نظم فرع ثقافة الفيوم، مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتوعوية، ضمن البرنامج الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، خلال شهر ديسمبر الحالي.

وفي هذا السياق، عقدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس محاضرة بعنوان "قراءات في الأدب السياسي"، تحدث فيها الأديب أحمد قرني قائلا: إن الأدب السياسي هو في حقيقته تلك الكتابة الإبداعية متمثلة في السرد سواء رواية أو قصة أو مسرح أو الشعر بأشكاله، وهو تلك الكتابة التي تعبر عن قضايا المجتمع وهمومه ودفع هذا المجتمع نحو الأفضل، وقد سجل هذا النوع الأدبي أيضا وقائع مقاومة الاستعمار مثلما فعل الروائي العظيم نجيب محفوظ حين سجل وقائع ثورة ١٩١٩ في ثلاثيته، وأثرها على الواقع المصري وهو أيضا ذلك النوع الأدبي الذي يشتبك مع قضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان في كل مكان مثل كتابات عبد الرحمن منيف أو كتابات المقاومة مثل قصائد محمود درويش.

وأضاف "قرني" أن الأدب السياسي يهدف دائما نحو دفع المجتمعات، وتحفيزها للأفضل، لكي تخرج هذه المجتمعات أفضل طاقاتها للعمل مثل؛ كتابات بهاء طاهر في واحة الغروب، وقضية المستعمر والتخلص من العادات والتقاليد البالية التي تكبل المجتمعات وتمنعها عن طريقها نحو النمو والحضارة.

كما أكد في حديثه أن الرسالة الحقيقية للأدب هو الرغبة في التغيير للأفضل ولابد للأدب السياسي أن يكون أدبا وليس منشورا سياسيا زاعقا أو هتافات وصياحات، بل يجب أن يأخذ وسيلة الكتابة الأدبية التي تخفي رسالتها خلف المتعة الأدبية فكل ما كتب عن قضايا المجتمع والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية يدخل في الأدب السياسي.

وشهدت مدرسة لطفي سليمان الثانوية للبنات بسنورس، ندوة ثقافية بعنوان "سيدات جلسن علي عرش مصر"، شارك فيها  الأديب د.عمر صوفي، والكاتب أحمد طوسون الذي تحدث فيها قائلا؛ إنه عبر تاريخ مصر القديم كانت المرأة تحظى بمكانة عالية ومميزة، وكانت تشارك في الحياة السياسية والاجتماعية والدينية، بجانب الرجل، ومن بين أبرز نساء مصر القديمة نجد ملكات عظيمات حكمن البلاد بحكمة وشجاعة وإبداع منهن، الملكة نفرتيتي التي شاركت زوجها أخناتون في إصلاحات دينية جريئة، والملكة تي التي كانت مستشارة قوية لابنها أمنحوتب الثالث، والملكة نفرتاري التي كانت حبيبة رمسيس الثاني وسفيرته الدبلوماسية، وملكة ميريت آمون التي كانت أول ابنة ملكية تحمل لقب "زوجة المعبود"، وأخيراً الملكة حتشبسوت التي حكمت مصر لأكثر من عشرين عاما، وأقامت معابد وأطلقت حملات تجارية.

من جانبه، أكد "صوفي" أن هؤلاء الملكات هن دليل على مجد المرأة المصرية في التاريخ، واختتم اللقاء بحوار مفتوح مع الطالبات.

جاء هذا ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرع ثقافة الفيوم الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيوني

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل «آخر ظرفاء الأدب والصحافة».. كامل الشناوي شاعر قتله الحب

تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر والصحفي الكبير كامل الشناوي، أحد أبرز وجوه الأدب العربي في القرن العشرين، والذي اقترنت سيرته بالإبداع والشجن والظرف، وبحكاية حب مأساوية ظلت تلاحقه حتى وفاته في نوفمبر 1965.

ولد الشناوي في السابع من ديسمبر 1908 بقرية نوسا البحر بمحافظة الدقهلية، بعد أشهر قليلة من وفاة الزعيم مصطفى كامل، فاختار والده - الشيخ سيد الشناوي القاضي الشرعي ورئيس المحكمة العليا الشرعية - أن يطلق عليه اسم «كامل» تيمنا بالزعيم الراحل.

نشأ في أسرة عريقة تجمع بين العلم والمكانة الاجتماعية، وكانت والدته صديقة هانم بنت سعيد باشا من سيدات القرية المرموقات، وهو الشقيق الأكبر للشاعر الغنائي مأمون الشناوي، كما كان عمه الإمام الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر.

التحق كامل الشناوي بالأزهر خمس سنوات قبل أن يتجه إلى المطالعة الحرة ومجالس الأدباء، ويدرس الآداب العربية والأجنبية.

بدأ حياته الصحفية في «الوادي» مع طه حسين، ثم «روز اليوسف» مع محمد التابعي، وتنقل بين «آخر ساعة» و«المصور»، قبل أن يتولى رئاسة قسم الأخبار في «الأهرام» عام 1954، ثم رئاسة تحرير «أخبار اليوم» حتى رحيله.

كان يقول عن نفسه: «ما بقتش في شعري صحفي، لكن أصبحت شاعرا في صحافتي»، وهي عبارة تلخص مسيرته التي جعلت من الشعر جوهرا لكتاباته الصحفية.

عرفه الوسط الأدبي بذكائه الحاد وخفة ظله وتلقائيته في صناعة النكتة والقفشة، حتى وصفه أنيس منصور بأنه «آخر ظرفاء الأدب والصحافة»، غير أن هذه الروح المرحة كانت تخفي ألما دفينا بدا واضحا في قصائده العاطفية.

أبدع الشناوي في عدد من الأعمال، من بينها: «اعترافات أبي نواس»، «أوبريت جميلة»، «الليل والحب والموت»، و«أوبريت أبو نواس»، وغنى له كبار الفنانين أعمالا أصبحت علامات في الوجدان العربي، منها:

لأم كلثوم «على باب مصر»، ولعبد الوهاب «الخطايا» و«نشيد الحرية»، ولعبد الحليم حافظ «لست قلبي» و«حبيبها»، ولنجاة «لا تكذبي» أشهر قصائده العاطفية، ولفريد الأطرش رائعتي «عدت يا يوم مولدي» و«لا وعينيكي»، فكانت قصائده العاطفية قصصا مغناة يشعر قارئها بأنه يعيش حكاية حب لا مجرد أبيات شعر.

لقب بـ«الشاعر المحروم» بعدما عاش تجربة حب مأساوية لازمت حياته، كما يروي رجاء النقاش في «شخصيات لا تنسى»، وكشف مصطفى أمين جانبا آخر من هذه المعاناة حين ذكر أن الشاعر كان يزور المقابر يوميا ليتعود على الجو الذي سيعيش فيه إلى الأبد، وقال عنه العقاد عبارته الشهيرة «لا تزال كما أنت، لست صغيرا ولا تريد أن تكون كبيرا»، وقد ظل هذا الجرح يؤلمه حتى قيل إنه مات مكتئبا دون مرض يذكر.

ورغم موهبته الكبيرة، لم يدون كامل الشناوي سوى ديوان صغير أصبح كنزا محببا لعشاق شعره، ويرى الكثير من النقاد أنه كان قادرا على منافسة نزار قباني لو أخلص للشعر وأبعد نفسه عن صخب الصحافة والسهر.

قبل عام من وفاته، عاش تجربة قريبة من الموت حين غاب عن الوعي ورآه رأي العين، فوصف ما حدث بأنه «بروفة للموت»، أدرك حينها أن النهاية تقترب، وقد صدق إحساسه.

كان الشناوي واسع الثقافة، تعلم الصحافة بالممارسة، وتمتع بذاكرة قوية وحضور مبهر في الأوساط الفنية والأدبية، وأحب تشجيع المواهب الشابة مثل عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي، وأخلص للفصحى طوال حياته، بينما اتجه شقيقه مأمون إلى العامية، ليصبح كلاهما علما في مجاله.

بقيت قصائده - خصوصا «لا تكذبي» و«عدت يا يوم مولدي» - شاهدا على شاعر عاش الحب حتى الألم، ولم يزل يحافظ على مكانته كأحد أبرز شعراء العاطفة في العصر الحديث.

اقرأ أيضاً«رحلت أمي وأختي».. وفاة شقيقة طارق الشناوي

طاجن اللحم ودكتوراه الشناوي.. تفاصيل أول لقاء بين طارق عبد العزيز ومحمود السعدني

70 عامًا على (يوليو) العزة والكرامة.. حكايات من تاريخ ثورة تحكي قصة (شعب وجيش)

مقالات مشابهة

  • سيدات الخضر يتعادلن وديا أمام كينيا
  • كم مرة يجب عليك أن تقيس ضغط دمك في المنزل أسبوعياً؟
  • نشر ثقافة التعامل مع الأوبئة بكلية الآثار فى الفيوم
  • في ذكرى الرحيل| رضوى عاشور.. صوت المقاومة والحرية
  • صوت الهامش الذي وصل للعالم.. «سلوى بكر» تفوز بجائزة البريكس
  • ذكرى رحيل «آخر ظرفاء الأدب والصحافة».. كامل الشناوي شاعر قتله الحب
  • سيدات العراق يواجهن الأردن في نصف نهائي غرب آسيا بجدة
  • «جسد خارج الجسد».. لشهد الشمري المسكوت عنه أدبيا في الإعاقة والمرض
  • سيدات العائلة المالكة يخطفن الأضواء في حفل جوائز البنادق السنوي
  • سيدات العراق يستأنفن تدريباتهن قبل مواجهة نصف نهائي غرب آسيا