بوابة الوفد:
2025-05-10@14:39:58 GMT

الطب عند قدماء المصريين

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

أى إنسان لا بد أن يجزم ولا بد أن يقر أن الطب عند القدماء كان متقدمًا ليس لكثرة المخطوطات والبرديات المعروضة فقط ولكن لأن هذه الدولة كانت عظيمة فى البناء وعظيمة فى التشييد وفى كافة العلوم فلابد أنها أيضاً كانت عظيمة فى الطب وفى كل شئ.

الطب فى مصر القديمة أو ما بعدها لم يتغير إنما هى الوسائل والأدوات التى تناسب كل عصر هى التى اختلفت فما زلنا نرى المشرط الجراحى الذى استخدمه القدماء كما هو والعمليات البسيطة التى اشتملت على الجراحات الصغرى وإصلاح كسور العظام وتركيب العديد من الأدوية والتى كانت موجودة عند القدماء المصريين وما زالت كما هى الآن وإن اختلفت فى شكلها.

وغير الأدوات فقد بدا لنا أن مهنة الطب عند قدماء المصريين كانت «غير» لأن الذين أضافوا قدسية إلى مهنة العمل «أى عمل» على الاطلاق جديرين بأن يحافظوا على آدابها والأصول والأعراف وغير ذلك وأكاد أجزم أن الأطباء وقتها كانوا نسبيًا أطيب وأفضل حالًا منا الآن من حيث طريقة التعليم والممارسة الطبية ولكان الطبيب المصرى هو ال «نمبر وان» فى العالم بمقاييس اليوم.

لو خرج واحد من قدماء المصريين إلى العالم اليوم لحدثّنا أن الطب يحتاج إلى تعليم واخلاص ومساعدة من الدولة ولحذّرنا أن الطب أيضاً ينهار أمام المحسوبية والرشوة والمجاملات، فضلًا عن أولاد المحظوظين من السادة الفراعنة ولن تغنى عنا الـ7000 سنة من الحضارة التى قدنا فيها العالم أكثر من مرة وحتى 1000 عام سابقة كان التاريخ يتحدث عن الانتصارات الحربية لسيف الدين قطز وصلاح الدين الأيوبى وحتى 200 عام سابقة كان العالم يتحدث عن إنجازات السلطان محمد على فى شتئ المجالات الزراعية والصناعية فلن تغنى عنا هذه السبعة آلاف سنة أن ننحدر إذا لم نحافظ على ما سبق ونتفنن فى إبداع ما بين أيدينا الآن ونحاول أن نسبق الزمن فى سبعة آلاف سنة القادمة باذن الله.

والفهلوة التى أصبحت تسيطر على مهنة الطب اليوم يوم أن أنشأنا جامعات علّمت الطلاب أن الواسطة قانون والاستثناءات مباحة للأهواء فلا تسأل ولا تعترض وإياك أن «تفتح بقك» وإلا لن تخرج من الكلية أبدًا فلا قانون للنجاح ولا أسباب للارتقاء الا بتقبيل الأيادى وبطبيعة الحال استمرار هذا الفساد لعقود طويلة أيقن للناس أنه لا يوجد غيره والرفض لذلك أصبح هو النشاز عن القاعدة حتى أننا فى المائة عام الأخيرة لم نر جامعة واحدة أنجحت طالبًا نابغًا إلا قليلًا وقد لا يكون على هوى الأساتذة ولكن الشهادة لا بد ألا تكون لها علاقة بالأهواء.

التاريخ لم يذكر لنا من قديم أو بعيد كيف كانت الجامعات أيام الفراعنة، وهل شهدت «الكوسة» التى دمرت أجيالًا عدة كانوا كفيلين بنهضة هذه الأمة والارتقاء بالعالم الشرقى وهل كان «الواسطة الفرعونية» قاصرة على أولاد «الكهنة» أو من غيرهم وهل الامتحان كان يأتى من «البرديات المقررة» أم حسب الأهواء ومن خارج المخطوطة أو البردية.

بطبيعة الحال لو اطّلع أجدادنا الفراعنة على هذه الخزعبلات التى قتلت مهنة الطب ولا مقارنة لمصر (فى مهنة الطب) بأى من الدول العربية أو الأفريقية لأننا لو كنا نسير بما يرضى الله لكنا فى مصاف الدول الكبرى المتقدمة فى مهنة الطب لأن هذه السبعة آلاف سنة التى مارسنا فيها الطب منذ القدماء المصريين سبقنا العالم كله بلا منازع وعالج القدماء المصريون الأوبئة والحمى والأمراض الجراحية والباطنية ثم تقدم الطب فى مناحى مصر كافة مرورًا بعصر الرومان والبطالمة انتهاءً بالعصر الإسلامى الذى شهد تألّق الطب ورعاية الدولة للأطباء فحدث فيها ولا حرج ودار الحكمة التى أنشأتها الدولة الفاطمية لرعاية الأطباء والتكفل «بمصاريفهم وأجرتهم» شاهدة على ذلك والذين أصبحوا بعدها أعلامًا وتراثًا نفتخر به إلى آخر الزمان.

ويقول العارفون بالفراعنة إنهم الأجداد الذين صنعوا لنا الأمجاد التى توارثها الأحفاد حتى ضل العباد فأضاعوا مجدًا قد ساد إلى أن وصل هذا العهد الذى باد ويقول العارفون بالطب عن الفراعنة إنهم لم يبرعوا فى الطب والهندسة والعلوم فقط، بل برعوا فى حياتهم الأسرية والاجتماعية، ومن ذلك كانت قوة هذه الدولة وللحديث بقية إن شاء الله.

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي استشاري القلب معهد القلب مهنة الطب

إقرأ أيضاً:

تعديل قانون الصيدلة | الامتياز شرط للمزاولة.. ومكافأة تصل لـ2500 جنيه شهريًا

يستعد  مجلس النواب خلال جلستيه العامتين يومي الأحد والإثنين 11 و12 مايو 2025 لمناقشة مجموعة من الملفات والقوانين ذات الأهمية البالغة، تشمل تعديل قانون مزاولة مهنة الصيدلة.

ويقدم موقع صدي البلد ابرز تصريحات النواب والحكومة حول أهمية القانون فيما يلي:

تعديل قانون مزاولة مهنة الصيدلة
يهدف التعديل إلى فصل الدراسة الأكاديمية للحصول على درجة البكالوريوس عن شهادة اجتياز فترة التدريب الإجباري (الامتياز)، تحقيقًا لمبدأ المساواة بين طلاب القطاع الصحي، ومواكبة المستجدات الدولية لتلبية متطلبات سوق العمل.

تصريحات النواب حول أهمية تعديل مزاولة مهنة الصيدلة

وقال الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية، إن مشروع القانون يتضمن تعديلات على قانون مزاولة مهنة الصيدلة الصادر منذ عام 1955، مشيرا إلى أن مهنة الصيدلة إحدى المهن الصحية، وأصبح فيها صيدلة إكلينيكية وبكالوريوس الصيدلة، وخلال الفترة الماضية كان هناك تطور في المجلس الأعلى للجامعات وأصبح هناك سنة تدريبية، أي تكون الدراسة لمدة 5 سنوات بالإضافة إلى سنة تدريبية بعد مدة الدراسة، مثل الطب، وهو التدريب الإجباري، وبعد انتهاء السنة التدريبية المتدرب يمتحن امتحان مزاولة مهنة الصيدلة في المجلس الصحي المصري.

وأوضح أن التعديل يتضمن التأكيد على أن السنة التدريبية هى شرط للحصول على ترخيص مزاولة المهنة، من خلال امتحان في المجلس الصحي المصري، وأن تكون هناك مكافأة شهرية خلال سندة التدريب لخريجي كليات الصيدلة الحكومية، وأنها سنة تدريبية وليست سنة دراسية، لافتا إلى أن الأمر مثل خريجي الطب مدة دراسية وسنتين تدريب.

وأوضح رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب أن مكافأة خريجي الصيدلة خلال سندة التدريب ستكون مثل خريجي الطب في فترة التدريب وهى 2500 جنيه في الشهر، وهذا هو الحد الأدنى ورئيس مجلس الوزراء يحق له بعد عرض وزير الصحة أن يزود هذه المكافأة حسب الظروف.

وقال الدكتور أشرف حاتم، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إن التعديلات التي وافقت عليها اللجنة اليوم بشأن تعديل قانون مزاولة مهنة الصيدلة هى تعديلات جزئية على بعض المواد، تتعلق بمدة الدراسة والتدريب للحصول على ترخيص مزاولة المهنة، مضيفا أن هذا القانون يحتاج إلى تعديل شامل لأنه صدر منذ عام 1955 وذلك قد يكون في الفصل التشريعي المقبل.

وأوضح "حاتم" أن اللجنة تمسكت بعقد اجتماع اليوم لمناقشة هذه التعديلات لأن الحكومة قدمت مشروع القانون منذ ما يقر من سنة وأكدت أنها ستضيف بعض التعديلات والملاحظات إلا أنها تأخرت ومر على ذلك 9 أشهر، واللجنة قررت نظر مشروع القانون وعدم انتظار الحكومة.

وتابع: "الحكومة قدمت بعض الملاحظات على مشروع القانون واشتغلت مع بعضها ومرجعتش، لذلك قررنا نتصدى طالما لم يأتي لنا شىء رسمي ونسمع أنهم بيعلموا اجتماعات  وأعطيناهم 9 أشهر مهلة، وهى فترة كافية وقولنا نتصدى في اللجنة لهذه التعديلات ونناقشها".

واستطرد رئيس اللجنة: "كنا قد وافقنا من حيث المبدأ من قبل، والحكومة ووزارة التعليم العالي قدموا تعديلات بأن الصيدلة مدة الدراسة 5 سنوات بالإضافة إلى سنة تدريب للحصول على ترخيص مزاولة المهنة، واللجنة تؤكد أن سنة التدريب ليست محتسبة ضمن مدة الدراسة ولكنها تدريب للحصول على ترخيص مزاولة المهنة".

وواصل: "قانون مزاولة الصيدلة نفسه محتاج تعديل شامل وذلك شغل المجلس التشريعي القادم، أما التعديل المطروح الهدف أن يكون مثل قانون مزاولة مهنة الطب، بحيث إن الدراسة في الصيدلة لمدة 5 سنوات، ويحصل على شهادة مؤقتة بعد إتمام الدراسة مشروطة بانتهاء التدريب سنة إذا كان سيمارس المهنة في مصر، وهى عبارة عن شهادة بكالوريوس مشروطة أي بكالوريوس الصيدلة، ليكون هناك برنامج تدريبي لمدة سنة يصدر به قرار من وزير التعليم العالي بالاشتراك مع وزير الصحة، ومن سيعمل في مصر يجب أن يكون حاصل على ترخيص مزاولة المهنة من مصر"، مؤكدا أن التعديلات هدفها صالح الطلاب.

من جانبه، أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن الحكومة تتوافق مع انتهت إليه لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب بشأن تعدلات قانون مزاولة مهنة الصيدلة، والذي يتضمن أن مدة الدراسة في الصيدلة خمس سنوات، وبعد التخرج يكون هناك سنة تدريب للحصول على ترخيص مزاولة المهنة.

وقال وزير الشئون النيابية: أؤكد على التوافق الذي حدث في اللجنة، ولا ينبغي تعطيل هذا القانون أكثر من ذلك، لأن أي تأخير ليس في صالح الماخطبين بأحكام هذا القانون، لافتا إلى أن الحكومة إذا أرادت إدخال أي تعديلات أخرى أو كان هناك رأي مختلف ستطرحه وتوضحه خلال الجلسة العامة للمجلس عند عرض مشروع القانون للمناقشة.

طباعة شارك مزاولة مهنة الصيدلة مجلس النواب قانون مزاولة مهنة الصيدلة تصريحات النواب مهنة الصيدلة

مقالات مشابهة

  • أول دفعة يُطبق عليها نظام الصيدلة الجديد (PharmD)
  • نتائج الأبطال المصريين في الدور الأول لبطولة العالم للإسكواش بأمريكا
  • مصر تستضيف الجمعية العمومية الـ29 للاتحاد العربي للمحاربين القدماء
  • ماذا قيل في مهنة التعليم؟
  • مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربى للمحاربين القدماء وضحايا الحرب
  • فصل البكالوريوس عن الامتياز.. تعديل جديد على قانون مزاولة مهنة الصيدلة
  • قدماء القوى المسلحة اللبنانية: لتكثيف الجهود العربية لتطبيق القرار 1701 وإعادة إعمار لبنان
  • تعديل قانون الصيدلة | الامتياز شرط للمزاولة.. ومكافأة تصل لـ2500 جنيه شهريًا
  • فارم دي.. لماذا يعدل البرلمان شروط مزاولة مهنة الصيدلة؟
  • لجنة الصحة بمجلس النواب توافق على مشروع قانون مزاولة مهنة الصيدلة