بوابة الوفد:
2025-12-03@05:17:39 GMT

على قدر الاحتياج تكمن أهمية الأشياء والأشخاص

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

فى الحياة، ليس هناك شىء مهم فى حد ذاته بل أهميته تُقاس بمدى احتياجك له! كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص فأهمية الشخص تكمن فى مدى الاحتياج له وليس لشخصه، حتى وظيفته تكمُن أهميتها عند احتياجك لها، فكل المناصب وكل الأشخاص وكل الأشياء مهمة فقط إذا احتجت لها، والله سبحانه وتعالى تَحَدَثَ عن ذلك فى مُحكم كتابه فقال: «وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ»، وَ«اللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الرِّزْقِ»، فالله سبحانه وتعالى وزع الأرزاق وقسّم النعم على عباده لينفع بعضنا البعض ولخدمة بعضنا البعض وليس لجلب المشقة والذُل لبعضنا البعض! فكل المهن يحتاجها المُجتمع ولا يستطيع أحد أن يُجزم أن مهنة شخص أهم من مهنة شخص آخر! فأهمية المهنة ترتبط باحتياجك لها، فإن شعرت بتعب تحتاج لدكتور وقتها يصبح الدكتور أهم شخص لديك، إن كان لك قضية فى المحكمة وقتها سيصبح القاضى مهماً لاحتياجك له، أيضًا المهن البسيطة المُرتبطة بالحِرف كالنجار والسباك وعامل النظافة فقد تحتاجه أكثر من اى شخص آخر بل قد تجد شخصاً صاحب جاه فى حاجة لهم، فقد احتاج عزيز مصر لسيدنا يوسف لتفسير رؤياه وهو سجين، فلا يستصغر أحد مهنة شخص يومًا ما فالكل سواء، الله خلق جميع الناس ليعبدوه ولتعمير الأرض، والتعمير ليس فقط كما يُظن البعض بالزواج والإنجاب للحفاظ على البشرية من الإنقراض! بل التعمير يأتى بأن يُكمّل بعضنا البعض.

ولا يدرى البعض بأنه فى يوم ما قد يكون كل منا فى مكان الآخر، أى لا يظن أحد أنه فى يوم ما قد لا يحتاج لأحد، ولا يعتقد أحد بأنه مجرد انتهاء مصلحته مع أحد يركله زعمًا منه بأنه لن يحتاجه مرة آخرى!مصداقًا لقوله تعالى:«كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآَهُ استغْنَى»، فقد يكون الدكتور فى يوم ما المريض والعكس، وقد يكون الجانى المجنى عليه والعكس، كل منّا يحتاج لجميع المهن إلى جانب مهنته! فالمهندس يحتاج لمن يبنى له منزلاً! الدكتور قد يحتاج لمن يُعالجه، القاضى قد يحتاج لمن يُدافع عنه وقد يقف أمام قاض آخر ليس لتُهمة شخصية بل قد يكون فى موقف المجنى عليه، فإذا كنت أنت صاحب منصب أو تمتلك موهبة، فاعرف أنها فى خدمة الغير، فالله لم يمنحها لشخصك بل هى رزق ونعمة لك لاستغلالها فى نفع البشرية، فإذا لم تُحسن استخدام تلك النعمة أصبحت نِقمة عليك وينزعها الله منك.

 

عضو مجلس النواب 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسافة السكة والأشخاص الحياة و ر ف ع ب ع ض ك م ف و ق ب ع ض د ر ج ات يستطيع أحد قد یکون

إقرأ أيضاً:

الاستغلال والاستغفال

هل نحن الآن نعيش فى ظل أزمة ضمير ولا يراعى فيها أحد غيره ويحاول بكل قوة استغلال واستغفال الآخر، كل واحد منا يعتقد فى سلوكه بأنه على حق لكى يستطيع أن يخدع الآخر، ولا يجد هذا الآخر من يدافع عنه، حيث استطاع عديمو الضمير أن يقلبوا كل شىء.. الباطل إلى حق، والحق إلى باطل. لذلك ابتَعد كُل شخص ما زال لديه وازع من ضمير عن الصورة، وقَبل السكوت، حتى هزم الباطل الحق وغاب الضمير. وبقدر ما يؤلمنى الوضع لأن هناك أناسًا لا يجدون من يحنوا عليهم ويدافع عنهم فانطبق عليهم بيت للشاعر العظيم المتنبى إذ قال: «يقضى على المرء فى أيام محنه ... حتى يرى الحسن ما ليس بالحسن» وهذا سبب ما يؤلمنى حقاً أن الناس وصلوا إلى حد قبولهم لكل شىء، وبعد اختلاط الحابل بالنابل أصبحوا يرون الباطل بأنه حقيقى.. بسبب انتشار الرشوة والمحسوبية وغيرها من السلوكيات التى لا تراعى الله.

مقالات مشابهة

  • الإطار :حسم مرشح رئيس الحكومة الجديدة يحتاج إلى أشهر
  • الصحة: نتحرك لتوطين إنتاج اللقاحات البشرية والوصول لـ 50% من الاحتياج المحلي
  • خالد أبو بكر: موضوع الحصانة البرلمانية يحتاج إلى إعادة تعريف
  • الاستغلال والاستغفال
  • البرهان: السودان يحتاج إلى إعادة صياغة الدولة من جديد
  • العالم العربى من الاستعمار للاستقلال
  • الدكتور عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة: يؤكد في ذكرى الجلاء أهمية توحيد الصف الوطني خلف القيادة الشرعية
  • قانون خفي وراء الفوضى: لماذا تتحطم الأشياء بالطريقة نفسها؟
  • محافظ طهران: خفض تلوث الهواء يحتاج إلى خطة تمتد 20 عامًا
  • ناس وناس.. بين التبذير والحرمان!!