تفوقا إستراتيجيا في ساحة المعركة الجوية.
إدماج الذكاء الاصطناعييستخدم الذكاء الاصطناعي في الصواريخ "خلف مدى الرؤية" بهدف تعزيز أدائها ودقتها في بيئات القتال المتطورة وتحليل سلوك الأهداف الجوية والتنبؤ بمسارها، مما يمنحها قدرة أكبر على تتبع الهدف وتعديل مساره ذاتيا لتجاوز المناورات.
كما تُساعد تقنيات التعلم الآلي في التمييز بين الهدف الحقيقي والوسائل التضليلية، مثل الأجهزة الحرارية المضللة والتشويش الإلكتروني، مما يزيد من احتمال الإصابة المباشرة.
وفي بعض النماذج المتقدمة، أصبحت الصواريخ قادرة على اتخاذ قرارات تكتيكية في الجو وفي منتصف الرحلات، مثل اختيار هدف بديل أو تعديل المهمة استجابة للظروف المتغيرة.