الآثار اليمنية... نزيف مستمر عبر المزادات العالمية
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
كشف خبير يمني متخصص في مجال الآثار عن عرض عدد من القطع الأثرية اليمنية في مزادات علنية بدول غربية، خلال أسبوعين، بعد أن جرى تهريبها عبر سماسرة وعصابات متخصصة في سرقة وتهريب الآثار إلى خارج البلاد.
ووفقاً للمتخصص اليمني في تتبع ورصد الآثار المهربة عبد الله محسن، فإن من ضمن الآثار التي عُرضت للبيع بمزادات عالمية في الفترة من 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحتى 27 من الشهر نفسه، وَعْلاً برونزياً يعود للقرن الخامس قبل الميلاد، ومجسماً نسائياً نادراً مع نقش بخط المسند، و«شاهدة» نادرة يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقطعة «كيوبيد» نادرة، إضافة إلى مجموعة تحف وتماثيل وقطع أثرية يقدر عمر بعضها بنحو 5 آلاف عام.
الباحث اليمني عبد الله محسن كشف عن نقل «قبر أثري» قبل أيام من محافظة الجوف، شمال شرقي صنعاء، إلى مطار منشأة الغاز المسال في شبوة، ومنه جواً إلى فرنسا، مؤكداً أن ذلك يعد نموذجاً حقيقياً لمدى سهولة تهريب الآثار إلى خارج اليمن، كما يعزز أيضاً فرضية بيع الآثار من مواقع اكتشافها بالجملة وليس بالتجزئة.
> متحف مفتوح للنهب
يتحدث الخبير اليمني عبر سلسلة منشورات في «فيسبوك» عن بيع «شاهدة نادرة» لقبر «أوس» من الحجر الجيري في تورونتو بكندا، في 17 نوفمبر الماضي، موضحاً أن تاريخ القطعة يعود إلى فترة ما قبل الميلاد، وهي من آثار اليمن من سبأ أو قتبان محفوراً بمنتصفها كلمة «أوس»، وهو من الأسماء الشائعة في حضارات اليمن القديم.
وعُرضت «الشاهدة النادرة» للبيع في المزاد بعد شرائها من معرض «دونالد إليس» بنيويورك في 15 مايو (أيار) 2008، بنحو 40 ألف دولار، بينما تجاوز ثمنها في المزاد الحالي بين 8 و12 ألف دولار، ما أثار الشك حول مصدرها.
يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه مصادر يمنية استمرار أعمال النهب والتنقيب العشوائي بعدد من الأماكن والمواقع الأثرية المنتشرة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحثاً عن آثار ونقوش قديمة من قبل عصابات ومافيا الآثار المدعومة من قبل كبار قادة الجماعة.
ويُعدّ اليمن متحفاً مفتوحاً، ولا يكاد يخلو موقع أو منطقة فيه من تاريخ محكي أو آثار مطمورة أو حضارة ازدهرت وبُنيت، في حين تعرض نحو 12 متحفاً من أصل 20، وفق مسؤول سابق في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء، للنهب والتدمير والخراب المنظم على يد الجماعة الحوثية.
> قطع نادرة
ضمن عملية التتبع والرصد، كشف خبير الآثار اليمني عبد الله محسن عن استعدادات أجريت لعرض «وعل برونزي» يمني بأحد مزادات لندن في 30 نوفمبر الماضي.
كما يُعرض في مزاد «آرتيميشن» للجواهر القديمة والآثار تمثال برونزي من القرن الميلادي الأول من آثار اليمن. ويصف محسن ذلك التمثال بأنه يقف على أرجله الأربع مع ذيل قصير منتصب وعينين لوزيتين محفورتين بعمق وقرون عالية مقوسة مع أطراف ملتوية، وتستقر على الرأس.
وتضم معظم المتاحف العالمية والإقليمية كثيراً من تماثيل الوعول البرونزية والذهبية أغلبها سبق أن هُربت عبر عصابات من اليمن، حيث يعد أشهرها قلادة الوعل «الذهبي» بمتحف لندن، ووعل «مريمة» في دار الآثار الإسلامية في الكويت، ووعل مجموعة آل ثاني في فرنسا.
وسبق لدار «سوذبيز» للمزادات في لندن أن عرضت بمثل هذه الأيام من العام الماضي إحدى أشهر جداريات اليمن الأثرية والتي كانت من مقتنيات متحف «فيتزويليام كامبريدج» للبيع في مزاد علني.
ويكشف خبير الآثار ضمن عملية التتبع والرصد عن قيام 3 مزادات عالمية بمنتصف نوفمبر الماضي، بعرض قطع أثرية يمنية نادرة يقدر عمر بعضها بـ5 آلاف عام، وتوازى ذلك مع استمرار تصاعد وتيرة عمليات الحفر والتنقيب العشوائي على أيدي عصابات متخصصة في مناطق يمنية تخضع أغلبها تحت سيطرة الحوثيين.
واستهدفت الجماعة الحوثية منذ انقلابها على السلطة كل مواقع ومعالم اليمن الأثرية والتاريخية، تارةً بالنهب والتهريب والبيع خارج اليمن، وأخرى بالتفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.
ويحمّل المهتمون بالآثار والتراث اليمني قادة الجماعة مسؤولية ما يجري من أعمال عبث ونبش وسرقة وتهريب واتجار غير قانوني ومستمر بالآثار اليمنية، وسط مطالب رسمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (اليونيسكو) والمنظمات المهتمة بالتراث في أوروبا، وغيرها من أجل التدخل لمنع تداول الآثار اليمنية المهربة بالأسواق التجارية والمزادات العالمية، والعمل على إعادتها.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الآثار الیمنی آثار الیمن
إقرأ أيضاً:
عاجل | الأردن تستقبل أطول نهار وظاهرة فلكية نادرة .. قريبًا
صراحة نيوز- أكد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، أن لحظة الانقلاب الصيفي لهذا العام ستحدث في تمام الساعة 5:42 صباح يوم السبت المقبل، حسب التوقيت المحلي للمملكة. وأوضح أن هذه اللحظة تمثل بداية فصل الصيف فلكيًا في الأردن والنصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح له اليوم الخميس، أوضح السكجي أن فصل الصيف سيستمر لمدة 93 يومًا و15 ساعة و37 دقيقة، حتى موعد الاعتدال الخريفي في 22 أيلول المقبل. وأضاف أن هذا اليوم سيشهد أطول نهار وأقصر ليل خلال العام في الأردن، حيث يكون الفارق الزمني بين شروق الشمس وغروبها في أقصاه، وهي ظاهرة تتكرر في معظم دول النصف الشمالي، بينما يشهد النصف الجنوبي أقصر نهار في السنة بالتزامن مع الانقلاب الشتوي.
وأشار إلى أن الانقلاب الصيفي يحدث عندما تصل الشمس إلى أقصى ميل زاوي شمالي في حركتها الظاهرية حول الأرض، أي عند أعلى ارتفاع لها في السماء، مع ميل محور دوران الأرض بأقصى درجة نحو الشمس في النصف الشمالي، مما يؤدي إلى تعامد أشعة الشمس على مدار السرطان.
وبين السكجي أن الشمس تبدأ بعد هذا الانقلاب بالتراجع ظاهريًا نحو الجنوب في رحلتها السنوية، مرورًا بلحظة الاعتدال الخريفي في أيلول، وتستمر في التحرك نحو أقصى الجنوب حتى تصل إلى أدنى نقطة خلال الانقلاب الشتوي بتاريخ 21 كانون الأول المقبل.
كما أشار إلى أن انقلاب الشمس الصيفي يتزامن هذا العام مع ظاهرة فلكية تُعرف باسم “الانقلاب القمري الرئيسي” (Lunistice)، وهي دورة تحدث كل 18.6 سنة، يصل فيها القمر إلى أقصى انحراف شمالًا أو جنوبًا في مداره الظاهري حول الأرض.
وأضاف أن هذه الدورة تسبب تغيرًا واضحًا في مسار القمر، حيث يشرق ويغرب من نقاط مائلة شمالًا أو جنوبًا بعيدًا عن الشرق والغرب المعتادين، موضحًا أن القمر يظهر منخفضًا في السماء في بعض أطواره، خاصة عند البدر، كما لوحظ خلال بدر 11 حزيران الماضي، حين بدا منحرفًا نحو الأفق الجنوبي.
وأكد أن هذا التغير في مسار القمر يتناقض مع حركة الشمس خلال الانقلاب الصيفي، حيث تكون الشمس في أعلى نقطة لها وتشرق من أقصى الشمال الشرقي وتغرب في أقصى الشمال الغربي.
واعتبر السكجي أن هذا التباين بين حركتي الشمس والقمر يمثل فرصة نادرة للرصد الفلكي، مشيرًا إلى أن الشعوب القديمة استغلت هذه الظواهر في تصميم معابدها وآثارها، واعتمدت عليها في تحديد المواقيت الزراعية وصياغة تقاويمها، مما جعل تلك اللحظات الفلكية نقاطًا مرجعية ذات أهمية كبيرة.
وأوضح أن الجمعية الفلكية الأردنية تتابع هذه الظواهر سنويًا من خلال رصد أوقات الشروق والغروب وقياس الزوايا الفلكية المرتبطة بحركة الشمس، بالإضافة إلى مراقبة مدارها الظاهري من عدة مواقع داخل الأردن، بهدف الأغراض العلمية والتوثيقية وتعزيز الثقافة الفلكية لدى الجمهور.