طفيليات مسببة لآفات جلدية "مخيفة" قد تحمل سر كيفية منع الألم
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
على الرغم من أن داء الليشمانيات الجلدي يتسبب في ظهور آفات جلدية مشوهة وتقرحات الجلد، إلا أن هذه الآفات الجلدية لا تسبب أي ألم.
وينجم هذا المرض الجلدي عن طفيليات تسمى الليشمانيا (Leishmania)، وقد حيرت قلة الشعور بالألم عند الإصابة بهذه الآفات العلماء لسنوات، خاصة وأن البثور المماثلة الناجمة عن أمراض جلدية أخرى تسبب الحكة والنزف والألم.
والآن، ولأول مرة، نظر العلماء في الآفات الموجودة على جلد فأر لتقييم ما إذا كان هناك أي مسارات إشارات استقلابية مسؤولة عن إحباط الألم.
والهدف من ذلك هو استخدام هذه الآلية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الألم المنهك من خلال تطوير أدوية الألم غير المخدرة.
وقال أبهاي ساتوسكار، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو: "لا أحد يعرف سبب كون هذه الآفات غير مؤلمة، ولكن يُعتقد أن الطفيلي يتلاعب بطريقة ما بالنظام الفسيولوجي المضيف. وبناء على بياناتنا، فإن شيئا ما تفعله الطفيليات يؤدي إلى تحفيز مسارات تقمع الألم. كيف يفعلون ذلك، ما زلنا نحقق. نحن نفترض أن أي جزيئات ينتجها وجود الطفيلي يمكن أن تكون مسكنات محتملة لمشاكل صحية أخرى.
ومن خلال عملهم، تمكن الفريق من تحديد المواد الكيميائية المرتبطة بقمع الألم باستخدام فحص مطياف الكتلة غير المتحيز للآفات التي لحقت بالفئران. وأدى ذلك إلى اكتشاف مستقلبات متعددة، وهي جزيئات تكون وسيطة أو منتجات نهائية لمجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الكائنات الحية للحفاظ على الحياة، والتي ارتبطت سابقا بانسداد إدراك الألم".
إقرأ المزيدوتم أيضا اكتشاف مسارات تخفيف الألم المرتبطة بنظام endocannabinoid في الدماغ، وهو نظام معقد للإشارات الخلوية يلعب دورا حاسما في تنظيم العمليات الفسيولوجية المختلفة والحفاظ على التوازن.
ويعمل العلماء الآن على فهم كيفية تأثير العدوى على الخلايا وما إذا كانت هذه العلاقة مباشرة أم غير مباشرة. وعلى الرغم من أنهم يعرفون أن الطفيليات تتغذى على هذه المستقلبات المرصودة من أجل التكاثر، فإن اكتشاف عدم تفعيل المسارات الرئيسية لكبت الألم في الخلايا البلعمية المصابة، يثير بعض التساؤلات حول كيفية تحفيز هذه الآليات وكيف يمكن إعادة إنشائها.
وقد أدى البحث حتى الآن إلى العديد من الأسئلة الجديدة والإجابات. ومع ذلك، يقول العلماء إنها خطوة مهمة إلى الأمام في فهم آلية قمع الألم.
وقال ساتوسكار: "الشيء المثير هو أن هذه هي المرة الأولى التي بدأنا فيها فهم الأساس الخلوي لعدم وجود ألم في هذه الآفات".
نشرت الدراسة في مجلة iScience.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الطب دراسات علمية طب معلومات عامة معلومات علمية
إقرأ أيضاً:
دون جراحة أو مسكنات.. ابتكار علاجي جديد يخفف آلام الركبة
دراسة كورية حديثة تكشف أن جرعة منخفضة من الإشعاع يمكن أن تخفف آلام خشونة الركبة وتحسن الحركة، دون الحاجة للجراحة أو مسكنات قوية. اعلان
كشفت دراسة كورية حديثة أن جرعة واحدة منخفضة من العلاج الإشعاعي يمكن أن تخفف الألم وتحسن الحركة لدى مرضى خشونة الركبة، دون الحاجة للجراحة أو الاعتماد على أدوية مسكنة قوية.
وتعد خشونة المفاصل أكثر أشكال التهاب المفاصل انتشارًا، وتؤثر بشكل كبير على الحياة، إذ يعاني المرضى من الألم المزمن والتصلب وصعوبة الحركة، خاصة في الركبتين والوركين.
ويعتمد العلاج التقليدي على تعديل نمط الحياة، الأدوية المسكنة، أو الجراحة في المراحل المتقدمة، لكن كل خيار له مخاطره وآثاره الجانبية.
"يُخفف ألم الركبة دون آثار جانبية"أجريت الدراسة على 114 مريضًا يعانون خشونة الركبة الخفيفة إلى المتوسطة، وتم تقسيمهم عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات وهم جرعة منخفضة جدًا (0.3 غراي)، جرعة منخفضة (3 غراي)، ومجموعة ضابطة تلقت إشعاعًا وهميًا.
وخضع المشاركون لست جلسات علاج، ولم يعرفوا المجموعة التي ينتمون إليها. كما تم تقييد استخدام مسكنات الألم إلى الأسيتامينوفين فقط خلال الأربعة أشهر الأولى لتقييم تأثير الإشعاع بشكل واضح.
وبعد أربعة أشهر، استجاب 70% من المرضى في مجموعة 3 غراي، مقابل 42% في مجموعة الدواء الوهمي، فيما لم تُظهر مجموعة 0.3 غراي فرقًا معنويًا عن الضابطة، ما يؤكد فعالية جرعة 3 غراي في تخفيف الألم وتحسين الحركة. ولم تُسجل أي آثار جانبية مرتبطة بالإشعاع.
بديل وسط بين الأدوية والجراحةقال الدكتور بيونغ هيوك كيم، الباحث الرئيسي في الدراسة: "غالبًا ما يواجه مرضى خشونة الركبة المؤلمة خيارًا صعبًا بين مخاطر الأدوية أو الجراحة.. ويوفر العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة حلاً وسطًا يمكن أن يؤخر الحاجة لاستبدال المفصل."
وأوضح أن العلاج يكون أكثر فاعلية للمرضى ذوي المرحلة المبكرة إلى المتوسطة من خشونة الركبة، حيث لا يزال الغضروف موجودًا، بينما لن يكون مفيدًا في الحالات المتقدمة التي دُمر فيها المفصل.
وقال "في الحالات المتقدمة حيث يُدمر المفصل ويختفي الغضروف، لن يكون الإشعاع قادرًا على إعادة بناء النسيج.. أما لمرضى المرحلة الخفيفة إلى المتوسطة، فيمكن لهذا العلاج تأجيل الحاجة لاستبدال المفصل."
وأضاف أن هذا النوع من العلاج يجب أن يُدمج ضمن عملية اتخاذ القرار المشترك مع المرضى، إلى جانب الإجراءات التقليدية مثل فقدان الوزن، العلاج الطبيعي، واستخدام الأدوية عند الحاجة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة