تهدد حياة الملايين.. هل تصل عاصفة النينو التي ضربت العالم إلى مصر؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
لا تزال ظاهرة النينو، تضرب دول العالم، واحدة تلو الأخرى، والتي تسببت في فيضانات أودت بحياة مئات البشر على مدار الأيام الماضية، ما جعل حالة من الرعب تسيطر على العالم، من وصول تلك الظاهرة إليهم، لا سيما مع بداية فصل الشتاء.
«ارتفاع عدد الضحايا إلى 165»، هكذا كشف إسحاق مورا، المتحدث باسم الحكومة بالعاصمة الكينية نيروبي، مؤكدا أن الفيضانات المدمرة الناجمة عن أمطار النينيو النشطة بشكل غير عادي التي ضربت عدة أجزاء من الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، جعلت العديد من الطرق مدمرة، موضحا: «إصلاحات الطرق مستمرة في المناطق المتضررة اعتمادًا على مستويات مياه الأمطار وإمكانية الوصول إليها».
لم تكتفِ الفيضانات بتدمير الطرق، بل تسببت في انتشار الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، بحسب مورا، حيث أكد أن السلطات الصحية اكتشفت 103 حالات إصابة بالكوليرا في مقاطعة لامو على الساحل الكيني، ما أدى إلى وفاة شخصين.
«آلاف المنازل جرَّفتها المياه أو تقطعت بها السبل، وغمرت المياه الأراضي الزراعية وغرقت الماشية»، هكذا كشفت تقارير حكومية كينية عن حجم الدمار الذي تعيشه البلاد بسبب ظاهرة النينو.
وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة «الفاو»، تحذيرا خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن ظاهرة النينو تهدد حياة أكثر من 4 ملايين شخص حول العالم، في ظل تأثيرها على الأمن الغذائي.
«عاصفة نهاية الأسبوع تشكل تهديدا للطقس القاسي والرياح والأمطار الغزيرة عبر شرق الولايات المتحدة»، تحت هذا العنوان كشف مركز تنبؤات «FOX» أن نظام العواصف المتطور سوف يؤدي إلى تساقط الثلوج والأمطار على نطاق واسع، فضلا عن العواصف الشديدة والرياح العاصفة في النصف الشرقي من الولايات المتحدة مع عطلة نهاية الأسبوع.
وأكد التقرير أن جميع المؤشرات تؤكد أن هناك عاصفة كبيرة ستحدث قد تتسبب في تعطيل السفر وانقطاع التيار الكهربائي لملايين الأمريكيين.
تشير بعض نماذج التوقعات إلى أن الرياح المدمرة التي تتراوح سرعتها بين 50 و70 ميلاً في الساعة يمكن أن تهب على الساحل الشرقي، وخاصة وسط المحيط الأطلسي إلى نيو إنجلاند من أواخر يوم السبت حتى الأحد.
ووضع مركز التنبؤ بالعواصف (SPC) التابع لـ NOAA المنطقة في المستوى 1 من 5 على مقياس مخاطر العواصف الرعدية، ويشمل ذلك مدينتي تولسا وبروكن آرو في أوكلاهوما، وسبرينجفيلد في ميسوري، وفورت سميث وفايتفيل في أركنساس.
«هل تصل ظاهرة النينو إلى مصر؟» سؤال طرح نفسه في ظل القلق الذي يعيشه المواطنون بعد اجتياح العواصف لدول أفريقية على رأسها كينيا، وهو ما تحدث عنه الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، الذي كشف لـ«الوطن» في تصريحات سابقة، أن ظاهرة النينو بالفعل أثرت على مصر خلال فصل الصيف الذي شهد ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، موضحا: «سيمتد تأثير الظاهرة خلال فصل الشتاء، الذي سيصل ذروته في شهري يناير وفبراير».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ظاهرة النينو النينو ظاهرة النينو فيضانات النينو النينو مصر ظاهرة النینو
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد ملايين اللاجئين.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم على مروي والدبة
البلاد (الخرطوم)
أعلن الجيش السوداني، أمس (الثلاثاء)، تصديه لهجوم نفذته قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيرة انتحارية على مواقع استراتيجية في الولاية الشمالية، في تصعيد جديد للنزاع المستمر منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وذكرت الفرقة التاسعة عشرة مشاة التابعة للجيش السوداني، في بيان صادر من مدينة مروي، أن قواتها تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة التي استهدفت قاعدة مروي الجوية، مؤكدة استخدام الدفاعات الأرضية لصد الهجوم الذي وصفته بـ «العدواني». كما تعرضت مدينة الدبة لهجمات مشابهة بالطائرات المسيرة، في وقت تتواصل فيه المواجهات المسلحة بين الجانبين في عدة مناطق من السودان.
تأتي هذه التطورات العسكرية، بينما يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع بشكل غير مسبوق نتيجة نقص حاد في التمويل الدولي.
وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن ملايين السودانيين الذين نزحوا إلى دول الجوار باتوا مهددين بالجوع مع توقف المساعدات الضرورية بسبب فجوات تمويلية كبيرة.
وأشار منسق الطوارئ لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي، شون هيوز، إلى أن «الملايين يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية»، محذراً من أن توقف الدعم سيعرض الأطفال والنساء وكبار السن لخطر الجوع وسوء التغذية الحاد.
ووصف هيوز الوضع بأنه «أزمة إقليمية متفاقمة تؤثر على دول تعاني أصلاً من أزمات غذائية وصراعات داخلية»، مشيراً إلى أن اللاجئين السودانيين في مصر، إثيوبيا، ليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى أصبحوا في مواجهة مصير مجهول مع تراجع التمويل.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، تراجع تمويل المانحين لبرنامج السودان بنسبة 40% خلال عام 2025 مقارنة بالعام الماضي، في حين لم يتجاوز حجم التمويل الذي تلقاه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سوى 14.4% من احتياجاته للعام الجاري.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من احتمال توقف المساعدات بالكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة إذا لم يتم توفير مصادر تمويل عاجلة، خاصة للاجئين في مصر الذين يتجاوز عددهم 1.5 مليون شخص.
وأوضح البرنامج أن نحو 85 ألف لاجئ سوداني في مصر قد فقدوا بالفعل المساعدات التي كانت تقدم لهم، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 36% في التغطية مقارنة بالأشهر السابقة. وأكد أنه ما لم يتم تدارك الوضع سريعاً، فسيضطر البرنامج إلى وقف معظم المساعدات الغذائية مع حلول أغسطس القادم.
أما داخل السودان، فتشير التقديرات الأممية إلى أن أكثر من ثمانية ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة المباشرة، في حين يعاني ما يقرب من 25 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
ويعيش السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حالة من الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي، تسببت في أسوأ موجة نزوح في تاريخ البلاد حيث اضطر أكثر من 13 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم، بينهم أربعة ملايين فروا إلى دول الجوار التي تعاني بدورها من أزمات معقدة.
وفي ظل استمرار التصعيد العسكري وتدهور الوضع الإنساني، تبقى جهود التهدئة متعثرة، مع غياب بوادر اتفاق سياسي ينهي الحرب ويضع حداً لمعاناة الملايين. وبينما يواصل الجيش السوداني صد هجمات الدعم السريع على الأرض وفي الجو، تتفاقم معاناة المدنيين الذين أصبحوا عالقين بين نيران الحرب وخطر الجوع.