استضافت جامعة خليفة في مقرها بأبوظبي أعمال ورشة العمل الدولية السابعة عشرة لدراسة قشرة الأرض في الأحواض الرسوبية وتحولاتها المختلفة التي تنظمها جامعة خليفة بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية والبرنامج الدولي لدراسة قشرة الأرض.

وتأتي استضافة الدولة لهذه الورشة للمرة الثانية بالتزامن مع أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ COP28 ما يؤكد حرص الدولة على تبني نهج الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وقال خالد الحوسني مدير إدارة الجيولوجيا والثروة المعدنية بوزارة الطاقة والبنية التحتية نائب رئيس اللجنة المنظمة في كلمته الافتتاحية إن هذه الورشة تعتبر منصة لاستكشاف ومناقشة الجوانب المختلفة لتطور القشرة الأرضية من خلال مناهج علمية جيولوجية مختلفة وهي فرصة لاستعراض ما تتمتع به الدولة من جيولوجية متميزة ونادرة وتؤكد حرص الوزارة على تبادل الخبرات والتجارب الميدانية مع المتخصصين والعلماء والباحثين في مجال علوم الأرض.

وشارك في الورشة هذا العام ما يزيد على 150 عالماً وباحثاً يمثلون أكثر من عشرين بلداً من أوروبا، وأفريقيا، وأمريكيا الشمالية والشرق الأوسط.

وتم خلال الجلسات تقديم ما يزيد على أربعين ورقة علمية وبحثية بالإضافة إلى عرض حوالي عشرين ورقة أخرى على شكل ملصقات.

وتناولت هذه الأوراق عدداً من المحاور والمواضيع منها “الطاقة والمياه الجوفية السياحة الجيولوجية المخاطر الجيولوجية العمليات التكتونية والرسوبية عمليات الغلاف الصخري التشوه وتفاعلات السوائل/الصخور وغيرها من محاور”.

وتم تنظيم زيارات ميدانية علمية لمنطقة الفجيرة باعتبارها منطقة جيولوجية معقدة تحوي صخوراً نارية صلبة وكذلك إلى منطقة السبخات في أبوظبي للتعرف على هذه المناطق باعتبارها متحفا جيولوجيا مصغرا يحتوي على العديد من الظواهر الجيولوجية المكشوفة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «23»

لما تقدم فـي الحلقات السابقة من هذا المبحث، فإن على دراسة صورة الشَّيخ العربي فـي السِّينما الأمريكيَّة أن تذهب إلى ما هو واقع وراء نطاق التحليل النَّصي البسيط (أو التَّبسيطي)، أو الدِّراسة المُجَوهَرَة (essentialized)، أو تلك المبنيَّة على ثنائيَّة قُطبيَّة (binarized) للصورة «النَّمطيَّة» و«المُساء تمثيلها». لقد اقترحت فـي مكان سابق من هذه الدراسة أن هوليوود لم تحتفظ فـي مخزنها التَّاريخي بشيخ عربي واحد فقط، بل إنها جلبت، وجَبَلَت، وطوَّرت عدة «شيوخ» فـي مختبراتها وشاشاتها. وفـي الحقيقة، فإن الأمر يبدو واحدا من تلك «التَّجارب الخارقة» (إدوَرد سعيد Edward Said) التي لا يُتَحَدَّث عنها، والتي نشر عنها وولتر لِبمن Walter Lippmann الكتاب الذي صاغ فـيه مفهوم الصَّورة النَّمطيَّة بالمعنى المعاصر للكلمة، وذلك فـي عام 1922؛ أي بعد عام واحد فقط من إطلاق فـيلم «الشَّيخ» [The Sheik] (جورج مِلفورد Georg Melford، 1921) (1)، وهل هو غير ذي شأن أن جيمس كاري James Carey يشير إلى عمل لِبمَن بأنه «العمل التَّأسيسي لدراسات الميديا الأمريكيَّة» (2)؟

وفـي هذا الإطار، إذًا، سيكون مفـيدًا لدراسة صورة الشَّيخ العربي فـي السينما الأمريكية توسيع ومَشْكَلَة مقولة هومي بابا Homi Bhabha حول الصورة النمطيَّة غير الثَّابتة باعتبارها ناتجة عن استجابات ذات طبيعة نفسيَّة مُقلقَلة ومُقلقِلة يجري تبادلها بين ذات وموضوع التَّمثيل (representation)، المستعمِر والمستعمَر (3). كما يمكن الانتفاع من كتاب مايكل بِكرنغ Michael Pickering حيث إني معني بجهوده الدقيقة فـي موازاة مقولة الصورة المنمَّطة بفكرة الآخر لكن فـي محاججة جديدة: تعتمد الهويَّة على الاختلاف الذي ينتج الغيريَّة على عمليَّة «طَرْدٍ رمزي» (4). وبالمقدار نفسه، ينبغي تطوير ما يقوله بِكرنغ عن الزمان والمكان فـي صنع الغيريَّة (otherness)، إذ أني أرى مُحتَمَلًا كبيرًا فـي إضاءة وتطوير ما يسميه «زَمْنَنَة الاختلاف» (temporalisation of difference)، وذلك فـي سياق فهم الانزياحات العديدة لتمثيلات شخصيَّة الشّيخ العربي فـي السِّينما الأمريكيَّة (5). حقًا، يمكن للمرء اعتبار أن «أفلام الشَّيخ» التي أنتجتها السِّينما الأمريكيَّة يمكن أن تكون «رحلات غربيَّة»، متخيَّلة وفعليَّة، فـي أوقات «مختلفة»، ولهذا فإنه تنبغي مجاورة مفهوم بِكرنغ عن «زَمْنَنَة الاختلاف» مع مفهوم بهداد عن «التَّأخريَّة»، والذي سبقت الإشارة إليه.

إنني أقترح فكرة أسميها «السرديَّات الشيخيَّة» لِثَيمَتَةِ وزَمْنَنَةِ تمثيلات الشَّيخ الهوليوودي العربي، وتلكم السرديَّات، فـي نظري، أربعٌ وهي كالتالي: «سرديَّات الرّومانس، والرَّغبة (الأخرى)، والهويَّة»، وهذه هي سرديَّات العشرينيَّات من القرن العشرين. و«سرديَّات الأَسر، والاستعباد، والمواجهة»، وهذه هي سرديَّات الثلاثينيَّات والأربعينيَّات من القرن ذاته. و«سرديَّات الحرب الباردة، والنفط، وفلسطين»، وهذه هي سرديَّات الخمسينيَّات والستينيَّات من القرن الفائت». و«سرديات الانحراف، والإفراط، و«إنَّهم يشتروننا»، والإخفاق، والهلاك»، وهذه هي سرديَّات السبعينيَّات والثمانينيَّات من نفس القرن.

وهذه المقاربة ثيماتيَّة، وكرونولوجيَّة، وعَبرَ كرونولوجيَّة، وذلك بالنَّظر إلى الطَّبيعة غير المستقرَّة لتمثيلات شخصيَّة الشَّيخ العربي. بكلمات أخرى، بينما توجد «سرديَّات» دالَّة على تمثيلات الشَّيخ العربي فـي عقود زمنيَّة معيَّنة ومتطابقة معها بصورة كاملة، فإن «سرديَّات» أخرى ليست كذلك بتلك الصورة المُحكَمَة والحصريَّة.

على سبيل المثال، الفـيلم التَّأسيسي الذي أُنتج فـي عشرينيَّات القرن العشرين، والذي شكَّل «سرديَّات الرّومانس، والرَّغبة (الأخرى)، والهويَّة»، هو «الشَّيخ» كان كذلك ليس لأنه بدأ فـي بناء إرث شخصيَّة الشَّيخ العربي فحسب، ولكن كذلك لأن العشرينيَّات من ذلك القرن كانت عقد الشَّيخ العربي «مختلف الهويَّة، والرُّومانسي، والمرغوب فـيه». وبعد ذلك العقد من الزمن اتخذت شخصيَّة الشَّيخ أدوارًا أخرى (وهذا لا يعني، على نحو بارادوكسيٍّ، أن «الشَّيخ العربي الرُومانسي اختفى تمامًا فـي عقد الثلاثينيَّات وما بعد ذلك بالنَّظر إلى وفرة تعدد معاني الشخصيَّة). وبصورة مشابهة فإن فـيلم «إلسا: حارسة حريم شيوخ النفط» (دون إدمُندز Don Edmonds، 1976)، والذي يتضمن شخصيَّة مُقَنَّعة قليلًا لهنري كِسنغر Henry Kissinger، وزير الخارجيَّة الأمريكي إبان الأزمة النفطيَّة فـي سبعينيَّات القرن الماضي، إضافة إلى إشارات وعلامات تدلُّ على المملكة العربيَّة السعوديَّة على نحوٍ أقل تَقَنُّعَا، والذي -أي الفـيلم- تنبغي إضاءته، مبدئيًّا، فـي «سرديات الانحراف، والإفراط، و«إنَّهم يشتروننا»، والإخفاق، والهلاك» التي سادت ذلك العقد، لا يمكن أن يكون قد صُنع فـي الثلاثينيَّات، مثلًا، وذلك لأسباب هي أوضح من أن تُذكر. وفـي الجانب الآخر فإن «سرديَّات الأَسر والعبوديَّة» لم تكن محصورة على أفلام الشَّيخ العربي التي أُنتجت فـي الثلاثينيَّات، ما دام شيوخ هوليوود العرب الأشرار قد مارسوا أسر، واختطاف، واستعباد الرجال والنِّساء، بيضًا وسودًا وصُفرًا. ومع أن فـيلم «فتاة الحريم»[Harem Girl] (إدوَرد برندز Edward Bernds، 1952) يشكِّل فـيلمًا مثاليًّا لدراسته فـي «سرديَّات الحرب الباردة، والنفط، وفلسطين»، التي شاعت فـي الخمسينيَّات والستينيَّات من القرن المنصرم، إلا أنني أراه حالة مثاليَّة لتفكيكه ضمن قراءة «سرديَّات الرّومانس، والرَّغبة (الأخرى)، والهويَّة» التي كانت علامة العشرينيَّات من نفس القرن. بكلمات أخرى، ليس العقد الزَّمني هو ما يحدد الثيمة السينمائيَّة بصورة دقيقة، وجامعة مانعة. ولكن يمكن القول إن الثيمة مثال على «نزعة معيَّنة» (استعارة لعبارة فرانسوا تروفو Francios Truffaut الشهيرة التي قالها فـي سياق آخر) أكثر وضوحًا من غيرها فـي أفلام الشَّيخ العربي خلال فترة زمنيَّة محدَّدة فـي استجابة لما هو سياسي وثقافـي فـي الحياة الأمريكيَّة نفسها خلال ذات الفترة (6).

لأسباب كنتُ قد أوضحتُها، وربما كرَّرتُها، فإن أي دراسة ذات معنى، ويُحفل لها حقًّا، لدراسة صورة الشَّيخ العربي فـي السِّينما الأمريكيَّة يجب أن تبدأ بالفـيلم التأسيسي «الشَّيخ». وبينما يتوافر الآن جسم يُعتَدُّ به من الإضاءات النقديَّة والبحث الأكاديمي حول الفـيلم ونجمه الأسطوري فالنتينو Valentino (وهو جسم من الأدبيَّات الملهِمة والمثيرة للاهتمام)، فإن هناك الكثير مما يمكن أن يقال، بل وينبغي قوله. على سبيل المثال، لم تُثَر لغاية الآن مسألة ما أسميه «دينيَوَِّة الرَّغبة» (religiousity of desire) الرَّغبة فـي الفـيلم، والتي أرى انه ينبغي أن توضع فـي الواجهة.

---------------------------------

(1). Walter Lippmann, Public Opinion (New York: Harcourt, Brace, 1922).

(2). اُقتبس فـي:

Michael Pickering, Stereotyping: The Politics of Representation (New York: Palgrave, 2001), 16.

(3). Homi Bhabha, “The Other question: The Stereotype and the Other Question” in The Location of Culture (New York: Routledge, 1994).

(4). Pickering, 48.

(5). المصدر السَّابق نفسه، 57.

(6). Francois Truffat, “A Certain Tendency in the French Cinem” in Bill Nichols, 224-37.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «23»
  • إزالة 4 حالات تعد على أراضي أملاك الدولة بالزينية شمالي الأقصر
  • «طاقة أبوظبي» تطلق مبادرات نوعية في المؤتمر العالمي للمرافق 2025
  • محافظ المنوفية: هناك متابعة يومية لإزالة التعديات على الأرض الزراعية في المهد
  • فندق ريكسوس مارينا أبوظبي يستضيف النسخة السابعة من فعالية “رايد ويذ ريكسوس” نهاية مايو الجاري
  • جامعة الإسكندرية تستضيف ورشة عمل لتعزيز البحث العلمي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي
  • الإمارات تستضيف الاجتماع الـ39 لمنظمة كوسباس-سارسات في أبوظبي
  • المعدن الأغلى على الأرض| حكاية الكاليفورنيوم النفيس.. الجرام بـ27 مليون دولار
  • أبوظبي تبحث بناء شراكات في مجال المياه مع فرنسا
  • مستقبل وطن: توجه الدولة نحو أمن الطاقة يعزز الاستقرار والتنمية