سواليف:
2025-12-10@09:34:43 GMT

ما سيفعله الأردن في ملف الأقصى

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

ما سيفعله #الأردن في ملف #الأقصى – #ماهر_أبوطير

لا نحمّل الأردن أكثر مما يحتمل، فالأردن دولة من بين أكثر من خمس وخمسين دولة عربية وإسلامية، والعرب والمسلمون من جنسيات أجنبية غير عربية ولا إسلامية، يتواجدون أيضا في عشرات الدول في العالم، بحيث يصل عدد العرب والمسلمين إلى ملياري شخص تقريبا، والعدد كبير جدا، لكن أغلبنا مثل غثاء السيل، تتداعى علينا الأمم من كل صوب وحدب.

مناسبة هذا الكلام مسيرات المتطرفين في مدينة القدس التي تحشد ضد أوقاف القدس، التي تتبع الأردن بسبب وصايته الدينية على المسجد الأقصى، والمقدسات، وهذه المسيرات ليست غريبة، لأن الكلام تسرب مبكرا عن احتمال إلغاء دور أوقاف القدس تجاه الأقصى، وشطب هذا الدور كليا، أو جزئيا، في إطار ما يسمّى فرض السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي.

نحن الآن نمر بتوقيت خطير، ولا يوجد أي ضمانة، لا معاهدة وادي عربة ولا غيرها، لأن المعاهدات تتجاوزها إسرائيل يوميا، وهذا يحدث في الضفة الغربية، حيث اتفاقية أوسلو، ويحدث في غزة، حيث اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية، والتفاهمات المختلفة، العلنية والسرية، التي تتجاوزها إسرائيل كليا، بدعم غربي غير مسبوق، دون أن تأبه لأي كلف سياسية، أو أمنية.

مقالات ذات صلة كاريكاتير عماد عواد 2023/12/12

هذا يعني أن تنفيذ مخطط شطب وإلغاء أوقاف القدس في المسجد الأقصى أمر وارد جدا، والمضايقات التي تتعرض لها هذه الأوقاف مستمرة منذ سنوات، من منع أعمال الترميم، وتهديد بنية الحرم القدسي وما فيه من مساجد ومصليات ومبان، ومن اعتقال العاملين في الأوقاف، وإبعاد بعضهم، ومنع المصلين من الوصول للحرم القدسي، واقتحام المسجد الأقصى، وإطلاق الرصاص داخله، وقنابل الغاز، وصعود جنود الاحتلال فوق مبانيه، ونصبهم لرايات إسرائيل فوقه، وغير ذلك من تصرفات تتم إدانتها يوميا، لكن دون أن تعني الإدانة شيئا لحكومة الاحتلال.

بنظر بعض المحللين فإن إقدام إسرائيل على خطوة جنونية داخل المسجد الأقصى يبدو مستبعدا في التوقيت الحالي، وبرأي هؤلاء فإن إسرائيل ليس من مصلحتها في هذا التوقيت فتح معركة داخل القدس، وبخصوص المسجد الأقصى بما سيؤدي إلى ردود فعل من نوع مختلف داخل كل فلسطين، وهؤلاء يقولون فعليا ان إسرائيل لن تسمح – حاليا على الأقل- بحدوث أي خطوة من شأنها تعزيز المهددات الأمنية القائمة في وجه إسرائيل عبر جبهات كثيرة.

هذا رأي يخضع للنقاش والتحليل والصد، لكن مقابله رأي آخر، يقول إن إسرائيل وسط الجرائم التي ترتكبها في غزة، قد تجد أن التوقيت يخدمها عبر إحدى الخطوات، من بينها ترك المستوطنين الإسرائيليين بالتوافق غير المعلن، ليقوموا باقتحام الحرم القدسي وتفجير أحد المسجدين، خصوصا، في ساعات الليل، أو إغلاق الحرم القدسي كليا ومنع الصلاة فيه، أو عبر طرد أوقاف القدس، ومنع الموظفين من الدخول إلى الحرم، ونقل رعاية الحرم إلى مؤسسات إسرائيلية، أو تقاسم الحرم مكانيا بشكل قانوني مدعوم بقرار إسرائيلي رسمي، والخطوات هنا متعددة، لن تقف عند حدود معاهدة وادي عربة، أصلا، مع الواقع الذي نراه والذي يتجاوز كل الاتفاقيات والمعاهدات.

تأخذنا هذه الاحتمالات إلى الخطر المرتبط بالأردن، وما يتعلق بوصاية الأردن على المقدسات، وما قد يستجد على صعيد الحرم القدسي، وما يمكن اعتباره ظرفا مختلفا، لا يمكن معه استمرار التعبيرات المحذرة على مستويات معينة، بقدر حاجتنا اليوم إلى إجراءات أعلى تمنع إسرائيل من الاستفراد بالمسجد الأقصى، خصوصا، في ظل ظروف الحرب، التي لن تمنع إسرائيل من تصعيد خطواتها، وقد رأينا بأنفسنا كيف اقتحم الإسرائيليون الأقصى 22 مرة في شهر تشرين الأول، ومنعوا الأذان في الحرم الإبراهيمي في الخليل أكثر من 60 مرة، وهدموا كليا أو جزئيا مئات المساجد والكنائس في غزة، وجنين، ومناطق ثانية من فلسطين المحتلة.

يبقى السؤال المهم؛ حول استعداد الأردن لسيناريوهات خطيرة داخل الحرم القدسي، وما هي خيارات الأردن في التعبير عن موقفه منذ الآن، وخيارات الأردن العملية؟

لا نحمّل الأردن وحيدا هذه الكلفة، وسط ملياري عربي ومسلم، بدولهم وكياناتهم، لكننا أمام ملف واقعي يرتبط بالأردن مباشرة، لاعتبارات كثيرة، يعرفها الكل، ولا يتنصل منها أحد.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن الأقصى المسجد الأقصى الحرم القدسی أوقاف القدس

إقرأ أيضاً:

أصدقاء صهيون يرتب زيارات لقساوسة مؤيدين للاحتلال في القدس المحتلة

نفذ أكثر من ألف قس مؤيدون للاحتلال الإسرائيلي - معظمهم من الولايات المتحدة - زيارات إلى القدس المحتلة والمسجد الأقصى، ضمن تحرك هدفه تعزيز رواية الاحتلال في المدينة المحتلة.



وبدأت الزيارات في الثاني من كانون الأول/ديسمبر الحالي، وما يزال مستمرًا، إذ يعلن عن أنشطة الوفد فقط بعد تنفيذها، لأسباب أمنية وفق ما أورده القائمون عليه، وبحسب ما نشر من معلومات فإن الوفد يتبع لمركز "Friends of Zion Heritage Center"، وهو كيان مرفوض من الكنائس في فلسطين والمنطقة، نظرا لتبنيه خطابًا صهيونيًا يتعارض مع القيم المسيحية وتعاليمها.


واستهل أفراد الوفد اقتحامهم بأداء صلاة جماعية على الدرجات الجنوبية التاريخية المؤدية إلى المسجد الأقصى، في سلوك اعتبرته شخصيات مقدسية استفزازًا وتجاوزا متعمدًا للواقع الديني القائم، ثم اتجهوا إلى حائط البراق لأداء طقوس ذات طابع تلمودي، جرت دون موافقة من دائرة الأوقاف الإسلامية، صاحبة الولاية القانونية والدينية على المكان.

وقال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، إن دخول هذا العدد من الأشخاص تحت رعاية حكومة الإبادة يمثل تحركا دعائيا معدا مسبقًا لخلق غطاء روحي زائف يسهل تمرير المشروع الإسرائيلي.

Near the end of the award giving ceremony at the Ambassador's Summit, Mike Evans (Founder of the Friends of Zion Museum) asked the crowd to sing Amazing Grace in honor of the released hostages

Our Christian supporters are greatly respected https://t.co/alvCZZaNQM pic.twitter.com/JnZUsmWO5y — Documenting Israel (@DocumentIsrael) December 3, 2025
وأوضح دلياني لموقع "فلسطين أون لاين"، أن: هذا التحرك يهدف إلى تلميع رواية الاحتلال وطمس جرائمه، عبر استخدام واجهة دينية لا علاقة لها بالإيمان المسيحي ولا بقيمه. وأشار إلى أن اختيار حائط البراق لأداء الطقوس دون أخذ موافقة الأوقاف الإسلامية، يشكل اعتداء مباشرًا على قدسية المكان وعلى الجهة المخولة بإدارته، وأكد دلياني أن المسيحيين أبناء هذه الأرض نشأوا على احترام قدسية جميع الأماكن الدينية، وأن ما جرى لا يمت للمسيحية بأية صلة، بل يناقض جوهرها.

وتحدث عن الدور المحوري للمنظم الرئيسي، مايك إيفانز، المعروف بدعمه العلني للجرائم الإسرائيلية وانخراطه في حملات هدفها الترويج للمشروع الاستيطاني تحت غطاء ديني، وبين أن أكثر من مئتي مشارك في الوفد على ارتباط مباشر بشبكات الحزب الجمهوري وحركة "ماغا" الأمريكية، ما يؤكد أن الاقتحام جزء من شبكة تأثير سياسي داخل الولايات المتحدة.

Tonight we experienced a truly powerful and unforgettable moment at the Western Wall.
Together, participants placed their personal notes between the ancient stones—each one carrying hopes, prayers, and dreams from deep within the heart.

In a rare and meaningful gathering, we… pic.twitter.com/JEHucqcjuW — FOZ Museum (@FOZ_Museum) December 4, 2025
كما ولفت إلى أن مجلس كنائس الأراضي المقدسة ومجلس كنائس الشرق الأوسط والمجلس العالمي للكنائس يرفضون هذه التكتلات، ويعتبرون خطابها انحرافًا عن العقيدة المسيحية، وأضاف أن استخدام الدين لشرعنة سياسات الاحتلال يمثل إساءة خطيرة للإيمان المسيحي وقيمه الأخلاقية، وشدد دلياني على أن القدس ستبقى أكبر من كل هذه المحاولات، وأن أهلها يعرفون جيدا التفريق بين الإيمان الحقيقي والتلاعب الديني الموجه لخدمة مشاريع سياسية.


من جهته، حذر فخري أبو ذياب، عضو هيئة أمناء المسجد الأقصى، من أن الوفد ينتمي إلى اليمين الأمريكي المتطرف، وجاء ليعزز موقف الاحتلال داخل المسجد الأقصى، وأشار إلى أن الخطوة تأتي ضمن مسار طويل لفرض وقائع تهويدية تهدف إلى تحويل المسجد من مكان عبادة إسلامي إلى فضاء ذي طابع ديني يهودي.

وبين أبو ذياب لـ"فلسطين أون لاين" أن الاقتحام يسعى أيضا لتخفيف الضغط الدولي المتصاعد على الاحتلال بعد انكشاف زيف روايته أمام العالم، وأكد أن الهيئات والشخصيات المسيحية في فلسطين والمنطقة ترفض هذا التحرك رفضا قاطعا، وتعتبره استغلالًا مشبوهًا للدين بهدف خدمة مشروع احتلالي في القدس. 

مقالات مشابهة

  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • نحو ألف مستوطن يقتحمون الأقصى بحماية جيش الاحتلال
  • أصدقاء صهيون يرتب زيارات لقساوسة مؤيدين للاحتلال في القدس المحتلة
  • 960 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى وسط قيود مشددة
  • ماذا ينتظر المسجد الأقصى في عيد "الحانوكاة" اليهودي؟
  • ماذا ينتظر المسجد الأقصى في عيد "الحانوكاة"؟
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك