أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "تحقيقًا سريًا" كشف أن السعودية "تقود خطة استثمارية عالمية ضخمة، لخلق الطلب على النفط والغاز في البلدان النامية".

ولفتت الغارديان إلى أن منتقدين للخطة قالوا إن (السعودية) تهدف إلى "جعل الدول مدمنة على منتجاتها الضارة"، بحسب تعبيرها.


وأضافت الصحيفة أنها تواصلت مع وزارة الطاقة السعودية للحصول على تعقيب بشأن ما ورد في التحقيق، دون أن تنجح في ذلك.



وأشارت الصحيفة إلى أنه "لا توجد معلومات كثيرة" بشأن برنامج استدامة الطلب على البترول (ODSP)، موضحة أنه رغم ذلك، فإن التحقيق "حصل على معلومات مفصلة بشأن خطط لزيادة استخدام السيارات والحافلات والطائرات التي تعمل بالوقود الأحفوري في أفريقيا وأماكن أخرى، وذلك مع توجه الدول الغنية بشكل متزايد إلى الطاقة النظيفة".

ويخطط برنامج استدامة الطلب على النفط، وفقا للتحقيق، إلى "تسريع تطوير السفر الجوي الأسرع من الصوت"، والذي تشير بعض التقديرات إلى أنه يستخدم وقود الطائرات 3 مرات أكثر من الطائرات التقليدية، بالإضافة إلى الشراكة مع شركة لصناعة السيارات لإنتاج سيارة ذات محرك احتراق رخيص على نطاق واسع.


وكشفت وثائق نشرتها "الغارديان" أن الشركات العاملة في مجال صناعة والغاز كانت تدرك منذ عقود أنها تسببت في كميات كبيرة من تلوث الهواء.

وتعزز الخطط الإضافية للبرنامج، توفير "سفن الطاقة" التي تستخدم زيت الوقود الثقيل أو الغاز الملوث لتوفير الكهرباء للمجتمعات الساحلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، "يشرف على برنامج استدامة الطلب على البترول"، الذي يضم أكبر هيئات المملكة، مثل صندوق الاستثمارات العامة الذي يبلغ حجمه 700 مليار دولار، وأكبر شركة نفط في العالم، أرامكو، وشركة البتروكيماويات سابك، بالإضافة إلى بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية.


وفي المعلومات المتاحة للجمهور على الموقع الإلكتروني للبرنامج، يتم تقديمه إلى حد كبير على أنه "إزالة للحواجز" أمام الطاقة والنقل في البلدان الفقيرة و"زيادة الاستدامة"، فعلى سبيل المثال سيجري الترويج أيضا لاستخدام مواقد الطبخ بالغاز لتحل محل حرق الأخشاب.

ومع ذلك، فإن جميع المشاريع المخطط لها التي كشف عنها التحقيق السري الذي أجراه "مركز تقارير المناخ" والقناة الرابعة البريطانية، تتضمن زيادة استخدام النفط والغاز، حيث جرى النقل عن أحد المسؤولين السعوديين قوله إن هذا "يعد من الأهداف الرئيسية" للخطة.

واتهم الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، هيثم الغيص، الاثنين الماضي، وكالة الطاقة الدولية بتشويه سمعة صناعة النفط والغاز، في أحدث خلاف بين المجموعتين بشأن سياسة المناخ.

وتم الكشف عن تفاصيل مشاريع برنامج استدامة الطلب على البترول بعد أن تظاهر صحفيون سريون بأنهم مستثمرون محتملون، والتقوا بمسؤولين من الحكومة السعودية، وفق ما أكدته الصحيفة.

وتمكن الصحفيون من كشف أن الطلب المتزايد على النفط والغاز في البلدان النامية، كان "بمثابة الخيط الذي يمر عبر المشاريع المخطط لها".

وقال العرض التوضيحي الذي استخدمه المسؤولون السعوديون، إن الاستراتيجية تهدف إلى "تحرير الطلب في الأسواق الناشئة عن طريق "إزالة الحواجز التي تحول دون الوصول إلى الطاقة، من خلال الاستثمارات في البنية التحتية".

وعندما سأل الصحفيون عما إذا كان الهدف هو تحفيز الطلب بشكل مصطنع في بعض الأسواق الرئيسية، قال أحد المسؤولين: "نعم، إنه أحد الأهداف الرئيسية التي نحاول تحقيقها".


وكانت السعودية قد أكدت في أوقات سابقة أنها ملتزمة بالأهداف المناخية لاتفاق باريس لتقييد ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين.

ولتحقيق ذلك، يجب أن تنخفض انبعاثات الوقود الأحفوري بسرعة، ويجب الاحتفاظ بمعظم احتياطيات النفط والغاز في الأرض، مما يعني أن السياسات المناخية، مثل دعم السيارات الكهربائية، تشكل تهديدًا للمملكة لإيرادات الدولة الغنية بالنفط.


ومن القضايا المهمة في قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28"، والتي ستبدأ، الخميس، في مدينة دبي الإماراتية، مسألة ما إذا كانت الدول قادرة على الوفاء بتعهدها بالتخفيض التدريجي (أو التخلص التدريجي) من الوقود الأحفوري.

وتعليقا على البرنامج السعودي، قال مدير مركز أبحاث "Power Shift Africa"، محمد أدو: "بقية العالم يفطم نفسه عن الوقود الأحفوري الملوث، في حين تسعى السعودية بشدة للحصول على المزيد من العملاء وتحول أنظارها إلى أفريقيا".

وأضاف: "إنه أمر مثير للاشمئزاز.. لأن هذا يعني أننا نفتقد فوائد حلول الطاقة الحديثة التي يمكن لأفريقيا الاستفادة منها، بسبب إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد صرح عام 2021: "نحن بحاجة إلى رؤية دعم دولي كافٍ حتى تتمكن اقتصادات أفريقيا وغيرها من البلدان النامية، من تجاوز التنمية الملوثة والانتقال إلى مسار طاقة نظيفة ومستدامة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السعودية وزارة الطاقة البترول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السعودية وزارة الطاقة البترول محمد بن سلمان ولي العهد السعودي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوقود الأحفوری النفط والغاز إلى أن

إقرأ أيضاً:

تراجع أسعار النفط مع ضعف الطلب وسط ترقب جهود السلام في أوكرانيا

انخفضت، أسعار النفط، لليوم الثاني على التوالي، بينما يترقب المستثمرون ما إذا كانت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ستُفضي إلى زيادة في المعروض، وسط مخاوف بشأن فائض في الإمدادات مع ارتفاع المخزونات.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت0.21 بالمئة إلى 62.32 دولار للبرميل بعد أن انخفضت 1.1 بالمئة في الجلسة السابقة. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.20 بالمئة إلى 58.52 دولار للبرميل، بعد انخفاضه 1.2 بالمئة، أمس الثلاثاء.

وتترقب أسواق النفط نتائج المحادثات لمعرفة ما إذا كان الاتفاق سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على الشركات الروسية، بما يشمل شركتي النفط الروسيتين روسنفت، ولوك أويل.

ووفقا لـ"رويترز"، قال توني سيكامور، محلل الأسواق لدى آي.جي، في مذكرة إنه رغم المخاوف من انتهاء المحادثات دون نتائج حاسمة، فإن "القلق من تخمة المعروض وضعف الطلب ما زال يضغط على أسعار النفط الخام، التي يجب أن تبقى فوق مستوى الدعم منتصف نطاق الـ50 دولارا لتفادي تراجعات أكبر".

ونقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي، قالت مصادر في السوق، أمس، إن مخزونات النفط الخام والبنزين بالولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن مخزونات النفط الخام ارتفعت 2.48 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر.

أخبار السعوديةأسعار النفط اليومخام برنت اليوممحادثات السلام بين روسيا وأوكرانياقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • تراجع أسعار النفط مع ضعف الطلب وسط ترقب جهود السلام في أوكرانيا
  • أسعار النفط تتراجع بفعل ضعف الطلب مع ترقب جهود السلام في أوكرانيا
  • تراجع أسعار النفط بفعل ضعف الطلب
  • السعودية.. القطاع غير النفطي يواصل زخم النمو خلال نوفمبر
  • انخفاض النفط بسبب ضعف الطلب مع ترقب لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • الشرع يبحث مع شركتين إحداهما أمريكية التعاون في استكشاف النفط والغاز في الساحل السوري
  • حضرموت.. اللجنة النقابة لبترومسيلة تشدد على تحييد مناطق الامتيازات النفطية
  • عجال يترأس اجتماعا بخصوص تسيير قطاع الطاقة والطاقات المتجدّدة
  • حبس مسؤول في شركة «البريقة» لتسويق النفط والغاز!
  • ‎”‎أوبك+” تقر تمديد اتفاق الإنتاج حتى نهاية 2026 وتعتمد آلية جديدة ‏للتقييم